حِكمٌ صوفيّة
- قال أحدهم: ترديدُ الحرف الصوت بغير حروف يُمزِج الغيب بالشهادة كما تفعل الموسيقى.
- وقال: الحيوانات حروف الله المتحرّكة، والجمادات حروفه الساكنة، وكلٌّ كلامه لعباده وذكره، كما قال: ﴿الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا﴾ [الكهف:101].
- وقال: أهل المواقيت خمسةٌ قائمٌ بالوقت، ومطمئنٌّ بالوقت، وراضٍ بالوقت، وصابرٌ على الوقت، ومتسخّطٌ بالوقت. فالمتسخّط في ناره! والصابر عليه في حبسه، والراضي به في جنّته، والمطمئنُّ فيه عبدُ الله، والقائم به وجه الله.
- وقال: من وُسّع عليه من الدنيا نُغّص عليه فيها بمقدار ما تنقص سعته عن أمله، ومن قنع بالكفاف من الدنيا عُوفي من تنغيصها بما لم يَزِد أمَلُه على كفايته.
- وقال: النيّة خطوة عقل، فلذلك يصل بها الناوي في وقته إلى غاية مقصده، فمن نوى شيئَا فهو فيه، ومن نوى غاية فهو فيها، ولذلك كانت نيّة المؤمن أبلغ من عمله.
- وقال: الفقيه الذي يأخذ من اللفظ معناه فيُجْريه فيما هو أعمّ من لفظه بمقتضى نور العقل والحكمة، والعالم الذي يأخذ معنى اللفظ الدينيّ فيُجْريه بمقتضى نور العلم والإيمان، والتفسيرُ نقل وقائع نزول القرآن بحسب أوقات المُكث الذي نزل فيه ﴿وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا﴾ [الإسراء:106] والتأويلُ صرف الخطاب إلى سابق معنى عند الصارف يردّ إليه مآل الخطاب، فتأويلُ كلّ أحدٍ بحسب مبلغه من العلم، والفهمُ الأخذُ من إفادة الخطاب من غير حاجة إلى سابق فَسْرٍ ولا نظرٍ إلى متقدّمِ علمٍ سابق، فيأخذ الفاهم من القرآن ما أعطاه القرآن لسماعه إياه على خُلوٍ من عقدٍ سابقٍ ولا من مذهبٍ متقدّم ولا من فَسْرٍ متقيّد، والمعنى مسلكُ العقل بالعلم فيما بين مدلول الاسم إلى غاية الحقيقة التي هي أقصى منال العقل والعلم من ذلك الأمر.
- وقال: الفؤادُ وجهُ القلب الذي فيه حواسّه وسمعه وبصره.
- وقال: الألوهيّة غيبٌ أبدًا، والعبوديّة عينٌ أبدًا، فإذا ارتفعت الأرواح لم يبق غيبٌ ولا عين.
- وقال: الجهلُ حجابُ الرحمة، والعلمُ حجاب الله.
- وقال: ما ذكر ذاكرٌ عيب غيره إلّا لانطوائه على عيبٍ خفيّ عنه في نفسه “يُبْصِرُ أحدُكم القذَاة في عينِ أخيهِ ويَدَعُ الْجِذْعَ في عينِهِ” قمن ذهب عيبه لم يشهد عيبًا من غيره، وإنّما يكون قوله وفعله حُكمًا لا نبزًا.
- وقال: كلّ ما كان لله لا ينحاز.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا ذكرتم مصدر هذه الحكم بارك الله فيكم
تمّ ذكر المصدر هنا