عشرون رباعية لمولانا جلال الدين الرومي
عرّبتها عن الفرنسية :
عائشة موماد – المملكة المغربية
1
ليكن العاشقُ ثملاً وسيّء السمعة طيلة العام
ليكن أحمق، قلقًا ومستطار اللب.
في صحونا، استسلمنا للحزن
إن ثملنا، فليحدث ما يحدث!
2
أولئك الذين احترقوا بنار الخريف
قد زهدوا في نعمة الربيع
الآن نخيط الثياب الجديدة
نعلم الدلال والدهاء.
3
من اختار جمعنا وديننا
رأى في جسدنا مائة روح صافية
من يشرب كأس غايتنا
يصبح ثملاً فيحسب ليلنا نهارا.
4
لمّا كانت هذه اللؤلؤة بمعيتي، كنت ممتلئا بالفرح.
مضطربًا كالموجة من عصف رياح وجودي،
هائجًا كالرعد، أفشيت سرّ البحر.
وكغيمة عطشى، نمت على الشاطئ
5
لا تكن مكروبًا فقد جاء الفرحُ
واس الحزينَ فقد جاء الفرحُ
جناحُ ذبابةِ الغمّ قد كُسر الآن
عندما حط الهم فوق جبل قاف
6
إن منحك الأملُ في أن يكون الحزنُ رفيقَك
لا تقبلْ… إنه يخدعك
في يوم الفرح، سيصير كلُّ العالم خليلاً لك
أما خليل ليل الهجر، فمن يظهره لنا؟!
7
في عشقي لك، يتضح بطلان كل حيلة.
أراق الهجر دم قلبي: لقد ضاعَ
لهذا الألم القادم منك، لا أريد أي دواء
من يقدر على مداواته؟ ألمي لا يساوي شيئًا.
8
أحضر ما يوحّد الروح الهائجة
أجلب ما يسكر السيد والعبد
أطلب، أجلب الفرح الأبدي:
بصوت إسرافيل، سأصير حيًّا.
9
لا يسمح لي معشوقي بالحديث عن الاتحاد
بجوره حطّم قلبي
بعد تحطيم قلبي، جلست منتظرًا على أعتابه
لأن معشوقي يرغب في أن يحطّم القلبَ.
10
متى يذل من رفعت؟
ومتى تسرُّ الروح التي جعلتها حزينة؟
ستمنح السماء العليا مائة قبلة كل يوم،
لتلك الأرجل التي قيدتها.
11
لقد جاء النبأُ: “وهو معكم أينما كنتم”.
من هذا الخبر، تدفقت الحرائق بالقلب.
لست سعيدا لأنك لا تعرف نفسك.
لو كنتَ تعرفها، ماذا يتبقى لك أن تعرف؟
12
لست يائسًا وإن نسيتني
أو اتخدت بعدي خليلا آخر
سأحتمل حزني من أجلك ما حييت
هناك الكثير من الأمل في غياب الأمل.
13
تلك الأعين الذارفة لدموع من دمّ والدائمة الحزن.
لا تطلب منها أن تغفو: متى ستعثر على النوم؟
إنها تظن أن لكل هذا نهاية
أنت يا من لا تعرف شيئًا عن العشق، من قال هذا؟
14
هناك حيث يوجد العفو والرضا، ما أهمية السلم أو الحرب؟
وهناك حيث يوجد العكس، ما أهمية المسبحة أوالعود؟
من يتقبله الله، ما أهمبة أن يكون بيزنطيًّا أو أسودا؟
كُن مستسلمًا راضيا كي لا تلم بك التعاسة.
15
أنت يا من دللتني بكل حنو،
الآن، وجدت الأعذار لطردي
إن تظهر عشقك بهذا الشكل للجميع.
فإنك لا تعرف شيئًا عن قيمة أحبابك.
16
عندما عزلنا بعيدًا عن تراب أعتابك
لبثنا دومًا وسط الدموع والآهات
كالشمعة المنهارة بالدموع
وكالعود الذي يرنمنا بشكواه.
17
أيا قلبي، إن عجزن عن تحمل الحزن، اذهب.
مجد العشق ليس شيئًا هينا: اذهب.
أيا روحي، تعال أنت، إن لم تكن مذعورًا
وإن أحسست بالخوف، فهذا ليس من شأنك، اذهب.
18
أنت يا من خلقت الساقي، تنازل عن الحزن الآن.
أنت يارفيق الروح المقدس، تنازل عن اللحظة.
تقول: “قد هربت من الحزن وغدوت فرحا”
من أجل فرح روحك، تنازل عن ذلك الفرح أيضًا.
19
أترضى آلامك أن يداويها أحدُ؟
أو هل يهرب الشوق بعيدا عنك؟
لقد قلت: “اقتل الرغبة في قلبك”
لنفترض أنني زرعتها، فهل ستنمو؟
20
ابتعدي أيتها الأحزان والظنون، إنك لخادعة
لماذا تسألينني عن الخيانة وسط بحر الوفاء؟
الاضطهاد يخيف الأطفال
قد أصبحت شيخا، و أنت تحديثينني هكذا؟
نشكر الأستاذة عائشة موماد التي خصتنا بهذه المجموعة من الرباعيات لنشرها على طواسين، وهي جزء من كتابها المترجم (رباعيات مولانا جلال الدين) الذي سيصدر قريبًا عن المحروسة في مصر.