كتاب الحديث والتصوف

كتاب الحديث والتصوف

كتاب الحديث والتصوف 

بقلم: خالد محمد عبده 

لمطالعة الكتاب:

Download (PDF, 13.66MB)

صدر مؤخرًا عن دار المشرق في بيروت، كتاب “الحديث والتصوف”: دراسة وتحقيق بلال الأرفه لي وفرانشسكو كيابوتي.

والكتاب على الرغم من صغر حجمه إلاّ أنه هام في بابه، فلم نعرف -في حدود بحثنا- كتابًا عربيًا تناول هذه الفكرة على النحو الذي صدر به هذا الكتاب.. في الجزء الأول من الكتاب دراسة عن العلاقة بين علم الحديث والتصوف كُتبت في الأصل باللغة الإنجليزية والجزء الثاني من الكتاب فيه قصة العباس بن حمزة مع ذي النون المصري .. ونلاحظ هنا أن أبا الفضل العباس بن حمزة بن أشوش النّيسابوري (ت 288/901) وذا النون المصريّ كما هو معروف من متقدمي الصوفية (ت نحو 245/859).

يتناول الكتاب إذن فترة تاريخية هامة .. وأوّل إشارة يقدّمها أن الدراسات الغربية كثيرة .. وهذا ما لا يتمّ الالتفات إليه .. خذ مثلاً نسبة (النيسابوري) وابحث عنها في كتب التراجم والطبقات والتواريخ، ستجد على الأقل عشرة أعلام حتى القرن الرابع الهجري كانوا صوفيّة ومحدّثين ولهم إسهامات في العلمين، سأضرب مثالاً على ذلك بأبي القاسم النيسابوري، ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء، والسلمي في طبقاته، ولا أظن أن بحثًا واحدًا كُتب عنه باللغة العربية رغم أن الرجل يعدّ شيخًا من شيوخ الحاكم النيسابوري وله موقف من علم الكلام وإشارات في تفسير القرآن ونظرات في التربية ..
الإشارة الثانية التي ترد في دراسة الحديث والتصوف إلى دور الجنيد البغدادي في توحيد مختلف الأطراف، إذ ثمّة نصيحة قدّمها له مربّيه الروحي (السريّ السقطي) تتلخّص في دعائه له: جعلك الله صاحب حديث صوفيًّا، ولا جعلك صوفيًّا صاحب حديث. فكثرة الرواية تشغل الإنسان عن الرعاية إذا استعرنا مفهوم ذي النون المصري الذي أورده صاحب حلية الأولياء كسبب لعدم استمرارية غريب الصوفية في الانشغال برواية الحديث النبوي.
إشارة أخرى إلى العناية المبكّرة من قِبل الصوفية بجمع الأحاديث النبوية متمثّلة في تدوين أحد المعاصرين للجنيد كتابًا في الأمالي الحديثية، تؤكّد اهتمام الصوفية بالنقل والأثر، وهذا من شأنه تصحيح الصورة السلبية عن الصوفية التي تحصرهم وتختصر مشاربهم في فكرة (حدّثني قلبي) كما رُوي عن أحدهم.. ومن المناسب هنا أن نحيل على دراسة أنجزها أبو اليزيد العجمي ونُشرت في حولية الجامعة الإسلامية بباكستان عام 1993 عن شخصية النبي في التراث الصوفي.. فحضور النبي وأثره في تكوين علم التصوف أمر أساسي التفت إليه كلّ من بحث في فكرة مصدرية التصوف.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!