كنوز النور

كنوز النور

كنوز النور

                                                       دكتور حسين إلهي قمشه اى

                                                        ترجمه عن الفارسية: عيسى علي العاكوب

 

القرآن هو أحوال الأنبياء

وهؤلاء هم أسماك بحر الكبرياء الطاهر

فإن أنت يممت شطر قرآن الحق

امتزجت بأرواح الأنبياء .

فيا رسولنا لست ساحرا

بل أنت الصادق ورداءك نفس رداء موسى

والقرآن لديك مث العصا

وهي تمزق الكفر كالحية

فلا تخشى نسخ الدين ، أيها المصطفى

فسنبقيه نحن إلى يوم القيامة.

إن الدر المكنون في صدف الاسلام هو الاستسلام لأمر الله ، والوصول إلى دار سلام العشق وجنة الأمن والراحة ، فقد قال تعالى : 《فادخلي في عبادي وادخلي جنتي 》[ الفجر ، 29] وبهذا المعنى الواسع ، كان الأنبياء و الأولياء و أحباء الحق جميعا على دين الإسلام ، مثلما حضر ابراهيم ، عليه السلام ،على هذا الدين الطاهر نفسه . ومثلما قال نوح ، عليه السلام : 《وأمرت أن أكون من المسلمين》[ يونس ، 72].

ويمكن القول بمعنى أوسع إن الاسلام هو دين الخلق كله ، إذ يقول تعالى : 《يسبح لله مافي السموات ومافي الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم 》[ الجمعة ، 1].

النصب وهما كان فيه ، فهو حياة

إنه عبدية أمام ربوبيته

(مخزن الأسرار)

وميثاق العبودية هذا هو شرك اللطف الإلهي ، ودعوة للموجودات جميعا أن :

تعالي إلي جميعا والتحقي بإقليم الحسن والكمال :

ثم استوى إلى السماء وهي دخان

فقال لها وللأرض :

ائتيا طوعا او كرها

قالتا : أتينا طائعين [ فصلت ، 11]

 

وهكذا رقصت جميعًا كالذرات في فضاء تلك الشمس ، وأخذت بالطيران نحو حسناء الوجود العديمة المظير دائرة ومسبحة . والانسان أيضا ، الذي هو أمير ركب قافلة الكائنات في هنا السير الأبدي ، عقد عهد العبودية في ميثاق 《ألست》 مع ربه في صبيحة الخلق عندما أخذ الرب سبحانه ذريات أبناء آدم وأشهدهم على أنفسهم قائلا :

ألست بربكم

قالوا بلى شهدنا [ الأعراف ، 72].

ولكن عندما آتى بني آدم ، بمقتضى الحكمة الأزلية ، الى دنيا النسيان ونسوا عهد العبودية ، أرسل إليهم بحكم العناية الربانية الأنبياء من حرم عزته حاملين رسالاتهم :

تعال ، تعال ، فلن تجد حبيبا آخر مثلنا

          أين الحبيب الذي هو مثلنا في الدارين كلتيهما؟

تعال،تعال، ولا تضع الوقت في كل ناحية

          فليس هناك مشتر لنقدك غيرك

تعال،وتفكر في لأنني أمتلك فكرتك

          وعندما تشتري الياقوت اشتر من ياقوتي

وامض بقدمك إلى من أعطاك القدم

           وانظر إليه بالعينين فهو الذي أعطى الرؤية

وصفق بالكفين في سرور به ؛ لأن الكف من بحر عطائه

فليس للسرور به غم ولا نصب

                                                   (ديوان شمس)

وعلى هذا النحو يكون رسل الله هم المذكرين بخاطرة الأزل ، وتكون صفحتهم تجديدالعهد العبودية ، لكي يذكروا الغافلين بنداء ربهم الذي قال :

《ألم أعهد إليكم يابني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين. وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم》[ يس ، 60].

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!