جهود عبد الوهّاب عزّام في التركيّة وآدابها والصلات بينها وبين العربيّة وعلومها
د.يوسف بكّار
قد تساوينا جميعاً حين قمنا للصلاة
(عبد الوهّاب عزّام)
(1)
كان عبد الوهّاب عزّام (1894–1959) أكاديميّاً وأديباً وباحثاً ومحقّقّاً ومقارنيّاً ومناضلاً وسياسيّاً مصريّاً معروفاً، لكنّني، في هذا البحث، لا أترجم له ولا أُعرّف بآثاره في العربيّة وآدابها بحثاً وتأليفاً وتحقيقاً، ولا في الفارسيّة والأُرديّة وآدابهما تأليفاً وتحقيقاً وترجمة تجنّباً لما سبق في بحثي «عبد الوهّاب عزّام والخيّام»(1)، وحرصاً على وقف هذا البحث على جهوده في التركيّة وآدابها والصلات بينها وبين العربيّة وعلومها.
(2)
كانت لعبد الوهاب عزّام، لمعرفته اللّغات الشرقيّة الثلاث (الفارسيّة والتركيّة والأُرديّة) وتخصّصه في الأدب الفارسي تحديداً، ريادة علميّة وتعليميّة منظّمة وجهود بارزة تأليفاً وتحقيقاً وترجمة فيها جميعاً في زمنٍ كانت معرفتنا فيه باللّغات الشرقيّة وآدابها قليلة محدودة. حسبه أنه كان أوّل من أنشأ الدراسات الشرقيّة، وأوّل من علّم الفارسيّة والتركيّة وآدابهما في مصر كلّها. فبفضله استقرّ تدريس الفارسيّة والتركيّة بجامعة القاهرة، وانتقل منها إلى جامعات ومعاهد أخرى(2).
لقد كان مدرسة للدراسات الإسلاميّة، لأنه كان يؤمن أن الثقافة الإسلاميّة لم تنهض على العربيّة وحدها، إنّما على الفارسيّة والتركيّة كذلك، وأن من يريد أن يلمّ بهذه الثقافة إلماماً صحيحاً عليه أن يقرأ ما كتب عنها باللّغات الثلاث(3).
لقد كانت رسالته وهواه الإسلام والعروبة(4). إذ كانت «الأُمّة الإسلاميّة بعربها وعجمها أهمّ ما يفكر فيه… وغاية ما يرمي إليه في رسالته»(5). لقد كان خادماً مخلصاً للإسلام في حياته كلّها، وصاحب نزعة عربيّة حرّة سمْحة لا تعصّب فيها؛ وهو مسلم مخلص وسمح في إسلامه. وكان يرى أن كلّ دار إسلام وطنٌ له كما كانت الحال في العصور الإسلاميّة الأولى(6).
(3)
خلّف عبد الوهاب عزّام في التركيّة وآدابها آثاراً قيّمة بحوثاً ومقالات وترجمات في موضوعات مختلفة، ناهيك برحلاته إلى الديار التركيّة (1929 و1937)، كما هي رحلاته إلى البلاد الإسلاميّة الأخرى، تكميلاً للغاية التي كان ينشدها من التّعرف على أحوالها لكي تمكنه من دَرْك ما كان يبغي من الوقوف على ثقافاتها(7)؛ وهي قمينه بدراسة خاصة وحدها. وناهيك بتحقيق «مجالس السّلطان الغوري» (1944)، وترجمته، مع حمزة طاهر، كتاب «اتحاد المسلمين» لجلال نوري عن التركيّة (1940).
كما ترجم طُرفاً من شعر السلاطين الثلاثة محمد الفاتح، وبايزيد الثاني، وسليمان القانوني(8).
(4)
أعدّ عبد الوهاب عزّام وخرّج نفراً ممتازاً من التلاميذ الذين أشرف عليهم في رسائلهم العلميّة للماجستير والدكتوراه في موضوعات عربيّة وفارسيّة وتركيّة، يعنينا منهم هنا حسين مجيب المصري في رسالته للدكتوراه «الشاعر التركي فضولي البغدادي»، التي صدرت لاحقاً في كتاب بعنوان «فضولي البغدادي أمير الشعر التركي القديم»(9).
أحسب أن هذا الباحث المتخصص، رحمه الله، يظلّ أبرز الباحثين العرب وأغزرهم إنتاجاً في الدراسات التركيّة الأدبيّة والمقارنيّة في الآداب الثلاثة العربيّة والفارسيّة والتركيّة التي ترك فيها، فضلاً عن كتابه الأُمّ السابق، الآثار الآتية القمينة بالبحث والدرس(10):
– «من أدب الفرس والترك»، مكتبة الجامعة، القاهرة، 1950.
– «تاريخ الأدب التركي» مطبعة الفكرة، القاهرة، 1951.
– «في الأدب العربي والتركي: دراسة في الأدب الإسلامي المقارن»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1962.
– «رمضان في الشعر العربي والفارسي والتركيّ»، دار النهضة المصريّة، القاهرة، 1964.
– «صلات بين العرب والفرس والترك: دراسة تاريخيّة أدبيّة»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1971.
– «الصّحابي الجليل سلمان الفارسي عند العرب والفرس والترك»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1973.
– «الأدب التركي»، دار المعارف، القاهرة، 1978.
– «إقبال والقرآن»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1978 (فيه فصل عن شعراء الترك والقرآن).
– «في الأدب الإسلامي الشعبي المقارن»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1980.
– «المولد الشريف: منظومة للشاعر التركي القديم سليمان ﭼـلبي»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1981.
– «صولغون بريـل (وردة ذابلة): شعر تركي عربي»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1984.
– «فارسيّات وتركيّات»، مكتبة الجامعة، القاهرة، 1984.
– «بين الأدب العربي والفارسي والتركي: دراسات في الأدب الإسلامي المقارن»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1985.
– «مصرفي الشعر التركي والفارسي والعربي: دراسة في الأدب الإسلامي المقارن»، الدار الأنجلو المصريّة، القاهرة، 1986.
(5)
كانت ترجمة قصيدة «الزامر الأعمى»(11) بداية كتابات عبد الوهّاب عزّام في التركية وآدابها.
المهم أنّه بدأ جهوده في التركيّة بصديقه محمد عاكف (1873–1936) «شاعر الإسلام»، الذي كان قد هاجر إلى مصر ليتخلّص -كما يقول صهره- «من متاعب الحياة ويتفرغ لنظم قصة «الاستقلال»؛ وقد امتدت إقامته فيها سبع سنوات بحلوان في كنف الأمير عباس حليم باشا. ولما عرّفه عبد الوهّاب عزّام، بعد أن أضحى صديقه، بأساتذة كلية الآداب، اختاروه ليدرّس التركيّة فيها، فكان محبّباً إليهم وإلى الطلبة يأنسون به ويجلّونه. يقول يحيى الخشّاب(12): «وإذا كان الأستاذ قد كسب للجامعة المصريّة أن يعلّم فيها شاعر الإسلام محمد عاكف، فإنّه قد كسب للجامعة ولمصر كلّها أن يجمع حوله جمعيّة الأخوّة الإسلاميّة. هذه الرابطة التي أدخل فيها طلاب العلم من البلاد الإسلاميّة المختلفة مع إخوانهم من تلاميذ الأُستاذ في مصر ليكونوا في المستقبل العامل الأوّل في توطيد عرى الصداقة بين الأمم الإسلاميّة… وكان يرمي إلى طرح التعصب للوطن والمذهب، ويدعو إلى التآخي والتسامح».
لقد ترجم لعاكف، بعد «الزّامر الأعمى» قصيدة «سيفي بابا»(13) (الأب سيفي) وقصيدة «الفنّان»(14) قبل أن يكتب عنه ويعرّف به، لأنه كان ينتظر أن يأذن له تواضع عاكف وحياؤه أن يكتب عنه. فلما تحقّق له هذا، لكن بعد وفاته بسنة، كتب عنه أربعة مقالات تحت عنوان «شاعر الإسلام محمد عاكف»(15):
الأول، قصّ فيه كيف تعرّف عليه تعرّفاً تحول إلى صداقة عميقة آلت إلى زيارات ولقاءات ومجالس علم وقراءات في اللغات الثلاث العربيّة والفارسيّة والتركيّة، وفي شعره وشعر شاعر باكستان الشهير محمد إقبال. وتحدّث عن مرضه في آخر أيامه بمصر واشتداده عليه بعد عودته إلى استانبول، وما لبث أن لقي وجه ربّه. ووصفه بقوله: «كان صديقي حيّياً، نزْر الكلام، كثير التّفكير، طويل الصّمت، نزّاعّاً إلى العزلة، نفوراً من المجامع…».
والثاني قصَرَهُ على ترجمة مقال «أيام عاكف الأخيرة» لصهره عمر رضا، الذي تحدّث فيه عن مرضه، وكشف عن أنّه لما طُلب إليه أن يترجم القرآن الكريم إلى التركيّة اعتذر إجلالاً للقرآن، لأن ليس ثمّة من يستطيع أن يترجمه على ما هو جدير به؛ بيد أنّه أذعن كارهاً وترجمه. وحين رغب في أن ينشر تفسيرات في الحاشية مع الترجمة فرفضت الحكومة، امتنع عن إعطائهم الترجمة.
فأمّا الثالث فعرض فيه لُمعاً من سيرته، وركّز على أهميته في الأدب التركي، وأجمل ما كتبته الصحف التركيّة عن تشييع جنازته في موكب مهيب، وعن موقف طلبته الذين أنشدوا، حين سُجّي في لحده، بصوت واحد «نشيد الاستقلال» الذي نظمه هو، وقرروا أن يسمّى يوم وفاته في كلّ عام «يوم عاكف».
أمّا الأخير فجعله لشعره من خلال ديوانه الكبير «صفحات» بأجزائه السبعة الصغيرة التي خصّ كلاًّ منها بعنوان سوى الأول الذي أطلق عليه «بِرنْجى كتاب» (الكتاب الأول). أمّا الستة الأخرى فعناوينها، على التوالي، هي: «سليمانيه كرسيسنده» (في كرسي السليمانية)، و»حقك سلسري» (أصوات الحقّ)، و»فاتح كرسيسنده» (كرسي الفاتح)، و»خاطره لر» (خاطرات)، و»عاصم»، و»كوركه لر» (الظِّلال)، الذي نشره قبل وفاته بعامين، وكان قد نظم أكثره في «حلوان» بمصر. جلّ هذا المقال توضيحات لمضامين أجزاء الديوان.
وأمّا الأخير فوقف فيه على مثالٍ من شعره الاجتماعي؛ قصيدة «السّفط» التي ترجمها نثراً؛ وهي نموذج لاهتمام عاكف بالوقائع الصغيرة والحوادث التي لا يكترث لها النّاس عادة.
وقد رأى يحيى الخشّاب أن ما كتبه أستاذه عن شعر عاكف وما ترجمه منه لم يكن «نقلاً للأدب التركيّ إلى اللغة العربيّة فحسب، وإنّما كانت دروساً في بيان حقيقة الاتجاه الإسلامي في تركيا الحديثة، وكيف يمكن الإفادة منه»(16).
(6)
وترجم عبد الوهاب عزام للشاعر إسماعيل صفا(17) ثلاثة نصوص نثراً: «الشيخ البائس» و»ليكن لك»، و»قلت وأقول».
وعرّف، بإيجاز، بنامق كمال(18) (1840–1888)، وعدّه أبا الأدب التركي الحديث «الذي نزل من أفكار الترك وقلوبهم منزلة لم ينزلها غيره، والذي لا تزال آثاره مدوّنة في التاريخ التركي الحديث محفوظة في قلوب الجيل الحاضر». وكشف عن تأثره بـِ «شاسي أفندي» الأديب التركي الذي تعلّم في فرنسا واحتذى بشعرائها، والذي كان يحثّ ناشئة الترك على انتهاج أسلوب جديد في الأدب من خلال مقالاته التي كان ينشرها في صحيفة «تصوير أفكار» التي شاركه نامق في تحريرها، ثم خلفه في إدارتها بعد أن فرّ إلى باريس في العام 1280 هـ/ 1860 م. بيد أن الحكومة التركيّة ضاقت ذرعاً بمقالات نامق، وحاولت أن تسكته بتوليته بعض المناصب، لكنه أبى وفرّ مع عدد من رفاقه إلى «لندرة» (1282 هـ/ 1866 م)، وأصدر فيها صحيفة «المخبر» التي أصدرها في باريس أيضاً، وأتبعها بجريدة «الحريّة». ثم درس الحقوق والاقتصاد السياسي في باريس، وترجم بعض الكتب الفرنسيّة إلى التركيّة. وعاد إلى استانبول بعد أن مات الوزير علي باشا في العام 1287 هـ، وأصدر جريدة «عبرت»، وجعل يكتب مقالات جريئة لم تحتملها الحكومة فنفته إلى قبرص. وظلّ مذ ذاك من منفى إلى سجن حتّى وفاته. ذكر عزّام له ديوانه وبعض أعماله التاريخيّة وكتابه الذي ردّ فيه ما كتبه «رينان» الفرنسي عن الإسلام. وترجم أربعة نصوص من نثره وشعره، وقال: «يتجلّى في كتب كمال حماسته وغيرته في سبيل وطنه والإسلام. كما يتجلّى الخلق العظيم، والنّفس الكبيرة، والعزيمة الماضية، والصبر على المكاره، والخيال الرائع، والتصوير الجميل، والإعراب الحرّ عن آرائه ومشاعره».
ومما ترجم من شعره قوله:
– لا تجعلنّ نفسك أذلّ من التراب الذي تطؤه. اثبت على عزيمتك على رغم الدهر الذي لا ثبات له.
– إن كان لا بدّ للحياة على ظهر الأرض من تمريغ الوجه بالتراب، فاختر بطن التراب على رغم الحياة.
وقوله:
– أيّها الظالمون احذروا منازلة أبطال الحقّ، فإن نار الحميّة تصهر سيوف الظلم.
– ما حملت في حياتي سلاسل الإسار،
وإن الدّنيا تعرفني مبرأً من قيودها والآصار.
(7)
كتب عبد الوهاب عزام عن عبد الحق حامد(19) (1852–1937)، الذي لقّبه بـِ «شاعر الترك الأكبر»، فهو حامل لواء الشعر التركي غير منازع. غير أنه لم يقف عند شعره ونثره اللذيْن خلّف فيهما أكثر من ثلاثين عملاً، واكتفى بأن قال إنّه «يسلك فيها المسالك المختلفة موفياً على الغاية، بالغاً من الجمال والجلال النهاية»؛ لكنه عُني ببكائيتيه المؤثرتين: «المقبر» و»ألو» (الميت) في زوجه «فاطمة»، فترجم مقدمة «المقبر» النثريّة المؤثرة التي وُصفت بأنّها عهد جديد في نثر الترك وشعرهم. ثم ترجم(20) نموذجاً منه، كقول: عبد الحق: «أوّاه لم يبقَ الحبيب ولا الدّار، وبقي قلبي ملؤه الأحزان والأكدار. كانت هنا الآن فصفرت منها اليد؛ جاءت من الأزل وذهبت إلى الأبد.
أين أين أُفتّش عن هذا الحبيب؟ ومَنْ أُسائل عن هذا الغريب؟ يا ربّ، أين أين هي: في الأرض أم في السّماء؟ ربّ، من قذف بي في هذا الشّقاء؟».
أمّا «أحمد حكمت بك»(21)، فعدّه عبد الوهاب عزام واحداً ممّن أحيوا الأدب التركي القديم، وأهم آثاره «خارستان وجـلستان» (روضة الشّوك والورد)، ثم لخّص ميزات أدبه، فقال: «يعتمد أحمد حكمت في كتابته على الحس أكثر من الخيال. أسلوبه رقيق، ومعانيه سهلة، وأفكاره متينة. أكثر كتبه حافلة بالقصص والحكايات. يسعى حين الكتابة لإظهار حقيقة ما يكتب…، قليل التكلّف والصنعة. ولقد صوّر الأدب الغربي بصورة توافق لغته وبيئته». واستشهد من نثره بنصّ «ساعة خَلْق الكون» الذي ترجمه إلى العربيّة.
وترجم عبد الوهاب عزام للأديب شهاب الدّين (1870–1934 م) قطعة نثريّة عنوانها «دجلة»(22) نموذجاً للأدب التركي الحديث، الذي يمثّل حياة جماعة على شاطئ دجلة، أحسن الكاتب فيه «تصوير ما رأى حقيقة أم خيالاً».
(8)
الأهم أن عبد الوهاب عزّام ركّز كثيراً على الصلات بين العربيّة واللغات الشرقيّة الإسلاميّة الفارسيّة والتركيّة والأُرديّة وعلومها من خلال عدد من البحوث والمقالات منذ العام 1933 حتّى وفاته.
فلقد بيّن في بحثه «صلات اللغة العربيّة واللّغات الإسلاميّة: الفارسيّة والتركيّة والأُردية»(23)، وهو يتحدث عن اللغة التركيّة الإسلاميّة في فروعها الشرقيّة والغربيّة، التي صارت لغة ثقافة، بيّن أنّ العربيّة كانت لغة التأليف في العلم والأدب إلاّ قليلاً في تركستان الشرقيّة والغربيّة، واستشهد بالجوهري والفارابي والخوارزمي والبيروني والزمخشري وتواليفهم. شهد باهتمامه هذا تلميذه يحيى الخشّاب، فقال(24): «وحاضر الأستاذ عن تركستان في وقت لم تكن تُذكر فيه هذه الولاية الإسلاميّة تركيّة الأصل؛ فكان يلفت تلاميذه إلى وجوب العناية بهذه المنطقة التي كان لها في الثقافة الإسلاميّة أصالة جديرة بأن تذكّرنا بما هي عليه اليوم».
أمّا التركيّة فأضحت لغة أدبيّة في بعض أقطارها في عصور متأخرة حين عُرفت محاولات للكتابة بها بلهجات مختلفة منذ القرن الخامس الهجري؛ كان أهمها منظومات «علي شيرنوائي» و»بابر نامه» محمد ظهير بابر(25).
ولمّا قامت الدولة العثمانيّة جعلت تستعمل التركيّة في رسائلها جنباً إلى جنب مع الفارسيّة والعربيّة. نشاهد هذا ما في «منشآت السّلاطين» التي جمعها أحمد فريدون بك (القرن الحادي عشر الهجري) من رسائل باللّغات الثلاث، وما نظمه الشعراء وكتبه الكتّاب بها محتذين -في الأغلب- الأدب الفارسي، ومكثرين من استعمال الألفاظ الفارسيّة والتراكيب والألفاظ العربيّة. وظلّ طغيان الفارسيّة سائداً حتى عصر عبد الحق حامد ومجايليه.
ومن أبرز مظاهر تأثير العربيّة في التركيّة أن ظلّ الترك، كالفرس، يدرسون كتب البلاغة العربيّة ويطبقونها على لغتهم من دون أن يزيدوا أو يغيّروا في الموضوعات والاصطلاحات ويشرحوها بلغة عربيّة أو فارسيّة أو تركيّة ليست بعيدة عن العربيّة.
أمّا ما أُلّف في التركيّة من كتب اللغة ومعاجمها فكان إمّا على قَرِيّ الكتب العربيّة وإمّا معارضاً لها، من مثل كتاب «لغات الترك» الذي أُلف في القرن الخامس الهجري (العصر السلجوقي) قبل أن تغدو التركية لغة علم وأدب، والذي اعترف مؤلفه أنه استعار ألقاب أبواب كتابه، التي سمّاها كتباً، من العربيّة، من مثل «كتاب الهمزة» و»كتاب السّالم» و»كتاب المضاعف»، فضلاً عما خالجه من أن يبني كتابه كما بني الخليل بن أحمد كتاب «العين»، ويذكر المستعمل والمهمل.
واستعار الترك في النحو والصرف، بدءاً، مصطلحات النحو والصّرف العربيّة من دون تغيير، ثمّ استغنوا عمّا لا تحتاج إليه لغتهم، وزادوا مصطلحات احتيج إليها كالمفعول إليه. المهم أن التأليف في قواعد اللغة التركيّة لم يبدأ -إلاّ في ندرة- قبل القرن العاشر الهجري(26).
والقالب الشعري والعروض والقافية من مظاهر تأثير علوم العربيّة في التركية، التي نظم شعراؤها على القالب الشّطري ذي الوزن الواحد والرّوي الواحد، وتركوا الرّجز المشطور وقسّموا ما عداه، كما في الأدب الفارسي، قسمين: القصيدة والغزل. فالقصيدة منظومة طويلة لا تقلّ عن ثلاثين بيتاً ولا تزيد على مئة غالباً، والغزل منظومة قصيرة تتراوح بين سبعة أبيات وخمسة عشر بيتاً في الأغلب؛ أكثر ما تكون في الغزل وقد تجيء في موضوع آخر يلتزم الشاعر فيها بذكر لقبه الشّعري أو تخلصه في البيت الأخير.
وأخذ الترك العروض الفارسي جملة وتفصيلاً سواءٌ ما نظموه في أكثر بحور العربيّة المعروفة أو ما استخرجوه واشتقّوه من دوائر العروض العربي وما أحدثوه في بحورها من تغييرات في عدد التفعيلات والزّحافات والعلل. غير أن في عروضهم أوزاناً مقطعيّة تقاس بعدد المقاطع لا التفعيلات(27).
(9)
تحوّل عبد الوهّاب عزّام، بعد ما تقدم، إلى موضوعة الألفاظ العربيّة في اللغات الإسلاميّة من حيثُ الحفاظ على صيغها ومعانيها وتحريف الألفاظ وتغيير المعاني أحياناً؛ فكان حظّ التركيّة من هذا ما يأتي(28):
– نُطّق الترك بالقاف فقط من حروف العربيّة لأنها في لغتهم، ولم تبدّل «همزة» أو «قافاً معقودة» كما في غير لهجة من اللهجات العربيّة. وتركوا الحروف الأخرى، فصارت (الثاء والصاد) في الألفاظ العربيّة المستعملة فيها مثل (السين)، و(الحاء) قريبة من (الهاء)، و(الضّاد) صارت (زاياً مفخّمة)، و(العين) قريبة من (الهمزة). لكنّ دارسي العربيّة من الترك يحاولون، ما في مكنتهم، أن ينطقوا هذه الحروف كما ينطقها العرب.
– حذف أداة التعريف من الكلمات العربيّة إلاّ قليلاً. وصارت «هاء» التأنيث (تاء) في مثل: رحمت وعصمت وفطرت.
– التّوسع في القياس أكثر من العرب واشتقاق ما هم في حاجة إليه، من مثل: ترفيع وتدميج ومتعكس (معكوس).
– توهم الجمع مفرداً في بعض الكلمات، فقيل: أحباب وأولاد وتجّار وكبار بمعنى حبيب وولد وتاجر وكبير.
– انزياح معاني ألفاظ عربيّة إلى معانٍ أُخرى قريبة أو بعيدة، مثل: محجوب بمعنى خَجِل، ومعصوم بمعنى بريء.
(10)
عرّج عبد الوهاب عزام على اقتراض العربيّة من التركيّة والأخذ منها مكتفياً بما تسرب إلى اللهجة المصريّة(29) تمثيلاً لا تفصيلاً في عهد المماليك والحكم العثماني.
تكثر الألفاظ التركيّة في عاميّة مصر في المصطلحات العسكريّة، وأسماء الأطعمة. فمن الأولى، مثلاً: جاويش (شاويش)، ويوزباشي، وبيك باشى، وصاغ، وصول. ومن الأخرى، مثلاً كذلك: قاوُرْمة، ودوندرمة.
ثمّة ألفاظ استعملت، بتأثير التركيّة، بتاء مفتوحة، كالتي في «تاء الفعل»، من مثل: رحمت، وحكمت، وعفّت، ونشأت.
وثمّة ألفاظ توهم المصريون فيها «الجمع»، فقالوا: عنايات، وجنّات في عنايت، وجنّت. وجُمعت بعض الألفاظ على وَفْق الأسلوب التركي، مثل: شحومات، وزيوتات، وفحومات قياساً على أمثال: لوزمات، وعفونات في التركيّة.
وأخذ المصريون لفظة «غروش» أو «قروش» المفردة في التركيّة فظنّوها جمعاً، وجعلوا مفردها «غرشاً» أو «قرشاً».
واهتمّ عبد الوهّاب عزّام بأنماط ثلاثة من الألفاظ التركيّة في العاميّة المصريّة:
الأول، ما لم يطرأ عليه أيّ تغيير أو غُيّر تغييراً طفيفاً، مثل: تخته (اللّوح)، و»أُوطة»، و»طوغري» (مستقيم)، و»أتك» (الحجر) المستعملة عند الخيّاطين، و»أورمان» (غابة – حديقة). منها (حديقة الأورمان).
الثاني، ما لحقه تغيير كبير لا سيّما في الألفاظ المبدوءة بهمزة مفخّمة، من مثل: «عنتري» (الصداري المعروف)؛ وأصلها (أنتري) في التركيّة، ومثل «عربيّة» (سيّارة) التي أصلها التركي «آرَاَبه».
والأخير، ألفاظ جُمعت أو صُرّفت على القواعد العربيّة، أو قُرّبت إلى كلمات عربيّة، مثل: «طسلأة» من «طاسْلاق» أي العمل غير المتْقن؛ و»باظ» (باز) أي الفاسد الباطل. واشتّقوا منه اسماً «بايظ» (بايز)؛ و»برم» من «بورمة» أي المفتول. ويقال: برم الشيء برماً أي فتله.
(11)
يبدو من بحوث عبد الوهاب عزّام ومقالاته في الصلات بين العربيّة واللّغات الإسلاميّة، التي كتبها -إلاّ واحداً- بين العامين 1953 و1957، أنّه قصد إليها قصداً مدفوعاً بكلّ ما عُرف عنه من عشق للعروبة والإسلام، ليؤكد حقيقة تلك الصّلات وواقعها وما رافقها واعتراها من تأثر وتأثير وقرض لغوي متبادل، ويسوّغ نقداته ومآخذه في الخروج عليها في مقالات نشرها في مجلة «الرّسالة» بعنوان «النهضة التركيّة الأخيرة»(30)، التي كشف في آخرها عن غايته من كتابتها، فقال: «وما أردت بما كتبت إلاّ وجه الله، والله هو الحقّ المبين». وكاد يلخّصها بقوله: «الترك الكلماليون لم يأتوا بجديد في هذه النهضة التركيّة الأخيرة، ولكنهم ساروا على سنن أوربا فأحسنوا وأساءوا. أحسنوا بما أخذوا بأسباب الحياة فاجتهدوا في تعمير بلادهم وإسعاد أهلها، وتوسّلوا لمعارك الحياة بعُددها فدرّبوا الجيوش واستكثروا من السّلاح، وجعلوا أنفسهم سادة بلادهم. وأساءوا بما تبعوا أوروبا في أُمور هي من نُفايات الحضارة، وبما هجروا من أجل ذلك كثيراً من سُنن دينهم القويم، وأخلاقهم الكريمة، وتاريخهم المجيد…»(31).
لا حاجة للخوض في تفاصيل كلّ ما هُجر كما فصّل عزّام نفسه؛ بيد أنه لا مناص من الوقوف عند موقفه من نبذ الكماليين للحروف العربيّة واستبدال اللاتينيّة بها(32)، في حين أن التركيّة العثمانيّة لم تعرف في تاريخها غير الحروف العربيّة، ولم تُدوّن إلاّ في ظلّ الحضارة الإسلاميّة بعد سبعة قرون من الهجرة؛ ناهيك بأن في الأدب التركي ما هو قمين بالرّعاية. فقد افتنّ الترك في تجويد الخطّ حتّى صاروا أئمة فيه، وصار لهم من آياته ما يجدر بكلّ أمة أن تحرص عليه، لكنّه الغرام بمتابعة أوربا وتقليدها. وأكدّ لو أن ما أحدثوه «كان سيراً -أي سير الأمم- ما اعترضناه، ولو كان إصلاحاً ما عارضناه؛ لأننا «لا ننكر على الترك والفرس أن يؤثروا الكلمات التركيّة والفارسيّة على الكلمات العربيّة حين يحسون الحاجة إلى ذلك، ويدعوهم إليه إصلاح اللغة وتجميلها، وإنّما ننكر عليهم أن يفعلوا ذلك بُغْصاً للّغة العربيّة، وإيثاراً لتقطيع الأوصال بين الأمم الإسلاميّة»(33).
لقد كانت حجتهم تنقية التركيّة من الكلمات الدخيلة، لكنهم كانوا يُخرجون كلمة عربيّة ليضعوا مكانها كلمة أوروبيّة. فمحوا، مثلاً «تركيات مؤسسة سي» (معهد الأبحاث التركيّة) وأحلّوا «تركيات أنستيتوسي» محلّها مؤثرين كلمة (Instit’u)، في حين أنّهم هم واضعو لفظة «مؤسسة» التي أخذها العرب عنهم. من هذا، أيضاً، مصطلح «دار الفنون» الذي كانوا يطلقونه على «الجامعة» غير أنّهم استعاضوا عنه بـِ (Université). وهكذا دواليك…
وترجم، ليدلّل، على ما يعاني الترك من تغيير الكتابة كلمة قصيرة للكاتب التركي «بيامي صفا»(34) كان قد نشرها في صحيفة «الجمهورية» العام 1940.
وهاله مما هجروه، كذلك، رفع «الأذان» بالتركيّة(35). يقول: «وممّا ابتدعه الكماليون التأذين باللغة التركيّة. وقد ترجموا القرآن من قبلُ إلى لغتهم فعذرناهم، وقلنا لا بدّ للمسلم أن يفهم قرآنه. والتركي لا يستطيع أن يفهم القرآن بالعربيّة فلا مناص من ترجمته إلى لغته. والأمر في (الأذان) غير هذا، فهو… كلمات معدودة صارت شعاراً للمسلمين في أقطار الأرض كلّها يفهمونها على اختلاف لغاتهم». ويقول: «من حقّ الترك أن يخطبوا في المساجد بالتركيّة. فما أضيع خطبةً تخاطب السامعين بغير لغتهم، ولكن لا حقّ لهم في تغيير الأذان…»(36). وما كان أعظم فرحته حين محا الترك بدعة الأذان بالتركيّة، ورجعوا إلى الأذان الإسلامي بالعربيّة(37).
(12)
ممّا يؤكد سلامة الموقف العام لعبد الوهاب عزام وصدقه وإخلاصه للإسلام ولغة القرآن الكريم أنه وقف الموقف ذاته، بكلّ أمانة وموضوعية وحماسة، من دعوة الفرس القديمة إلى «التفريس» وتنقية لغتهم ممّا فيها من ألفاظ عربيّة، ومن دعوة عبد العزيز فهمي ومَنْ والاه في مصر إلى الكتابة بالحروف اللاتينيّة كما فعل الترك.
فأمّا «التفريس»، فقد امتدح الفرس بدءاً، بعد أن استعرض بإيجاز تطوّر الخطّ عندهم من الـﭘهـلوي إلى العربي، وقال: «فكان خيراً للفرس أن كتبوا لغتهم بالحروف العربيّة»(38). بيد أنه، على عدم إنكاره على الترك والفرس أن يؤثروا الكلمات التركيّة والفارسيّة على العربيّة إذا ما أعوزتهم الحاجة إليها لا بغضاً للعربيّة وتقطيعاً للأوصال بين الأمم الإسلاميّة، قال(39): «وقد سمعنا أن الفرس يريدون أن يحذوا حذو الترك في هذا. ونحن لا نكره أن يأخذ الشرقيّون بعضهم عن بعض، وأن يزول العداء القديم بين الفرس والترك…، ولكن لا أُحبّ أن يقلّد بعضهم بعضاً في هذه التُّرهات، وتتقيّل إحداهما الأُخرى في هذه الضّلالات». حجته في هذا كلّه بالنسبة للأُمتين معاً ما يأتي:
– تكاد مصطلحات العلوم والآداب في الفارسيّة والتركيّة تكون كلّها عربيّة. ففي حذفها حرمان لمصطلحات وضعت وتحدّدت واستقرّت، وأُحكم استعمالها في عصور متطاولة. وليس الاصطلاح على الكلمات بأمر سهل.
– المباعدة بين اللغة العلميّة القديمة والحديثة؛ وفي هذا ما فيه من فصلٍ بين قديم الأُمة وحديثها، والحيال بين المحدثين وما كتب أسلافهم.
– قطع الوشائج بين آدابهم والآداب الإسلاميّة الأخرى التي شاركهم أهلها في تأليف حضارة واحدة.
– تعسير لغتهم على طالبيها من العرب والمسلمين على حدٍّ سواء.
أمّا موقفه من دعوة عبد العزيز فهمي إلى كتابة العربيّة بالحروف اللاتينيّة فكان صلباً جدّاً سواءٌ في جلسات مجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة أو في ردّه عليه في مجلة «الرسالة» بمقاليه «الحروف اللاتينيّة لكتابة العربيّة»(40) أو في ما كتب من مقالات في مجلة «الثقافة» عن «الخط العربي: مزاياه وعيوبه»(41). وقد أثبت في آخر مقال منها جواب مستشرق إنجليزي كان قد سأله رأيه في كتابة العربيّة بالحروف اللاتينيّة، فقال: «أرى أن اللّغة العربيّة والقرآن والحديث والخطّ العربيّ بناء واحد إذا هدمتم جانباً منه انهدم البناء كلّه».
هذا الموقف وفّاه السّباعي محمد السّباعي(42) حقّه، وليس ثمّة من حاجة إلى الكلام عليه.
الهوامش
( 1) مجلة «ثقافات»، جامعة البحرين. العدد 9، شتاء 2004، ص 48-58.
(2) طه حسين: المرحوم الدكتور عبد الوهّاب عزّام. مجلة مجمع اللغة العربيّة، القاهرة، الجزء 14، 1962، ص 343.
(3) يحيى الخشّاب: المرحوم الدكتور عبد الوهّاب عزّام. مجلة مجمع اللّغة العربيّة، القاهرة، الجزء 14، 1962، ص 247.
(4) نعمات أحمد فؤاد: قمم أدبيّة، عالم الكتب، القاهرة (د.ت)، ص 235.
(5) يحيى الخشاب: مصدر سابق، ص 350.
(6) طه حسين: مصدر سابق، ص 342.
(7) يحيى الخشاب: مصدر سابق، ص 349.
(8) طرف من شعر السّلاطين، مجلة «الرسالة»، السنة 1، العدد 4، مارس 1933.
(9) دار الفكرة، القاهرة، 1967.
(10) أفدت، فضلاً عمّا في مكتبتي الخاصة وبحثي «ببليوجرافية الدراسات العربيّة المقارنة في اللّغات الشرقيّة وآدابها» (مجلة عالم الكتب، السعودية، المجلد 11، العدد 4، ربيع الآخر 1411 هـ، ص 504-510)؛ أفدت بعض الشيء من: مسعد الشامان: الأدب التركي وترجماته إلى اللغة العربيّة. مجلة عالم الكتب، السعودية، المجلد 8، العدد 4، ديسمبر 1987.
(11) «الرسالة»، العدد 9، 15 مايو 1933، ص 29.
(12) المرحوم الدكتور عبد الوهّاب عزّام، ص 349. مصدر سابق.
(13) «الرسالة»، السنة 1، العدد 2، أول يوليو/ تموز 1933.
(14) «الرسالة»، العدد 18، أول أكتوبر 1933.
(15) «الرسالة»، الأعداد 187 (1 شباط)، و188 (8 شباط)، و189 (15 شباط)، و194 (22 آذار)، و201 (10 أيّار). السنة الخامسة، 1937.
(16) الدكتور عبد الوهّاب عزّام، ص 348-349. مصدر سابق.
(17) «الرسالة»، السنة 1، العدد 10. أول يونيو/ حزيران 1933، ص 23 و30.
(18) «الرسالة»، السنة 1، العدد 11. 15 يونيو/ حزيران 1933، ص 27-28.
(19) «الرسالة»، السنة 1، العدد 14، أول أُغسطس/ آب 1933، ص 28-30.
(20) «الرسالة»، السنة 1، العدد 16، أول سبتمبر/ أيلول 1933، ص 25-27.
(21) «الرسالة»، السنة 1، العدد 18، أول أكتوبر/ تشرين الأول 1933، ص 29-30.
(22) «الرسالة»، السنة 3، العدد 82، 28 يناير 1935، ص 159-160.
(23) مجلة مجمع اللّغة العربيّة، القاهرة، الجزء 7، 1953، ص 230-234.
(24) الدكتور عبد الوهّاب عزّام، ص 349. مصدر سابق.
(25) راجع، كذلك، بحثه «الأدب العربي في بلاد فارس واللّغة العربيّة في البلاد الإسلاميّة غير العربيّة» في: محاضرات المجمع العلمي العربي 490:3-496، دمشق، 1954.
(26) تأثير علوم اللغة العربيّة في البلاد الإسلاميّة غير العربيّة. مجلة مجمع اللغة العربيّة، القاهرة، الجزء 13، ص 35-41 (د.ت). وهو البحث الذي ألقاه في جلسة افتتاح مؤتمر المجمع في 28/1/1957.
(27) أوزان الشعر وقوافيه في العربيّة والفارسيّة والتركيّة. مجلة كلية الآداب، الجامعة المصريّة، المجلد الأول، الجزء الأول، مايو/ أيّار 1933، ص 43-58.
(28) الألفاظ العربيّة في اللغات الإسلاميّة غير العربيّة. مجلة مجمع اللغة العربيّة، القاهرة، الجزء 9، 1957، ص 85-86.
(29) الألفاظ الفارسيّة والتركيّة في العاميّة المصريّة. مجلة مجمع اللّغة العربيّة، القاهرة، المجلد 8، 1955، ص 362-365.
(30) الأعداد 101 و103 و104 و106 و107 و108 و109، من السنة الثالثة لعام 1935.
(31) النهضة التركيّة الأخيرة (الحلقة 7). «الرسالة»، السنة 3، العدد 109، ص 1254.
(32) النهضة التركيّة الأخيرة (الحلقة 4). «الرسالة»، السنة 3، العدد 106، 15 يوليو 1935، ص 1135-1138. وراجع في تاريخ الكتابة بالحروف اللاتينيّة عند الترك: السّباعي محمد السّباعي، عبد الوهّاب عزّام رائداً ومفكّراً، ص 259-272. مرجع سابق.
(33) النهضة التركية الأخيرة (الحلقة 5)، «الرسالة»، السنة 3، العدد 107، 22 يوليو/ تموز 1935، ص 1173-1174.
(34) مجلة «الثقافة». السنة 6، العدد 288، 1944، ص 632– 633.
(35) النهضة التركيّة الأخيرة (الحلقة 3)، «الرسالة»، السنة 3، العدد 104، أول يوليو/ تموز 1935، ص 1053-1056.
(36) رحلات: الرحلة الأولى، ص 325. مطبعة «الرسالة»، القاهرة. ط 2، 1950.
(37) الشوارد أو خطرات عام، ص 89. مطبعة العرب، كراتشي، باكستان، 1953.
(38) النهضة التركيّة الأخيرة (الحلقة 4)، «الرسالة»، السنة 3، العدد 106، 15 يوليو / تموز 1935، ص 1135.
(39) النهضة التركيّة الأخيرة (الحلقة 5)، ص 1174. مصدر سابق. وراجع أيضاً: يحيى الخشّاب، عبد الوهاب عزّام. مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة (عدد خاص في ذكرى عبد الوهّاب عزّام). المجلد 19، الجزء 1، مايو/ أيّار 1975، ص 7-8.
(40) العددان 587 و591، لعام 1944.
(41) الأعداد 275 و277 و878 و279. السنة السادسة، 1944.
(42) السّباعي محمد السّباعي: عبد الوهّاب عزّام رائداً ومفكّراً، الدار المصريّة اللبنانيّة، القاهرة، 2005، ص 303-323.