أثر الاتّجاه الصّوفي في تفسير القرآن

أثر الاتّجاه الصّوفي في تفسير القرآن
أثر الاتّجاه الصّوفي في تفسير القرآن عند فخر الدين الرّازي  
زهرة بن يمينة
جامعة مستغانم
 
عُرف التّفسير الصوفي عند المفسّرين بالرأي، وقد ظهر هذا الاتّجاه في التّفسير نتيجة تطوّر العلوم العقليّة، فقد أخذ الصّوفيّة عن الفلاسفة والمتكلّمين وأصبح مذهبهم فيما بعد يتّسم بالتّصوّف الفلسفي، وتعدّدت اتجاهات المفسرين المتصوفة[1] بين اتّجاهين هامّين فمن المفسّرين المتصوّفة من سار على نهج الصّحابة في التّفسير وذلك بالأخذ بوسطيّة الأمور وما أُثر عنهم من صالح الأعمال، أمّا الصّنف الثّاني فقد أفرط في تأويل مواضيع هذا العلم الشّريف وأخذه كأداة تخدم أغراض الفرق المغالية في فهم الدّين، لذلك يعتبر الحديث عن التّصوّف وأثره في تفسير القرآن الكريم حديثا يتّسم بالحذر والدقّة لكثرة ما أحيط به من السّلوكات والمعتقدات التي سرعان ما أصبحت وسيلة لضرب القرآن الكريم والمساس بقدسيته.
 
1- التّصوّف لغة واصطلاحا:
 
للتّصوّف مرجعيّاته الفكريّة والثّقافيّة العديدة والمختلفة، فقد نسبه البعض إلى أصول هنديّة هرمسيّة لا صلة لها بالثّقافة الإسلاميّة، لذلك يجد الباحث في تحديد هذا المصطلح تعاريف متعدّدة ومتضاربة ينزع بعضها إلى الاختلاف، فالبحث في المعاجم العربيّة يحيلنا على دلالات مختلفة لهذا المصطلح يدلّ بعضها على أصالة التّصوّف في الفكر العربي ” تَصَوَّفَ، تنَسّكَ أو ادّعاهُ، وآلُ صوفان كانوا يخدمون الكعبة ويتنسّكون، ولعلّ الصّوفيّة نُسِبت إليهم، تشبيها بهم في التّنسّك والتّعبّد، أو إلى الصَّفَة فيقال مكان الصّفية بقلب احدى الفائين واوا للتّخفيف، أو إلى الصّوف الّذي هو لباس العبّاد وأهل الصّوامع..والأخير هو المشهور”[2] وغير بعيد عن هذا نجد صاحب التعريفات قد ربط التّصوّف بالأخلاق وجعله من متممات النّفس البشرية في رحلتها إلى الكمال” التّصوّف الوقوف مع الآداب الشّرعيّة ظاهرا فيرى حكمها من الظّاهر في الباطن، وباطنا فيرى حكمها من الباطن في الظّاهر، فيحصل للمتأدّب بالحكمين كمال، والتّصوّف كلّه جدّ فلا يخلطوه بشيئ من الهزل، وقيل تصفية القلب عن موافقة البريّة ومفارقة الأخلاق الطبيعيّة ومجانيّة الدعاوى النّفسانيّة ومنازلة الصفات الروحانية والتعلق بعلوم الحقيقة”[3]وهذا يعني صلة هذا العلم بالثقافة الإسلاميّة وعدم اعتباره دخيلا عليها، أمّا الموسوعيّون المتأخّرون أمثال عبد الرحمن بن خلدون(ت808ه) فلم يدرجوه ضمن العلوم الأصليّة في الثّقافة الإسلاميّة على الرغم من منهجه الأخلاقي ” هذا العلم من العلوم الشرعية الحادثة في الملّة، وأصله أنّ طريقة هؤلاء القوم لم تزل عند سلف الأمّة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، طريقة الحقّ والهداية، وأصلها العكوف على العبادة والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها، والزهد فيما يقبل عليه الجمهور من لذّة ومال وجاه”[4] والزّهد قد عرف عند الصّحابة والتّابعين فكثيرا ما نقل عنهم إعراضهم عن اللّذات والإقبال على الطّاعات، وعلى كلّ فهما كان اختلاف التّصوّر حول الأصل الذي نبع منه هذا العلم الشّريف، يبقى للمتصوِّف المجال الرّحب الّذي يجعل من خلاله هذا العلم معتدلا بعيدا عن الرّمزيّة والتأويل المفرطين.
 
2- المؤثّرات الثّقافيّة في التّجربة الصّوفيّة عند الفخر الرّازي:
 
شُهِد لفخر الدين الرازي (ت606ه)[5] غزارة العلم والاجتهاد في فهم القرآن الكريم، وخير ما قيل عنه ما أورده الشّافعي في طبقاته إذ يقول” بحرٌ ليس للبحر ما عنده من الجواهر، حبر سما على السماء وأين للسّما مثل ماله من الزّواهر، وروضة علم تستقلّ الرّياض نفسها أن تحاكي ما له من الأزاهر، انتظمت بقدره العظيم عقود الملّة الإسلاميّة، وابتسمت بدرّه النّظيم ثغور الثّغور المحمديّة”[6] ولأجل هذا العطاء الفكري المتميز كانت جلّ مؤلّفاته[7] ذات أثر وقيمة علمية عظيمة جعلت الفخر الرازي من الذين يحيطون بعلوم عصره من تفسير وفلسفة وعلم كلام ومنطق وبلاغة، وكان اتجاه التصوف لا يقلّ منزلة عنها، ولعلّ أهمّ عاملٍ جعل الفخر الرّازي يحيط بهذا العلم هو اتّخاذه التّأويل منهجا في فهم معاني القرآن الكريم، فأساس التّصوّف قائم على ثنائيّة الظّاهر والباطن، وإذا كان الظّاهر يختصّ به التّفسير فإنّ التّأويل هو لفهم الباطن، وليس بعيدا أن نرى ملمحا مهمّا من ملامح هذا التّفسير التي عكسته السور القرآنيّة بوضوح وسورة الفاتحة خاصّة الّتي كانت فاتحة فهم القرآن الكريم لما ضمّنه الفخر في تفسيرها من الأسرار والعلوم ” اعلم أنّه مرّ على لساني في بعض الأوقات أنّ هذه السّورة يمكن أن يُستنبط من فوائدها ونفائسها عشرة آلاف مسألة فاستبعد هذا بعض الحسّاد وقوم من أهل الجهل والغيّ والعناد وحملوا ذلك على ما ألّفوه من أنفسهم من التعلّقات الفارغة من المعاني والكلمات الخالية عن تحقيق المعاقد والمباني، فلمّا شرعت في تصنيف هذا الكتاب قدمت هذه المقدمة لتصير كالتنبيه على أنّ ما ذكرناه أمر ممكن الحصول قريب الوصول”[8] وقد خصّص لها الرّازي مجلّدا كاملا معدّا لاستنباط الأمور الجليلة وبابا لفهم القرآن الكريم والارتقاء بالنّفس إلى أعلى المراتب وتخليصها من دنيا الشّهوات”من قال الحمد لله فقد شكر الله، واكتفى بالحاصل، فزالت شهوته ومن عرف أنّه ربّ العالمين زال حرصه فيما لم يجد، وبخله فيما وجد ومن عرف أنّه مالك يوم الدّين بعد أن عرف أنّه الرّحمن الرّحيم زال غضبه، ومن قال إِيّاك نعبد وإيّاك نستعين زال كبره”[9]
 
والعلوم لا تحصى عددا وجميعها لا يتمّ التوصّل إليها إلاّ بإدراك حقائق سورة الفاتحة ” أنّ العلوم البشريّة إمّا علم ذات الله وصفاته وأفعاله وهو علم الأصول، وإمّا علم أحكام الله تعالى وتكاليفه وهو علم الفروع، وإمّا علم تصفية الباطن وظهور الأنوار الرّوحانيّة والمكاشفات الإلهيّة والمقصود من القرآن الكريم بيان هذه الأنواع الثّلاثة وهذه السّورة الكريمة مشتملة على تقرير هذه المطالب الثّلاثة على أكمل الوجوه”[10] فالميزة الّتي حضرت في التّفسير الكبير هو التّكامل بين العلوم من أجل هدف أسمى هو فهم القرآن الكريم على الوجه اللّائق به.
 
1.2- الأصول السنيّة:
 
لقد ساهم في إنتاج التجربة الصّوفيّة عند الفخر الرّازي الأصول الثّقافيّة الّتي شكّلت جانبا مهمّا في تكوينه الفكري، فتأثره بشخصيّة والده ضياء الدّين عمر الإمام الورع، وأصوله السنيّة البحتة التي تمتدّ إلى حضرة الرّسول الكريم إمام الورعين والزّاهدين الذي سنّ سنّة الإسلام على هديه وتقواه خير مورد ظلّ ينهل منه في تجربته، وكانت التربية على قواعد السنة النبوية الشريفة والحديث ممّا اعتدّت به الأسر السّنية في تربية أبنائها عليه، فالرازي لم يترك آية في تفسيره الكبير إلاّ واستدلّ عليها بحديث من السنة النبوية الشريفة، لذلك كان تصوّف الرّازي سنيّا معتدلا بعيدا عن التّصوّف الباطني، يهدف إلى تربية الإنسان وتوجيهه إلى الطّريق السّليم.
 
في تفسير الرازي لقوله تعالى ﴿وإذ قُلْنَا لِلْمَلَئِكَةِ اِسْجُدوا لآدَمَ فَسَجَدُواْ﴾[11] بقوله “اعلم أنّ جماعة من أصحابنا يحتجّون بأمر الله تعالى للملائكة بالسجود لآدم عليه السلام على أنّ آدم أفضل الملائكة..قال أكثر أهل السنة الأنبياء أفضل من الملائكة وقالت المعتزلة بل الملائكة أفضل من الأنبياء، وهو قول جمهور الشيعة و هذا القول اختيار القاضي أبي بكر الباقلاني من المتكلمين منّا وأبي عبد الله الحليمي من فقهائنا”[12]، وهذا الميل للمذهب السني كان بسبب الخلافات الشديدة التي كانت بينه وبين الفرق الكلامية، إذ اتّهم أنّه متشيّع لأهل البيت وترتب عن هذا الحفاظ على مكانتهم.
 
لقد نتج عن نصرة فخر الدين الرازي للصّحابة الكرام، ذكر محاسنهم و تأويل الكثير من الآيات وحملها على أنّها أُنزلت في آل البيت إذ كان دائم الاستشهاد بكلّ ما رُوِي عن أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب كقوله مثلا ” للنّاس في قوله تعالى﴿الم﴾ وما يجري مجراه من الفواتح قولان أحدهما أنّ هذا علم مستور وسرّ محجوب استأثر الله تبارك وتعالى به، وقال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، الله في كلّ كتاب سرّ وسرّه في القرآن أوائل السّور، و قال علي رضي الله عنه إنّ لكلّ كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التّهجّي” وقوله في سياق آخر في قوله تعالى ﴿وسَيُجَنّبُها الأَتْقَى* الذي يؤتي مَالَهُ يَتَزَكَّى* ومَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعمَةٍ تُجْزَى* إِلاَّ ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى﴾[13] يفسرها بقوله” أجمع المفسّرون منّا على أنّ المراد منه أبو بكر رضي الله عنه واعلم أنّ الشّيعة بأسرهم ينكرون هذه الرواية ويقولون إنّها نزلت في حقّ علي بن أبي طالب.. ولما ذكر ذلك بعضهم في محضري قلت أقيم الدلالة العقلية على أنّ المراد من هذه الآية أبو بكر وتقريرها أنّ المراد من هذا الأتقى أفضل الخلق فإن وجب أن يكون المراد هو أبو بكر الصدّيق” ولما كانت الاختلافات على أوأجها في أصحاب النبي عليه السلام فإنّ الصراع قد تطور إلى مسائل كلامية حادّة في الإمامة وأوُّلَتِ الكثير من الآيات بهذا المنطلق المذهبي الذي حاد عن جادة الصواب في الإحاطة بالمعنى المقصود من القرآن.
 
2.2-كثرة نقوله عن المتصوّفة في تفسيره:
 
يقرّ الفخر الرازي باتّجاهه الصوفي في التّفسير الكبير فكثيرا ما نجده يستشهد بأقوالهم” احتجّ أصحابنا الصّوفيّة على صحّة القول بالكرامات وهو استدلال ظاهر”[14] كما كان على اطّلاع على أخبار العارفين والمتصوفة والاستشهاد بقصصهم على تفسير آيات سورة الفاتحة في تفسيره لقوله تعالى﴿ الحَمْدُ للهِ﴾ يروي حكاية عن السرى السّقطي يقول ” قيل للسرى السّقطي كيف يجب الإتيان بالطّاعة؟ قال: أنا منذ ثلاثين سنة أسغفر الله عن قولي مرّة الحمد لله فقيل : كيف ذلك؟ قال : وقع الحريق في بغداد واحترقت الدكّاكين والدّور، فأخبروني أنّ دكّاني لم يحترق، فقلت الحمد لله، وكان معناه أني فرحت ببقاء دكّاني حال احتراق دكاكين الناس، وكان حق الدّين والمروؤة ألاّ أفرح بذلك، فأنا في الاستغفار منذ ثلاثين سنة عن قولي الحمد لله، فثبت بهذا أنّ هذه الكلمة وإن كانت جليلة القدر، إلاّ أنّه يجب رعاية موضعها “[15] كما استشهد الراّزي بأبيات أبي منصور الحلاّج إذ يقول في قداسة أسماء الله تعالى ” اسم الله عز وجل أقوى الأسماء في تجلّي ذاته لأنّه أظهر الأسماء في اللّفظ، وأبعدها معنى عن العقول، فهو ظاهر باطن يعسر إنكاره، ولا تُدركُ أسراره، قال الحسين بن منصور الحلاّج:
 
اسْمٌ مَعَ الخَلْقِ قَدْ تَاهُوا بِهِ وَلَهًا لِيَعْلَمُوا مِنْهُ مَعْنَى مِنْ مَعَانِيهِ
 
والله مَا وَصَلُوا إِليهِ إِلَى سَبَبٍ حَتَّى يَكُونَ الَّذِي أَبْدَاهُ مُبْدِيهِ”[16]
 
وهذا الاستشهاد هو دليل على أنّ منطلقات التّفكير الصوفي كانت مشتركة بين الرّازي وغيره من المتصوّفة الّذين شكّلوا أثرا واضحا في تفكيره الصوفي، إذ سار على منهجهم وأكمل معالم علمهم، ليخلص في عهده إلى علم معتدل محدّد الأهداف.
 
وكان تأثر الفخر الرازي بإمام المتصوّفة أبي حامد الغزالي الذي استشهد به في كثير من المواضع في التفسير الكبير واضحا، فهو يفسر قوله تعالى﴿وعَلَّمْنَهُ مِنْ لّدُنا عِلْما﴾[17] مستندا إلى رأي الغزالي بقوله ” ويفيد أنّ تلك العلوم اللّدنيّة قد حصلت عنده من عند الله من غير واسطة، والصّوفيّة سمّوا العلوم الحاصلة بطريق المكاشفات العلوم اللّدنيّة” [18] ثم يستنبط من خلال هذا القول أنواع العلوم وطرق اكتسابها، كلّ هذا كان دافعا مهمّا صنع من شخص الفخر الرّازي إماما مفسّرا يوظّف مختلف العلوم العقليّة للوصول إلى معاني كتاب الله، وكانت لغته غير مُوغِلة في الرّمزيّة مبتعدة عن التفسير الباطني الذي نحا بالتصوّف إلى عند البعض من الباطنية إلى توظيف هذا التفسير لصالح الأغراض المذهبيّة.
 
3- الشّريعة والطّريقة وعالم الغيب والشهادة:
 
فتح الفخر الرازي معاني سورة الفاتحة على أسرار العالم الصّوفي الذي يسمو فيه العبد إلى مستوى المكاشفة والمشاهدة[19] وفق الطّريقة[20] الّتي تحقّق هذا المبتغى من العنوان ذاته ” التّفسير الكبير المشتهر بالتّفسير الكبير ومفاتيح الغيب” فالرازي تجاوز العمل التفسيري إلى التأويل إذ يفتحه على عالم المشاهدة الغيبية، والعلاقة بين عالم الغيب والشهادة وطيدة أول سبلها الصّلاة وإتقان أركانها والإحساس بكلّ حركة فيها حتّى يفارق المصلّى عالم المادّة إلى العالم العلوي، والعنوان ذو دلالة صوفية محضة يجعل الإنسان لفرط إبحاره في أسرار المعنى القرآني يسافر إلى عالم الغيب “إنّ عالم الغيب الذي يشتغل الرازي على نحت مفاتيحه هو على الحقيقة البحث اللغوي اشتغال على عالم المعنى وها هنا يقوم الرازي بتحليل المعرفة التي تحيل إلى فعل الإشارة إلى الغيب ..وعليه يكون التفسير الكبير ومفاتيح الغيب خطوة نحو عالم الغيب الذي مرحلة من مراحل التجربة الصوفية دلالة على الوعي الممفصل للنص القرآني على جبهة راهنية الفهم والاشتغال على اللغة وتكثيرها وعلى جبهة الغيب برسم مفاتيح لبناء تأويلية للنص الديني الأساس “[21] فالانتقال إلى عالم الغيب والشهادة هو معراج للروح التي تجرّدت من دنيويتها واستغرقت في بحور العشق الرباني فتتجلى لها ما خفي عن الحواس، إنّها نقلة من عالم الحس إلى عالم الروح” فالمشاهدة الّتي هي الغاية للصوفيّة هي أيضا تحقيق واقعي للتّعبير الّذي تنطق به في كلّ آونة عندما نقول” أشهد أنّ لا إله إلاّ الله” فالشّهادة هي غاية الصوفي، وهو إنّما يسعى جاهدا إليها بشتى الوسائل ليتحقق بالفعل مضمون ما يلفظ به قولا، أو ما يقوله حروفا”[22] وتعرّض الفخر الرّازي لهذا الجانب في تفسيره يؤكد اتّجاهه إلى التّفسير الصّوفي الإشاري[23] الذي عرف عند الصّوفيّة السّابقين مثل ابن عربي(ت638ه) الذي يعتبر أهمّ شخصية أثّرت في ظهور هذا الاتّجاه في التراث الصوفي.
 
ترتبط آيات سورة الفاتحة ببعضها مشكّلّة أنموذجا عن نسق قرآنيّ محكم، وقد فسّر الرازي هذه الآيات وفق مقامات المريد” لما أقرّ أمرُ الرّبوبيّة بهذا الطّريق أمره بثلاثة أشياء: أولها مقام الشّريعة، وهو أن يواظب على الأعمال الظّاهرة وهو قوله﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾ وثانيها مقام الطّريقة، وهو أن يحاول السّفر من عالم الشّهادة إلى عالم الغيب، فيعلم أنّه لا يتيسّر له شيئ من الأعمال الظّاهرة إلاّ بمدد يصله من عالم الغيب وهو قوله﴿إِيّاكَ نَسْتَعينُ﴾ وثالثها أنّه يشاهد عالم الشّهادة معزولا بالكليّة، ويكون الأمر كلّه لله وحينئذ يقول﴿اهْدِناَ الصِّرَاطَ المُسْتَقيمَ﴾[24] فكلّ آية من سورة الفاتحة تحقق درجة من درجات ارتقاء الروح وعروجها إلى خالقها، لتدرك وقت ذاك كنه وجودها ” ولمّا كملت هذه الدّرجات الثلاث وكملت هذه المقامات الثلاثة، أعني الشّريعة والمدلول عليها بقوله إِيَّاكَ نَعْبُدُ، والطّريقة والمدلول عليها بقوله إِيّاكَ نَسْتَعينُ والحقيقة والمدلول عليها بقوله اهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقيمَ، ثمّ لمّا حصلالاستسعاد بالاتّصال بأرباب الصّفاء والاستكمال بسبب المباعدة عن أرباب الجفاء والشّقاء، فعند اكتملت المعارج البشريّة والكمالات الإنسانيّة[25]، إنّ منهج الفخر الرازي في التصوّف نابع من صميم العقيدة االسنيّة المعتدلة التي لن تحيد بمتّبعيها عن جادّة الصّواب والغلو كما هو الشّأن عند الصوفية الباطنيّة.
 
4- سلوك الطّريق والمجاهدة:
 
إنّ المعالم التي يرمي التّصوف إلى ترسيخها في نفس الإنسان لا تخرج عن دائرة التعالي عن عالم الحسّ والشّهوات إلى عالم الروحانيّات، وهذا الهدف شاقّ لا يصلح إلا بمجاهدة النّفس والاقتداء بشيخ[26] صالح مرشد، وهذا ما جعله الفخر الرّازي من أولويّات الوصول إلى الطّريق” في قوله تعالى﴿اهْدِناَ الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ﴾ لم يقتصر عليه، بل قال﴿صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ وهذا يدلّ على أنّ المريد لا سبيل له إلى الوصول إلى مقامات الهداية والمكاشفة إلاّ إذا اقتدى بشيخ يهديه إلى سواء السّبيل ويجنّبه من الزّلل، ذلك لأنّ النّقص غالب على أكثر الخلق، وعقولهم غير وافية بإدراك الحق وتمييز الصّواب عن الغلط”[27] ووجود الشيخ وحده لا يكفي، بل تجب الأخلاق ومجاهدة النفس عن الرجوع إلى ماكان عليه العبد.
 
5- الأحوال والمقامات:
 
لقد اتبع الفخر الرازي منهج المتصوفة في تجربته إذ جعل العارف بالله منوط بمعرفة المقامات” المقامات هي المنازل الروحية التي يمر بها السالك إلى الله، فيقف فيها فترة من الزّمن مجاهدا في إطارها حتّى يهيّئ الله سبحانه وتعالى له سلوك الطّريق إلى المنزل الثاني، لكي يتدرّج في السمو الروحي من شريف إلى أشرف ومن سام إلى أسمى، وذلك مثلا كمنزل ” التوبة ” الذي يهيئ إلى منزل ” الورع” ومنزل ” الورع” يهيئ إلى منزل “الزهد” وهذا حتّى يصل الإنسان إلى منزل الرّضى “[28] وهذه المنازل المختلفة التي تحققّ للعبد ارتقاء نحو عالم الصّفاء، وكان التجلّي والمكاشفة من حاصل ما يصل إليه المريد إلى حضرة الله تعالى، فمقام العبوديّة من أرقى المقامات فهو الطريق الموصل إلى حضرة الله تعالى وهذا مُبرَز في قول الله تعالى ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾[29] وهي مراتب تتوقف على درجة استعداد العبد ورغبته في التقرب إلى الله عزّ وجلّ بقوله ” قال أهل التّحقيق العبادة لها ثلاث درجات الدّرجة الأولى أن يعبد الله طمعا في الثواب أو هربا من العقاب وهذا هو العبادة وهذه الدرجة نازلة ساقطة جدا لأنّ معبوده في الحقيقة هو ذلك الثواب..الدّرجة الثّانية أن يعبد الله لأجل أن يتشرّف بعبادته أو يتشرف بقبول تكاليفه أو يتشرّف بالانتساب إليه وهذه الدّرجة أعلى من الأولى، والدّرجة الثّالثة أن يعبد الله لكونه إلها أو خالقا ولكونه عبدا له، والآلهيّة توجب الهيبة والعزّة، والعبوديّة توجب الخضوع والذلّة وهذا أعلى المقامات وأشرف الدّرجات “[30] وشرف هذا المقام أنّه يوصل إلى المحبّة الإلهيّة وحقّق الصّفة العليّة لله تعالى وصفة العبوديّة للعبد الّذي كلما أحسّت نفسه بصغرها أمام خالقها، كلّما ارتقت في سلّم الكمال.
 
المقامات تجعل المريد يرتقي ويحقق السمو من عالم الحسّ إلى عالم الغيب، وقد أعطى الفخر الرازي لهذا الجانب تفصيلا أثناء تفسيره لآيات سورة الفاتحة، إذ زاد من تخصيص هذه المقامات أكثر عندما عرّفها أوّلا في مقامين مهمّين في قوله “اعلم أنّ المقامات محصورة في مقامين، مقام الربوبية ومقام العبودية وعند اجتماعهما يحصل العهد المذكور في قوله (أُوفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) أمّا معرفة الربوبية فكمالها مذكور في قول ( الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ *الرّحْمَنِ الرَّحِيمِ *مَالِكِ يَومِ الدِّينِ )[31] فالنّظم الّذي تميّزت به آيات سورة الفاتحة من الجانب اللّغوي قد حقّق هدفه في التصوف، إذ تتابعت المقامات وفق تتابع الآيات، فالإنسان إذا أدرك حقيقة الله عز وجل وعمل وفق أوامره ونواهيه تجلت له عوالم الروحانيات، إنّها أسرار القرآن الكريم الّتي برع الفخر الرازي في اكتشافها والبرهنة عليها وفق نسق محكم.
 
وقد زاد الفخر الرازي على المقامات المتقدّمة أصنافا أخرى تضيئ في كلّ مرحلة طريق السّالك وعليه أن يكون أهلا لتحمّل مشاقّها” من كان في مقام الزّهد كانت طهارته من الدّنيا حلالها وحرامها، ومن كان في مقام الإخلاص كانت طهارته من الاتفات إلى أعماله ومن كان في مقام المحسنين كانت طهارته من الالتفات إلى حسناته، ومن كان في مقام الصدّيقين كانت طهارته من كلّ ما سوى الله، وبالجملة فالمقامات كثيرة والدّرجات متفاوتة كأنّها غير متناهية”[32] وإذا تحقق للإنسان الارتقاء من مقام العبوديّة وعرف مقام الربوبية تحقّقت له منازل مختلفة تشهد له بالصدّيقيّة ” من كان في مقام الزّهد كانت طهارته من الدّنيا حلالها وحرامها ومن كان في مقام الإخلاص كانت طهارته من الالتفات إلى أعماله، ومن كان في مقام المحسنين كانت طهارته من الالتفات إلى حسناته، ومن كان في مقام الصدّيقين كانت طهارته من كل ما سوى الله، وبالجملة فالمقامات كثيرة والدرجات متفاوتة كأنّها غير متفاوتة “[33] ويعتبر هذا مبدأ من مبادئ المتصوّفة الذين أسّسوا علمهم على الترقّي في الدّرجات حتّى يتخلّص من كدورة الدنيا و يصفى له عالم الآخرة.
 
6- الزهد والتصوّف:
 
الزهد وثيق الصلة بالتصوف وهو” التّرك والإعراض عن المزهود فيه، وبدايته التّرك والإعراض وتمكّنه الاستئناس بتركه، ونهايته دوام نسيانه حتى لا يخطر بالبال، ونهايته العظمى احتقار الزّهد والمزهود فيه فلا يرى الزّاهد شيئا ولا يلتفت إليه”[34] والفخر الرازي قد كشف ذلك جليا بوصف دار الدنيا على أنّها أدنى المراتب التي لا يمكن أن تكون دار الاستقرار، فعند بلوغ العارف بالله لمقامات المريدين، تظهر الدنيا بالنسبة إليه وضيعة المرتبة كما وصفها الفخر بقوله ” اعلم أنّ عالم الدنيا عالم الكدورة وعالم الآخرة عالم الصّفاء فالآخرة بالنّسبة إلى الدنيا كالأصل بالنسبة إلى الفرع وكالجسم بالنسبة إلى الظّل، فكل ما في الدنيا فلابدّ له في الآخرة من أصل وإلاّ كان كالسّراب الباطل و الخيال العاطل”[35] وهذه النّظرة الزّاهدة في الدّنيا تجعل مذهب الفخر الرازي يوافق منهج سابقيه، ليصبح علم التصوف ذا أسس ثابتة مكتمل المنهج من أوّل بوادر ظهوره إلى الفترة التي عاش فيها الرازي، وقد هذا العامل إلى عمليّة توسيع المعنى في تفسير القرآن.
 
وفي تفسير قوله تعالى﴿أَقِمْ الصّلوةَ لِدُلُوك الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وقرءانَ الفَجْرِ إِنَّ قُرْءانَ الفَجْرِ كَانَ مَشْهُودا﴾[36] يستنبط الفخر الرازي العديد من الحكم الإلهيّة المتعلّقة بالصّلاة، فقد أوجبها الله من أوّل النّهار إلى آخره ليطهّر بها نفس الإنسان من الحوادث ووساوس الشّيطان وهمّ الدّنيا” ومرض حبّ الدّنيا مستولٍ على الخلق ولا علاج له إلاّ بالدّعوة إلى معرفة الله تعالى وخدمته وطاعته وهذا علاج شاقّ على النّفوس وقلّ من يقبلهُ وينقاد له، لاجرم أنّ الأنبياء اجتهدوا في تقليل هذا المرض وحمل الخلق على الشّروع في الطّاعة والعبوديّة”[37] ، وفي تفسير الرازي لقوله تعالى﴿الّذينَ يَسْتَحِبّونَ الحيَوة الدُّنْيَا عَلَى الآخِرة ويصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ويبْغُونهَا عِوَجا اُولئِكَ في ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾[38] تظهر قيمة الزّهد وضرورة الإعراض عن الدّنيا لأنّها سبب إغلاق الخيرات والتّجلّيات فيقول” بسبب هذه الحياة انفتحت أبواب الآلام والأسقام والغموم والهموم والمخاوف والأحزان، وثانيها أنّ هذه اللّذات في الحقيقة لا حاصل لها إلاّ دفع الآلام بخلاف اللّذات الرّوحانيّة، وثالثها أنّ سعادات هذه الحياة منغّصة بسبب الإنقطاع والانقراض ولانقضاء، ورابعها أنّها حقيرة قليلة، وبالجملة فلا يحبّ هذه الحياة إلاّ من كان غافلا عن معانيها وكان غافلا عن فضائل الحياة الروحانيّة”[39] ومثل هذه الاستدلالات توحي حقيقة بصفاء النيّة والمذهب عند الفخر الرازي الذي وظّف آليات تفسيريّة عدّة في فهم القرآن الكريم، وجعل التّصوّف متمّما لها.
 
7- المعراج والتّجليات الإلهيّة:
 
إذا كانت آيات سورة الفاتحة ذات علاقة وطيدة بين الانسان والعالم الروحي، فإنّ الصّلاة التي لا صحة لها إلاّ بهذه السورة ستكون هي الأخرى محلا لمعراج الروح والجسد عبر كل ركن من أركانها أو تسبيحة من تسبيحاتها، وقد عرّض الرّازي لصيغ المعراج بحسب عبادة العبد واجتهاده في إقامة هذه العبادات والنوافل على الوجه الحسن، وهذا المعراج على صورتين كما رآه الرازي ” إنّ المعراج على قسمين، أوّلهما المعراج من عالم الشهادة إلى عالم الغيب والثاني المعراج من عالم الغيب إلى عالم غيب الغيب، وهذه كلمات برهانيّة حقيقية يقينيّة”[40] ومعراج الجسد يتمّ بالاتحاد بين الأفعال المخصصة في الصلاة وبين صيغ التكبير والتحميد فتحدث حالة من التوحّد بين العبد وأفعاله وبها يغادر عالم الحس لينتقل إلى عالم الأرواح، إذا تحققت حالة المعراج في صلاة العبد فإنّ عوالم الغيب ستظهر له كاشفة عن نفسها دونما عناء، وأول هذه المكاشفات هي تجلّي[41] الله عزّ وجلّ في أجلّ صوره لعبده بحسب استعداد العبد لذلك ” لاشكّ أنّه تعالى يتجلّى لعقول الخلق إلاّ أنّ ذلك التجلّي ثلاث مراتب، فإنّه في أوّل الأمر يتجلّى بأفعاله وآياته وفي وسط الأمر يتجلّى بصفاته وفي آخر الأمر يتجلى بذاته”[42] وهنا إشارة إلى معرفة العوام ومعرفة الخواص، وكل منهما تقتضي درجة معينة من المكاشفة والتجلّيالّذين يُعتبران من حاصل ما يصل إليه المريد إلى حضرة الله تعالى.
 
استنبط في تفسير سورة الفاتحة أيضا الفخر الراّزي أسرار القرآن الكريم في بالصلاة، فالعبد إذا أتمّ صلاته بأركانها وأتمّ خشوعهاحصلت له أنوار من التّجليّات والمكاشفات” فبالركوع تنجو من عقبة الشّهوات، وبالسّجود تنجو من عقبة الغضب، الذّي هو رئيس المؤذيات، وبالسّجود الثاني تنجو من عقبة الهوى الّذي هو الدّاعي إلى كلّ المهلكات والمضلاّت، فإذا تجاوزت كلّ هذه العقبات فقد وصلت إلى الدّرجات العاليات، وملكت الباقيات الصّالحات وانتهيت إلى عتبة جلال مدبّر الأرض والسّموات، فقل عند ذلك التّحيّات المباركات الصّلوات الطيّبات لله”[43] فرحلة المعراج بدأت من الصّلاة إلى الاتّحاد بربّ العباد وهذا من خير ما يمكن لشعائر الإسلام أن تقدّمه لتربية النّفس البشريّة على الوجه الحسن.
 
شكّلت طبيعة النفوس موضوع التصوف باعتبارها الجزء المسؤول والأكثر أهميّة في تحصيل مراد المتصوف، لأنّ هذا المراد يحدث بحسب طبيعة النفس وطبيعتها ” الإنسان مركب من خمسة أشياء، بدنه ونفسه الشيطانية ونفسه الشهوانية ونفسه الغضبية وجوهره الملكي العقلي، فتجلى الحق سبحانه بأسمائه الخمسة فتجلّى اسم الله للروح الملكيّة العقليّة الفلكيّة القدسيّة فخضع وأطاع..وتجلّى للنّفس الغضبيّة السّبعيّة باسم الرّحمن..وتجلّى للنّفس الشّهوانيّة البهيميّة باسم الرّحيم..وتجلّى للأحياء والأبدان بقهر قوله مالك يوم الدّين”[44] ودرجة تجلّي الله للنّفوس بحسب استعدادها لأن تصير صافية متّصلة بأسرار العالم العلوي.
 
لقد عرف التّصوّف الكثير من الاعتراضات أثناء نشأته، وعرفت مواضيعه الكثير من الخصائص تطوّرت على أيدي الصوفيّة وتخلّصت من الرّمزيّة المضللّة، وتجربة الفخر الرازي بالذات تكشف عن مرحلة نضج لهذا العلم الشريف، فهو قد انطلق من النص القرآني وعاد إليه كاشفا عن أسرار عظيمة لا تتعارض والذكر الحكيم، وكلّ هذا كان من وحي تجربة ذاتية غذّتها المؤثّرات الثّقافيّة، وإذا كان هذا العلم قد حُرّف واتّهم بما يخالف حقيقته على أيدي الباطنيّة وغيرهم، فإنّ جملة المفسّرين أمثال فخر الدذين الرازي قد أخذوا على أنفسهم تصحيح الكثير من الاعتقادات، وذلك بالرّجوع به إلى شرعيّته وسنيّته ودمجه في العلوم العقليّة الأخرى مثل الفلسفة وعلم الكلام وشعائر الإسلام كالصّلاة، ليكون التّصوّف عند الفخر الرّازي برنامجا كاملا يهدف إلى تربية النّفس البشريّة وتوجيهها إلى حقيقتها، وحقيقة وجودها وخالقها.
 
الهوامش
 
 
[1]- نكاد نحصي نوعين من أنواع التّفسير الصوفي، تفسير صوفي نظري وهو مأخوذ من التّصوّف النّظري الّذي يقوم على البحث والدّراسة وتقسير صوفي فيضي إشاري الذي لا يرتكز على مقدّمات علميّة بل يرتكز على رياضة روحيّة يأخذ بها الصوفي نفسه حتّى يصل إلى درجة تنكشف له فيها من سجف العبارات هذه الإشارات القدسيّة، وتنهلّ على قلبه من سحب الغيب ما تحمله الآيات من المعارف السبحانيّة/ ينظر:محمد حسين الذهبي: التفسير والمفسرون، القاهرة، مكتبة وهبة، ج2، ص 151،161.
 
[2]-السيد محمد مرتضى الحسني الزبيدي: تاج العروس من جواهر القاموس،تح: مصطفى حجازي،الكويت، مطبعة الكويت،(د.ط)1408ه-1987م، ج24، باب الفاء.
 
[3]- الشريف بن علي بن محمد الجرجاني: التعريفات، مصر، المطبعة الخيرية(د.ط) 1306ه، ص28.
 
[4]- عبد الرحمن بن خلدون : المقدمة، تح:محمد الاسكندراني، لبنان، بيروت، دار الكتاب العربي (د.ط) 2012،ص 432.
 
[5] – ولقبه الكامل ” أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن علي التيمي البكري الطبرستاني الأصل الرازي المولد، الملقب فخر الدين، المعروف بابن الخطيب، الفقيه الشافعي، فريد عصره ونسيج وحده”/أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزّمان، تح: إحسان عباس، لبنان، بيروت، دار صادر، (د.ط.ت.ش)، مجلد 4، ص 248، 249.
 
[6]- تاج الدّين أبي نصر عبد الوهاب بن علي عبد الكافي السبكي: طبقات الشّافعيّة الكبرى، تح: عبد الفتاح محمد الحلو، محمود محمد الطناحي،ط6(د.ت.ش)، ج8، ص82.
 
[7]-ومن تصانيف الإمام رحمه الله تعالى: التّفسير الكبير الّذي هو في ستّة وعشرين مجلدا،أسرار التّنزيل وأخبار التّأويل،نهاية العقول في أصول الدّين يكون في أربع مجلّدات،المطالب العالية” كتاب الأربعين في مجلّدة كبيرة،المحصّل، المعالم في أصول الدّين والفقه، الخلق والبعث، تأسيس التّقديس، البيان والبرهان في الرد على أهل الزيغ والطّغيان، المحصّل في علم أصول الفقه، النّهاية البهائيّة في المباحث القياسية/ ينظر:صلاح الدين بن أيبك الصّفدي: الوافي بالوفيّات، باعتناء:س.درينغ، (د.ط،بلد نشر)، 1394ه،1974م، ج4، ص255.
 
[8]- فخر الدين الرازي : تفسير الفخر الرازي، المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب، لبنان، بيروت، ط1، 1982، ج1،م2، ص2.
 
[9]- ينظر : فخر الدين الرازي : تفسير الفخر الرازي، ج1، ص271.
 
[10]- المصدر نفسه: ج1،ص180.
 
[11]- سورة البقرة: الآية 34.
 
[12]- فخر الدين الرازي: تفسير الفخر الرازي، ج2، م16، ص 234.
 
[13]- سورة اللّيل: الآيات : 17،18،19،20.
 
[14]- فخر الدين الرازي : تفسير الفخر الرازي،ج21، ص85.
 
[15] – المصدر نفسه، ج1، م16، ص 229.
 
– المصدر نفسه، م19، ص 291.[16]
 
[17]-سورة الكهف : الآية 26.
 
[18] – فخر الدين الرازي: تفسير الفخر الرازي، ج 21،ص151.
 
[19]- المشاهدة هي مطالعة القلب للجمال القدسي، والمشاهدة صفة العبد والتجلي صفة الرب سبحانه وتعالى، وهو معنى يتصف به المتجلي/ أيمن حمدي: قاموس المصطلحات الصوفية-دراسة تراثية مع شرح اصطلاحات أهل الصفاء من كلام خاتم الأولياء، القاهرة، مكتبة عبده غريب،(د.ط) 2000، ص86.
 
[20]-الطّريقة عهد بين المريد وشيخه عند التزام الذكر(الورد)وآداب مخصوصة لتطهير الباطن ومعرفة الله، ويسمّى المنتسب إلى الطّريقة مريدا فإذا صنّف بحسي ترقّيه في المعرفة لحقه لقب يشير إلى مرتبته في السر، فهو إمّا واصل أو محقّق أو مريد”/ محمد بن بريكة: التّصوّف الإسلامي من الرمز إلى العرفان، الجزائر، دار المتون للنشر، ط1، 2006م، ج1، ص294.
 
[21] – عمارة ناصر : اللغة و والتأويل –مقاربات في الهيرمنيوطيقا والتّأويل العربي الإسلامي الجزائر، منشورات الاختلاف، لبنان، الدار العربيّة للعلوم ناشرون، ط1،1428 هـ-2007،ص 167.
 
[22]-أبو إسماعيل الهروي(ت481ه-108م): منازل السائرين إلى الحق المبين، شرح: عفيف الدين سليمان بن علي التلمساني، تونس، دار تركي للنشر(د.ط)1989م، ج1، ص16.
 
[23]- التفسير الإشاري لا يرتكز على مقدّمات علميّة بل يرتكز على رياضة روحيّة يأخذ بها الصوفي نفسه حتّى يصل إلى درجة تنكشف له فيها من سجف العبارات هذه الإشارات القدسيّة، وتنهلّ على قلبه من سحب الغيب ما تحمله الآيات من المعارف السبحانيّة/ محمد حسين الذهبي: التفسير والمفسرون، القاهرة، مكتبة وهبة، ج2، ص161.
 
[24]-فخر الدين الرازي : تفسير الفخر الرازي، ج1، ص191.
 
[25]- المصدر نفسه: ج1، ص 192.
 
[26]- الشّيخ هو الذي رفعت له جميع الحجب عن كمال النّظرة إلى الحضرة الإلهية نظرا عينيّا وتحقيقا يقينيّا/ أيمن حمدي: قاموس المصطلحات الصوفية-دراسة تراثية مع شرح اصطلاحات أهل الصفاء من كلام خاتم الأولياء، القاهرة، مكتبة عبده غريب،(د.ط) 2000، ص74.
 
– فخر الدين الرازي: تفسير الفخر الرازي، ج1، ص189.[27]
 
[28] – عبد الحليم محمود : قضية التصوّف المنقذ من الضّلال، مصر، القاهرة دار المعارف (د.ط.ت.ش) ص 48.
 
– سورة الفاتحة : الآية 4 [29]
 
[30] – فخر الدّين الرازي : تفسير الفخر الرازي، ج1، ص 253، 254.
 
– المصدر نفسه، ج 17، ص 255.[31]
 
[32]- المصدر نفسه: ج1، ص 283.
 
– المصدر نفسه :ج1، ص 283.[33]
 
[34]-أيمن حمدي: قاموس المصطلحات الصوفية-دراسة تراثية مع شرح اصطلاحات أهل الصفاء من كلام خاتم الأولياء، القاهرة، مكتبة عبده غريب،(د.ط) 2000، ص 74.
 
– فخر الدين الرازي: تفسير الفخر الرازي، ج1،ص 267.[35]
 
– سورة الإسراء: الآية 78.[36]
 
[37]-فخر الدين الرازي: تفسير الفخر الرازي، ج21، ص 30.
 
[38]- سورة براهيم: الآية 3.
 
[39]-فخر الدين الرازي : تفسير الفخر الرازي، ج19، ص79.
 
– المصدر نفسه،ج19، ص 279 .[40]
 
[41] – وهو” شكل يتّخذه العيان الصوفي، وهو عبارة عن ظهور نوراني للذّات الإلهيّة وصفاتها وهو يعتمد ميتافيزيقيا الإشراقييّن، والتي ترى أنّ الله بؤرة نور تجلّياتها هي المخلوقات، فكلّ موجود بوصفه صادرا عن الله مستنير بدرجات متفاوتة ” / صهيب سعران : مقدمة في التصوف، سوريّة، دمشق، دار المعرفة، ط1، 1409ه-1989م، ص44، 45.
 
[42] – فخر الدين الرازي: تفسير الفخر الرازي،ج1، م 19، ص 291.
 
[43، 44]- المصدر نفسه : ج1، ص281.
 
 

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!