فاصلٌ من الفكاهة

فاصلٌ من الفكاهة

زراعة النّور في كون منشور

 فاصلٌ من الفكاهة

 

بقلم: د.سعاد الحكيم

 

أفرد صديقي الفيلسوف والمفكّر والشّاعر واللّغوي، الرّاحل الكبير، الدكتور عبد الكريم اليافي، فصلاً في كتابه “دراسات فنيّة في الأدب العربي“، لدراسة تطوّر المجتمع العربي من خلال تطوّر الفكاهة.. وذلك منذ ظهور الرّسالة المحمديّة الخاتمة وإلى النّصف الثاني من القرن العشرين. وهو بحثٌ طريف نادرٌ في بابه.. ونفهم من هذا العمل البحثيّ أنّ الضّحك ميزة البشر فقط، وأنّه بحاجة إلى صدى، لذا لا يكون إلّا في جماعة.. وأنّ الفكاهة هي رفيقة درب الإنسان، لا يخلو منها عصر من العصور ولا بقعة من البقاع المأهولة.. وأنّه يمكن معرفة ملامح الزّمان من الإنصات إلى ما يتداوله النّاس من دعابات أو من قراءة ما سطّره الكتّاب من مؤلّفات في الفكاهة.

ويلفتنا في بحث اليافي هذه التلوينات لأغراض الفكاهة وأساليب استخدامها التي تكشف تطوّر المجتمع العربي عبر العصور: فمنها البريْ الّذي لا غَرَضَ له إلّا ترويح النّفس بالإضحاك. ومنها ما هو مهنة يمارسها شاعر أو مغنٍ أو موسيقيّ في بلاط خليفة. ومنها ما هو كلام رمزي يُبطن نقداً سياسيّاً، ظهر في أزمنة الاستبداد وقمع الحريّات. ومنها نوع نشأ في نهاية القرن التّاسع عشر وكان روّاده من المصلحين الّذين استعملوا الفكاهة والتّهكّم والسّخرية سلاحاً في ميدان الإيقاظ والإصلاح.

وقد طرح فلاسفة غربيّون مسألة “الضّحك” وتناولوا حقيقته وتجلّياته ووظائفه. وينقل الدكتور اليافي من مَعينه الغربي، عن برغسون وعن أوجين دوبرييل، بأنّ الضّحك له وظيفة إجتماعيّة، فهو نوع من كابح إجتماعي يأتمر على الشّخص موضوع الفكاهة ليُحْفِضَ قيمته الإنسانيّة ويُخرجه عن دائرة الجماعة.

وحيث إنّ الفكاهة عندما تدلُّ على شخص ـ مثلاً ـ فإنّما تدلّ عليه من حيثيّة صفة إجتماعيّة مستقبحة قامت فيه، كالاستبداد والبخل والشّره والحماقة وغير ذلك.. يصبح عالم الفكاهة أو عالم المُضْحِك موازياً لعالم القيم والأعراف الإجتماعيّة.

وإذا دقّقنا النّظر في كلّ فكاهة تصلنا على أدوات التّواصل الاجتماعي نجد أنّها تدور حول قيمة أخلاقيّة، وأنّها عبر الإضحاك قد تجرح مقدّساً من مقدّساتنا، كالدِّين والوطن والعائلة ومقام الوالدين ومقام الزّوج أو الزّوجة أو ولاة الأمر وغير ذلك.

ونتشارك التفكّر للتمتّع بالضّحك البريء، وبالفكاهة النقيّة من خبث مدسوس يدمّر المقدّسات، وبالوعي الذي لا يغفل طرفة عين، ونجعل مشاركتنا على فقرات ثلاث، هي الآتية:

 

1 – إشاعة السّرور في النّفوس مطلب دينيّ وإنسانيّ :

كان سيّدنا رسول الله عليه صلوات الله كما أجمعت الرّوايات: نضر الوجه بهيّ المحيّا بسّاماً، ليس بعبوس ولا مكفهرّ.. وإنّ كلامه صلوات الله عليه هو الجدّ عينه. ومع ذلك فهو يُمازح أصحابه من حين إلى حين، أو عندما ينظر إلى حال إنسانٍ ويجده بحاجة إلى ضحكة إلى بسمة تكشف غمّ قلبه من هجمات الدّهر.. يقول صلوات الله عليه: ((إنّي لأمزح ولا أقول إلّا حقّاً)).

وفي يوم أتَتْه امرأةٌ عجوز من الأنصار فقالت : يا رسول الله ادعُ لي بالمغفرة. فقال لها صلوات الله عليه: ((أما علمتِ أنّ الجنّةَ لا يدخلُها العجائز؟)). فصرخت، وفي رواية فبكت، فتبسّم صلّى الله عليه وسلّم وقال لها: ((لستِ يومئذٍ بعجوز، أما قرأتِ: ﴿إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء*فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا*عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة 35 – 37])).. ونقول: ما أعظم حظّ هذه المرأة الأنصاريّة، لقد نظر الرّؤوف الرّحيم صلوات الله عليه إلى حالها؛ عجوز وخائفة من ذنوبها، فأراد إدخال السّرور إلى قلبها بالمزاح وبالتبسّم في وجهها، ليتغيّر حالها من الضّعف (ضعف العمر) والخوف (من الذّنب) إلى القوّة والرّجاء.. ولم تقف رحمته المحمديّة عند حدود تطييب خاطرها بجميل الكلام، بل جاء جوابه صلوات الله عليه بعد التبسُّم حاملاً البشرى لها بالسّلامة في الآخرة.. حين قال لها:لستِ يومئذٍ بعجوز.. ثمّ الآيات الكريمة التي أَلْفَتَها إليها وتدلّ على هيئة نشأة المرأة في الجنّة.

وقد كان بين الصّحابة الكرام من يحبّون الدّعابة والفكاهة، ومن أشهرهم نعيمان وهو أحد البدريّين..وكان لا يدخل المدينة المنوّرة طرفة (شيء جديد من فاكهة أو ثياب…) إلا اشترى منها نعيمان ثمّ جاء بها إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. فقال: يا رسول الله، هذا أهديته لك.فيقبله صلوات الله.ولكن عندما يأتي البائع يطالب نعيمان بثمن ما ابتاع منه، كان يجيء به إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ويقول: يا رسول الله، أعطِ هذا ثمن متاعه. فيقول رسول الله صلوات الله عليه: أوّلم تُهدِه لي؛ فيقول: يا رسول الله، والله لم يكن عندي ثمنه، ولقد أحببتُ أن تأكله. فيضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ويأمر لصاحبه بثمنه.

وهكذا لم يكن المرح مفقوداً من حياة الجيل الأوّل من المسلمين، بل كانوا على دراية بأنّ الضّحك والفكاهة، قليلُه ينعش القلب فترجع النّفس إلى الجدّ راضية مرضيّة، وكثيرُه يميتُ القلب.. يقول صلوات الله عليه: ((كثرة الضّحك تميت القلب)).. ويقول الإمام عليّ كرّم الله وجهه:”أجمّوا هذه القلوب والتمسوا لها طرف الحكمة، فإنّها تملّ كما تملّ الأبدان”.   

 

2 – بخلاء أرّخ الجاحظ نوادرهم:

لقد استطاع الجاحظ (159 هـ – 255 هـ)،هذا الأديب الفيلسوف،أن يجعل البخل موضوعاً أدبيّاً..ومن يطّلع على كتابه “البخلاء” ويبدأ بقراءة قصصهم ونوادرهم،لا يملك إلّا أن يُعجب ؛ ليس من حبّهم للمال فهذا بديهي، ولكن من قدرة عقولهم على النّفاذ إلى دقائق غير مفكَّرٍ فيها، ولا تخطر ببالِ أعتى العقول.. لقد ظهر من هذا الكتاب: أنّ للبخل منطقاً يبهت أعظم العقول ويتركه حيراناً.

إنّ الرّوايات في كتاب البخلاء كثيرة، ولكلّ رواية غواية، ولكن مساحة حديثنا تفرض علينا أن نختار أربعة لا أكثر من بين المئات.. ولذا، عمدتُ إلى اختيار أربعة تُظهر مدى استخدام البخيل لعقله في حفظ ماله.. استخدام عجيب ومدهش:

الحكاية الأولى.. البخلاء يطبخون معاً: عندما يجتمعون للاشتراك في طبخة، يشترون اللّحم معاً، ثمّ يقسموه قبل الطّبخ، ويأخذ كلّ إنسان منهم نصيبه فيشكّه بخيط، ثمّ يرسله في خلّ القِدْروالتّوابل. فإذا طبخوه، تناول كلّ إنسان خيطَه وقد علّمه بعلامة، ثمّ اقتسموا المّرَق، ثمّ لا يزال أحدهم يسلّ من الخيط القطعة بعد القطعة من اللّحم، حتى يبقى الحبلُ (الخيط) لا شيء فيه. ثمّ يجمعون الخيوط. فإذا أعادوا الاجتماع على طبخةٍ أعادوا تلك الخيوط لأنّها قد تشرّبت الدَّسَم، فقد رَوِيَت؛ أي أصبح امتصاصها للمَرَق أقلّ في الطّبخة الثّانية. والسّبب في اجتماعهم، على ما يقول الجاحظ، ليس رغبتهم في المشاركة، ولكن لأنّ نصيب كلّ واحد من اللّحم لا يحتمل أن يُطبخ وحده، وأيضاً لأنّ في ذلك تخفيف من كلفة الحطب والخلّ والثّوم والتّوابل.

الحكاية الثّانية.. حبّات شعير صيّفيّة: استلف الصيرفيّ زبيدة بن حميد من بقّال كان على باب داره درهميْن وقيراطاً (القيراط يساوي وزن أربع حبّات شعير). وبعد ستّة أشهر قضاه درهميْن وثلاث حبّات شعير، فاغتاظ البقّال، وقال له : سبحان الله، أنت ربُّ مائة ألف دينار وأنا بقّال لا أملك مائة فَلْس، صاح على بابك جمّال وحمّال، ولم يحضرك (أي لم يكن لديك مال تعطيهم ما لهم عندك)، وغاب وكيلك، فنقدتُ عنك درهميْن وأربع شعيرات، فقضيتني بعد ستّة أشهر درهميْن وثلاث شعيرات. فقال زبيدة: أسلفتني في الصّيف فقضيتُك في الشّتاء، وثلاث شعيرات شتويّة نديّة، أوزنُ من أربع شعيراتٍ يابسة صيفيّة، وما أشكّ أنّ معك فضلاً.

الحكاية الثّالثة.. تلف المال في لبس الصّوف قبل الشّتاء: يخبر الجاحظ عن أبي محمّد الحزاميّ وكان كاتباً، وله كلامٌ في البخل، يقول: رآني مرّة في تشرين الأوّل، وقد بكّر البردُ شيئاً فلبستُ كساء خفيفاً من الصّوف.. فقال لي: ما أقبح السَّرف بالعاقل، ما ظننتُ أنّ سوء السياسة بلغ بك ما أرى. قلت: وأيّ شيء أنكرتَ منّا. فقال: لبسُكَ هذا الكساء قبل أوانه. قلت: قد حَدَثَ من البرد بمقدار. قال:إن كان ولا بُدّ،فالبِسْ جبّة محشوّة فإنّها تقوم مقام الكساء. فأمّا لبس الصّوف اليوم فهو غير جائز. قلت: ولم؟ قال: لأنّ غبار الصّيف يتداخله ويسكن في خَلَله، فإذا أمْطِرَ النّاس ونَدِيَ الهواء وابتلّ كلّ شيء، ابتلّ ذلك الغبار (الّذي دخل وعشّش في صوف الكساء). وإنّما الغبار تراب، إلّا أنّه لُباب التّراب. وهو مالح، وينقبض عند ذلك عليه الكساء، ويتكرَّش، لأنّه صوف، فتنضمّ أجزاؤه عليه. ولكن أخّر لبس الصّوف، حتى إذا مُطِرَ النّاس وسكن الغبار وتلبّد التّراب، فالْبِسْه حينئذٍ  على بركة الله.

الحكاية الرّابعة.. يرفع أجر المنزل عند نزول ضيف : روى الجاحظ الكثير من النّوادر عن الكنديّ، ونختار منها هذه الحكاية. قال معبد (وهو يسكن في منزل للكنديّ بالإيجار): قَدِم عليّ ابن عمّ لي ومعه ابنه. فأرسل إليَّ الكنديّ رقعة فيها:”إن كان مُقام هذيْن القادميْن ليلة أو ليلتيْن احتملنا ذلك”. فكتبتُ إليه: “ليس مقامهما عندنا إلّا شهراً أو نحوه”. فكتب إليّ: “إنّ دارك بثلاثين درهماً، وأنتم ستّة، لكلّ رأس خمسة. فإذ قد زدتَ رجليْن فلا بدّ من زيادة خمستيْن. فالدّار عليك من يومكهذا بأربعين”. فكتبتُ إليه:”وما يضرّك من مقامهما، وثقلُ أبدانهما على الأرض. وثقل مؤونتهما عليّ؟ فاكتب إليّ بعذرك لأعرفه”. فكتب إليه بصفحات كثيرة لا يمكن استيفاؤها، ولكن ننتقي منها، لنرى أسلوب تفكير الشّخص البخيل:”الخصال التي تدعو إلى ذلك كثيرة (أي تدعو إلى زيادة الأجرة)، من ذلك أنّ الأقدام إذا كثُرت، كثُر المشيُ على ظهور السّطوح المطيَّنة، وعلى أرض البيوت المجصَّصة، والصّعود على الدُّرج الكثيرة، فينقشر لذلك الطّين، وينقلع الجصّ، وينكسر العَتَب، مع انثناء الأجذاع لكثرة الوطء، وإذا كثر الدّخول والخروج والفتح والإغلاق تهشّمت الأبواب وتقلّعت الرزّات. وإذا أكثر العيال والزوّار، احتيج من صبّ الماء إلى أضعاف ما كانوا عليه.. وعلى قدر كثرتهم يحتاجون من الخبز والطّبيخ ومن الوقود والتّسخين. والنّار لا تُبقي ولا تذر..”. صفحات طويلة يبدأ فيها بالردّ عن مسألة معيّنة وينتهي بطرح الإيجارات ومشاكلها وأنّها في النّتيجة أقل التّجارات ربحاً.  

 

3 – ابن الجوزي يحكي نوادر الحمقى والمغفّلين:

خصّص أبو الفرج بن الجوزي، هذا العالم الفقيه الزّاهد، كتاباً للكلام على أخبار الحمقى والمغفّلين.. للتّرويح عن النّفس وتثمين نعمة العقل وشكر الله تعالى على ذلك.

وأختارُ من مئات النّوادر ستّاً، داعيةً القارىء إلى تمتيع نفسه بقراءة هذا الكتاب الطّريف.

النّادرة الأولى.. سأل الخليفة المأمون رجلاً من أهل حمص عن قضاتهم. فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ قاضينا لا يفهم، وإن فهم وَهِم. قال الخليفة : ويحك كيف هذا ؟ قال: قَدِمَ على القاضي رجلان، فادّعى أحدهما على الآخر بأربعة وعشرين درهماً، فأقرّ له الآخر بذلك. فقال القاضي : أَعْطِه. قال: أصلح الله القاضي، إنّ لي حماراً أكتسب عليه كلّ يوم أربعة دراهم، أنفق على الحمار درهماً وعليّ درهماً وأدفع له درهميْن. ولكن متى اجتمع ماله غاب عنّي فلم أرَهُ، فأنفقه، وما أعرفُ وجهاً إلا أن يحبس القاضي هذا الشّخص اثنيْ عشر يوماً حتى أجمع له المبلغ الذي له. فحبس القاضي صاحب الحقّ حتى جُمِعَ ماله. فضحك المأمون وعزّلَه.

النّادرة الثّانية: يرويها إبن الجوزي عن الأصمعي قال: خرج قومٌ من قريش إلى أرضهم وخرج معهم رجل من بني غفار. فأصابهم ريحٌ عاصف يئسوا معها من الحياة، ثم سلموا. فأعتق كلّ رجل منهم مملوكاً. فقال ذلك الأعرابي: اللهمّ لا مملوك لي أعتقه، ولكن امرأتي طالقٌ لوجهك ثلاثاً.

النّادرة الثّالثة.. صلّى إعرابيّ خلف إمامٍ صلاة الغداة فقرأ الإمام سورة البقرة، وكان الأعرابي مستعجلاً ففاته مقصوده. فلمّا كان من الغد بكّر إلى المسجد فابتدأ الإمام بسورة الفيل، فقطع الإعرابيّ الصّلاة وولّى وهو يقول : أمس قرأت (البقرة) فلم تفرغ منها إلى نصف النّهار، واليوم تقرأ (الفيل) ما أظنّك تفرغ منها إلى نصف اللّيل.

النّادرة الرّابعة.. يروي إبن الجوزي عن أبي العيناء، أنّ العطري الشّاعر دخل على رجل من أهل البصرة وهو يجود بنَفَسه. فقال له : يا فلان قل:”لا إله إلّا اللهُ (بالضمّ)” وإن شئتَ قل: “لا إله إلا اللهَ (بالفتح)” والأولى أحبّ إلى سيبويه. فعلّق أبو العيناء قال: سمعتم ابن (…) يعرض أقوال النحويّين على رجل يموت.

النّادرة الخامسة.. أنّ عميراً الكاتب قال لقوم يُعزّيهم : آجركم الله. وإن شئتم: أجركم الله، كلاهما سمعتُ من الفرّاء (عالم في اللّغة والنّحو توفّي عام 207 هـ).

النّادرة السّادسة.. عن إسحاق بن محمّد الكوفيّ، قال: جاء أبو علقمة إلى عمر الطّبيب، فقال: أكلتُ دعلجاً فأصابني في بطني سجح. فقال: خذ “غلوص وخلوص”. فقال أبو علقمة: وما هذا؟ قال: وما الّذي قلتَ أنت؟ كلّمني بما أفهم. قال: أكلت زبداً في سكرجة فأصابني نفخ في بطني. فقال: خذ صعتراً.

ونختم مع جحا، هذا العاقل المجنون..الّذي تملأ أخباره الكتب ويتناقلها السمّار..سمع شخصاً يقول: ما أحسن القمر. فقال: أي والله، خاصّة في اللّيل.

 

 

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!