جرهارد بورينغ: دراسات عن القرآن والتصوف

جرهارد بورينغ: دراسات عن القرآن والتصوف

نور على نور

دراسات في الفكر والتاريخ الإسلاميّين مهداة إلى جرهارد بورينغ

أعلنت دار نشر بريل الهولندية ذات الباع الطويل في نشر التراث العربي الإسلامي صدور كتاب تكريمي للدكتور جرهارد بورينغ، أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة يال المرموقة. وقد حرّر الكتاب الذي يحمل عنوان “نور على نور” باحثان بارزان في الحقل وهما الدكتور جمال إلياس، أستاذ الدراسات الإسلاميّة في جامعة بنسلفانيا، والدكتور بلال الأرفه لي، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت. وقد شارك في الكتاب حوالي عشرين باحثًا من شتّى البلدان، كلّهم قد تتلمذ على يد الدكتور بورينغ في جامعة يال.

يقع الكتاب في أربعة محاور رئيسة. الأوّل معنيّ بالدراسات القرآنيّة والإسلام المبكّر، والثاني مخصّص للدراسات في التصوّف والتشيّع والاتّجاهات الباطنيّة. وقد استأثرت الفلسفة الإسلاميّة بالمحور الثالث، بينما يعنى المحور الرابع بالأدب والحضارة. اللافت في الكتاب تناغم مقاربات مختلفة فيلولوجية ونصّيّة وتاريخيّة وتأويليّة، علاوة على تحقيق نصوص تراثيّة. وهذا كلّه يشير إلى أثر جرهارد بورينغ في جيلين اثنين من الباحثين في المدّة الطويلة التي قضاها في التدريس الجامعيّ والتي تزيد عن أربعين عامًا.

ولد جرهارد بورينغ عام 1939 في مدينة ورزبرغ الألمانيّة عند بداية الحرب العالميّة الثانية وقد التحق بالرهبنة اليسوعيّة عام 1959. درس الفلسفة في ميونيخ بين عامي 1961 و1964. وبعد فترة أمضاها في باكستان بين 1964 و1976 أكمل الدراسات العليا في مونتريال في جامعة مكغيل في كندا وحاز على شهادة الدكتوراه عام 1975 بدراسة مهمّة عن التستري الصوفي ورؤيته الصوفيّة للوجود في تفسيره للقرآن. بعد فترة أمضاها في جامعة بنسلفانيا انتقل بورينغ إلى جامعة يال عام 1984 حيث لا يزال أستاذًا فيها.

لجرهارد بورينغ عشرات الدراسات والكتب والنشرات المحقّقة للتراث في كبريات دور النشر العالميّة، وقد تركّزت أبحاثه على الدراسات القرآنية والصوفية والعلاقات الإسلاميّة المسيحيّة. وقد أشرف بورينغ على موسوعة الفكر السياسي الإسلامي الصادرة عن دار نشر جامعة برنستون، ولا يزال يحرّر سلسلة الدراسات القرآنية الصادرة عن بريل (مع بلال الأرفه لي ودفن ستورت). من أهم إنجازات هذا الأستاذ اللامع هو تحقيقه لعدد كبير من النصوص الصوفيّة المؤسّسة والمهمّة وحده أو بالتعاون مع طالبَيه يوسف كايسوت وبلال الأرفه لي، خاصّة أعمال ابن برّجان وأبي عبد الرحمن السلمي. كما ساهم بورينغ في التعريف بعدد لا يستهان به من الأعمال الصوفية التي لم يتنبّه غليها الدارسون في الحقل. ويُعدّ بورينغ وبحقّ أستاذ الأساتذة كونه خرّج حوالي ثلاثين أستاذًا في الدراسات العربيّة والإسلاميّة يتبوّأون اليوم أهمّ المراكز في الحقل، وبذلك يشكّل بورينغ مدرسة فكريّة بحدّ ذاته.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!