البهاءُ في التجربة الشعرية الصوفية

البهاءُ في التجربة الشعرية الصوفية

 

 

تأملات أولية حول دلالات “البهاء”

في التجربة الشعرية الصوفية للشيخ محمد الحراق

د. محمد التهامي الحراق

باحث في التصوف وفن السماع

المغرب

1- المحبة في المشرب الشاذلي الحراقي

مناط الـتأمل في هذا المقام “البهاءُ” من حيث هو ثمرة من ثمار المحبة الصوفية وأثر من آثارها، وكذا من حيث هو أيضا مهيج وموجد لمواجيدها، ومحور البحث تعيينا “البهاء” في التجربة الصوفية للشيخ سيدي محمد الحراق (تـ.1261هـ/1845م) بوصفه أحد أقطاب المحبة في مغربنا؛ فقد جعلها ركنا من أركان طريقته الصوفية القائمة على “الذكر والمذاكرة والعلم والمحبة”، واتخذ منها “مغناطيس جمع الهمة على الله” كما قال في صدر دعائه المشار إليه آنفا: “اللهم اجمعني على محبتك”. كما عمل على نشرها وتسليك الناس لحياضها مثلما هو ثابت في رسائله وتقاييده، وبشكل لامع في ديوانه الذي يعد قوت كل مسمع وزاده الرئيس من كلام القوم المغاربة.

وقبل تناول “البهاء” في تجربة  الشيخ  الحراق الصوفية الشعرية، يلزم التذكير بأن المحبة التي تثمر هذا “البهاء” وتصدر عنه، هي المحبة الإلهية من حيث هي حالة صوفية شريفة تستولي على القلب فيميل إلى موضوع حبه ضمن طقوس العشق ودلالته من مكابدة ولوعة وصد لوام وشوق منضرم للقاء والوصال. وهذه المحبة إلهية سواء من حيث موضوعها أو من حيث مقصودها، فهي منزهة عن الحروف والأغراض، محررة من اللحوظ والأعواض، ذلك أنها مجردة عن الخوف من  الجحيم أو الطمع في النعيم، إنها محبة الخواص التي تنشأ عن شهود معنى جمال الحق وبهائه كما قال الشيخ أحمد بن عجيبة[1]، وكما سنتبين ذلك لاحقا، ومن ثم فهي محبة جمال لا محبة نوال؛ إذ “كل حب معه طلب لا يعول عليه”، كما يقول الشيخ الأكبر[2]. و”المحبة التي تكون على الحروف والحظوظ ليست محبة، وإنما مصانعة لقضاء الحاجة”[3]، فيما المحبة ما سميت محبة عند القوم إلا لأنها “تمحو من القلب ما سوى المحبوب” كما قال الإمام الشبلي[4].

هذه هي قسمات المحبة التي تجسدن المعنى الحقيقي للعبادة في رؤية أرباب الأحوال وطريقتهم، يقول الشيخ الحراق في إحدى رسائله: “العبد الحقيقي هو الذي يعبد الله لا هروبا من النار ولا طمعا في الجنة، بل قياما بأوصاف العبودية وإذعانا لأحكام الربوبية، وإلى ذلك يشير في الحِكَم بقوله: “من عبد الله خوفا من ناره أو طمعا في جنته فما قام بحق أوصافه”، قلت يشير لهذا المعنى قوله سبحانه )ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة(“[5].

هذا المعنى العميق للعبودية من حيث هي محبة خالصة لله هو الذي كان مدعاة لفرح أهل الله وبسطهم، بل وزهوهم. يروى عن عتبة الغلام أنه «دخل في بعض الأيام على رابعة العدوية رضي الله عنها، وعليه قميص جديد وهو يتبختر في مشيته بخلاف ما سبق من عادته، فقالت له: يا عتبة ما هذا التيه والعجب الذي لم أره من شمائلك قبل اليوم؟ فقال يا رابعة ومن أولى بهذا التيه مني وقد أصبح لي مولى وأصبحت له عبدا؟»[6]. وفي حكاية أخرى تنطق بنفس المعنى قال بعضهم: «كنت مسافرا إلى مكة، بينما أنا أمشي إذ رأيت شيخا بيده مصحف وهو ينظر فيه ويرقص، فتقدمت إليه فقلت: يا شيخ، ما هذا الرقص؟ قال دعني عنك، لقد قلت في نفسي، عبد من أنا؟ وكلام من أتلو؟ وبيت من أنا قاصد؟ فاستفزني الوجد فرقصت، وأنشد في هذا المعنى:

قوم تخللهم زهو بسيدهم      والعبد يزهو على مقدار مولاه

تاهوا برؤته عما سواه له     يا حسن رؤيتهم في حسن ما تاهوا»[7]

وقد كان الشيخ ادريس الحراق (تـ.1353هـ/1933م) -الشيخ الثالث من شيوخ الطريقة الحراقية- إذا ذكر قصة عتبة الغلام تغنى ببرولة جده “جاد الزمان واستبشر القلب الهايم”[8] التي تترجم معاني الزهو بالمحبوب والتبختر بين أكناف محبته والتي يقول فيها الشيخ الحراق:

وازهى في أيامك لو تعيش نهار

بهذه الأبعاد الصوفية الباذخة تحضر المحبة في المشرب الصوفي الشاذلي بوجه عام وفي التجربة الروحية للصوفي المغربي محمد الحراق بوجه خاص. فكيف تثمر هذه المحبة تلك الحلة العرفانية الجمالية التي يشير إليها الشيخ الحراق بـ”البهاء”؟ وماهي الدلالات التي يتخذها “البهاء” في التجربة الصوفية الشعرية الحراقية التي منبعها محبة ومصبها محبة؟

للتعرف على ذلك سنيمم نحو منزه القافية الحراقي المبلل بسر المحبة.

 

2- “البهاء” في ديوان الشيخ الحراق: قسمات الحضور

إن ديوان الشيخ محمد الحراق حديقة من المعارف والإشارات التي لا تنضب ولا تستنفد أسرارها، ذلك أنني كلما عدت إلى التنزه في رياضها، والمتح من حياضها إلا وأكرمت قاصدها بمعان ورقائق ما كانت تخطر على باله في لحظات سابقة. وتلك علامة رئيسة من علامات النصوص الأدبية العليا، والآثار الإبداعية الخالدة. في هذه المداخلة نتأمل في “مفهوم” يشج في نسيجه بين المعرفة والمحبة؛ مفهوم يحضر صداه في كثير من النصوص الشعرية الحراقية، فضلا عن حضوره الصريح كملفوظ مشع في عدد من القصائد والموشحات والبراول؛ يتعلق الشأن بمفهوم “البهاء”، والذي يحضر كدال في مواضع سبعة من ديوان الشيخ. إنه مفهوم يستمد بعده الصوفي الباذخ من التجربة الروحية الصوفية الشاذلية الدرقاوية التي ينهل من مشربها العرفاني الشيخ سيدي محمد الحراق، كما يستمد ذاك البعد من تفاعل هذه التجربة مع غيرها من الأسفار العرفانية على أرض المعاني، والتي يوقع على ثراها شاعرنا إمضاءه الروحي والشعري المتفرد ضمن الغنى المتعدد الذي به تزدهي تلك الأرض ذات الآفاق اللامحدودة أحوالا ومقامات ومعرفة. لذلك تقتضي منا إضاءة هذا المفهوم الترحال بين تراث الشيخ الحراق رسائل وتقاييد وأشعارا وغيرها من الأدبيات الشارحة لهذه التجربة والمتوسعة في تأريخها وفهمها؛ وكذا بين مختلف الأدبيات الصوفية الشاذلية وغيرها من الذخيرة الصوفية التي من شأنها تظهير تلك الأبعاد الباطنة والكامنة في تشغيل دال “البهاء”، والذي قد يعد تشغيلا لغويا مألوفا إذا لم يلتفت إلى الدلالات الصامتة التي تسري بين حنايا توظيفه في النسيج الإشاري الشعري الحراقي.

لنرصد في البداية مواضع حضور دال (لفظ) “البهاء” في ديوان الشيــخ، متتبعين ورود هذا الدال في نصوص الديوان حسب ترتيبها في صنعة تلميذ الشيخ الحراق الحــــاج محمد بن العربي الدلائي الرباطي (تـ.1285هـ/1869م) للديوان. ولهذا الاختيار دلالته كما سيتبدى لاحقا.

1.2– في القصيد:

     (كـــامل)

1- نفسي الفداء لمن غدت تبدي لنـــا         نور الجمال وعين فعل الساحر

وسقت فساقت إذ رنت عيني لها          حينا وباهت بالبهاء البـــــاهر[9]

2.2– في الموشحات:

     (رمل)

2- فهو عن حبّ شِفاها كُلِما         ورأى عين البها المقدس

ووعــــــى عن الإله كل مـــا          بثه في سره ومـــــــا نسي[10]

     (مخلع بسيط)

3- يا نور عين العيـــــــون طرا          يا غــــاية القصــــد والمراد

سقيتني من بهــــــــــاك خمرا          أحــــالت النـــوم للسهــــاد[11]

3.2– في البراول:

4- صاف الحبيب تــــظفر بابديع انــــــوارو           وتحوز من بهـــــــــاه إيمــــارا

بها تنـــــــــــال من بين الخــــــــلق اسرارو           وتعود للنفـــــــوس اطهـــــارا[12]

5- زال عقـــــــــــــلي ومشيت اشتـــــــــات           للحبيب نــــعرفو هيهــــــــات

حين رايت جمالك عن كل شي دهاني           ســـــكران خرجت للفضــــا

نور بهـــــاك على الدوام بارز لنجـــــــالي[13]

6-                           جــــــاد علي برضــــــــــاه

الحبيب اللي حبيتـــــــو       زارني ونعم لي بالوصـال

حــــــين اشرق نور بهــــــــاه[14]

كل شي بالقهر انسيتـــــو     ياهلي عقلي اذا شفتو زال

ما بي غــــــــــير هــــــــــواه

7-  يشرق بسعــــــودك     في سما عقلو بالنــــظر بهاك       مـــا بين اعبيــــــــــدك

فالمقــــــام اللي كيرضيـــــك

3- “البهاء” في التجربة الإشارية الحراقية: محاولة استجلاء

لفحص وسبر دلالات البهاء في المواضع الشعرية المرصودة سنحاول إضاءة حضور هذا اللفظ في اللغة أي عند أهل البيان والعبارة، وكذا في التوظيف الصوفي عند أهل الأذواق والإشارة.

1.3- بين العبارة والإشارة

نقرأ في “لسان العرب”: «البهاء المنظر الحسن الرائع المالئ للعين. والبهي، الشيء ذو البهاء مما يملأ العين روعه وحسنه. والبهاء: الحُسن». (مادة: بها).

إن هذا الحوض الدلالي للبهاء والذي يحيل على الحسن والروعة والجمال، يشكل منطلقا لاستثمار إشاري سيوسع من دلالات “البهاء” وسيغنيها بعلامات وخصوصيات وإيحاءات وأبعاد مستمدة من ثراء التجربة الصوفية مفردة كانت أو متعددة. وهو ما يمكن الوقوف عليه من خلال تتبع بعض مظاهر حضور “البهاء” كدال إشاري في عدد من النصوص الصوفية.

يقول تلميذ الشيخ مولاي العربي الدرقاوي سيدي محمد البوزيدي في مطلع تائيته:

أيا من تجلى في بهاء جمـــــــــاله          وسر كمـــــاله وعز ورفعـــــة

ومما يشرح به الشيخ أحمد بن عجيبة هذا البيت قوله: «”أيا من تجلى في بهاء جماله” أي متلبسا في بهاء جماله، فالبهاء نهاية الجمال وكماله، فكل جمال ظهر في هذه التجليات الحسية إنما هو رشحة من رشحات جماله تعالى»[15]. وظهور كمال جمال الحق سبحانه في مجالي الأكوان، ليس سوى ظهور محاسن صفاته وأسمائه، ذلك أن تلك الصفات والأسماء هي مجلى كمال بهائه حسب ابن عباد الرندي[16]، وهو الكمال الذي إذا تجلى به الحق تحققت بعظمته أسرار العارفين، كما ورد في الحكم العطائية[17]. لذلك كان يوصي الشيخ الحراق مريديه بإخلاص التوجه إلى الله للظفر بتلك الأسرار، يقول في إحدى رسائله: «وأخلصوا أفكاركم إليه تروا من بهاء نوره سبحانه ما يزهدكم في كل شيء سواه». وهذا الإخلاص مطلوب في التوجه أثناء الذكر، فبه تصح الفكرة وتنطلس الخواطر وتنجمع أشتات العبد وشواغله لييمم نحو وجهة المحبوب وتصبح كلية العبد مولية شطر قبلة المعبود؛ لا مقصد له في غيره ولا مرغب له في سواه، إذ ذاك يفنى الذاكر في المذكور ليكون ذلك الفناء مفتاحا لمكاشفة جمال المذكور ومطالعة بهاء تجلياته. يقول سيدي أحمد بن عجيبة: «فكل من فني في ذكر الله فإن روحه شهدت جمال الحضرة أو تفكرت في جمال المذكور وبهائه»[18]. ويشرح الشيخ الحراق أطوار عروج الذاكر نحو مطالعة هذا البهاء فيقول: «إذا ذكر الذاكر بلسانه والعقل مشغول بأموره في كل مأكول ومشروب وغيرهما، فلا يسمع ذكر اللسان، ولكن إذا دام على الذكر ربما وجد العقل فارغا في بعض الأوقات فيسمعه، وإذا سمعه تذكر وطنه الأصلي وعالمه النوراني، فصار بحكم القهر إليه وترك الجسم مهملا لا يبالي به، فإذا [دام] الجسم على ذلك الحال تبعه على ماهو عليه لا نحيازه إلى حمى الله، وصار الجسم بعد أن كان متبوعا تابعا، وصار العقل بعد أن كان تابعا متبوعا، وظهرت على الجسم أحوال العبودية وظهرت على العقل أنوار الربوبية، ولايزال الأمر كذلك حتى يحصل الوصول ويصير الجميع كلا واحدا، وقد كان الله ولاشيء معه»[19]. في هذا الوصول يستخلص الحق سبحانه الذاكر لنفسه فينعمه بمحاسن صفاته وأسمائه والتي تعتبر مجالي لكمال بهائه. يقول سيدي محمد الحراق: «إذا أراد الله أحدا لنفسه لا لشيء دونه تجلى سبحانه ببهاء نوره لعقله، والعقل إذا لاقاه النور القديم انقلع لا محالة لا محالة عن كرسي تدبير مملكة حسه»[20].

وإلى هذا أشار سيدي أحمد بن عجيبة في عينيته لما قال:

سكرنا فهمنا في بهـــــاء جمـــاله          وغبنا عن الإحساس والنور ساطع[21]

2.3- في حياض المتن الشعري الحراقي

       3.2.1- رشحات جمال مطلق

يتبدى، في ضوء الإلماعات السابقة، أن الشيخ الحراق يشير بالبهاء إلى تجليات نور المحبوب وجماله في محاسن صفاته وأسمائه والتي حظي بها العارف الواصل، وتنعم بمطالعه أسرارها لما أخلص التوجه وصحح “الفكرة” وفني في الذكر حتى استولى المحبوب على كليته وأسكره حسنه فمحق عقله ومحاه، وتولى المذكور تدبير مملكة حس الذاكر حتى غاب هذا الأخير، عند الوصال، في بهاء جماله المذكور، وفني فيه عن كل السوى والأغيار. هذا ما يمكن أن يستشف من بعض أشعار الشيخ الحراق السالف بسطها، مثل قوله:

جـــاد علي برضـــــــاه

الحبيب اللــــي حبيتـــــو        زارني ونعم لي بالوصـــــال

حين اشرق نور بهـــاه

كل شي بالقهرا نسيتـــــو       يا هلي عقلي إذا شفتو زال

مــــا بيا غير هـــــواه

أو في قوله:

زال عقـــــــــــــــلي ومشيت شتــــــات  للحـــــــبيب نعرفــــــــو هيهـــــــــات

حين ريت جمالك عن كل شي دهاني         ســـــــكران خرجــــــت للفضــــــــا

نور بهاك على الدوام بارز لنجالي

وفي ذات المعنى يقول أيضا مشيرا إلى حضرة المحبوب:

وسقت فسـاقت إذ رنت عيني لــها          حينــــــا وبـــــاهت بالبهـــاء الباهر

وكيما يظفر المريد بمطالعة هذا “البهاء الباهر” يلزمه إخلاص أفكاره للمحبوب كما سبق معنا، وهو ما يشير إليه في برولة أخرى حين يدعو المحب إلى “مصافاة” محبوبه إذ ليس التصوف غير الرقي نحو المحبوب عبر براق صفاء القلب، تخلية وتحلية وتجلية وتعلية. يقول:

صاف الحبيب تظفر بديع انــــــوارو             وتحـــــــــوز من بهــــــــــــــاه ايمـــــارا

وما حض الشيخ في “نواعير” القسم الأول من هذه البرولة على “الذكر” وإبرازه لفوائده وثماره بوصفه دواء ومرهما للقلوب وصقالا لها، إلا تأكيد على ما للإخلاص في الذكر من دور في الترقي بالذاكر نحو مطالعة بهاء المذكور والفناء في مباهي جماله مما سبق بسطه وبيانه.

هكذا تحيل إلى الحق سبحانه وتشير إليه مختلف محاسن الوجود ومباهي الكون، إذ الفاني في أنوار تجلياته لا يرى في الكون سواه، فالعالم كتاب مسطور، والكون رق منشور كل الإشارات والعلامات المبثوثة والمبسوطة فيه تشير وتنطق باسم الواحد الأحد، إذ لا يرى الذاكر الفاني سوى آثار الحق وعلاماته، قال تعالى: ) فأينما تولوا فثم وجه الله((البقرة، الآية: 114). وتلك، كما يقول الحراق في إحدى رسائله عن هذه الآية: «إشارة إلى تجليه سبحانه بآثار الصفات في جميع الكائنات»[22]، هذا الشهود هو ما يضمنه أيضا الشيخ الحراق بعض أشعاره، حين يقول:

يالوالــــــه زول شك الخيـــــال

مـــــــــــــــــــــــــا ثـــــــــم إلا الله

أو في قوله:

فــــتراه في كل شيء تـــــــــراه          فهــــــــو الكل دائمـــــا ما أجلــــه

إنها وحدة الشهود التي ترى الكون مصحفا رحبا يدل على سر أحدية الحق ووحدة معناه. لذلك كان المحبوب هو المتجلي في كل ملاحة بادية أو جمال حسي. إنه الواحد في كل بهاء كما يعلن عن ذلك سيدي عبد الكريم الجيلي في عينيته الشهيرة:

تجمعت الأضداد في واحد البها

وفيه تلاشت، فهو عنهن ســاطع

فكل بهاء في ملاحة صورة

عــــلى كل قد شابه الغصن يـــانع[23]

فالحق المحبوب “واحدُ البها”، وهي إشارة من الجيلي “إلى فنائه عن رؤية الخلق بشهود الواحد”[24]، فالوجود كله مجلى للجمال الإلهي كما سبقت الإشارة. ويحذر الجيلي من “غيرية البها”، ومعناها “أن تقول بوجود بهاء غير البهاء الإلهي”. فيقول:

وإياك لا تلفظ بغـــيرية البهــــــا          فما ثم غير وهو بالحسن بادع[25]

المحبوب إذن “واحد البها”، و”غيرية البها” منتفية إذ هو مصدر كل جميل وجمال، لذا كان هذا المحبوب هو “عين البها” الذي تنعم بمشاهدة رشحة من معناه الأقدسي المصطفى(ص) عند سدرة المنتهى. يقول الشيخ الحراق متحدثا عن معراج الرسول الكريم:

يا لها من رتبة في قربـــــــه         خص فيها بالمقام الأحــــــد

فهو عن حب شِفاها كلما         ورأى عين البهــا المقــــدس

ووعى عن الإله كل مــــــا          بثــــه في سره وما نســـــــي

ولما كان سيدنا محمد(ص)، الإنسانَ الكامل، قد طالع “عين البها”، وكان (ص) أثرا لهذا النور ومظهرا من مظاهر هذا البهاء؛ إذ هو طه المتحقق “بطاء الطهارة من شهود سواه” سبحانه وبـ”هاء البهاء” المشيرة إلى “نفس الكمال”[26]، والمستمدة من “هاء البهاء” المطلق المضمنة في قوله تعالى )كهيعص([27]، وعلى ذاته e تجلى معاني الحقيقة الأصلية كما ينظم الشيخ[28]، لما كان “طه”e كذلك فقد نعت الشيخ الحراق أيضا الجمال المحمدي والنور النبوي المتلألئ على محيا المصطفى(ص) بـ”البهاء” في قوله:

سقيتني من بهــــــاك خمرا            أحـــــالت النوم للسهــــاد

ومعلوم أن الشيخ الحراق نظم موشحه “جمعت في حسنك المطالب” التي يرد في هذا البيت عند تنعمه برؤية ومكاشفة نور المصطفى(ص) في إحدى مشاهداته الليلية[29].

هكذا، وفي ضوء ما سلف، يصبح “البهاء” دالا على التجليات الجمالية للحق سبحانه من خلال أسمائه وصفاته، والتي يتنعم بها العارف بوصفها معارف ذوقية تتلألأ في سره فيرى العالم مجالي ومرائي لعظمة الحق وأحديته. كما يدل البهاء أيضا على تلك القبضة النورانية المنبجسة في الصورة النبوية الكريمة، التي تمثل مظهرا من مظاهر “البهاء الإلهي”؛ سيما وأن المصطفى (ص)، قد كوشف بهذا البهاء وطالعه في الملأ الأعلى عند عروجه إلى سدرة المنتهى فوق السماوات العلا.

2.2.3- كسوة الأولياء

لئن كانت الدلالة السالفة التي استنبطناها لمفهوم البهاء عند الشيخ الحراق تتقاطع مع ما هو سائد ووارد عند العديد من الصوفية السابقين بوجه عام، فثمة دلالة مخصوصة للبهاء امتاز بها أرباب المشرب الشاذلي. يقول الإمام ابن عطاء الله السكندري في أبيات دالة من قصيدة يمدح فيها شيخه أبا العباس المرسي:

أولياء الله لم ينقرضــــــــوا         إن حزب الله غـــــير مـــنهزم

قد رأينا كلهم في واحــد          ذي بهـــاء ووفـــــاء وهـــــمم[30]

تتقدم هذه الأبيات وكأنها عَقد لما ورد مفصلا في “لطائف المنن” من كون الحق سبحانه يكسو أولياءه كسوتين: كسوة الجلالة وكسوة البهاء.

يقول تاج الأولياء في “لطائفه” «فاعلم رحمك الله أن من أراد الله به أن يكون داعيا إليه من أوليائه، فلابد من إظهاره للعباد إذ لا يكون الدعاء إلى الله إلا كذلك، ثم لابد أن يكسوه الحق سبحانه كسوتين: الجلالة والبهاء، أما الجلالة فليعظمه العباد فيقفوا على حدود الأدب معه ليكون إذا أمر ونهى مسموعا أمره ونهيه. وجعل هذه الهيبة في قلوب العباد من تمكين الحق له بالنصرة قال سبحانه: )الذين إن مكانهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور( (…) الكسوة الثانية التي يكسوها الحق سبحانه لأوليائه إذا أظهرهم، كسوة البهاء، وذلك ليحليهم في قلوب عباده فينظرون إلي بعين الألفة والمحبة، فيكون ذلك باعثا لهم على الانقياد إليهم. أفلا ترى كيف قال الله سبحانه في شأن موسى عليه السلام و”ألقيت عليك محبة مني”»[31].

استنارة بهذا النص، فإن البهاء يصبح كسوة للولي بموجبها يحببه الناس ويأنسوا له ويميلون إليه ميل ألفة ومحبة، ويقبلون عليه إقبال أخذ واستمداد لأن عباراته وإشاراته تحلو في مسامعهم وتعذب في قلوبهم، وهذه علامة على الإذن في التعبير والتسليك؛ إذ البهاء ثمرة من ثمار الإذن في الدعوة إلى الله. فقد قال صاحب الحكم: «من أذن له في التعبير بهيت في مسامع الخلق عبارته، وحليت لديهم إشارته»[32]. ويترسخ هذا المعنى ويتعضد، أي معنى البهاء بوصفه محبة وقبولا وإقبالا من لدن الخلق، حين ننصت لابن عطاء الله في “لطائفه” وهو يحكي قائلا: «وقدِم يوما [يعني شيخه أبا العباس المرسي] من السفر فخرجنا للقائه، فلما سلمت عليه قال: يا أحمد كان الله لك ولطف بك وسلك بك سبيل أوليائه، وبهَّاك بين خلقه. فقد وجدت بركة هذا الدعاء وعلمت أنه لا يمكنني الانقطاع عن الخلق وأني مراد بهم لقوله: وبهَّاك بين خلقه»[33].

إن هذا المعنى الصوفي العميق لـ”البهاء” سيحضر أيضا في المسلك الصوفي الحراقي باعتباره يمتح من المشرب الشاذلي الرائق[34]. فقد وصف بتفصيل الحاج محمد بن العربي الدلائي أول لقاء له بشيخه سيدي محمد الحراق بفاس عام 1257هـ، ومما ورد فيه قوله: «… فتلقيت منه الاسم الأعظم فأكرمني رضي الله عنه غاية الإكرام، فكان من جملة إكرامه أن قبلني بين عيني وقال لي: بهاك الله بين خلقه، وجعلك مفتي المذهبين، ودعا لي بدعاء خير قد شاهدت بركاته والحمد لله وأرجو الله الزيادة»[35].

هكذا نلاحظ أن الشيخ الحراق وهو يدعو لمريده بـ”البهاء” كان من ناحية يومئ إلى تأهيل مريده للولاية التي سيصفه بها لاحقا في إحدى رسائله، إذ “البهاء” إحدى الكسوتين اللتين يكسو بها الحق سبحانه أولياءه، كما أن الشيخ الحراق بدعائه ذاك، كان يكشف من ناحية ثانية عن أنه يحذو في علاقته مع مريده الدلائي حذو الشيخ أبي العباس المرسي في تعامله مع تلميذه ابن عطاء الله السكندري، وهو ما يعتبر استمدادا رمزيا من المشرب الشاذلي الذي تنتسب إلى دوحته الروحية الطريقة الحراقية. ولعل في انتحاء الدلائي واحتذائه حذو ابن عطاء الله في تأليف كتاب “النور اللامع البراق في ترجمته الشيخ سيدي محمد الحراق” على غرار كتاب ابن عطاء الله “لطائف المنن” الذي وضعه برسم التعريف بشيخه أبي العباس المرسي وشيخه أبي الحسن، وكذا اقتداء الدلائي أيضا بابن عطاء في نظم قصائد مدح في حق شيخه وغير ذلك من العلامات ما يجعل من علاقة الشيخ سيدي محمد الحراق بتلميذه الدلائي إعادة إنتاج لنفس العلاقة الصوفية التربوية التي كانت تشج الشيخ أبا العباس المرسي بتلميذه ابن عطاء الله السكندري. وهو ما سماه الدلائي بـ”عطائية الذوق” لدى الشيخ الحراق، فقد وصف شيخه وهو يترجمه في “النور اللامع” قائلا: «كان رضي الله عنه عطائي الطريق فارضي المحبة»[36]، وضمن النعت ذاته في قصيدة مدحه بها قائلا:

عطائي الذوق علما في طريقته           فريضي العشق قدوة العشاق[37]

3.2.3- نشوة الذكر

لقد ظهرت آثار وبركات دعاء الشيخ الحراق لتلميذه بالبهاء بأن كان الدلائي سببا في نشر الطريقة الحراقية في آفاق الرباط والدار البيضاء، وخلد آثار شيخه وتقاييده وحكمه وديوانه ورسائله بين الخلق بفضل كتابه الجامع “النور اللامع البراق”، بل ظهرت تينك الآثار والبركات خصوصا في ما أغنى به السماع من أدوار وتلاحين ونفقات سماعية ذاعت بفضلها الأشعار الحراقية في شتى مجالس وحلقات الذكر داخل المغرب وخارجه، ومازالت تحرك المواجيد وتستجلب الأحوال، وتقدح الأسرار والأذواق. وإلى آثار هذا الدعاء بالبهاء وإقبال الخلق واجتماعهم على الولي الداعي إلى الله الواله بذكر الله، يشير الدلائي في برولته الشهيرة التي يمدح فيها شيخه “اسقاني هذا المدام يا عشاقي” حين يقول:

حين نظرت جمال الحبيب رماقي        بالبهــــــا كمــــــــــال رونــــاقـــــي

ما بقات للوصال حتى مفـــــارقا          نلت مقـــــــــام الــــــعز والبقــــــــا

من فضــــــل الخــــــــــــــــلاق

على أن معنى “البهاء” هنا يشج بين دلالة الظفر بأسرار التجلي ومطالعة بهاء المحبوب ومحاسنه عند الفناء في ذكره، وهي الدلالة التي استحضرها تلميذ الدلائي سيدي بن عاشر الحداد في “حزب الفتح” لما دعا حبيبه وناجاه قائلا: “واجعل عين بصيرتنا مستغرقة في بهاء عظمة جمالك”؛ وبين دلالة البهاء ككسوة يحلي بها الله سبحانه أولياءه في أعين خلقه حتى يأنسوا له ويقبلوا عليه. على أن كسوة البهاء قد تكون أثرا وثمرة لترقي الصوفي في مراقي المعرفة والشهود والمكاشفة. ويحضر هذان المعنيان المتعالقان للبهاء أيضا في بعض أشعار الشيخ، مثل قوله:

يشرق بسعودك        فسمـا عقلو بالنظرا بهاك         ما بين عبيدك

فالمقـــــام اللي كــــيرضيك

وهذا التعالق الدلالي في مدلول “البهاء” هو ما يعلل الغصن الثاني من مطلع برولة “صاف الحبيب” بعد أن أشير إلى “البهاء” في الغصن الأول منها. نقرأ:

صاف الحبيب تظفر ببديع انوارو        وتحــــــــــوز من بهاه ايمـــــارا

بها تنـــال من بين الخـــلق اسراروا        وتعـــــــــود للنفوس طهــــــارا

وهنا يلزم أن نلمح، ونحن نستحضر نواعير هذه البرولة التي تحض على الذكر بوصفه مرهم القلوب وسقام أوهامها، إلى كون الفناء في الذكر يثمر مطالعة بهاء المحبوب والتنعم بأسرار تجلياته وأذواقه كما سلفت الإشارة، ولعل هذا ما يومئ إليه الصوفي الذي أفضى بسره لما قال: «جال بي السماع في ميدان البهاء»[38]. وهو أيضا ما أشار إليه الشيخ في قفل الدور الثاني من برولة “صاف الحبيب” ملمعا إلى الإنشاد والرقص الصوفيين، لما قال:

يسعد من اضحى يخلع فيه اعذاروا        ويـــــــدور في ساحــــة الدارا

ينشد فالحبيب اسجــــالو وشعـــارو       والقـــــــوم من اهــــواه سكـــارا[39]

فالسكر هنا التذاذ بما يستولي على روح الصوفي من وجد وحال وفناء أثناء الذكر والسماع، هذا الالتذاذ الذي سماه الشيخ الحراق في إحدى رسائله بـ”مقام الفرح”[40]، وهو المقام الذي يتواشج فيه الذكر والسماع بمطالعة جمال المحبوب والانخطاف ببهاء نوره الشعشاع. أمر  سلف أن أماء إليه الشيخ النابلسي بكَلِم عرفاني مبلل بماء السر، لما نظم:

هب لربـــــع الدير تلمــــــح        نـــــــوره الشعشـــاع باهي

واسمع النغمــــــة ترتـــــاح        واغتنم صوت المــــــلاهي[41]

إجمال

في ضوء ما سبق، نتبين أن دال “البهاء” في ديوان الشيخ الحراق يتجاوز بعده اللغوي والعباري، ليصبح دالا إشاريا على بعض ما يكاشف به المحب من تجليات الجمال  الإلهي المطلق؛ وعلى كسوة الأنس والقبول التي يحلي بها الحق أولياءه؛ وكذا على تعالق هذين المعنيين في ميدان السماع حيث الانتشاء بالذكر والامتحاء في المذكور، وحيث حصول الالتذاذ بإشراق رشحة من رشحات جمال الحق، وكذا بحلة الأنس والبسط التي تكسو الذاكرين. و”البهاء” بهذا الفيض الإشاري -الذي استقينا قطرات من يمه الزاخر- يستمد وسعه وررحابته الدلاليين من ثراء وخصوبة التجربة الصوفية والعرفانية للشيخ محمد الحراق. تلك التجربة المتفاعلة والمتآثرة روحيا وسلوكيا ونصيا مع تجارب باذخة أخرى؛ منها ما يعلن عن ذاته كمشرب صوفي ينهل منه الشيخ الحراق وإليه ينتسب (المشرب الشاذلي)، ومنها تجارب يتحاور معها الشيخ الحراق بصمت حوار العاشق المنتسب إلى ذات الأرض، “أرض المعاني”[42] حيث البحث اللانهائي عن الأذواق والمعارف الإلهية التي لا يزيد الورد منها إلا عطشا.

 

 

 

[1] – “إيقاظ الهمم في شرح الحكم”، أحمد بن عجيبة، دار الفكر، القاهرة: 2/341.

[2] – “رسالة لا يعول عليه” ضمن “رسائل ابن العربي”، دار المدى للثقافة والنشر، دمشق، 2001، 1/295.

[3] – “إيقاظ الهمم”: 2/340.

[4] –  “الرسالة القشيرية”، تحقيق معروف زريق وعلي عبد الحميد بلطه جي، دار الخير، بيروت، 1983، ص.321.

[5] – “النور اللامع البراق في ترجمة الشيخ محمد الحراق”، محمد بلعربي الدلائي، و.64/أ.

[6] – “غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية”، محمد بن ابراهيم بن عباد الرندي، وضع حواشيه خليل عمران المنصور، دار الكتب العلمية، بيروت 1998، ص.339-340.

[7] – نفس المرجع، ص.340.

[8] – “الزاوية”، التهامي الوزاني، تقديم ومراجعة عبد العزيز السعود، منشورات تطاون أسمير، 1999، ص.64.

[9] – “ديوان الحراق”، صنعة محمد بن العربي الدلائي الرباطي، نشر وتقديم د. جعفر الحاج السلمي، منشورات جمعية تطاون أسمير، 1996، ص. 23.

[10] – نفسه، ص. 35.

[11] – نفسه، ص. 40.

[12] – نفسه، ص. 44.

[13] – نفسه، ص. 48.

[14] – نفسه، ص. 49.

[15] – “شرح تائية البوزيدي في الخمرة الأزلية”، لأبي العباس أحمد بن عجيبة، تحقيق بنسليمان عبد الباري، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، 1998، ص. 17-18.

[16] – “غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية”، ص.361.

[17] – “إيقاظ الهمم”، 2/361.

[18] – “إيقاظ الهمم”: 2/362.

[19] – “النور اللامع البراق في ترجمة الشيخ محمد الحراق”، مخ. خ.: و.29/أ.

[20] – “بغية المشتاق لأصول الديانة والمعارف والأذواق…”، عبد الكريم الورديغي الشفشاوني، مصر، 1928: ص. 126.

[21] – “شرح خمرية ابن الفارض لابن عجيبة”، مج. مخ. بالمكتبة الوطنية بالرباط، رقم 1148ك، راجع أيضا: سلسلات نورانية فريدة في تآليف سيدي أحمد بن عجيبة، مكتبة الرشاد، البيضاء، 1997: ص.55.

[22] – “النور اللامع البراق”: و.62/أ.

[23] – “إبداع الكتابة وكتابة الإبداع”، سعاد الحكيم،  ص. 92-93.

[24] – نفسه، ص. 206.

[25] – نفسه، ص. 209.

[26] – “شرح الحزب الكسر للإمام أبي الحسن الشاذلي”، شرح محمد الحراق، دراسة وتحقيق محمد رشيد اكديرة، مركز التراث الثقافي في المغرب، الدار البيضاء، 2007، ص.72.

[27] – نفس المرجع، ص.71.

[28] – “ديوان الحراق”، ص.12.

[29] – “الزاوية”، ص.179..

[30] – “لطائف المنن”، ابن عطاء الله السكندري، تحقيق عبد الحليم محمود، دار المعارف، القاهرة 1992، ص. 185.

[31] – “لطائف المنن”: ص. 56-57.

[32] – “لطائف المنن”: ص. 64.

[33] – “لطائف المنن”: ص. 104.

[34] – راجع: “النعيم المقيم”، ص. 161-163.

[35] – “النور اللامع”: و.3/أ.

[36] – “النور اللامع”: و.5/ب.

[37] – “النور اللامع”: و.105/ب.

[38] – “اللمع”، أبو نصر السراج الطوسي، تحقيق عبد الحليم محمود وطه عبد الباقي سرور، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة، 1998، ص.342.

[39] – “ديوان الشيخ الحراق”، ص.44.

[40] – راجع أطروحتنا “فتح الأنوار في بيان ما يعين على مدح النبي المختار” للشيخ محمد بن العربي الدلائي، تحقيق ودراسة، محمد التهامي الحراق، رسالة مرقونة بكلية الأداب بالرباط، قسم الدراسة، ص.194-198.

[41] – “مجموع أمداح”، مخ. خ: و/26/أ وردت في “ديوان الحقائق ومجموع الرقائق”، عبد الغني النابلسي، دار الجيل، بيروت، 1986م، ص.    برواية: هل لراعي الدير يقدح   نوره الشعشاع باهي والمثبت هو السائر السائد في الرواية المغربية.

[42] – نشير بـ”أرض المعاني” إلى بلاد أهل الله، بلاد المعاني والأذواق، ونستنبط هذا الاستعمال في قول الشيخ أحمد بن عاشر الحداد:

غزل الرقيق الفاني      فأرض المعاني    به ناسج حلياني     يا بابا.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!