ترجمة فرنسية لرباعيات الرومي

ترجمة فرنسية لرباعيات الرومي

 

رباعيات مولانا جلال الدين الرومي

ترجمة: عائشة موماد

في عام 1950 قدّم عساف خالد جلبي  ترجمة فرنسية لرباعيات مولانا جلال الدين الرومي بعد أن نقلها من اللغة الفارسية إلى التركية، نُشرت هذه المختارات في باريس Librairie d’Amérique et d’Orient ونقدم للقارئ اليوم جزءًا من هذه المختارات التي أمست مجهولة ولا يشار إليها كثيرًا في الكتابات الحديثة عن الرومي، على أن نتابع الترجمة في حلقات أخرى.

-1-

ما الفائدة من النصائح والآراء؟

لقد دُمّرتُ في عشقك.

ما الفائدة من السُّكَّر؟

لقد ذقتُ السُّم.

قيل: “كبلوا قدميه!”

قلبي مجنون، لِمَ تكبيل قدميَّ!؟

-2-

عشقي في محطته الأخيرة، ساحرتي فائقة الجمال.

بقلبي كلامٌ كثيرٌ، فمي شديدُ الصمت،

هل رأيتَ قط شيئًا أشدّ عجبًا؟

لقد ارتويتُ، هناك ماءٌ صافٍ يتدفّق أمامي.

-3-

في حضورك، لا أنام من سحرك.

في غيابك، لا أنام من دموعي.

يا ربّ! إني سهران في هذه الليالي،

لكن انظر كم هي مختلفة!

-4-

ياربّ! يا أنا! يا أنت! جوهرتي المضيئة!

لكم يختلفُ أحدنا عن الآخر!

أنا قدرُك، لا أنام!

أنت قدري، لا تستيقظ أبدا.

-5-

هذه الكلمات المُرَّة التي تحطم القلب.

الرحمة! إنها لا تليق بهذا الفم.

الشفاه الحلوة لا تنطق بالمرارة.

قدري المر سببٌ لعدم الطعم هذا.

-6-

هذا المخلوق النضر الوجه الذي تغار منه الملائكة،

يأتي فجرًا، ويُنعم فيَّ النظر.

بكى، وبكيتُ أيضًا حتى الصباح،

سألني: “مَن منّا العاشقُ إذن؟”

-7-

نارُ عشقك تضيئني،

وماءُ رعايتك يغذّي نبع قلبي.

أصبح هذا الماء سرابًا، وأصبحت هذه النار وميضًا.

لم تكن سوى حلم دون شك.

-8-

رغم أني لستُ جميلاً، فإني أحبُّ جمالك،

لا أستطيع أن أكون خمرًا، لكني ثملٌ بالخمر.

لست رجلاً تقيا، ليكن؛

على الأقل، أنا من هؤلاء الذين يسكرون في الحانة.

-10-

رؤية وجهك فتّحت ورودًا بقلبي

وعيناك أضاءت عينيَّ.

كنت أقول: “ليحفظك الله من عين السوء”

للأسف، كنت أنا عين السوء تلك.

-11-

ليس هذا فصل الربيع…لا، إنه فصلٌ مختلف.

كل عينٍ تعزو ذوبانها إلى متعة مختلفة.

مهما تراقصت كلّ الأغصان،

فكلُّ واحدٍ يتمايل لسببٍ مختلف.

-12-

أنصت إلى الصوت العذب للعندليب،

ونسمة السماع سلبت قلبي.

أرى صورة معشوقتي تَتَمَرَّى في الماء،

وفي الوردة يسكن عطر أُنسنا.

-13-

لستُ أنا أنا، ولستَ أنت أنت ولستَ أنت أنا.

ولكن، أنا أنا وأنت أنت وأنت أنا.

إنه الحال الذي أوصلتني إليه يا معبود “خُتَن”

ألا أعرف إن كنتُ أنت أو كنتَ أنا.

-14-

لا يوجد في العشق سموّ ولا دناءة،

لا غباء ولا نباهة،

لا حافظ ولا شيخ ولا درويش.

يجب أن تكون تافهًا، وقحًا وفاسقًا.

-15-

عشقك يُدَوّيني كالأرغن،

وأسراري تتفشّى بلمسة من يدك.

كل وجودي المنهك شبيه بالقيثارة،

أَئن لكل وترٍ تلمسه.

-16-

لتسقط الصوامع والمدارس،

ليزدهرَ التصوف

إلا إذا اعتبرنا الإيمان كفرا، والكفر إيمانا.

لا أحد من خُدَّام الحق، يكون مسلما حقيقيا.

-17-

إنني هذه الليلة مع أنا آخر،

جالسَين فوق العشب.

هناك الكأس والخمر والحلوى والنور والموسيقيون، كل شيء،

لكن لا شيء يهمني إن لم تكن أنت.

-18-

لقد عُجن طين الإنسان بندى العشق،

وألف اضطراب، ألف فوضى تولد بالعالم.

ألف رمح من العشق ثقبت أوردة الروح،

كي تأخذ منها قطرة، وهذه القطرة تُسمّى: القلب.

-19-

وجهك شمس خارج السماوات،

وجمالك في مأمن من كل شرح وتفسير.

عشقك ساكن في أعماق ذاتي،

عجيب أن يكون خارج الكون والروح.

-20-

لستَ مصنوعا من ماء وتراب،

أنت خارج هذا العالم الضال، عالم الماء والطين.

الجسد جدول، والروح ماء الشباب التي تجري فيه،

أينما وُجدتَ لا تهتم بهذا ولا ذاك.

 

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!