كشف الأسرار وعدة الأبرار: تفسير الهروي الأنصاري الصوفي

كشف الأسرار وعدة الأبرار: تفسير الهروي الأنصاري الصوفي

 

كشف الأسرار وعدة الأبرار للمبيدي

بقلم: محمد هادي معرفة 

أصـل هـذا الـتفسير للخواجه عبد اللّه الانصاري ، ثم بسطه ووضح مبانيه المولى ابو الفضل رشيد الدين الميبدي ، كما يقول في المقدمة   :
(امـا بـعد فإني طالعت كتاب شيخ الإسلام ، فريد عصره ووحيد دهره ، أبي اسماعيل عبد اللّه بن محمد بن علي الانصاري ـ قدس اللّه روحه ـ في تفسير القرآن ، وكشف معانيه ، ورأيته قد بلغ به حـد الاعـجـاز لـفظاً ومعنى وتحقيقاً وترصيعاً، غيرانه أوجز غاية الإيجاز، وسلك فيه سبيل الاخـتـصـار، فلا يكاد يحصل غرض المتعلم المسترشد، او يشفي غليل صدر المتأمل المستبصر، فـأردت ان أنـشـر فـيه جناح الكلام ، وأرسل في بسطه عنان اللسان ، جمعاً بين حقائق التفسير ولـطـائف الـتذكير، وتسهيلاً للأمر على من اشتغل بهذا الفن ، فصممت العزم على تحقيق ما نويت ، وشـرعـت بـعـون اللّه في تحرير ما هممت ، في اوائل سنة عشرين وخمسمائة ، وترجمت الكتاب بكشف الاسرار وعدة الابرار) (1)  .
امـا الـخـواجا ، فهو الامام القدوة الحافظ الكبير، ابو اسماعيل عبد اللّه بن محمد بن علي بن محمد الانـصاري الهروي ، من ذرية صاحب النبي (صلى الله عليه واله وسلم ) ابي ايوب الانصاري مولده بهرات سنة (396 هـ) وتـوفـي بـها سنة (481 هـ) وقبره مزار مشهود هناك كان على حظ وافر من العربية والفقه والـحـديـث والتواريخ والانساب ، إماما كاملاً في التفسير، حسن السيرة في التصوف ، غير مشتغل بـكـسب ، مكتفياً بما يباسط به المريدين والاتباع من اهل مجلسه في العام مرة او مرتين على راس الـمـلأ، فيحصل على ألوفٍ من الدنانير وأعداد من الثياب والحُلى ، فيأخذها ويفرقها على اللحام والـخباز، وينفق منها، ولا يأخذ من السلطان ولا من أركان الدولة شيئاً . وقل ما يراعيهم ، ولا يدخل عـليهم ، ولا يبالي بهم ، فبقي عزيزاً مقبولاً قبولاً أتم من الملك ، مطاع الامر نحواً من ستين سنة ، من غـيـر مـزاحـمـة . وقد كان سيفاً مسلولاً على المتكلمين ، له صولة وهيبة واستيلاء على النفوس بـبـلـده ،يـعـظمونه ويتغالون فيه ، ويبذلون ارواحهم فيما يأمر به . كان عندهم أطوع وأرفع من السلطان بكثير، وكان طوراً راسياً في السنة لا يتزلزل ولا يلين وقد امتحن عدة مرات واوذي في اللّه وله مقامات وحكايات ذكرها أرباب التراجم (2) .
وامـا الـمـيـبدي فهو الامام السعيد رشيد الدين ابو الفضل ابن ابي سعيد احمد بن محمد بن محمود الميبدي (3) ، وكان أبوه جمال الاسلام ابو سعيد قد تُوفي قبل الخواجا بسنة ـ سنة 480 هـ ـ ومـن ثـم فـان الـمـتـرجـم كـان قـد أدرك الخواجا، ومن ثم وصفه اصحاب التراجم بالتلمذة لديه (4).  قد تصدى تحرير تفسير شيخه عام (520 هـ) اي بعد وفاة شيخه بأربعين سنة وميبد بلدة من ضواحي يزد ـ ايران .
ويظهر من تأليفه هذا الفخيم انه كان على مستوى رفيع من الفضيلة والأدب السامي ، ولا سيما في الأدب الفارسي البديع ، حيث تستجيعه المتين وترصيفه الرصين ، في جزالة وسلاسة وسهولة في الـتعبير، ولا سيما في النوبة الثالثة ، حيث ظرافة الذوق العرفاني العميق والأدب الرفيع ، تجدهما قد امتزجا في كلامه ، فجاء شيئاً طريفاً يستدعي التحسين والإعجاب .
امـا الـتفسير ذاته فيعد من أكبر وأضخم تفسير كتب على الطريقة العرفانية الصوفية ، في عشر مـجـلـدات ضـخام ، وضع على أحسن سبك وأجمل عبارات أدبية رصينة ، فهو من التفاسير الأدبية الممتازة باللغة الفارسية ، وقد كثر تداوله بين الادباء وأفاضل العرفاء.
وكان منهجه السير في ثلاث نوبات   : 
النوبة الاولى في التفسير الظاهري على حد الترجمة الظاهرية .
والنوبة الثانية في بيان وجوه المعاني والقراءات واسباب النزول ، وبيان الاحكام وذكر الأخبار، والآثار الواردة بالمناسبة .
والـنـوبـة الـثـالـثـة في بيان الرموز والاشارات العرفانية ، ولطائف الدقائق والنكات الظريفة المستفادة من سجف العبارات ،و هو بيت القصيد من التفسير.
كل ذلك بعبارات رائعة ذات تسجيع وترصيف لطيف ، كما هو دأب أكثر أصحاب التفسير العرفاني .
و مـما حُظي به هذا السفر الجليل ، كثرة استشهاده بالوجوه والنظائر من الآيات الكريمة ، يوردها تـبـاعاً في كل مناسبة ،مما يدل على إحاطة المؤلف بمعاني القرآن ، ومختلف انواع آيه الكريمة هذا عند كل مناسبة ، نذكر منها ما يلي :
مـثلا عند قوله تعالى : {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } [البقرة : 40] يقول : ونظير ذلك في القرآن كثير، ويذكر الآيات التالية ، ويترجم كل آية ترجمة رائعة ، نذكرها مع الترجمة : {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر : 60] {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } [البقرة : 152].
(بنده من درى برگشاى تا درى برگشايم) . (عبدي ، افتح باباً حتى أفتح باباً).

{… وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى} [الزمر : 17] .
(درِ انابت برگشاى تا درِ بشارت برگشايم). (افتح باب الإنابة حتى أفتح باب البشارة ). 
{وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ} [سبأ : 39] .
(درِ انفاق برگشاى تا درِ خلف برگشايم) (افتح باب اTنفاق حتى أفتح باب العوض ).
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت : 69] .
(در مجاهدت برگشاى تا در هدايت برگشايم) (افتح باب المجاهدة حتى أفتح باب الهداية ).
{ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء : 110]
(در استغفار برگشاى تا در مغفرت برگشايم) (افتح باب الاستغفار حتى أفتح باب المغفرة ).
{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم : 7] .
(در شـكـر برگشاى تا در زيادت نعمت برگشايم) (افتح باب الشكر حتى أفتح باب الزيادة في النعمة ).
{وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة : 40] .
(بـنـده مـن به عهد من واز آى تا به عهد تو واز آيم )(5)  (عبدي أوف بعهدي حتى أوفي بعهدك).
هـكـذا يـحظى هذا السفر الجليل بجودة سبكه وجمال أسلوبه الأدبي ، الذي دأب المؤلف عليه في عـامـة تـعـابيره في التفسير، ولا سيما في النوبة الثالثة ، حيث ظرافة الذوق العرفاني اللطيف ، وطراوة الأدب الفارسي الرفيع ، تجدهما قد امتزجا معا، فأصبح آية في الجمال والبهاء . ويبدو براعة الـمـؤلف وسعة تضلعه الأدبي الفائق ، اذا ما وجدنا تلك الطلاوة الرائعة قد أُفرغت في قالب الأدب الفارسي الجزل السلس السهل التعبير.
واليك نموذجاً من النوبة الثالثة العرفانية :
هو عند تفسير قوله تعالى : {يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة : 40] يقول : (پـيـر طـريقت گفت : الهى! كار آن دارد با تو كارى دارد ، يار آن دارد كه چون تو يارى دارد ، او كه در دو جهان تو رادارد هرگزكى تو را بگذارد ! عجب آن است كه او كه تو را دارد از همه زارتر  مـى گـدازد . او كـه نيافت به سبب نايافت مى زارد، او كه يافت بارى چرا مى گدازد.
در بر آن را كه چون تو يارى باشد ـــــ گر ناله كند سياه كارى باشد) (6) .
{ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } همان است كه گفت : {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة : 41].
رهـبـت وتـقـوى ، دو مقام است از مقامات ترسندگان ، ودر جمله ترسندگان راه دين بر شش قسم اند   : تائبانند وعابدان وزاهدان وعالمان وعارفان وصديقان .
تائبان را خوف است ، چنان كه گفت : {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور : 37].
وعابدان را وجل : {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحج : 35] .
وزاهدان را رهبت : {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء : 90] .
وعالمان را خشيت : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28].
وعارفان را اشفاق : {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} [المؤمنون : 57] .
وصديقان را هيبت : {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ } [آل عمران : 28] (7)  .
امـا خـوف ، ترس تائبان ومبتديان است ، حصار ايمان وترياق وسلاح مؤمن ، هر كه را اين ترس نيست او را ايمان نيست ،كه ايمنى را روى نيست ، وهر كه را هست به قدر آن ترس ايمان است .
ووجـل ، ترس زنده دلان است كه ايشان را از غفلت رهايى دهد، وراه اخلاص بر ايشان گشاده گـردانـد، وأمل كوتاه كند، وچنانـﮎ وجل از خوف مِه است ، رهبت از وَجَل مِه (8) ، اين رهبت عيش مرد ببرد، واو را از خلق ببُرَد، ودر جهان از جهان جدا كند. اين چنين ترسنده همه نـفـس خـود غـرامـت بـيـنـد، هـمـه سخن خود شكايت بيند، همه كرد خود جنايت بيند گهى چـون غرق شدگان فرياد خواهد، گهى چون نوحه گران دست بر سر زند، گهى چون بيماران آه كـنـد. واز ايـن رهـبـت اشـفاق پديد آيد كه ترس عارفان است ، ترسى كه نه پيش دعا حجاب گذارد، نه پيش فراست بند، نه پيش اميد ديوار ترسى گدازنده كشنده ، كه تانداى {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا} [فصلت : 30] نشنود نيارامد. اين ترسنده را گهى سوزند وگاه نوازند، گهى خوانند وگاه كشند، نه از سوختن آه كند ونه از كشتن بنالد .
كم تقتلونا وكم نحبكم ـــــ يا عجباً كم نحب من قتلا (9) .
از پس اشفاق هيبت است ـ بيم صديقان ـ بيمى كه از عيان خيزد، وديگر بيمها از خبر چيزى در دل تـابـد چـون برق ، نه كالبد آن را تابد، نه جان طاقت آن دارد كه با وى بماند، وبيشتر اين در وقت وجد وسماع افتد، چنانـﮎ (كليم) را افتاد به (طور) {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} [الأعراف : 143] وتا نگويى كه اين هيبت از تهديد افتد كه اين از اطلاع جبار افتد.

يك ذره اگر كشف شود عين عيان ـــــ نه دل برهد نه جان نه كفر وايمان (10)   .
هذا هو المشار إليه بقوله (صلى الله عليه واله وسلم) : (حجابه النور لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء ادركه بصره )  (11) .
و نموذج آخر اروع ، عند قوله تعالى : {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} [البقرة : 112] يقول :
(كـار كـار مـخلصان است ، ودولت دولت صادقان ، وسيرت سيرت پاكان ، ونقد آن نقد كه در دستارچه ايشان امروز بربساط خدمت با نور معرفت ، فردا بر بساط صحبت با سرور وصلت {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ} [ص : 46] مى گويد : پاكشان گردانيم واز كوره امتحان خالص بيرون آريـم ، تا حضرت را بشايند، كه حضرت پاﮎ جز پاكان را بخود راه ندهد، (ان اللّه طيب لا يقبل الا الطيب) به حضرت پاك جز عمل پاﮎ ، وگفت پاﮎ بكار نيايد، آنگه از آن عمل پاك ، چنان پاﮎ بايد شد، كه نه در دنيابازجويى آن را ونه در عقبى ، تا به خداوند پاك رسى {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ } [ص : 25] (12) .
سر اين سخن آن است كه ” بوبكر زقاق ” (13) گفت : (نقصان كل مخلصٍ فى اخلاصه رؤيـة إخـلاصـه ، فـإذا أراد اللّه أن يخلص إخلاصه أسقط عن إخلاصه رؤيته لإخلاصه فيكون مخلَصاً لا مخلِصاً ).
مـى گويد : اخلاص تو آنگه خالص باشد كه از ديدن تو پاﮎ باشد، وبدانى كه آن اخلاص نه در دسـت تـو است ونه بقوت وداشت تو است ، بلكه سرى است ربانى ونهادى است سبحانى ، كس را بر آن اطلاع نه ، وغيرى را بر آن راه نه .
احـديـت مـى گـويـد : (سـر مـن سرى استودعته قلب من أحببت من عبادى) گفت : بنده را برگزينم وبه دوستى خود بپسندم ،آنگه در سويدا دلش آن وديعت خود بنهم ، نه شيطان بدان راه برد تا تباه كند، نه هواى نفس آن را بيند تا بگرداند، نه فرشته بدان رسد تا بنويسد.
جنيد (14) از اينجا گفت : (الإخلاص سر بين اللّه وبين العبد، لا يعلمه ملك فيكتبه ، ولا شيطان فيفسده ، ولا هوى فيميله ). 
ذوالنون مصرى (15) گفت : (كسى كه اين وديعت به نزديك وى نهادند نشان وى آن است كه مدح كسان وذم ايشان ، پيش وى به يك نرخ باشد، آفرين ونفرين ايشان يـﮏ رنگ بيند، نه از آن شـاد شود، نه از اين فراهم آيد چنان كه مصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) شب قرب وكرامت ، همـﮥ آفرينش منشور سلطنت او مى خواندند، واو به گوشـﮥ چشم به هيچ نگرست ومى گفت : شما كه مقربان حضرتيد مى گوييد : (السلام على النبي الصالح الذي هو خير من في السماء والارض) وما منتظريم تا ما را بـه آستانـﮥ جفابوجهل باز فرستند تا گويد : اى ساحر، اى كذاب ، تا چنانك در (خير من في السماء والارض ) خود را بر سنگ نقد زديم ، درساحر وكذاب نيز برزنيم ، اگر هر دو ما را به يك نرخ نباشد، پس اين كلاه دعوى از سر فرونهيم .
رو كه در بند صفاتى عاشق خويشى هنوز ـــــ گر بر تو عز منبر خوش تر است از ذل دار.
ايـن چـنـيـن كـس را مـخلص خوانند نه مخلص ، چنانـﮎ بوبكر زقاق گفت : (فيكون مخلَصاً لا مخلِصاً) مخلص در درياى خطردر غرقاب است ، نهنگان جان رباى در چپ وراست وى درآمده ، دريا مى برد ومى ترسد، تا خود به ساحل امن چون رسدو كى رسد از اينجاست كه بزرگان سلف گفتند : (و المخلصون في خطر عظيم ) ومخلص آن است كه به ساحل امن رسيد  (16)  .
رب الـعـالـمـيـن ، مـوسـى را به هر دو حالت نشان كرد، گفت : {إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم : 51] هم مخلِصاً ـ به كسر لام ـ وهم مخلَصاً ـ به فتح لام ـ خوانده اند (17) .
اگـر به كسر خوانى بدايت كار اوست ، واگر به فتح خوانى نهايت كار اوست. مخلِص آنگاه بود كه كار نبوت وى در پيوست ،و نواخت احديت به وى روى نهاد، ومخلَص آنگاه شد كه كار نبوت بـالا گرفت. وبه حضرت عزت بستاخ (18)  شد. اين خودحال كسى است كه از اول او را روش بـود وزان پـس بـه كـشـش حق رسد، وشتان بينه وبين نبينا محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) چند كه فرق اسـت ميان موسى وميان مصطفى (عليه السلام)  كه پيش از دور گِل آدم به كمند كشش حق معتصم گشت ، چنانـﮎ گفت : (كنت نبياً وآدم مجبول في طينته ). 
شبلى (19)  از اينجا گفت : در قيامت هر كسى را خصمى خواهد بود، وخصم آدم منم كه بر راه من عقبه كرد تا در گلزار وى بماندم .
شـيـخ الاسلام انصارى (ره) از اينجا گفت : دانى كه محقق كى به حق رسد؟ چون سيل ربوبيت در رسـد، وگـرد بشريت برخيزد حقيقت بيفزايد، بهانه بكاهد، نه كالبد ماند نه دل ، نه جان ماند صافى رسته از آب وگل ، نه نور در خاك آميخته نه خاك در نور.
خاك با خاﮎ شود، نور با نور زبان در سر ذكر شود وذكر در سر مذكور. دل در سر مهر شود ومهر در سر نور جان در سرعيان شود وعيان از بيان دور اگر تو را اين روز آرزو است از خود برون آى ، چنانك مار از پوست ، به ترك خود بگوى كه نسبت با خود نه نيكو است ، همان است كه آن جوانمرد گفت   :
 نيست عشق لايزالى را در آن دل هيچ كار ـــــ كو هنوز اندر صفات خويش ماندست استوار.
هـيـچـكـس را نـامـده اسـت از دوستان در راه عشق ـــــ بى زوال ملـﮎ صورت ملك معنى در كنار(20)  .
اللغات الغريبة التي جاءت في هذا التفسير
ومـن امتيازات هذا التفسير الجليل ، استعماله اللغات الفارسية العتيدة ، ولكنها جاءت غريبة في هذا العهد، مما ينبؤك عن أدب رفيع وإحاطة واسعة كان يحظى بها المؤلف الكبير وإليك نماذج منها :
جاء بشأن نبي اللّه موسى (عليه السلام)  ذيل قوله تعالى : {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} [البقرة : 112] انه كان مخلِصاً ومخلَصاً، قال :
مخلص آنگاه بود كه كار نبوت وى درپيوست ، ونواخت احديت به وى روى نهاد، ومخلص آنگاه شد كه كار نبوت بالاگرفت ، وبه حضرت عزت بستاخ شد (21) .
استعمل ثلاث كلمات هي من صنعة الأديب العتيد   :
1ـ (درپيوست ) أي استقام أمر نبوته .
2ـ (نواخت احديت) أي نداء الربوبية .
3ـ (بستاخ شد) أي كملت معرفته .
و قـد فسر (بستاخ) به معنى (گستاخ) أي الجري ، في حين أن هذا المعنى لا يناسب المقام ، لأن فـيـه شـائبة الوقاحة ، غيراللائقة بمقام النبوة. وإنما المراد هو نفس كمال المعرفة (آشنايى كامل). المعرفة بالأوضاع والأحوال .
و في تفسير سورة الفاتحة : بنده من مرا به بزرگوارى وپاكى بستود، بنده من پشت وا من داد وكار وامن گذاشت ، دانست كه به سر برنده كار وى مائيم  (22)  .
(پشت وامن داد) (وا) به معنى (با) (مع) أي اعتمد ظهره علي ، وفعل معتمداً عليّ .
(به سر برنده) : پايان رساننده كار وى ماييم بمعنى : (البالغ أمره). 
وفي ص 5 : استعمل (شكافته) بمعنى (المشتق). 
وص 11 : (پـيـوسـيـدن) بـه مـعـنى (اميد داشتن) : (به هر چه پيوسند رسند). بمعنى (الرجاء ).
وص 17 : (فرا) به معنى (به) : (در خبر است كه مصطفى فرا ابن عباس گفت ). بمعنى (قال له). 
وص 96 : (گـاز) به معنى (البناء) قال في ترجمة {وَالسَّمَاءَ بِنَاءً} [البقرة : 22]  : (وآسمان گـازى بـرداشـتـه ) وقال في ترجمة {رَفَعَ سَمْكَهَا} [النازعات : 28] ـ ص 101ـ : (گاز آن بالا داد ).
وص 123 : (واز اوشيد) في ترجمة {إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} .
وص 220 : (كپيان ) : بوزينگان : قردة ، في ترجمة {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة : 65] .
وص 296 : (گوشوانان ) : نگهبانان : حَرَسة .
وفي ص 575 : (خُنور) : الوعاء.
واللغات من هذا القبيل كثيرة في هذا التفسير.
و الأبدع : انه ركب كلمات تركيبات أدبية ، مما جعلها تفيد معاني جديدة ابتدعها مفسرنا العظيم .
من ذلك ماجاء في (ج1 ، ص 11) : (پس آورد) : عاقبة الأمر.
وفي ص 26 : (باز بريدن) : الاعتزال .
وفي ص 96 : (ارپس) في ترجمة (فإن).
وفي ص 106 : (هامسانى) : همانندى : مثل .
وفي ص 321 : (برآمد نگاه آفتاب) : المشرق (فروشد نگاه آفتاب) : المغرب .
وفي ص 355 : (فرانياوم) في ترجمة : {ثُمَّ أَضْطَرُّهُ } [البقرة : 126] .
وفي ص 589 : (بازكاود) : فريضه گزارد : صلى الصلاة الفريضة .
________________________
1- كشف الأسرار وعدة الأبرار ، ج1 ، ص1 .
2- راجع : تذكرة الحفاظ للذهبي ،ج3 ، ص1183 ، رقم 1028 ؛ سير أعلام النبلاء ن ج18 ، ص503 ، رقم 260 .
3- راجع : مقدمة التفسير بقلم الدكتور علي أصغر حكمت .|
4- راجع : لغت نامه دهخدا حرف الراء ، نقلاً عن تاريخ أدبي إيران لإدوارد براون ، ذيل ص 375 ؛ هكذا تاريخ أدبيات إيران للدكتور صفا ، ج2 ، ص257 ، 883 ، 930 و932 .
5- كشف الأسرار ،ج1 ، ص176 .
6- قال شيخ الطريقة : إلهي ، لا شغل إلا لمن كان شغله معك . ولا ناصر إلا من كان ناصره مثلك . ومن كان له مثلك في الدارين فلن يدعك . والعجب أن من كان له مثلك كان أكثرهم أنيناً ويئن من لم يجدك بسبب عدم الكشف ،أما الذي وجدك فلم يئن ويندب ؟!
من كان معينه مثلك          وشكا فقد ظلم وجفا
(كشف الإسرار ، ج1 ، ص175) .
7- الذي قال : {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [البقرة : 40] هو الذي قال {وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ} [البقرة : 41] .
الرهبة والتقوى منزلتان من منازل الخائفين . والخائفون في طريق الدين على ست طوائف : التائبون ، العابدون ،  الزاهدون ن العالمون ، العارفون ، الصديقون .
أما التائبون فعلى خوف ، كما قال تعالى : {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ } [النور : 37].
والعابدون على وجل : {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحج : 35] .
والزاهدون على رهبة : {وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا} [الأنبياء : 90] .
والعالمون على خشية : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر : 28].
والعارفون على إشفاق : {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ} [المؤمنون : 57] .
والصديقون على حذر : {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} [آل عمران : 28] .
8- ” مِه ” – بكسر الميم – بمعنى الكبير ويقابله ” كِه ” بمعنى الصغير .
والإشفاق وليد هذه الرهبة ، التي هي خوف العارفين ، ذلك الخوف لا يضع حجاباً يحول دون الدعاء ، ولا قيداً يحول دون فراسة النفس ، ولا حاجزاً يحول دون الرجاء . إنه خوف ممض قاتل ، ولولا قوله تعالى : {أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا} [فصلت : 30] لما قر له قرار .
وقد يحرق هذا الخائف حيناً ، وقد يشفق عليه آخر وقد يقتل وقد يدعى فلا من الحرق يتأوه ولا من القتل يتوجع : 
9- أما الخوف الذي يمثل خوف التائبين والمبتدئين ، فهو طوق الإيمان ، وبلم المؤمن وسلاحه . ومن لا خوف له لا إيمان له ؛ إذ لا مأمن هناك . ومن كان له خوف فإيمانه بمقدار خوفه . وأما الرجل ، فهو خوف أولى البصائر ، ينقذهم من الغفلة ، ويفتح لهم باب الإخلاص ، ويقصر الأمل ؛ والرهبة أكبر من الوجل كما أن الوجل أكبر من الخوف . إن الرهبة تذهب بعيش المرء وتجعله وحيداً ، تفصله عن الدنيا وهو في الدنيا . هذا الخائف يجد نفسه كلها غرماً ، وكلامه برمته شكوى ، وعمله جميعه جُرماً . فهو تارةً كالغريق يستصرخ ، وأخرى كالنادب يضرب على رأسه . وثالثه كالعليل يتأوه .
كم تقتلوننا وكم نحبكم                      يا عجباً نحب من قتلا
10.  تأتي الهيبة بعد الإشفاق – وهي خوف الصديقين – ذلك الخوف المنبعث عن معاينة ، وغيره منبعث عن خبر يتألق في القلب ، لا الجسم يتحمل ذلك الخوف ولا الروح تطيقه كي تبقى معه . والأكثر أنه يتفق حين الوجد والسماع ، كما اتفق للكليم (عليه السلام) في جبل طور {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا} . فلا تقل : إنها هيبة عن تهديد ، وإنما هي عن معرفة الجبار جل عزه .
لو كشفت ذرة عن عين عيان              لا القلب بنجو ، لا الروح ، الكفر ولا الإيمان
11.  كشف الإسرار ،ج1 ، ص177-178 .
12.  ص (38) : 25 . العمل على المخلصين ، والدولة دولة الصادقين ، والسيرة سيرة المطهرين . والنقد هو ما كان في أيديهم . وهم اليوم على أريكة الخدمة يعلوهم نور المعرفة ، وغداً على أريكة الصحبة منعمين بسرور الوصل {إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ} [ص : 46] أي : طهرناهم وأخرجنا لهم من يوتقه الاختيار الخالص ؟ كي يتأهلوا للمثول أمام الله تعالى ” إن الله طيب لا يقبل الطيب ” ؛ إذ لا يليق بساحة الطهارة إلا من كان طاهراً في قوله وعمله .
ويطهر بذلك العمل الطيب فلا تجده في هذه الدنيا ولا في دار العقبى ، حتى يصل الى ساحة قدس طهارته جل جلاله {وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} [ص : 40] .
13.  هو من الطبقة الثالثة ، واسمه أحمد بن نصر ، هو من مشايخ الصوفية بمصر ، وكان في طبقة الجنيد البغدادي ومن أصحابه ، ويلقب بالكبير . أما الزقاق الصغير فهو بغدادي تلميذ الزقاق الكبير . راجع : نفحات الأنس ، ص176-177 . ولما توفي الزقاق الكبير قال الكناني بشأنه : ” انقطعت حجة الفقراء في ذهابهم الى مصر ” .
14.  هو أبو القسم سعيد بن محمد الجنيد القواريري البغدادي ، ملقب بسلطان الطائفة الصوفية ، كان شيخ وقته وفريد عصره في الزهد والتصوف ، مات ببغداد سنة (297هـ).
15.  اسمه ثوبان بن إبراهيم . كان أبوه نوبياً من موالي قريش . هو من الطبقة الأولى من مشايخ الصوفية بمصر ، توفي سنة (245هـ).
16.  ” علاقة من أودعته هذه الوديعة (السر الإلهي) أن يتساوى عنده مدح الآخرين وذمهم . ويرى الدعاء له وعليه سيين لا يسره ذلك ولا يحزنه هذا ” . كما كان النبي المصطفى (صلى الله عليه واله وسلم) ليلة القرب والكرامة ، إذ تغنى عالم الخليقة كله بميثاق مكنته ، وهو (صلى الله عليه واله وسلم) ينظر بطرفٍ خفي ، ويقول : أنتم أيها المقربون ، تقولون : ” السلام على النبي الصالح الذي هو خير من في السماء والأرض ” . وأنا أنتظر الاشخاص الى بوابه جفاء أبي جهل ، كي يقول لي : أيها الساحر ، أيها الكذاب . حتى إذا اختبرنا در ” خير من في السماء والأرض ” بمسبار النقد ، توجنا بدرة ” الساحر الكذاب ” . فإذا لم يتكافأ عندنا الأمران معاً ، رفعنا قبعة الدعوى هذه من رؤوسنا . اذهب فإنك في قيد النعوت ما قبئت لعشق نفسك . وإن كان عز المنبر أحلى لك من ذل الأعواد ومن كان كذلك فهو ” مخلَص ” لا ” مخِلص ” ، كما قال أبو بكر الزقاق ” فيكون مخلَصاً لا مخلِصا ” .
والمخلص غريق في بحر الأخطار ، وقد حاقت به الحيتان المُرعبة من كل جانب ، وهو يشق عُباب البحر خائفاً حتى يصل الى ساحل الأمن ، وكيف يصل ؟ ومتى يصل ؟ من هنا قال أكابر السلف : ” والمخلِصون في خطر عظيم “. أما ” المخلص ” فهو الواصل الى مرفأ الأمن .
17.  قرأ أهل الكوفة بفتح اللام ، والباقون بالكسر . والأولى هي المشهورة لدى المسلمين ، والاستدلال في المتن بكلتا القراءتين ، مبني على حجية القراءات اجمع ، حتى مع التعارض ، قياساً على مختلف الروايات .لكنا لا نقول بذلك حتى في متعارض الروايات فضلاً عن القراءات ، وأن الحجة واحدة ، وهي قراءة حفص من تبعه من الكوفيين . راجع : التمهيد ج2 ، 161-166 (مباحث القراءات) .
18.  ” بُستاخ” على وزان بُستان ، بمعنى الجري ، أي العارف المقدام . وهو الفارسية بمعنى ” ﮔستاخ ” .
19.  هو أبو بكر دلف بن جحدر الخرساني البغدادي . تولد في سامراء ونشأ في بغداد . صاحب جنيد والحلاج خير النساج . كان من كبار مشايخ الصوفية ، توفي ببغداد سنة (334هـ) ودفن بمقبرة الخيزران .
20.  إنه تعالى قد وسم نبيه موسى (عليه السلام) بكلتا السمتين : {إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا} [مريم : 51] . فرأت الآية بكسر اللام وبفتحها . إن قرأتها بالكسر ، فهو مستهل أمره . وإن قرأتها بالفتح فهو ختام أمره . لقد كان مخلصاً حين حظى بمقام النبوة وشملته العناية الربانية كان مخلصاً حين بلغت نبوته ذروتها وتشرف وبساحة العزة مقداماً . وهذه هي حالة من انتهج منهج الحق لينال مرتبة الوصل بالحق في نهاية المطاف وشتان ما بين موسى ونبينا المصطفى محمد (صلى الله عليه واله وسلم) الذي نال مرتبة الوصل واعتصم بحبل الحق قبل أن يخلق آدم (عليه السلام) كما قال (صلى الله عليه واله وسلم) : ” كنت نبياً وآدم مجبول في طينته ” . من هنا قال ” الشبلي ” : لكل امرئ في القيامة خصيم ، وخصيمي فيها آدم (عليه السلام) إذ عرقل طريقي ، لأضل راسباً في وحله .
قال شيخ الإسلام الأنصاري (رحمه الله) : أو تدري متى يبلغ المحقق الحق ؟ ذاك حينما ينحدر سيل الربوبية ، ويرتفع غبار البشرية ، وتزداد الحقيقة ، وتقل الأعذار ، فلا الجسم يبقى ولا القلب ، ولا الروح الصافية الخالصة من الماء والطين ، ولا النور الممتزج بالتراب ، ولا التراب الممتزج بالنور .
فالتراب يصير مع التراب ، والنور مع النور ، واللسان يصبح ذكراً في الرأس ، والذكر مذكوراً في الرأس . القلب ينطبع في الرأس ، والانطباع ينقلب في الرأس نوراً . الروح تتجلى في الرأس ، والتجلي بعيد عن البيان . فلو كنت ترجو ذلك اليوم فانخلع من نفسك ، كما تنخلع الحية من جلدها ودع ذاتك إذ الانساب إليها مشين ، كما قال الشاعر الشهم :
لا عشق لله في قلبٍ ما انفك حبيس صفاته               لم يتيسر الحظ من ملك المعاني لأحدٍ من العشاق بدون زوال ملك الصور (كشف الاسرار ، ج1 ، ص327-329) .
21.  إنما المخلِص من استقام امر نبوته ، وبلغه نداء الربوبية ، والمخلَص من ارتقت درجة نبوته وكملت معرفته (كشف الأسرار ،ج1 ، ص329).
22.  عبدي مجَّدني ونزه مقامي . عبدي اعتمد عليّ ووكل أمره إلي ، وعلم أني بالغ به أمره .

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!