الطريقة المولوية في الدولة العثمانية

الطريقة المولوية في الدولة العثمانية

الطريقة المولوية في الدولة العثمانية

بقلم: د. أمين يوسف عودة

 

 

        تنسب الطريقة المولوية إلى مولانا جلال الدين الرومي الذي يعد من أكبر شعراء التصوف الفارسي وأغزرهم، وأقدرهم على النفاذ إلى مخاطبة الروح الإنسانية جمعاء في الشرق والغرب.

        ومولانا جلال الدين هو محمد بن محمد بن محمد بن حسين بن أحمد بن قاسم بن مُسيَيِّب بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق بن أبي قحافة([1]) البلخي نسبة إلى مسقط رأسه بلخ، والقونوي نسبة إلى قونية التي دفن فيها، والرومي نسبة إلى إقامته في قونية من بلاد الروم (الأناضول).  ينتهي نسبه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه كما هو مذكور. ولد ببلخ في سادس ربيع الأول من سنة أربع وست مائة. وكان أبوه محمد بن الحسين المعروف ببهاء الدين ولد من أهل الفضل والعلم، وكان من أكابر الصوفية. وكان يلقب بـ ” سلطان العلماء”.([2])

ويبدو أن بهاء الدين ولد قد اضطر إلى مغادرة بلخ بصحبة ولده الصغير جلال الدين على إثر إيذاء أهل بلخ له، وفي الوقت نفسه خوفا من جيش المغول السفاك للدماء، فسلك الطريق نحو بغداد ثم توجه تلقاء مكة للحج. وتشير بعض الروايات إلى إنه التقى الشيخ فريد الدين العطار عند وصوله إلى نيسابور، وقدم العطار كتابه ” أسرار نامه” هدية إلى الصغير جلال الدين قائلا لأبيه بهاء الدين ولد:” إن ابنك هذا سيضرم النار سريعا في هشيم العالم”.([3]) ويضيف الجامي أن مولانا جلال الدين كان يحمل ” أسرار نامة ” معه على الدوام.([4])

بعد أداء فريضة الحج، توجه بهاء الدين ولد إلى قونية ليستقر فيها بعد أن طاف في بعض أرجاء الأناضول. ويذكر الجامي أن مولانا جلال الدين تزوج في سن الثامنة عشرة بأمر والده، وأنجب ولدين هما بهاء الدين محمد المعروف بسلطان ولد، وعلاء الدين محمد.([5]) تلمذ جلال الدين في بداياته لوالده، ثم لأحد مريدي والده هو السيد برهان الدين محقّق الترمذي الذي كان عالما محققا وصوفيا، فأخذ عنه علوما وفنونا شتى وتربى عليه تربية روحية. وحين بلغ مولانا الخامسة والعشرين ارتحل إلى الشام وزار حلب وأخذ عن علمائها، ثم انتقل إلى دمشق مقر الشيخ الأكبر محيي الدين بن عربي المتوفى سنة (638هـ) لسيتكمل رحلته العلمية. ولسنا نعرف على وجه اليقين إن كان مولانا قد التقى الشيخ الأكبر أم لا ([6]). ويصف صاحب ” الجواهر المضية” مولانا بقوله: إنه كان واسع المعرفة في الفقه والمذاهب والخلاف وأنواع العلوم والمعارف([7]). ويبدو ذلك جليا لمن يطالع في كتبه لا سيما في فصول المثنوي.

بعد عودة مولانا من الشام – وقد زارها غير مرة-  إلى مستقره قونية، ووفاة أستاذه برهان الدين محقق الترمذي ( ت638هـ)، تولّى كرسي الإرشاد والوعظ والتدريس، وظل قريبا من خمس سنين يدرس الفقه والعلوم الدينية على سنة آبائه وأساتيذه، وكان طلاب الشريعة يتوافدون عليه بأعداد كبيرة، حتى وصل عددهم إلى أربعمائة طالب، واجتمع عليه خلق كثيرون، وانتشر صيته في الناس.([8])

في سنة (642هـ) شهدت حياة مولانا تحولا خطيرا على يد أستاذه الرباني شمس الدين التبريزي، محمد بن علي بن مالك داد([9])، المضنون بسيرته في كتب التراجم، ولم يكن مثل هذا التحول ليحدث لولا أن شخصية مولانا كانت تمتلك استعدادا روحيا عاليا للنهل من معارف التبريزي العرفانية. وكان التبريزي نفسه يبحث، وهو السائح الجواب، عمن يحمل عنه علومه وأسراره الربانية ويتحمل صحبته. وكان يناجي ربه:” لا يوجد مخلوق قط من خواصك يتحمل صحبتي. وفي الحال وصله هاتف من المغيب: إذا كنت تريد من هو جدير بصحبتك، فارحل إلى أرض الروم”. ويتابع شمس الدين قائلا:” كان لي شيخ في تبريز يسمى أبا بكر، لقد وجدت منه كل الولايات، لكن كان في داخلي شيء لم يكن يراه ولم يكن أحد قط قد رآه، ولقد رأى مولانا ] يعني مولانا جلال الدين [ ذلك الشيء في الحال”.([10])

 جرى اللقاء بين الرجلين مشفوعا بشيء من الكرامات([11])، وتعلق قلب مولانا بالوافد الجديد الذي أثر في حياة مولانا تأثيرا عميق الأثر، وجعله ينصرف عن تلاميذه ويعرض عن الوعظ، ليظل برفقة شمسه الجديدة مستغرقا في تأملاتة الروحية، ومترقيا إلى أعلى المقامات العرفانية، ومغردا بلسان الشعر الصوفي الملهم ذي النزعة الإنسانية العالمية عما قبسه من معارف شيخه العميقة.

والظاهر أن انصراف مولانا عن تلامذته جعلهم يضمرون الكراهية لشيخه شمس الدين التبريزي، الذي قرر الاختفاء من حياة مولانا نتيجة لذلك، فسافر خفية إلى دمشق، فجزع مولانا لفراقة، ونظم كثيرا من الأشعار في هذه المدة حزنا على فراقه وشوقا إلى لقائه. ولم يخرجه من عزلته وحزنه إلا ابنه سلطان ولد الذي سافر إلى دمشق وعاد بشمس الدين([12]). وقد ذكرت كتب التراجم أن تلاميذ الرومي هاجموا شمس الدين من جديد، فرحل هذه المرة واختفى نهائيا وذلك في عام (645هـ). وروي في تفسير هذا الاختفاء أن تلاميذ الرومي قتلوه([13]). وثمة رواية تشير إلى أن علاء الدين محمد ابن مولانا كان من بين قاتليه([14]). وقد تألم مولانا كثيرا لفقد أستاذه ورفيقة الروحي، وغنى آلامه شعرا في غاية السمو والعبقرية، وسمى ديوانه ” ديوان شمس تبريز” ذكرى لمعلمه الروحي.

شغل مولانا بعد اختفاء التبريزي بنشر المعارف الإلهية، وتربية المريدين وإرشاد السالكين. وكان يتألف رقيقي الطبع ولطيفي المزاج إلى المعاني الروحية والرقائق الإنسانية بالشعر والغزليات والسماع. وكان يرشد الأمراء والفقراء والمسلمين وغير المسلمين إلى المحبة والوحدة الإنسانية، ويدعو إلى تحقيق الكمال الإنساني.([15])

توفي مولانا في خامس جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وستمائه، ودفن بقونية إلى جانب أبيه في القبة التي شادها علاء الدين كيقباذ السلجوقي (ت634هـ). وهي ما زالت قائمة في قونية، وقد زاد عليها سلاطين العثمانيين أبنية اتخذت تكية للمولوية على الشكل الذي يرى اليوم.([16])

ترك مولانا مجموعة من المؤلفات الشعرية والنثرية وهي: الغزليات المعروفة بـ (كليات) أو ( ديوان شمس )، والمثنوي، والرباعيات، وفيه ما فيه، والرسائل، والمجالس السبعة.

* تأسيس الطريقة المولوية وانتشارها:

        لم يكن مولانا معنيا بتأسيس طريقة لها نظامها وتقاليدها كما فعل خلفاؤه من بعده، إنما كان مستغرقا في عشقه، منهمكا بنظم الشعر ونشر المعارف الإلهية وإقامة مجالس السماع على غير تقاليد مرعية صارمة. بل إن مصطلح ” المولوي”  لم يكن معروفا على إيامه، وكان يقوم مقامه مصطلح ” مولانا” للدلالة على مولانا جلال الدين، ويبدو أن مصطلح مولوي عرف في القرن التاسع الهجري.([17])

        أما خلفاؤه الذين نشطوا في تاسيس الطريقة ووضع آدابها وتعاليمها وتقاليدها في الإرشاد والوعظ واللباس والإنشاد والسماع والدوران، فهم الشيوخ الذين ورثوا عنه كرسي المشيخة، وكان هؤلاء يطلق عليهم الشلبيون، ” وكل منهم يسمى جلبي قونية”.([18]) ولعل أهم شخصيتين من مركز المولوية في قونية اضطلعتا بهذه المهمة في مضمار البدايات، إلى جانب نشر الطريقة وإقامة التكايا المولوية في أرجاء بلاد الأناضول هما سلطان ولد (ت712هـ) ابن مولانا جلال الدين، وألو عارف جلبي (ت719هـ) ([19]). وسلطان ولد هو الخليفة الثالث بعد صلاح الدين زركوب (ت 657هـ) الذي كان الخليفة الأول لمولانا في حياته، وحسام الدين حسن جلبي (ت683هـ) الخليفة الثاني الذي اختاره مولانا بعد وفاة صلاح الدين. وقد نهض سلطان ولد ” بتأسيس الطريقة المولوية وتقعيد أصولها باسم أبيه، وهي الطريقة التي لم تكن قد أسست في ذلك الحين، ثم بدأ كذلك في إرسال الخلفاء إلى كل صوب وحدب بغية نشر الطريقة واتساع رقعتها، وهذا يعني أنه منح المولوية نبض الروح والحياة وبثهما في تضاعيفها”.([20])

        وكذلك فعل ألو عارف جلبي بعد وفاة أبيه سلطان ولد، فقد استثمر نفوذ والده وجده، وأرسل مزيدا من الخلفاء إلى النواحي التي يقيم فيها محبو مولانا، فشاعت المولوية وانتشر صيتها. وأقيمت الزوايا في مدن كوتاهية والأناضول وسلطانية، كما فتحت زاوية في قرة مان. وفي مدينة طوقات كانت أمرأة تمثل المولوية، وهذا يشير إلى عناية المولوية بالمرأة ومشاركتها الرجال في نشر الطريقة وتعاليمها.([21])

وثمة سخصية ثالثة من خارج مركز قونية كان لها دور نشط ومؤثر في نشر المولوية وإنشاء زواياها في النصف الأول من القرن العاشر الهجري هي ديوانه محمد جلبي (ت 936هـ) الذي تولى منصب المشيخة في قره حصار([22]). كان محمد جلبي كثير الترحال والتطواف في البلاد، وقد كان هذا عاملا في نشر المولوية وزواياها في نواح كثيرة، فقد قدم إلى إستانبول في عهد سليمان القانوني (926- 974هـ) وأسس تكية مولوية في غلطة وقوله باقي. وعندما شيدت التكية المولوية في حلب عين كليسكى فقيري دده (ت950هـ) شيخا عليها, واستُخلف الشيخ أبو بكر الوفائي (ت996هـ) على تكية حلب، والشيخ أحمد صفائي في مصر([23])، وخضر دده في الجزائر، وكان الشيخ فنائي (ت909هـ) شيخ المولوية في اللاذقية، وسواهم من الشيوخ في مناطق أخرى.([24]) ” وهكذا نرى أن ديوانه محمد جلبي هو أكثر الأشخاص الذين اضطلعوا بنشر المولوية وإذاعة صيتها بعد ألو عارف جلبي. وإن تكايا المولوية في كل من حلب ويوردور وإيردر وصانديقلي وغلطة ومصر والجزائر وميديللي واللاذقية، وكذلك التكية المولوية في مملكة فارس إن صحت الرواية الدالة على ذلك، كل هذه وتلك قد افتتحت جميعها إبان عصره وبفضل عزيمته ومضاء همته”.([25]) ويضاف إلى هذه المدن والبلاد التي حظيت بانتشار المولوية مدينة حمص التي أقيمت فيها تكية للمولوية إبان عصر أحد الشيوخ الشلبيين هو بير عادل جلبي (ت 864هـ). وكان على بابها كتابة تؤرخ بناءها في عام (841هـ). ويذكر أنها التكية الوحيدة التي كانت موجودة في حمص.([26])

وفي أواخر القرن العاشر الهجري وبالتحديد في سنة (993هـ)([27])، وهو العصر الذي عاش فيه الشيخ بستان جلبي (ت1040هـ)، عمرت تكية للمولوية في دمشق وطُلب إليه أن يكون شيخا عليها، ولكنه أرسل شخصا آخر بدلا منه([28]). كما شيدت تكية في غاليبولي وأخرى في إستانبول ويني قاني.([29]) وأنشئت تكايا أخرى في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والموصل وكركوك وقبرص وبلجراد وبوسنة سراي وكريت وغيرها. على أن قسما من هذه التكايا التي كانت واقعة خارج حدود الدولة سرعان ما يغلق، وتندرس آثاره نتيجة لتقلص نفوذ الإمبراطورية العثمانية.([30])

وقد كان لعناية العثمانيين بالطرق الصوفية عامة وبالطريقة المولوية خاصة دور مهم في نموها وازدهارها من حيث تعمير تكاياها وتعيين الأوقاف التي كانوا يوقفونها عليها. ففي أواخر القرن العاشر الهجري ( 995هـ) أنشأ حاكم القدس العثماني خداوند كار بك([31]) التكية المولوية فيها. وفي القرن الحادي عشر الهجري كان في القدس عدد كبير من أتباع هذه الطريقة. وقد زار التكية الرحالة والفقيه الصوفي الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي سنة (1101هـ) ووصفها قائلا:” ثم توجهنا إلى جهة التكية المولوية، ذات الحضرة العلية والسدة السنية حتى وصلنا إليها مع الإخوان، وأقبلنا على هاتيك الأرجاء الحسان، وصعدنا في الدرج وشممنا عرف ذاك الأرج، فدخلنا إلى الطبقة الأولى، فإذا هي ساحة واسعة ، جوانبها مرفوعة شاسعة، وصعدنا في الدرج الثاني إلى ساحة أخرى أصغر من الأولى، ولها في البهجة والإشراق اليد الطولى، حتى صعدنا في الدرج الثالث إلى ساحة أيضا أصغر منها، وقد كدنا في العلو أن نشارف السما، وجميع ذلك مبني بالأحجار والعقود المتينة من الصخور الكبار، فدخلنا إلى ديوان واسع الأطراف، مفروش بالدفوف المنحوتة اللطاف، وحوله الرواقات المصنوعة للجلوس، والسدة العالية التي ترفع إليها الرؤوس، وهناك الفستقية الصغيرة من الرخام الأبيض المنحوت، وقد جرى فيها الماء المجموع للجريان كسبائك اللؤلؤ والياقوت، وجميع ذلك الديوان مسقوف بالقبو المعقود من الأحجار، نزهة للأبصار، وحوله شبابيك مطلة على جميع البلاد القدسية، وهاتيك الجهات الأنسية، فتلقانا شيخها الدرويش الصالح مع بقية إخوانه من كل ذكي فالح، حتى جلسنا في صدر الديوان، وعملوا لنا السماع الشريف ببدائع الإلحان، حتى حصل لنا غاية الطرب، ولجميع من كان معنا من الإخوان، والسادة الأماجد الأعيان…”.([32]) وكذلك أنشئت تكية في طرابلس، أنشأها رجل يقال له صمصمجي علي، وفد إلى طرابلس من قبل السلطنة العلية، وجعل لها وقفا من الخزينة سنة (1028 هـ)([33]). وقد سجل الشيخ عبد العني النابلسي زيارته للتكية في رحلته: الحقيقة والمجاز في الرحلة لبلاد الشام ومصر والحجاز([34]). وكذلك فعل حينما ارتحل إلى مصر حيث زار التكية المولوية فيها. ويذكر أنه حضر سماعا في تكيتهم بمعية الشيخ زين العابدين البكري، وذلك في سنة (1105هـ).([35]) 

وقد حظيت بغداد كذلك بحضور المولوية، حيث أسس محمد جلبي كاتب الديوان في عهد محمد بن أحمد الطويل تكية فيها سنة (999هـ)، وقد تخرج في التكية خطاطون مهرة وأساتذة ممتازون، ثم هدمها الوالي داود باشا سنة (1242هـ) وأنشأ مكانها جامعا عرف باسم جامع المولا خانة، ثم غلب عليه اسم جامع الآصفية نسبة إلى المدرسة الآصفية الكائنة إلى جواره.([36])

لقد استطاع الشيوخ الشلبيون من بعد مولانا جلال الدين الرومي نشر الطريقة المولوية في كثير من البقاع الإسلامية شرقا وغربا، وقد ساعدهم في ذلك أن أغلب السلاطين العثمانيين كانوا يميلون إلى هذه الطريقة ويدعمونها ماديا ومعنويا. بل إن بعضهم كان ينتسب إليها، فقد كان السلطان سليم الثالث (1203-1222هـ) مولويا. ويذكر أن ” السلطان محمدا الفاتح (855-886هـ) شيد مسجدا بالقرب من ضريح الصحابي أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، وإلى جانب هذا المسجد كان يقام حفل ديني رسمي عقب اعتلاء كل سلطان جديد العرش، فكان السلطان يذهب في موكب رسمي حافل إلى هذا المسجد، ثم يدلف إلى ضريح أبي أيوب الأنصاري، وفي جو ديني عابق كان السلطان الجديد يتسلم من يد شيخ الطريقة المولوية سيف السلطان عثمان الأول، الجد الكبير للسلاطين العثمانيين”.([37]) ومن بين هؤلاء السلاطين الذين عنوا عناية خاصة بالمولوية مراد الثاني (824-855هـ) وسليم الأول (918-926هـ) ومراد الثالث (982-1003هـ). فقد أسس مراد الثاني تكية ضخمة للمولوية في أدرنة. وكان السلطان سليم الثالث موسيقيا وشاعرا مولويا، وفي عهده تبوأت المولوية مقاما رفيعا، وعمرت التكايا وكثرت الأوقاف عليها. وكان السلطان محمود الثاني (1223-1255هـ) يوقر المولوية ويجلها.([38]) أما السلطان محمد الرابع (1058-1095هـ) فكان من خواصه المصاحبين له الشيخ منجم باشا، أحمد بن لطف الله الملقب بعاشقي السلانيكي الصديقي المولوي الذي كان رئيس المنجمين في عهده، ثم تولى مشيخة الزاوية المولوية الكائنة بمكة المكرمة سنة (1100هـ).([39]) وفي القرن الثاني عشر الهجري قام الوزير حسن باشا، الذي كان واليا على مدينة قونية، ببناء قبة كبيرة في غاية الإتقان الجمال على ضريح مولانا جلال الدين.([40])

لا شك أن وجود هذه العلاقة المنمازة بين شيوخ المولوية والسلاطين وكبار رجالات الدولة قد أمد الطريقة بقوة النفوذ وسعة الانتشار، حتى إن الوالي العثماني في قونية لم يكن يستطيع القيام بمهامه دون التعاون مع شيخ المولوية فيها. وكان السلاطين يضطرون أحيانا إلى إبعاد الشيوخ ذوي النفوذ القوي عن قونية، ثم تم لاحقا تطويع المولوية عن طريق سيطرة الولاة على الأوقاف التي كانوا يوقفونها على التكايا.([41])

الذكر والسماع عند المولوية:

        من المعروف أن عامة الطرق الصوفية تعنى بالأذكار والأوراد والأحزاب التي يرتبها الشيوخ للمريدين، بغية التقرب بها إلى الحق تعالى، واتخاذها معراجا روحيا إلى معرفته تعالى ومحبته. ويُدعى المريدون في أغلب الطرق إلى حضور مجالس الإرشاد والذكر والسماع الجماعي؛ ليتقوى بعضهم ببعض مستغرقين بذكر الله تعالى وسط إنشاد قصائد الحب الإلهي والمدائح النبوية. وكذلك الأمر في الطريقة المولوية التي وضع لها أربابها طرائق الذكر والسماع بالألحان واللباس والحركة الدائرية أو الرقص الدائري. وتستعمل المولوية خمس آلات موسيقية هي: السنطور والطبل وناي القصب والربابة والدف.

 وقد وصف الشيخ عبد الغني النابلسي مجالس الذكر المولوي في رسالته النادرة المسماة بالعقود اللؤلؤية في طريق السادة المولوية قائلا:” اعلم أن مجلس هؤلاء السادة المولوية حفظ الله تعالى أسرارهم وأظهر أنوارهم وسددهم على الشريعة المحمدية، مشتمل ذلك المجلس على صلاة وقراءة قرآن وحديث ووعظ ونصيحة للإخوان وذكر كلام المثنوي الشريف، وسماع طاهر، من كل فسق نظيف، وتواجد بدوران، وإظهار بر وطاعة وإذعان لمشايخ هذا الشان، وأدعية شريفة، وأثنية بذكر الصالحين المتقدمين أولي المقامات المنيفة، وحضور جماعة من المسلمين وطائفة من الناس مختلفين”.([42])  ودافع النابلسي عن طريقتهم في السماع بالألحان واستصحاب الآلات، وفصل في بيان رأيه الفقهي فيها، واستشهد بآراء السابقين ممن أجازوا سماع الآلات المطربة بقيود وشروط، وبين خطأ من يحرم السماع مطلقا من غير شرط أو قيد. وذكر ما يشتمل عليه المجلس من أذكار وشعائر ورتبها على النحو الآتي:

أولا: الصلاة بالجماعة وهي سنة مؤكدة.

ثانيا: قراءة القرآن العظيم، ورواية شئ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثالثا: الوعظ والنصيحة للإخوان الفقراء، وسائر الحاضرين من الناس، وذكر قصص الصالحين وأخبار الأنبياء والمرسلين بحسب ما ينساق إليه الكلام في ذلك المقام.

رابعا: قراءة من مثنوي مولانا جلال الدين الذي يشتمل على العلوم الإلهية والمعارف الربانية والحقائق الإيقانية، وما فيه من كلام على إشارات آيات قرآنية، وأسرار أحاديث نبوية، وذكر القصص والمواعظ والنصائح والأمثال والحكم العرفانية.

خامسا: السماع الطيب بالآلات المطربة كالناي والدف ونحو ذلك، من غير اقتران بشيء مستنكر في المجلس أصلا، وإنما هو سماع النغمات المطربات ترويحا للقلوب وتنشيطا للذاكرين.

سادسا: تواجدهم المعروف بالدوران أو الرقص الدائري، وهو يرمز إلى الحركة الدورية الفلكية في عالم الخلق، والدورية التجددية في عالم الأمر.

سابعا: إظهار الطاعة بإحناء الظهر من الفقراء والمتأدبين لمشايخهم، ومن مشايخهم لهم على وجه الطاعة والإذعان، وليس هو الانحناء المكروه؛ لانصرافه عن كونه انحناء لأجل السلام والتحية.

ثامنا: الدعاء لهم ولفقرائهم ولكل من حضر بالخصوص والعموم، والدعاء للسلطان بالحفظ والعناية والنصر والتمكين، ولأكابر الدولة ولعساكر المسلمين، ولقاضي البلد وحاكمها ولجميع المسلمين والمؤمنين.

تاسعا: مدح الأولياء المتقدمين والمتأخرين، والثناء عليهم وطلب الرحمة لهم والترضي عنهم، وذكر أسمائهم وألقابهم وإهداء ثواب القراءة إليهم، وذكر مولانا المعظم جلال الدين الرومي  وشيخه شمس الدين التبريزي، وغيرهما ممن تذكر أسماؤهم لا سيما ذكر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ومدحهم، وذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

عاشرا: حضور جماعة من المسلمين وطائفة من الناس مختلفين بنيات مختلفة، ومقاصد متفرقة، والله أعلم بالنيات. وإنما الواجب على كل مسلم أن يحمل أخاه المسلم على القصد الحسن.([43])

أثر الطريقة المولوية في المجتمع والدين والثقافة:

شاركت الطريقة المولوية الطرق الصوفية الأخرى، كالقادرية والرفاعية والنقشبندية وغيرها، في التأثير في حركة المجتمع والدين والثقافة، وأضفت عليها مسحة من تقاليد الدراويش وعاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم وحيواتهم اليومية. ولا شك أن تأثيرها كان واسع الانتشار لا سيما في عصورها الذهبية التي كان يرعاها السلاطين العثمانيون ورجالات الدولة الكبار. بل إن تأثيرها بدأ مبكرا مع عصر مولانا جلال الدين الذي طبقت شهرته الآفاق، وأنضوى تحت تأثير كلماته وأفكاره المتسامحة محبوه من المسلمين وغير المسلمين من الأميين والمثقفين وعامة الناس وخاصتهم من الطبقة الحاكمة والمحكومة نساء ورجالا، سواء في عصر مولانا أو في العصور اللاحقة.

        وكانت التكايا التي أسسها المولويون والعثمانيون في الفترة ما بين القرنين الثامن والثالث عشر الهجريين تقوم بأداء أدوار عدة، مثلها في ذلك مثل تكايا الطرق الصوفية الأخرى المنتشرة في أرجاء العالم الإسلامي، حيث تستقبل المريدين والمحبين الراغبين في حضور مجالس الذكر والسماع وتعلم القرآن والحديث والعلوم الدينية والمدائح النبوية والمقامات الموسيقية والتعارف وتبادل الخبرات الدينية. وكان تعقد في التكايا المولوية دروس في اللغة الفارسية، ويقام مجلس خاص، يضطلع به شخص يطلق عليه مثنوي خوان أي قارئ المثنوي؛ لقراءة مثنوي مولانا جلال الدين وتفسير رموزه وإشارته، والاقتباس من مواعظه وقصصه وأمثاله وحكمه الشعرية التي كان لها تأثير كبير في نفوس المستمعين والقارئين في الشرق والغرب، وتغذية الجوانب الروحية فيهم.

        وقد كان للأوقاف التي كانت تخصصها الحكومة العثمانية لهذه التكايا دور في نشاطاتها التعليمية واستيعاب المحتاجين ومد يد العون لعابري السبيل. يصف الرحالة علي بن محمد التمكروتي (ت997هـ) في أثناء زيارته القسطنطينية ودخوله مدينة سكدار مثل هذه التكايا بقوله:” وفي هذه المدينة كهيئة المدارس والزوايا، يقولون لها بلغتهم التكية للواحدة، يبنون فيها بيوتا لطلبة العلم والغرباء، يطعمون فيها الطعام على الدوام ليلا ونهارا، لكن الغريب الذي هو ابن السبيل ليس بطالب علم لا يبيتونه إلا ثلاث ليال، وينصرف لسبيله أو يذهب لأخرى إن شاء، ويطعم فيها ثلاثا أيضا”.([44])

        إن التكايا الصوفية بعموم طرقها كان عدد منها يقام في قرى نائية، أو في مناطق تستولي عليها الإمبراطورية العثمانية. وكان للدراويش المصاحبين للجيوش العثمانية المتوجه إلى البلقان دور كبير في نشر الإسلام عبر الزوايا التي ينشئونها في أماكن مقفرة ونائية، ثم لا تلبث هذه الزوايا مع مرور الوقت أن يرتادها العابرون والمسافرون، وتبدأ باستقطاب ساكنين جدد لتتحول وتغدو قرى صغيرة تتوافر فيها أسباب الراحة والعيش والأمن والحماية. ويبدو أن الدولة العثمانية قد أدركت أهمية الدور الديني والاجتماعي والإنساني الذي تضطلع به هذه

الزوايا فيما يتعلق بتأمين الطرق وتشجيع الاستيطان ونشر الإسلام؛ فقدمت الدعم المادي لها وخصتها ببعض الامتيازات.([45])

        من التكايا الكبرى التي أنشاتها المولوية تكية حلب التي تقدمت الإشارة إليها. وقد كانت هذه التكية حافلة بالنشاطات الاجتماعية والدينية والثقافية إبان الحكم العثماني. وبعد إغلاق الزوايا والتكايا في تركيا سنة (1925م) غدت هذه التكية مركز الإدارة المولوية.

وفضلا عن مجالس الذكر التي كانت تقام في تكية حلب، وتعليم القرآن والحديث، وشرح مثنوي مولانا جلال الدين- كانت تقدم دروسا خاصة لتعليم بعض الفنون الإسلامية كالخط والمقامات الموسيقية وأدوارها، ودروسا في تعليم اللغة والأدب. وكانت تستقبل  الحجاج والوافدين من بلاد الروم إلى الديار المقدسة، حيث يجدون فيها أسباب الراحة من مبيت وطعام وشراب وأمن.([46])

وكانت تضم التكية مكتبة زاخرة بالكتب كما هو الشأن في التكايا الأخرى. وقد زودها أحد الشيوخ واسمه عبد الرحمن ددة بألف كتاب. وتذكر سندات الوقف العثماني في القرن الثامن عشر الميلادي في أيام الشيخ عبد الغني دده أن هذه المكتبة قدمت خدمات جليلة لأهل العلم والعلماء والدراويش. وفضلا عن ذلك فإن مطبخ التكية كان يعلم كبار الشخصيات بحلب فنون الطبخ، ويقدم خدمات مماثلة كتلك التي كانت تقدم في تكايا الدولة العثمانية من ثقافة تشكيل الأطعمة للمريدين والوافدين عليها.([47])

ومما تجدر الإشارة إليه أن بعض شيوخ المولوية شاركوا غيرهم في التصدي للبدع ومحاربتها. يذكر أن الشيخ غلام الهندي المولوي، وهو من شيوخ بغداد ومدرسيها المعروفين بطول الباع وخاصة في العلوم العقلية، كانت تعقد له حلقات علمية في جانبي الكرخ والرصافة، تضم نخبة ممتازة من طلاب العلم. ولما علم هذا الشيخ أن أحد التلاميذ يتعاطى حرفة الرقى والرمل والجفر والمسائل الروحانية، زجرة زجرا شديدا وطرده من مجلسه.([48])

وثمة تقاليد أدبية وموسيقية عريقة حافظ عليها شيوخ المولوية ومحبو مولانا، وغدت مع الزمن ذات تأثير كبير في فنون الموسيقى والأدب في تركيا وبلاد فارس والباكستان والهند والبنغال. فقد ” امتدت شهرة المثنوي إلى الحدود الشرقية للعالم الإسلامي. وكان تأثيره في شرق البنغال في القرن الخامس عشر الميلادي كبيرا لدرجة أن أحد المؤرخين كتب: إن براهما المقدس يقتبس من المثنوي”.([49]) وكان الأتراك مرتبطين بتراث مولانا جلال الدين لا سيما كتاب المثنوي، وساهم العلماء منهم في شرحه. ويعد شرح إسماعيل رسوخي أنقراوي ( ت1041هـ) من أفضل الشروح. ثم كتب الشاعر الصوفي إسماعيل حقي بورسلي ( ت1136هـ) شرحا آخر. وفي القرن نفسه قام سليمان نهيفي ( ت1151هـ) بترجمة المثنوي كاملا شعرا إلى التركية محافظا على الوزن الشعري له. ثم انتقل أثر المثنوي عبر الترجمة إلى شبه القارة الهندية، فترجم منه إلى الأردية والبنجابية والسندية.([50])          

وبرزت الطريقة المولوية من بين سائر الطرق الصوفية في تشكيل التراث الموسيقي الصوفي القديم والمعاصر في تركيا، حتى قيل:” إن أعظم الملحنين الموسيقيين الأتراك وأفضلهم كانوا من المولوية؛ ومن ثم تعد بدائع الموسيقى المولوية هي أثمن ما في الخزينة الموسيقية التركية”.([51]) وكانت أشعار كل من مولانا جلال الدين وسلطان ولد ويونس إمره (ت720هـ) وغيرهم، المادة الأساسية المصاحبة لهذه الموسيقى. وبرع ملحنون من أمثال درويش على الأسود (ت1023هـ) الذي تولى قيادة مجموعة المنشدين والذاكرين في زاوية الشيخ خير الدين أفندي بإستانبول، ودرويش عبدي (ت1107هـ) والدرويش علي قدومزن الذي اشتهر بالتلحين والغناء الديني في عصر السلطان مصطفى الثاني (1106-1115هـ) وقد لحن أكثر من ثلاثين لحنا غنائيا صوفيا. وبرع الملحن درويش موسى (ت 1140هـ) في العزف والغناء على قصبة الناي في عصر السلطان أحمد الثالث (1118-1143هـ) أما الملحن والمنشد الديني ناصر عبد الباقي دده (ت1257هـ) فقد أبتدع لحنا موسيقيا عرف بـ

” تحريرية” ولحن ديوان شعر صوفي مكونا من ثلاثة آلاف بيت.([52])   

 

* * * * *

لقد وجدت الطريقة المولوية ترحيبا واسعا من الأناسي على مختلف مشاربهم وطبقاتهم الاجتماعية، وعناية خاصة من لدن سلاطين بني عثمان مكّنتها من البقاء طوال القرون التي حكموا فيها، وساعدتها على الانتشار في أرجاء البلاد الإسلامية العربية وغير العربية، وعلى التطور وخدمة المجتمع والدين والثقافة، بين مدّ تارة وجزر تارة أخرى. وكان تراثها الأدبي الصوفي المكتوب باللغتين الفارسية والتركية، وموسيقاها الصوفية الدينية الشجية، وتقاليدها في الرقص الدائري والحركات الرمزية المرتبطة به، قبلة للمعجبين والمحبين لعوالم التصوف المتسامح الذي ينفتح على الآخرين، ويخاطب فيهم الروح والنزعة الإنسانية، متخطيا النزعات العصبية والعقائد الدينية المنغلقة على نفسها، والإيديولوجيات التي لا تقبل إلا ما يوافق هوى أصحابها. لقد أراد مولانا جلال الدين أن يدخل إلى قلب كل إنسان مهما كانت عقيدته بالمحبة والتسامح؛ ليعرّفه بالله تعالى المحبوب الحقيقي الجدير بكل حب.

الهوامش

([1]) انظر ترجمته في: الجواهر المُضِيّة في طبقات الحنفية، محيي الدين أبو محمد عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر الله بن سالم بن أبي الوفاء القرشي الحنفي، تحقيق: د. عبد الفتاح محمد الحلو، مؤسسة الرسالة، ط1، 1993، ج3، ص343. تاج التراجم، أبو الفداء زين الدين قاسم بن قُطْلُوبُغا السودني، حققه وقدم له: محمد خير رمضان يوسف، دار القلم، دمشق، ط1، 1992، ص246. نفحات الأنس من حضرات القدس، عبد الرحمن بن أحمد الجامي، تحقيق: محمد أديب الجادر، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2003، ج2، ص622. روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، الميرزا محمد باقر الموسوي الخوانساري الأصبهاني، تحقيق: أسد الله إسماعيليان، مكتبة إسماعيليان، قم، د. ت، ج8، ص67. مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم، أحمد بن مصطفى الشهير بطاش كبرى زادة، مراجعة وتحقيق: كامل كامل بكري، وعبد الوهاب أبو النور، دار الكتب الحديثة، القاهرة، د. ت، ج2، 285-287. هدية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، إسماعيل باشا البغدادي، وكالة المعارف، استانبول، 1955، ج2، ص130. دائرة المعارف الإسلامية، يصدرها باللغة العربية: أحمد الشنتناوي وإبراهيم زكي خورشيد، وعبد الحميد يونس، دار الفكر، د. ت، ج7، ص60. الأعلام، خير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، ط14، ج7، ص30. السيرة المرضية في ترجمة مؤسسي الطرق الصوفية، الشيخ يوسف خطار محمد، المركز العربي للكمبيوتر، دمشق، ط1، 1998، ص113.

([2]) من بلخ إلى قونية: سيرة حياة مولانا جلال الدين الرومي، بديع الزمان فروزانفر، ترجمة: د. عيسى على العاكوب، دار الفكر، دمشق، ط1، 2006، ص35.

([3])  من بلخ إلى قونية، ص46-49.

([4]) نفحات الأنس، ج2، ص625.

([5]) المصدر نفسه، ج2، ص622، 633. من بلخ إلى قونية، ص58-59. وفي بعض المصادر تزوج وسنه إحدى وعشرون. انظر: فصول من المثنوي لجلال الدين الرومي، ترجمها وقدم لها: د. عبد الوهاب عزام، مطبعة لجنة التأليف الترجمة والنشر، القاهرة، 1946، ص7.

([6]) جلال الدين الرومي في حياته وشعره، د. محمد عبد السلام كفافي، دار النهضة، بيروت، ط1، 1971، ص22-23. الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي: العطار، رومي، السعدي، حالي، إقبال. ترجمه نثرا ونظما: محمد حسن الأعظمي والصاوي علي شعلان، حققه: د. مصطفى غالب، مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر، بيروت، 1988، ص334. يرى الأفلاكي في “مناقب العارفين” أن مولانا حظي بمجالسة الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي. نقلا عن: من بلخ إلى قونية، ص86. على أن ما يجعلنا نشكك في صحة هذه الرواية أن مولانا لم يذكر الشيخ محيي الدين في أي من كتبه. ومع ذلك فثمة صلة روحية وثيقة بين الرجلين تحققت عبر صداقة صدر الدين القونوي تلميذ ابن عربي وربيبه لمولانا.

([7]) ج3، ص343.

([8]) من بلخ إلى قونية، ص90.

([9]) نفحات الأنس، ج2، ص629.

([10]) مثنوي مولانا جلال الدين الرومي، ترجمه وشرحه وقدم له: د. إبراهيم الدسوقي شتا، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 1996، الكتاب الأول، ص11 من مقدمة المترجم.

([11]) يذكر الجامي روايتين في وصف هذا اللقاء. انظرهما في: نفحات الأنس، ج2، ص631-633. وثمة رواية ثالثة يرويها الرحالة ابن بطوطة في رحلته المعروفة. انظرها في: رحلة ابن بطوطة المسماة تحفة النظار في غرائب الأمصار، شرحه وكتب هوامشه: طلال حرب، دار الكتب العلمية، بيروت، ط4، 2007، ص309-310. وانظر روايات اللقاء كلها والتعليق عليها في: من بلخ إلى قونية، ص103-109.

([12]) جلال الدين الرومي في حياته وشعره، ص26.

([13]) الجواهر المضية، ج3، ص345.

([14]) نفحات الأنس، ج2، ص633.

([15]) من بلخ إلى قونية، ص155.

([16]) فصول من المثنوي، ص12.

([17]) من بلخ إلى قونية، ص32.

([18]) فصول من المثنوي، ص5.

([19]) المولوية بعد جلال الدين الرومي، عبد الباقي جلبنارلي، ترجمة: عبد الله أحمد إبراهيم، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، ط1، 2003، ص32، 61. من بلخ إلى قونية، ص266، حاشية رقم (1).

([20]) المولوية بعد جلال الدين الرومي، ص69.

([21]) المصدر نفسه، ص148-149.

([22])  المصدر نفسه، ص165، 167.

([23]) من شيوخ تكية مصر في القرن الثاني عشر، الكاتب الماهر المشهور عبد الله الملقب بأنيس الحنفي الأدرنوي (ت1159هـ) أقام في مصر واشتهر أمره فيها وحج. انظر: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، تحقيق: أكرم حسن العلبي، دار صادر، بيروت، ط1، 2001، ج3، ص130.

([24]) المولوية بعد جلال الدين الرومي، ص173-174، 188-189.

([25]) المصدر نفسه، ص190.

([26]) رحلة الخياري إلى سورية في القرن الحادي عشر الهجري: صفحات من مخطوط لم ينشر، عبد القادر الريحاوي، مجلة الحوليات الأثرية السورية، مج15، ج2، 1965، ص24.

([27]) انظر: التكايا العثمانية في دمشق، محمد معتصم أحمد صالح الشباب ( رسالة ماجستير) جامعة اليرموك، 2001، ص55. وانظر: الرحلة الشامية، محمد علي باشا، دار الرائد العربي، بيروت، 1981، ص98.

([28]) من الذين تولوا مشيخة هذه التكية في القرن الثاني عشر الهجري الشيخ عبد الرحمن الرومي القونوي المولوي (ت1157هـ) وقد ترجم له المرادي ، ووصفه بالصلاح والفضل والتقى. عمل في الوعظ والإرشاد. وكان صاحب دراية مع إتقان الفارسية، ويحل كلام المثنوي. وكان الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي يودّه ويجلّه لما جُبِل عليه من المعارف والصلاح. انظر: سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، ج2، ص376-377.

([29]) المولوية بعد جلال الدين الرومي، ص255.

([30]) المولوية بعد جلال الدين الرومي، ص530-531.

([31])  كنوز القدس، رائف يوسف نجم وزملاؤه، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية، ومنظمة المدن العربية، ط1، 1983، ص367.

([32]) الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية، تحقيق: أكرم حسن العلبي، المصادر للتأليف والترجمة والطباعة والنشر، بيروت، ط1، 1990، ص240-241.

([33]) المنازل المحاسنية في الرحلة الطرابلسية، يحيى بن أبي الصفا بن أحمد المعروف بابن محاسن، دراسة وتحقيق: د. محمد عدنان البخيت، دار الآفاق الجديدة، ط1، 1981، ص75-76.

([34]) القسم الأول: بلاد الشام، تحقيق: رياض عبد الحميد مراد، دار المعرفة، دمشق، ط1، 1998، ص209.

([35]) القسم الثاني: البقاع المصرية، ص96.

([36]) الربط البغدادية في التاريخ والخطط، عادل كامل الآلوسي، مجلة المورد، وزارة الثقافة والفنون، العراق، مج7، ع1، 1978، ص118. وانظر: الربط والتكايا البغدادية في العصر العثماني (941-1336هـ/ 1534-1917م): تخطيطها وعمارتها، د. أحمد محمد حسن الدراجي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2001، ص222.

([37]) الدولة العثمانية دولة إسلامية مفترى عليها، د. عبد العزيز محمد الشناوي، مطبعة جامعة القاهرة، القاهرة، 1980، ج1، ص64. الربط والتكايا البغدادية في العصر العثماني، ص222-223.

([38]) المولوية بعد جلال الدين الرومي، ص390-391. إن ارتباط هؤلاء السلاطين بالمولوية كان ارتباطا سياسيا قبل أن يكون دينيا؛ وذلك لمواجهة نفوذ الإنكشارية والطرق ذات العقائد الشيعية.

([39])  هدية العارفين: أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، إسماعيل باشا البغدادي، وكالة المعارف، إستانبول، 1955، ج1، ص167.

([40]) حديقة الزوراء في سيرة الوزراء، عبد الرحمن بن عبد الله السويدي البغدادي، حققه وقدم له وعلق عليه: د. عماد عبد السلام رؤوف، منشورات المجمع العلمي، بغداد، 2003، ص58-59.

([41]) تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الارتقاء، د. خليل اينالجيك، ترجمة: د. محمد. م. الأرناؤوط، دار المدار الإسلامي، بيروت، ط1، 2002، ص303.

([42]) العقود اللؤلؤية في طريق السادة المولوية، عبد الغني النابلسي، طبع بنفقة محمد شمس الدين أفندي شيخ التكية المولوية بدمشق، مطبعة الترقي، دمشق، ط2، 1932، ص6.

([43]) العقود اللؤلؤية في طريق السادة المولوية، ص7-39.

([44]) النفحة المسكية في السفارة التركية، حققها وقدم لها: محمد الصالحي، دار السويدي للنشر والتوزيع، أبو ظبي، والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 2007، ص121.

([45]) دور البكتاشية في تعزيز التواصل الروحي- الثقافي للألبانيين مع العراق، د. محمد. م. الأرناؤوط، دراسة ضمن كتاب: بحوث مهداة للأستاذ الدكتور مقبول أحمد (1919-1998) إعداد وتحرير: د. فاروق عمر فوزي، د. هند أبو الشعر، منشورات جامعة أل البيت، المفرق، ط1، 1999، ص424-425.

([46]) رحلة المولوية من قونية إلى حلب، مقال على الموقع الإلكتروني: http://www.landcivi.com

([47]) رحلة المولوية من قونية إلى حلب، مقال على الموقع الإلكتروني: http://www.landcivi.com

([48]) الربط والتكايا البغدادية في العهد العثماني، ص211.

([49]) الأبعاد الصوفية في الإسلام وتاريخ التصوف، آنا ماري شيمل، ترجمة: محمد إسماعيل السيد، ورضا حامد قطب، منشورات الجمل، كولونيا- بغداد، ط1، 2006، ص367.

([50]) المصدر نفسه، ص368-369.

([51]) المولوية وبدائع ” سماع زن” التركية، سعد عبد المجيد، مقال على الموقع الإلكتروني:http://www.islamonline.net

([52])  المولوية وبدائع ” سماع زن” التركية، سعد عبد المجيد، مقال على الموقع الإلكتروني:http://www.islamonline.net .

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!