من الزهد إلى التصوف بالمغرب
(ق6-2هـ ٬ 12-8م)
محمد المغراوي
كلية الآداب والعلوم الإنسانية-الرباط
يمكن التمييز في تاريخ التصوف المغربي إلى نهاية الدولة الموحدية. أي أواخر القرن السابع الهجري. بين ثلاث مراحل متميزة :
1- مرحلة الزهاد. استمرت إلى نهاية الفرن الخامس الهجري؛
2- مرحلة ظهور الصوفية. ابتداء من أواخر القرن الخامس وانتشارهم خلال القرنين اللاحقين؛
3- مرحلة ظهور الطوائف الصوفية ابتداء من القرن السابع الهجري.
غير أنه من الصعوبة تحديد تاريخ دقيق لبداية التصوف بالمغرب الأقصى. خصوصا وأنه لم يواكب تطور التصوف بالمشرق الذي استغرق قرنين كاملين، ووصلت مؤثراته إلى كل من إفريقية والأندلس.
أما الزهد – باعتباره ظاهرة سابقة للتصوف ومشتركة معه في عدد من السلوكيات – فنجد ملامحه مبكرة في المجتمع والثقافة المغربيين، وقد استغرقت مرحلة الزهد وقتا أطول، وتجلت في أعداد من العلماء والفقهاء المغاربة الذين جمعوا في انسجام فطري بين العلم والعمل سيرا على منهج السلف، فكان الزهد عندهم تعبيرا عن المضامين الأخلاقية والروحية للإسلام. وكانوا زهادا عمليين ساهموا في متابعة نشر الإسلام في المغرب، كما كان بعضهم يشارك في الرابطة والجهاد بالمغرب والأندلس. ولم تخل حقبة من القرون الخمسة الأولى من هذه النوعية من العلماء الزهاد.
1 – مرحلة الزهد أو ما قبل التصوف بالمغرب الأقصى
من الواضح أن أهل الغرب الإسلامي قد تأثروا خلال القرون الأولي للإسلام , بشكل ملحوظ بظاهرة الزهد التي تمثلت في النماذج الأولي للفاتحين المسلمين والصحابة والتابعين الذين دخل عدد منهم إلى إفريقية بالخصوص. وكذا فقهاء القرون الأولى بالبلاد. ويمكن اعتبار حضور هذه الأجيال من العوامل التي ساعدت الخوارج على النجاح في المغرب ابتداء من ثورتهم العارمة سنة 122هـ. وتأسيسهم لبعض إماراتهم. على اعتبار أن الزهد كان أحد دعائم دعوتهم. وكان لاستمرار مرحلة الزهد طويلا بالمغرب أثر واضح على طبيعة التصوف المغربي فيما بعد، بحيث ظل أقرب إلى ملامح هذه المرحلة من حيث بساطته ونزعته الأخلاقية العملية ٠ وبعده عن التأثر بالتيارات الصوفية التي تبنت مقولات فلسفية إشرافية رغم أنها كانت نشيطة في الدعوة الأندلسية. من أوائل الزهاد المغاربة الذين نصادف أسماءهم في المصادر الوسيطية الأمير القاسم بن الإمام إدريس الثاني الذي كان أمير طنجة وأصيلا والبصرة من مدن الشمال، ثم اعتزل السلطة وتزهد في مكان على البحر المحيط قرب طنجة إلى وفاته([1]).
ومن أقدم الزهاد المغاربة الذين رحلوا إلى المشرق واشتهروا به الزاهد أبو عبد الله محمد بن أحمد السوسي أو المغربي، من أهل السوس الأقصى, ومنه انتقل إلى القيروان وصحب بها عددا من الزهاد. مثل الفقيه البهلول بن راشد الذي لقبه الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه “زاهد المغرب”، وقد واصل أبو عبد الله السوسي رحلته إلى المشرق وتوفي بطور سيناء سنة 299هـ/912م. وقد بلغ درجة متقدمة في الثقافة الصوفية تدل عليها بعض الأقوال التي أثرت عنه. منها تعريفه للزهد بقوله : “الزهد تجريد القلوب ونزوع اليقين بالانصراف سرا وجهرا([2]). ومن الزهاد أيضا أبو الأحوص أحمد بن عبد الله. غادر المغرب الأقصى وسكن سوسة بإفريقية، وكان مقصد الزوار للأخذ عنه والتبرك به. حتى إن الأمير ألأغلبي إبراهيم بن أحمد كان يزوره ويجله([3]) ومما يدل على وجود تقاليد زهدية بالمغرب في هذه المرحلة المبكرة استقطابه لعدد من
زهاد المشرق مثل ذي النون المصري وأبي سعيد أو أبي سلهامة المصري([4]). المتوفى في حدود سنة 340هـ/951م. الذي رغم قلة المعلومات عنه فإنه يمثل نموذجا لهذا التواصل الروحي المبكر بين المغرب ومصر. من غير المستبعد أن تكون أعداد الزهاد بالمغرب أكثر مما ذكر. بالنظر إلى قدم ظاهرة الرباطات والتقاليد التي رافقتها في الإقبال على العبادة إلى حد الانقطاع لها. والتركيز على التربية الروحية والأخلاقية, التي ظلت تشكل جانبا مهما من انشغال الفقهاء المغاربة, غير أن تأخر الاهتمام بالترجمة للزهاد قد غيب الحديث عن نوعية من الزهاد من غير الفقهاء كما سنجده ابتداء من القرن السادس/12م. لأن كتب طبقات العلماء لم تهتم إلا بأهل العلم. وذكرت منهم طبعا عددا من الذين غلب الزهد على سلوكهم. أما الزهاد من غير العلماء فلم تكن تتحدث عنهم. ولم يبدأ الاهتمام بهم إلا ابتداء من القرنين السادس والسابع الهجريين حين ظهرت أولى كتب المناقب بالمغرب ككتاب “أخبار صالحي رجراجة” لمؤلف مجهول. والمستفاد في مناقب الصالحين والعباد بمدينة فآس وما يليها من البلاد” لابن عبد الكرم التميمي (ت604هـ/1207 م) و”التشوف إلى رجال التصوف” لابن الزيات التادلي (ت627هـ/1230 م).
أ- علاقات الزهاد المغاربة بالأندلس والقيروان والمشرق
ظهرت بالأندلس تجربة صوفية واضحة المعالم في القرن الرابع هي حركة أبى عبد الله محمد بن عبد الله ابن مسرة الجبلي (319-269هـ/ 931-882م) الذي كان مذهبه خليطا من المؤثرات الصوفية الإشراقية والاعتزالية. ويعتبر مؤسس مدرسة التصوف الفلسفي في الأندلس. وبه تأثر كل رواد هذا الاتجاه فيما بعد([5]). لكن حركته لم تتمكن من الانتشار بسبب تضييق السلطة الأموية عليها. ثم ظهر بعده أعلام صوفيون آخرون تعددت مشاربهم, فكان منهم من ينحو منحاه. في حين كان بعضهم أقرب إلى النفس السني مثل أبي بكر يحيى بن مجاهد الإلبيري الزاهد (366هـ/977م) وأبي عبد الله محمد بن أبي زمنين المري النفزي (399-324هـ/1009-936م) والعالم المحدث أبي عمر الطلمنكي (ت429هـ/1038م) وأبي عمرو معوذ بن داود الأزدي التاكرني (ت 431هـ/1040 م), وغيرهم من مشاهير أقطاب التصوف الأندلسي إلى أواسط القرن الخامس الهجري/11م. كانت رحلات الزهاد المغاربة إلى الأندلس كذلك نشيطة خلال هذه القرون، واحتفظت المصادر بأسماء بعضهم مثل جساس الزاهد. من زهاد سجلماسة. رحل إلى المشرق ثم دخل الأندلس ورابط بمجريط([6]). “فكان يروي بها كتب الزهد مثل كتاب “الزهد” ليمن بن رزق([7]) . ودخل الأندلس من زهاد سبته أبو محمد خلف بن على بن ناصر بن منصور البلوى السبتى. الذي “كان زاهدا متبتلا سائحا في الأرض لا يأوي إلى وطن. راوية للعلم ضابطا للكتب. سكن بمسجد متعة بقرطبة معتكفا على العبادة. فكان الصلحاء والزهاد يقصدونه ليسمعوا منه، وتوفي بإلبيرة صدر الفتنة البربرية سنة 400هـ([8]) . وكما ساهمت الرحلة المشرقية من جانبها في ربط المغاربة بالحركة العلمية بالمشرق، ففد ربطت جسورا مع أوساط الزهد ومع الحركة الصوفية التي كانت قد قطعت أشواطا بعيدة في المشرق. وكان بعض زهاد هذه المرحلة من كبار العلماء. ومن أشهرهم في القرن الرابع الهجري الفقيه أبو ميمونة دراس بن إسماعيل الجراوي الفاسي (ت357هـ/968م) الذي رحل إلى المشرق ودخل القيروان فدرس بها. وأخذ عنه بها أبو محمد بن أبي زيد القيرواني- وكان يتردد على الأندلس مجاهدا([9]). وهو من كبار علماء المغرب في عصره. وأحد الفقهاء الذين يرجع إليهم الفضل في نشر فقه مالك بالمغرب([10]). ومن أهل مدينة فاس أيضا قاضيها أبو محمد عبد الله بن محسود الهواري (ت401هـ/1011م), أوربي الأصل. رحل إلى القيروان ولقي الإمام ابن أبي زيد القيرواني. ثم عاد إلى وطنه. وكان من كبار علماء المغرب في عصره. و”من أهل الفضل والزهد في الدنيا والإقبال على الله ([11])وفي سبتة اشتهر عدد آخر من الزهاد منهم أبو عثمان سعيد بن خلف الله بن إدريس بن سليمان البصري المعروف بالزناجي، “كان زاهدا متبتلا يقيم معتزلا بمسجده بزقاق الخير([12]).ازدادت خلال القرن الخامس/11م أعداد الزهاد ازديادا واضحا نلمسه في كتابي “المدارك” و”التشوف” وغيرهما. واتضح من خلال كتاب “التشوف” أن حركة الزهد كانت تغطي في هذا القرن مناطق متعددة. وتعددت أسماء الزهاد. غير أن البحث في تراجم علماء هذا القرن والقرون التي سبقته يوصلنا إلى غلبة الطابع الزهدي عليهم. ومن أشهرهم في ذلك مثلا الفقيه أبو عمران الفاسي (ت.430هـ/1039م) وتلميذه وجاج بن زلو اللمطي, وأبو الحجاج يوسف بن حمود بن أبي مسلم الصدفي قاضي سبتة (ت.428هـ/1037م) ([13]) ، وليس القصد هنا تتبع جميعهم.
ب- أثر الرباطات في نشر تقاليد الزهد
كانت الرباطات منتشرة في مختلف البلدان الإسلامية. وقد ارتبط مفهوم الرباط([14]) منذ البداية. في المشرق ثم بعد ذلك في المغرب. بالمرابطة للجهاد وحراسة الثغور على حدود المواجهة بين المسلمين وأعدائهم الذين كانوا يختلفون حسب المناطق, وكان المتطوعة يقيمون بها. ثم تعززت هذه الوظيفة الجهادية بسلوك طبعته مجاهدة النفس والإقبال على العبادة كنوع من الاستعداد الروحي للجهاد. وقد أدت التطورات اللاحقة إلى ظهور مؤسسات صوفية حلت محل الرباطات مثل الرابطات والزوايا في المغرب. والخانقات والتكايا في المشرق.
يبدو أن حركة الزهد في المغرب قد ارتبطت بطبيعة تقبل المغاربة للإسلام التي طبعها العمق والبساطة والصدق. وساهمت في نموها الرباطات التي أسست في مرحلة مبكرة بالغرب الأقصى. وكانت تقع بالخصوص على الطريق التي مر منها الفاتحون المسلمون الأوائل. حيث أسس الأمازيغ عدة رباطات كرباط ماسة ورباط شاكر ورباط نفيس وأغمات ورباط سلا ورباط أصيلا وتيط وغيرها. وقد اعتبر بعض الباحثين أن ظهور التصوف بالمغرب تلازم مع ظهور الرباطات([15]) ، لكن الأصح هو أن الرباطات احتضنت ظاهرة الزهد مدة لا بأس بهام لأنه من المعروف تاريخيا أن التصوف لم يظهر بشكله الاصطلاحي إلا خلال القرن السادس الهجري/12م. من أول وابرز الرباطات رباط شاكر. ويسميه ابن الزيات التادلى “رباط عقبة من بلد نفيس([16]), وكان في الواقع مسجدا أسسه الفاتح عقبة بن نافع الفهري وهو أقدم مسجد في المغرب الأقصى([17]). أما شاكر([18]) الذي ينسب إليه فهو شاكر بن عبد الله الأزدي أحد أصحاب الفاتح عقبة([19]) استبقاه بالمنطقة سنة 64ه/683م ليعلم أهلها الإسلام. وأصبح للموقع قيمة معنوية خاصة في المنطقة كلها, وصار رباطا تجتمع حوله القبائل المصمودية وتقدسه, لذلك اهتم الأدارسة به فيما بعد وبنوا فيه مسجدا ظل مشهورا لعدة قرون، وكان يقام به أول موسم سنوي لأهل الصلاح في المغرب استمر إلى العصر المريني. ساهمت هذه الرباطات التي عرفتها منطقة الجنوب في ظهور استعداد لدى أهلها لممارسة الزهد. ثم لتقبل التصوف فيما بعد كسلوك يتلاءم مع نمط الحياة الذي رسخته الرباطات في ذاكرة المجتمع. والمعتمد على التقشف والمجاهدة اليومية وغلبة الطابع الروحي والأخلاقي. لم تقتصر وظيفة هذه المجموعة من الرباطات والمساجد. خاصة بأغمات ونفيس وماسة. على نشر تقاليد الزهد. بل قامت إلى جانب ذلك بحركة نشيطة في نشر الإسلام بالجنوب: بجبل درن وجبال جزولة والصحراء. أما أقدم الإشارات إلى الوظائف الجهادية للرباطات في المغرب فنجدها عند الرحالة البغدادي ابن حوقل الذي تحدث عن دور رباط سلا في محاربة البرغواطيين([20])
ج – حركة الزهد ومقاومة النحلة البرغواطية([21])
لاشك أن أدوار بعض الرباطات فد تعززت بوجود تحدي النحلة البرغواطية للعقيدة الإسلامية. حيث نهض رباط نفيس بدور بارز في محاصرتها من ناحية الجنوب. ومما يثير الانتباه بهذا الخصوص أن محاربة البرغواطيين بهذه المنطقة في القرن الرابع الهجري كانت تتم بزعامة مجموعة من فقهاء المصامدة في شكل جماعي منظم بتوجيه من شيخهم الإمام آبي محمد بن أبي زيد القيرواني. الذي انتذبهم لمحاربتها. وكان الفقهاء بهذا الرباط يعبئون قبائل هسكورة ورجراجة لمحاربة برغواطة ومحاصرتها من الجنوب. وقد تزعم الحركة عدد من الفقهاء من أبناء القبائل القوية. واستشهد بعضهم في المعارك المستعرة([22]).ومن الرباطات التي قامت أيضا بتعبئة الناس للنهوض بواجب الجهاد ضد البرغواطيين رباط سلا. الذي قال عنه الرحالة ابن حوقل : وبسلا كان يوجد رباط يرابط فيه المسلمون. ويكثر القاصدون إليه حتى إنه ربما يجتمع فيه نحو مائة ألف مرابط. كان رباطهم فيه على كفار برغواطة([23]). كما كان لرباط تيط قرب أزمور دور هام في محاربة البرغواطيين بزعامة الأسرة الأمغارية الشهيرة. وكانت رباطات أخرى تحاصرها شرقا وجنوبا. كانت الرباطات بالمغرب الأقصى امتدادا لمثيلاتها في باقي بلاد المغرب. وقد وطن البكري في كتابه “المسالك والممالك” مجموعة منها بالمغرب الأوسط وافريقية([24]). ويفهم اندثار بعض الرباطات المغربية بعد القرن الخامس الهجري /11م وتحول مجموعة أخرى إلى رابطات للعبادة والتربية فقط. في سياق التحولات الدينية التي أعقبت القضاء على النحلة البرغواطية وتكوين الدولة المركزية بالمغرب. وتحول وظيفة الجهاد إلى مسؤولية رسمية للدولة، وانتقال ساحتها الرئيسية إلى الأندلس.
د- الفقه والزهد والجهاد بين رباط نفيس ومدرسة دار المرابطين
يتضمن كتاب القبلة لأبي صالح الأيلاني أخبارا في غاية الأهمية عن الدور الذي كانت منطقة نفيس ورباطها الشهير تضطلع به في نشر الإسلام بين سكان المناطق المجاورة لها في القرن الرابع الهجري/10 م. وقد أصبح لمصطلح الرباط والمرابطة دلالة قوية في مجتمع المغرب الأقصى إلى حدود القرن الخامس خاصة في الجنوب المغربي. ومن هنا جاءت تسمية مدرسة دار المرابطين([25]) الرائدة التي أسسها بالسوس أحد تلاميذ أبي عمران الفاسي وهو وجاج بن زلو اللمطي ليجعلها منطلقا لنشاط دعوي وعلمي وتربوي في ارتباط مع مالكية القيروان. وقد بقي تلميذه عبد الله بن ياسين الجزولي وفيا لهذا المصطلح الذي أصبح ذا قداسة خاصة في الحركية التاريخية للعصر، حيث لم يلبث أن أسس هو الآخر رباطا على البحر في صحراء لمتونه([26]). ومن هذا الرباط كان الانطلاق نحو تأسيس حركة المرابطين التي تحولت فيما بعد إلى دولة مجاهدة تمكنت من توحيد بلاد المغرب والأندلس. لذلك فإن الدلالة القداسية التي أصبحت للمصطلح في الذاكرة المغربية جعلته يتحول إلى اسم حملته أسر مغربية عديدة. كما حملته عدة مدن في العصر الموحدي مثل رباط تازى ورباط الفتح، وأصبحت شحنته القداسية في المجتمع المغربي تأتي مباشرة بعد مصطلح الشريف.
2- بدايات التصوف بالمغرب
أ- تأثير متصوفة إفريقية
استمر التواصل العلمي والروحي لعدة قرون بين القيروان والمغرب. غير أن بعض مظاهر التواصل كانت أكثر بروزا في الجنوب، بسبب ارتباط المصامدة بمدرسة القيروان الفقهية. وقد لعبت القيروان دورا حيويا في نقل الثقافة الصوفية إلى المغرب الأقصى في القرن الخامس الهجري. عن طريق هجرة بعص صوفيتها. واستمرت العلاقة قوية إلى حدود القرن السادس الهجري/12-11 م. وقد أسهم في ذلك الفقهاء المغاربة الذين زاروا القيروان. أو الإفريقيون الذين ترددوا على المغرب أو استقروا به وبثوا به تعاليمهم؛ ويتعلق الأمر بجماعة من الصوفية أشهرهم أبو الطيب الصفاقصي (ت.402هـ/1012م). كان صوفيا متكلما. ألف عقيدة أشعرية([27]) لشيخ رباط تيط أبي جعفر إسحاق بن إسماعيل أمغار. ورافق أبا الطيب إلى المغرب الأقصى أخواه محرز ومحمد، ونزلوا جميعا بأغمات وريكة بالموضع المعروف بإيغيل، وكانوا علماء صالحين أخذ عنهم أهل أغمات وانتفعوا بهم([28]). وجاء بعدهم إلى نفس المدينة الصوفي أبو عبد الله محمد بن سعدون بن علي بن بلال القيرواني (ت485هـ/1092 م), وكان قد أخذ بمكة عن أبي بكر المطوعى النيسابوري تأليفه في التصوف، وسكن بأغمات وريكة إلى وفاته([29]). واشتهر من زهاد أغمات أيضا الفقيه أبو محمد عبد العزيز التونسي الزاهد (توفي بأغمات سنة 486هـ/1093 م)([30]) وهو من تلاميذ أبى عمران الفاسى. درس الففه للمصامدة مدة. درس كتاب “الرعاية لحقوق الله” للمحاسبي وكان يحث مريديه على قراءته. جاء من القيروان هو وابن أخيه عبد السلام التونسي. الذي سكن بأغمات نم انتقل إلى تلمسان وتوفي بها,([31])وجاءت معهما أخت لهما كانت من الصالحات. ودفنت بأغمات وريكة وكان الناس يتبركون بزيارة قبرها. وقد أسهم هؤلاء جميعا في نشر الفقه والزهد.([32])إضافة إلى أبي الفضل ابن النحوي التوزري (ت513هـ/1119م) صاحب قصيدة “المنفرجة”. وقد أقام مدة بمراكش وسجلماسة وفاس. وكان قد كتب رسالة إلى أمير المسلمين علي بن يوسف يستنكر فيها إحراق كتاب “إحياء علوم الدين ” للإمام الغزالي من طرف المرابطين سنة 503هـ ثم قرر العودة إلى بلده فتوفي بالمغرب الأوسط. ([33])
ب- الملامح الأولى للتصوف بالمغرب
ظهر التصوف كاتجاه فكري وأخلاقي بالمشرق. وأصبح له بالتدريج قواعد ومقامات ومصطلحات خاصة. وبنية تنظيمية ما فتئت تتطور متخذة شكل الطائفة ثم الطريقة. بعد أن خضع في مسيرته لعدد من المؤثرات لا يزال النقاش قائما حولها بين الدارسين. ([34]) وأدى هذا التنوع في المصادر إلى تنوع في توجهات الصوفيين ومشاربهم. فظهر في التصوف اتجاهان أساسيان عرف احدهما بالتصوف السني أو الأخلاقي وأبرز ممثليه أبو القاسم الجنيد المعروف بشيخ الطائفة. وعرف الأخر بالتصوف الفلسفي. وأشهر ممثليه أبو يزيد البسطامي. وأصبح لكل اتجاه منهما طبيعته واصطلاحاته الخاصة وانتشرا معا بالمشرق والمغرب ورغم وصول تأثيراتهما إلى الغرب الإسلامي فإن الغلبة كانت للاتجاه الأول لدى صوفية المغرب الأقصى. يعتبر العصر المرابطي بداية لمرحلة تحول مهمة في تاريخ التصوف بالمغرب الأقصى. ورغم غياب تقاليد صوفية بالمعنى الاصطلاحي فقد كانت هناك حركة زهديه واسعة تستمد وجودها من الخلفية التاريخية للإسلام في المغرب. ومن طبيعة العصر نفسه الذي طغت عليه سمة الصلاح والجهاد. وتجسدت أولا في الحركة المرابطية التي اعتمدت في تكوينها طابعا زهديا عمليا بتوجيه الإمام عبد الله بن ياسين الجزولي. الذي تعتبره كل من كتب مناقب العلماء والصوفية أحد رجالها كـ”المدارك” و”التشوف” مثلا. ثم ظهرت ملامح التصوف خلال القرن الخامس بشكل بارز، وإن كانت إرهاصاته قد ظهرت قبل ذلك في شكل محدود انطلق التصوف المغربي كتيار زهدي أخلاقي بطريقة هادئة. واستطاع أن يعم البلاد في ظرف وجيز. لذلك فإن بعض الباحثين ربطوا السرعة التي انتشر بها التصوف بالحماس الديني الذي أحدثه المرابطون ثم من بعدهم الموحدون في المجتمع المغربي([35]). إضافة إلى أن طبيعته. البسيطة العملية صادفت استجابة تلقائية لدى المغاربة، واعتبروا شيوخه رموزا للصلاح، بما كان يبدو عليهم من تجسيد لقيم الزهد في متاع الدنيا والترفع عنه. فجاء انتشاره منسجما مع طبيعة اجتماعية وتطلع روحي مسيطر. فبدا كاتجاه روحي عميق الجذور في البيئة المغربية ومتماه معها. لذلك لم يحدث ظهوره أي رد فعل لدى الفقهاء أو لدى المجتمع الذي احتفى بكل من الزهاد والصوفية ولم يفرق بينهم. إلى جانب احتفاله بأهل العلم. لقد بدأت ملامح المدرسة الصوفية المغربية تتضح بشكل أقوى منذ أواخر القرن الخامس الهجري/11م منطلقة من أصولها الزهدية الراسخة ومستفيدة من تأثير المدارس الصوفية في الشرق وإفريقية. عن طريق رحلات الفقهاء والزهاد المغاربة وصلاتهم ببعض شيوخ التصوف وأخذهم عنهم. ففد اتصل أبو جبل بعلى الفاسي (ت.503هـ/1109م) بالشيخ أبي الفضل عبد الله بن حسن الجوهري (ت.480هـ/1087 م) وأخذ عنه طريقته. ونتيجة لهذه الاتصالات عرف التصوف انتشارا سريعا بعد القرن الخامس الهجري. فقد قال صاحب “مفاخر البربر”: “وأما الأولياء والصلحاء والعباد والأتقياء والزهاد والنساك والأصفياء فقد كان في البربر منهم ما يوفي على عدد الحصى والإحصاء”. وينعكس ذلك بوضوح في كتب “المستفاد” و”التشوف” و”المقصد الشريف “. ومن الضروري التأكيد هنا على أن هذا الاحتكاك لم يؤد إلى استنساخ تجارب صوفية إفريقية والمشرق. بل عمل صوفين الغرب على إضفاء الطابع المحلي على تجربتهم حتى لا تبدو متنافرة مع الواقع وبناه الاجتماعية من جانب آخر يلاحظ أن الاتجاه الذي غلب على التصوف المغربي منذ ظهوره هو الاتجاه الاجتماعي المستند إلى رصيد كبير من التجربة الروحية العميقة، مما جعله قادرا على أن يوجد لنفسه هامشا للتحرك تركه في منأى عن الاصطدام بالسلطة المرابطية التي كانت لها مواقف مستفزة للصوفية منذ قيامها بإحراق كتاب “إحياء علوم الدين ” للإمام الغزالي سنة 503هـ/1109م دون غيره من كتب التصوف. ثم اعتقالها ومتابعتها لعدد من الصوفية الأندلسيين بالخصوص. من أشهرهم أبو العباس بن العريف وأبو الحكم بن برجان. لكنها في نفس الوقت حافظت على علاقة مودة مع بعض شيوخ التصوف بالمغرب كابي عبد الله أمغار شيخ رباط تيط. وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الحكم المرابطي استهدف صوفية الأندلس لاعتبارين:
– لخلفياتهم الصوفية الفلسفية التي كانت تشكل استمرارا كاتجاه ابن مسرة المعروف بنزعته الإشرافية. والتي رأى الفقهاء فيها تهديدا مباشرا للدين.
– لتخوف السلطة المرابطية من تنامي المد الصوفي الذي كان يقف على النقيض من توجهات الدولة المرابطية على المستوى الفكري والعقائدي. ولظهور بعض عناصر التنظيم على بنيته العامة.
في الواقع لقد وسعت المواقف العدائية للمرابطين من التصوف الشقة بينهم وبين المتصوفة الأندلسيين ممثلين في “طائفة المريدين” التي لم تتأخر في إعلان ثورة عارمة بعدد من مدن غرب الأندلس سنة 539هـ/1144م. وذلك عندما شعر زعماؤها بضعف المرابطين وتغلب الموحدين عليهم في أغلب مناطق المغرب. ثم تمكن الموحدون من استرجاع المبادرة وتحجيم خطر الثورة التي فقدت تماسكها بالتدريج وانتهى زعيمها أبو القاسم بن قسي مقتولا بأيدي بعض أتباعه سنة 546هـ/1151م.
ج – العصر الموحدي والانطلاق القوي للتصوف
بقيام دولة الموحدين وجد التصوف تربة أكثر خصوبة للانتعاش. فكثرت مظاهره في المجتمع. وظهرت أعداد كبيرة من شيوخ التصوف الكبار الذين بلغ عدد منهم إلى درجن الولاية,([36]) وارتبط الناس بهم وكانوا يكثرون التردد عليهم. ومن أشهرهم الشيخ أبو الحسن بن حرزهم وأبو يعزى يلنور الهسكوري,([37]) وأبو شعيب السارية.([38]) وأبو عبد الله أمغار. وأبو الحسن بن غالب (ت1172/568م). ([39])وأبو موسى الدكالي. ([40]) وأبو عبد الله التاودي دفين فاس. وأبو العباس السبتي دفين مراكش. وكان خاتمة هذه الدفعة الأولى من كبار أولياء المغرب هو مولاي عبد السلام بن مشيش (ت.625هـ/1228 م) وتلميذه أبو الحسن الشاذلي، وأبو محمد صالح (ت.631هـ/1234م).
كما أخذت الطوائف الصوفية في الظهور أيضا. وكانت أولاها الطائفة الماكرية التي تنسب للشيخ أبي محمد صالح الماكري دفين أسفي. ثم تلتها طوائف أخرى ذكرها ابن قنفذ القسنطيني في “أنس الفقير” وبذلك يكون التصوف قد انطلق في المغرب على قاعدة اجتماعية صلبة لم تزدها القرون اللاحقة إلا رسوخا وتماسكا. حتى صار أحد ثوابت الشخصية والثقافة المغربية, وأحد عناصر التماسك في المجتمع بطابعه التضامني وتعاليمه الاجتماعية.
خاتمة
بعد هذه المقدمات حول بدايات التصوف بالمغرب إلى حدود أوائل القرن السادس الهجري/12م نستنتج أن المجتمع المغربي ارتبط بالإسلام ارتباطا عضويا جعل السلوك الزهدي والممارسة الأخلاقية من صميم التدين. الشيء الذي أهل المغاربة فيما بعد لاحتضان التصوف باعتباره صورة أكثر وضوحا في التعبير عن المضامين الروحية والأخلاقية والسلوكية للدين. غير أن ما ينبغي التأكيد عليه هنا هو أن التأليف لم يواكب هذه التطورات، فلم يكتب المغاربة عن القرون الأولى للزهد ولا عن رجالها، ونذهب إلى أن السبب في ذلك هو تأخر ظاهرة التأليف في جميع العلوم في المغرب إلى حدود القرنين الرابع والخامس الهجريين. لكن الأمر سيختلف نسبيا بعد ذلك مع المدونات المناقبية القيمة للقرن السابع الهجري.
الهوامش
[1] لا زال ضريحه قائما قرب مدينة طنجة ويعرف بسيدي قاسم.
[2] المالكي، “رياض النفوس” ، تحقيق إبراهيم البكوش، بيروت، دار الغرب الإسلامي،ج1 ، ص. 197-196 ؛ أبو عبد الرحمن السلمي، “طبقات الصوفية”، تحقيق نور الدين شربة، القاهرة، مكتبة الخانجي، ط،3 ، 1997، ص.245-242 ؛ ابن الملقن،”طبقات الأولياء”، تحقيق نور الدين شريبة، القاهرة، مكتبة الخانجي ، ط.1، 1973 ، ص.403- 402.
[3] المالكي، ” رياض النفوس ” ،ج1 ، ص 485- 482 ؛ القاضي عياض، ترتيب المدارك،ج. 4 ، ص. 380
[4] هو المعروف بمولاي بوسلهام، وقد تساءل الكتاني عن سبب عدم اهتمام المؤلفين به وبأمثاله من كبار الصلحاء الذين رغم اهتمام المجتمع بهم واحترامه لهم، “سلوة الأنفاس”ج. 2، ص. 17.
Salmon, G., “Quelques legendes relatives a Moulay Bou Selham”, Archives Marocaines, T. 4, 1905, p. 412-421; Michaux-Bellaire, Ed., “Une opinion sur Moulay Bou Selham”, Archives Marocaines, vol. 15,fasc. 1,1908, p. 183 — .188
[5]كان ا ن مسرة معتزليا، وكان هو وأصحابه – يقولون بخلق القرآن، ابن حيان، “المقتبس” ، نشر شالميا، كورينطي، صبح، منشورات المعهد الاسباني العربي للثقافة بمدريد وكلية الآداب بالرباط، 1979 ،ج. 5 ص. 21. 28-27
Asin Palacios, Aben Massara y su Escuela, Madrid, 1914, p. 42-44
[6] مجريط هو الاسم العربي لمدينة مدريد.
[7] ابن الفرضي، “تاريخ علماء الأندلس” ، القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة، 1966 ،ج. 1 ، ص. 104
[8] القاضي عياض، “ترتيب المدارك”بيروت، ج 4 ، ص 779 ؛ ابن بشكوال، “الصلة” ،ج.1، ص.177، رقم 404
[9] القاضي عياض، “ترتيب المدارك” ،ج. 6،ص. 82- 81
[10] محمد المغراوي، “دراس بن إسماعيل الفاسي” ، معلمة المغرب
[11] ابن الزيات “التشوف” ص 116 ، هامش 103 ؛ ابن ابي زرع، “روض قرطاس” ص 117 ؛ الجزنائي “جني زهرة الاس” ص٠ 96 ؛ ابن القاضي “جذوة الاقتباس” ، ص٠ 420 ؛ الكتاني “سلوة الأنفاس”،ج. 3 ، ص. 160 .
[12] القاضي عياض، “ترتيب المدارك” ،ج 8 ، ص. 85
[13] القاضي عياض، “ترتيب المدارك” ،ج7 ، ص. 280.
[14] الفرد بل، “الفرق الإسلامية بالشمال الإفريقي” ترجمة عبد الرحمن بدوي، بيروت، دار الغرب الإسلامي،1981،ص- 99 103.واشار جورج مارسي إلى أن أقدم رباط بالغرب الإسلامي هو رباط المسير الذي أسس سنة 179ه/795م بافريقية انظر:
G. Marcais, “ Ribat”, Encyclopedie de l’lslam, 2° ed. T. VIII, p. 510 لكن يبدو أن رباط سوسة قد أسس قبلة بمدة قليلة في عهد يزيد بن حاتم (حكم بين 155و 172م/ 788-772م) انظر: M. Talbi, L’Emirat Aghlabide, Paris, 1966, p. 394; Mar^ais, G., “Notesur les ribats en Berberie”, Melanges Rene Basset, Paris, 1925, t. II, (395-430), p 416; Torres Baibas, Rabitas hispano-musulmanas, p. 475; Encyclopedic de .Tlslam, Art. “Ribat
[15] علال الفاسي، “التصوف الإسلامي”.
[16] “التشوف”، ص 401
[17]”التشوف”، ص 315
[18] لا يزال ضريحة قائما قرب شيشاوة، ويطلق علية اسم سيدي شيكر.
[19]”التشوف”، ص 51
[20] ابن حوقل، “صورة الأرض”، ص. 82.
[21]كانت هذه النحلة محاولة تحريفية للدين الإسلامي على شاكلة عدد من النحل المشابهة التي عرفها المشرق، جمعت بين تأثيرات خارجية وغيرها وغلب عليها التلفيق والسذاجة. أسسها رجل يدعى صالح بن طريف، من أهل برباط بالأندلس. كان خارجيا ثم تأثر خلال رحلته المشرقية بالثقافة الباطنية وتعاطي للتنجيم والسحر٠ جعل نحلته منطلقا لتأسيس إمارة سنة 124ه/742م بمنطقة تامسنا وقد ظلت قائمة إلى أن قضى عليها المرابطون سنة 451ه/1059م. وكان المغاربة قد حاربوها بلا هوادة على مدى قرون عديدة لذلك لم تنشر خارج حيزها القبلي.
[22] مثل داود بن يملول الصنهاجي، ويحي بن ويديفاوا الصادي من بلاد هسكورة وابنة، وتزعمها الجهاد أيضا يعلي بن مصلين الرجراجي،وهم من تلاميذ أبي محمد بن أبي زيد، ولحق بهم آخرون منهم وجاج بن زلو اللمطي،الأيلاني، “كتاب القبلة”، تحقيق مونيكا ريوس، منشورات كلية الآداب- جامعة برشلونة، 2000 ، ص. 46- 45.
[23] ابن حوقل، “صورة الأرض” ص، 82.
[24] منها بافريقية والمغرب الأوسط: رباط صفاقس ، خمسة محارس قرب المنسير، محرس ورباط خفناس،رابط ومحارس ومجامع للصالحين بسوسة، رباط الحامة جنوب تونس، رباط قصر أبي الصقر، مرسي رباط قصر الحجامين، رباط قرطاجنة، رباط بنزرت، رباط شرشال، رباط مرسي مغيلة، رباط ارزاو، رباط حصن ندرومة. “المغرب في ذكر بلاد افريقية والمغرب”، ص. 51-21.
[25] “التشوف”، ص. 89
[26] وطن بعض الباحثين هذا الرباط قرب أوليل على الساحل الموريطاني.
[27] لا زالت مخطوطة في جزء صغير وقد اطلعنا عليها احد الفضلاء
[28] جمعهم ابن الزيات في ترجمة واحدة، “التشوف” ص. 162- 161.
[29] القاضي عياض، “ترتيب المدارك” ابن بشكوال، “الصلة”، ج 2 . ص. 602: وبه بدأ ابن الزيات كتابة “التشوف” ص 85- _83 ابن فرحون، “الديباج” ، ج 2 ، ص. 299: وذكر ابن خير في “فهرسته” عناوين ستة من مؤلفات المطوعي ادخلها ابن سعدون إلى افريقية، ص. 254 – 295.
[30] عياض، “المدارك”ج. 4، ص، 771 ؛ ابن الزيات “التشوف، ص. 93-92.
[31] ابن الزيات “التشوف، ص. 112-110 ؛ ابن فرحون، “الديباج” ج. 2 ، ص. 23
[32] ابن الزيات “التشوف، ص. 94.
[33] انظر تفاصيل عن شخصيته ونشاطه عند: محمد المغراوي، “فتوى أبي الفضل بن النحوي حول كتاب إحياء علوم الدين للإمام أبي حامد الغزالي” ضمن: “منوعات محمد حجي” بيروت، دار الغرب الإسلامي، ك 1 ، 1998 ، ص.128-116
[34] سبنسر ترمنجهام، “الفرق الصوفية في الإسلام” ترجمة عبد القادر البحراوي، بيروت، دار النهضة العربية، ط1 ،1997 ، ص 59- 19.
[35] ج. س. كولان، مقدمة تحقيق “المقصد الشريف” للبادسي، بالربائذ المغربية .Archives Marocaines, vol. 26,1926, p. 7
[36] ترجم ابن الزيات التادلي في “التشوف” 277 زاهدا وصوفيا، أغلبهم من منطقة الجنوب
[37] المعروف بمولاي بو عزة، دفين تاغية بنواحي خنيفرة
[38] المعروف عند العامة بمولاي بو شعيب الرداد، دفين نواحي أزمور.
[39] يعرف بمولاي علي بو غالب، أصله من شلب بغرب الأندلس(البرتغال فيما بعد) هاجر إلي المغرب بعد فشل ثورة المريدين، واستقر بقصر كتامة إلى وفاته، وقبره معروف إلي اليوم بالقصر الكبير.
[40] المعروف بسيدي موسي، دفين سلا على البحر
التنبيهات: دبلوماسية “العارفين بالله”.. المغرب يُحلِّق دوليا بأجنحة صوفية | الرابطة نيوز
التنبيهات: دور التصوف المغربي في تمتين وتوطيد العلاقات المغربية الافريقية: السنغال نموذجا - أهلاً العربية
التنبيهات: دبلوماسية "العارفين بالله".. هكذا يُحلِّق المغرب دوليا بأجنحة صوفية
التنبيهات: دبلوماسية “العارفين بالله”.. هكذا يُحلِّق المغرب دوليا بأجنحة صوفية – مغربك