Das Grab von Annemarie Schimmel

Das Grab von Annemarie Schimmel

 

قبر أنَّا ماري شيمل

د. أندريا هايست

قبر-أنَّاماري- شيمل - انماري

كان الأمر مثيرا للإهتمام، فالمعزين خليط شديد التنوع. النصف مسلمون أغلبهم متصوفة فى لباسهم التقليدى والنصف الآخر ألمان من معارف وتلاميذ شيمل. وقد نقل جزء من المعزين إلى مقابر مدينة بون حيث دفنت أنامارى شيمل إلى جوار أمها. أما باقى المعزين فجرى استقبالهم فى مبنى البلدية القديم لمدينة بون، وذلك على نفقة عمدة المدينة التى كانت بين المعزين.

كانت طقوس الدفن بروتستانتية بالدرجة الأولى لأنها دفنت من قبل الكنيسة البروتستانتية فى بون التى كانت تنتمى إليها. ورغم ذلك قرأ أحد المتصوفة المسلمون سورة الفاتحة بصوت رطب رخيم. لقد كان هذا مفاجأة! تصور خلال طقوس دفن مسيحية يقرأ القرآن الكريم. كان هذا أمرا نادراً بل وخارقاً لكل العادات المعروفة ولكن هكذا كانت شيمل نفسها. ثم غنى أطفال الكنيسة أغان كنسية ذات معان كانت أنامارى شيمل ترى أنها يمكن أن تكون محل اتفاق بين المسيحين والمسلمين. لقد كانت وبحق طقوس دفن مسيحية إسلامية!

ثم قدم المستشرق المعروف شتيفان فيلد تأبيناً علمياً جميلاً لأستاذته شرح فيه أن أنامارى شيمل تعد، بعدجوتة وفريدريش رويكارت بصفة خاصة، أهم مترجمة للآداب الشرقية إلى اللغة الألمانية. كان هدف حياتها أن تحدث عبر الكتابة والترجمة والمحاضرة نوعاً من التفهم الإيجابى للإسلام فى الغرب. وربما لأجل هذا وجد هنا فى ألمانيا كثيراً من الناس الذين هاجموها وآلموها فى أخريات أيامها.

وأخيراً دفنت أنامارى شيمل داخل صندوق جميل زين بوردة بيضاء. لقد دمعت عيناى. لقد كانت هذه المرأة مختلفة عن كل ما يقال عن المستشرقين فى الشرق من أنهم أعداء للإسلام وتجار للإمبريالية أو جواسيس إلخ. هذه المرأة لم تكن أى من ذلك. لقد كان هدفها أن تساهم فى تفاهم أفضل بين الشرق والغرب. واعتقادى أن هذا مهم جداً خاصة الآن حيث نقترب من حرب ربما ستدمر ما بقى من العلاقات الحسنة بين الشرق والغرب!

عندما نقلت أنامارى شيمل فى صندوقها من على مذبح الكنيسة إلى خارجها كانت الشمس تلقى أشعتها من خلال شبابيك الكنيسة وتنير كل ركن داخلها. لقد اعتقدت بالتأكيد أن شيئا ما له معنى. لقد كان باستطاعتها أن تقول أشياء جميلة مؤثرة. لقد قالت لتلاميذها مرة أنها تتمنى لو كان لها عمر ثان لتعمل وتواصل الكتابة. لقد أثر فيّ هذا بشدة. وعندما قيل لها فى المستشفى أنها ربما تموت فما كان منها إلا أن قالت”آه ، لقد أردت دائماً أن أعرف كيف يكون الحال فى الجانب الآخر”. لقد آسفت جداً لأننى لم انتهز الفرص التى اتيحت لتعميق صلتى بها أكثر. لكن عزائى الوحيد أن كتبها ما زالت بيننا.

(ترجمة د. عبدالسلام حيدر)

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!