الصور الباطنية

الصور الباطنية

الصور الباطنية في العرفان الصوفي

بقلم: محمد الصالح الضاوي

 

جاءني صديقي يروي لي رؤيا له. فقال:“رأيت الليلة، فيما يرى النائم، أنه نزل من شعر رأسي حشرات صغيرة غريبة وذات ألوان، لم أر في حياتي مثلها… وكانت كثيرة جدا… فتعجبت وهممت لأغسل رأسي….”.

قلت لصديقي: تلك الحشرات هي أفكارك… وخيالاتك… بُعث في صورتها البرزخية الروح، فظهرت بتلك الصورة الحيوانية…

وجاءني بعد أيام، وحكى لي رؤيا أخرى، فقال:

“رأيت كأن زوجتي السابقة فلانة وهي بحالة المخاض، وتستعد للولادة، وأمامها الطبيبة تساعدها على إتمام الوضع…. وفجأة خرجت كل أحشائها، وفزعت لما لم تجد اي مولود… إلا أنه بعد ثوان، تحركت تلك الأحشاء وانتصبت على قوائم أربعة وظهر من شكلها حمار صغير، بإذنين طويلتين…”

 قلت لصديقي معبرا: تلك صورتك الباطنية السابقة التي نضجت في أحلامك وآمالك، قبل أن يتوب الله عليك…. مستعينا برمز اسم زوجته السابقة….

وقد اعتبرت هذه الرؤى كشفا لصديقي، حيث أظهر له الله في المنام: البرزخ المنامي، صورا باطنية لحقيقته….في مراحل مختلفة من حياته….فالمظهر الآدمي يخفي صورة حيوانية تعبر عن حقيقته المحجوبة عن الخلق…. فكم من شخص يظهر لك وديعا ولطيفا ورحيما، ولما تخالطه وتتعامل معه، يكشف لك عن حقيقته العنيفة وصورته السبعية (نسبة الى السبع).

الصور الباطنية في القرآن

 

والقرآن الكريم، أشار إلى هذه الصور الباطنية التي تخفى عن أعيننا ظاهريا، ولا تتجلى إلا لأتقانا، أو في عالم المنام لمن يتفضل الله عليه بالعلم.

قال تعالى في حق من انسلخ من آيات الله:

[وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)] الأعراف.

وقد ضرب الله المثل لهذا المنسلخ من آياته، من باب ّإعلامنا بحقيقته في عالم المثل، أي صورته الحقيقية في عالم المثال، فكانت صورته الظاهرة آدمية، وصورته الباطنه: كلب دائم اللهث… فالمثل اقتصر على صفة اللهث، ولم يتعداها… فلا نرى في هذا المنسلخ صورة الوفاء والحراسة لسيده ومالكه.

وقال تعالى في حق أهل الكتاب:

[مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5)] الجمعة.

والصورة في هذا المثال الذي ذكره الله، هي صورة حمار، يحمل الأسفار، أي الكتب… حيث لا ينتفع بها… مجرّد حمّال لغيره…

ويصف الله قلوب اليهود بالحجارة، من حيث قسوتها، بل أشد منها، فيقول الله تعالى:

[ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)]

وكان التشبيه في هذه الآية بحرف الكاف، كناية عن الكفاية في الوصف… فلا وصف أبلغ من وصف الله لهم….حيث تكون قلوبهم ترابية، ومن أكثر التراب كثافة وقسوة…

وكثير ما يحدث لنا، أن نرى شخصا، على شكل حيوان، في نظرة خاطفة سريعة كلمح البصر…. فتحدث تلك الصورة داخلنا توجسا رهيبا منه…. رغم أننا عادة لا علم لنا بمصدرها ولا بحقيقتها…. فتلك الصورة الخاطفة هي حقيقة ذلك الإنسان الباطنية… التي هو عليها… إما من حيث صفة واحدة، أو من حيث عدّة صفات مشتركة معها….

الصور الباطنية في قاموس الأولياء

 

وكان الأولياء العارفون بربهم يسمون الدنيا: الخنزيرة. يقول إسماعيل بن عياش:

[كان أصحابنا يسمون الدنيا خنزيرة فيقولون: إليك عنا يا خنزيرة، فلو وجدوا لها إسماً أقبح من هذا لسموها به].

ويطلقون نفس المصطلح على النفس الإنسانية: الخنزيرة. قال نجم الدين الكبرى:

[لحم الخنـزير: إشارة إلى هوى النفس. وتشبيه النفس بالخنـزير: لغاية حرصها، وشرهها، وخستها، و خباثة ظاهرها وباطنها].

ويروي الشيخ الأكبر في الفتوحات، قصة أحد الأولياء يعرف الروافض بعلامة من الله. يقول الشيخ الأكبر:

[ومنهم رضى الله عنهم الرجبيون وهم أربعون نفساً في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون، وهم رجال، حالهم القيام بعظمة الله، وهم من الأفراد، وهم أرباب القول الثقيل، من قوله تعالى: “إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً” وسموا رجبيون لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في شهر رجب من أول استهلال هلاله إلى انفصاله، ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم، فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية، وقليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق، وهم متفرقون في البلاد، ويعرف بعضهم بعضاً، منهم من يكون باليمن وبالشام وبديار بكر، لقيت واحدا منهم بدنيسير من ديار بكر، مارأيت منهم غيره، وكنت بالأشواق إلى رؤيتهم، ومنهم من يبقى عليه في سائر السنة أمر ما مما كان يكاشف به في حاله في رجب، ومنهم من لا يبقى عليه شىء من ذلك، وكان هذا الذي رأيته قد أبقى عليه كشف الروافض من أهل الشيعة سائر السنة، فكان يراهم خنازير، فيأتي الرجل المستور الذي لا يعرف منه هذا المذهب قط، وهو في نفسه مؤمن به يدين به ربه، فإذا مر عليه يراه في صورة خنزير، فيستدعيه ويقول له: تب إلى الله، فإنك شيعى رافضي، فيبقى الأخر متعجباً من ذلك، فإن تاب وصدق في توبته رآه إنساناً، وإن قال له بلسانه: تبت، وهو يضمر مذهبه، لا يزال يراه خنزيراً، فيقول له: كذبت في قولك تبت، وإذا صدق، يقول له: صدقت، فيعرف ذلك الرجل صدقه قي كشفه، فيرجع عن مذهبه ذلك الرافضى، ولقد جرى لهذا مثل هذا مع رجلين عاقلين من أهل العدالة، من الشافعية، ما عرف منهما قط التشيع، ولم يكونا من بيت التشيع، أداهما إليه نظرهما، وكانا متمكنين من عقولهما، فلم يظهرا ذلك، وأصرا عليه بينهما وبين الله، فكانا يعتقدان السوء في أبي بكر وعمر، ويتالون في عليّ، فلما مرا به، ودخلا عليه، أمر بإخراجهما من عنده، فإن الله كشف له عن بواطنهما في صورة خنازير، وهي العلامة التي جعل الله له في أهل هذا المذهب، وكانا قد علما من نفوسهما أن أحداً من أهل الأرض ما اطلع على حالهما، وكانا شاهدين عدلين مشهورين بالسنة، فقالا له في ذلك، فقال: أراكما خنزيرين، وهي علامة بيني وبين الله فيمن كان مذهبه هذا، فأضمرا التوبة في نفوسهما، فقال لهما: إنكما الساعة قد رجعتما عن ذلك المذهب، فإني أراكما إنسانين، فتعجبا من ذلك وتابا إلى الله..].

حقيقة الصور الباطنية

 

والصورة الباطنية تتكوّن من مجمل الأعمال والأفكار والاهتمامات والأقوال والآثار التي عليها ذلك الشخص. فهي تلخص شخصيته الحقيقية المختفية خلف حجاب المعاملات الظاهرية. لذلك نبهنا الرسول الأكرم، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، إلى أن الله لا ينظر إلى صورنا، وإنما ينظر إلى قلوبنا، ومعناه: أن الله لا يعتبر صورنا الظاهرية التي نسعى إلى تسويقها للناس، وإنما الاعتبار عنده سبحانه، لتلك الصور الباطنية القلبية… فهي تعكس الحقيقة المحجوبة….

روى مسلم في صحيحه: [إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم].

ففي العرفان النبوي الأصيل، نقرأ بأن لكل حركة من الإنسان: صورة تنبعث في الهواء، ينفخ الله فيها الروح، فتأخذ في التسبيح والدعاء، إن كانت تحمل صفات الطهر والخير، أما إذا كانت على الضدّ من ذلك، فهي لاعنة لصاحبها مادامت حيّة… وحياة كل صورة متشكلة من حركة الإنسان، باقية مادامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربّك… وحياة آثار الأقدام باقية صورها، مادامت تلك الآثار لم تمح… وكذلك الشأن بالنسبة للأقوال والنيات القلبية….

وفي المدوّنة الفقهية، يقع الاعتناء بالتقنيات الخارجية والتركيز على ظواهر الأشياء… حيث لا يحاسبك الله على فكرة سيئة لم تنفذها… ولا شيء عليك إذا دست على نجاسة في طريقك… في حين يعتني العرفان الصوفي الاسلامي بباطنية الأمور، ويعتبر كل هذه الآثار: صورا ذات روح، تنفعك وتضرّك بحسب الحالة التي أنت عليها…. فما إن تعلم هذا العلم، حتى تكف عن التفكير الشيطاني، وتمنع نفسك من الاسترسال في التوهمات الخاطئة… وتحافظ على خطواتك على الأرض، فلا تدوس نجاسة ولا موطئا وسخا….ولا تمش في الأرض مرحا… ولا تزنى بخيالك بامرأة جارك….

إن المراقبة القلبية الذاتية، والرياضة النفسية، تجعل منك طاهرا ظاهرا وباطنا، وتمنحك صورة باطنية آدمية…. وبالاستمرار في مجاهدة النفس وترشيد السلوك الظاهر والباطن، ترتقي في مقامك الاحساني، وتكتسب صورة باطنية محمدية…وحينها، تصبح كل الصور الأخرى خادمة لك، مسخرة في خدمتك… تمكين من ربّ العالمين…تتلوّن الملائكة فيها فتزرع الرعب في قلوب الأعداء…

نموذج من السيرة النبوية

 

لنتذكر قصّة أبا جهل، لما همّ أن يبطش بالنبيّ عليه الصلاة والسلام، فلم يستطع، وقال: ” ألَا ترَوْنَ ما أرى؟ واللهِ سدَّ أُفُقَ السَّماءِ علَيَّ”.

وهناك قصّة طريفة تجسّد ما قلناه عن ظاهر الصورة وباطنها في رؤية الخلق…

كان رجلٌ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يغزو مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فإذا رجع وحطَّ عن راحلتِه، عمد إلى مسجدِ الرسولِ فجعل يُصلِّي فيه فيطيلُ الصلاةَ، حتى جعل أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يرونَ أن له فضلًا عليهم، فمرَّ يومًا ورسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قاعدٌ في أصحابِه، فقال له بعضُ أصحابِه: يا رسولَ اللهِ، هو ذاك الرجلُ، فإما أرسل إليه نبيُّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإما جاء مِن قِبَلِ نفسِه، فلما رآه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مقبلًا، قال: والذي نفسِي بيدِه إن بينَ عينَيه سفعةً من الشيطانِ، فلما وقف على المجلسِ، قال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أَقُلتَ في نفسِك حينَ وقفتَ على المجلسِ: ليس في القومِ خيرٌ منِّي؟ قال: نعمْ. ثم انصرف. فأتَى ناحيةً من المسجدِ، فخطَّ خطًّا برجلِه، ثم صفَّ كعبَيه، فقام يُصلِّي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّكم يقومُ إلى هذا فيقتلُه؟ فقام أبو بكرٍ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أقتلتَ الرجلَ؟ فقال: وجدته يُصلِّ،ي فهبتُه. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّكم يقومُ إلى هذا فيقتلُه؟ فقال عمرُ: أنا، وأخذ السيفَ فوجده يُصلِّي، فرجع، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لعمرَ: أقتلتَ الرجلَ؟ فقال: يا رسولَ اللهِ، وجدتُه يصلِّي، فهبته. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّكم يقومُ إلى هذا فيقتلُه؟ قال عليٌّ: أنا. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أنت له، إن أدرَكته. فذهب عليٌّ فلم يجِدْه. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أقتلتَ الرجلَ؟ قال: لم أدرِ أينَ سلك من الأرضِ. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إن هذا أولَ قرنٍ خرج في أمَّتي. قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لو قتلتَه، أو قتله، ما اختلف في أمتي اثنانِ، إن بني إسرائيلَ تفرقوا على إحدَى وسبعينَ فرقةً، وإن هذه الأمةَ يعني أمَّتَه ستفترقُ على ثنتينِ وسبعينَ فرقةً، كلُّها في النارِِ إلا فرقةً واحدةً، قلنا: يا نبيَّ اللهِ، من تلك الفرقةُ؟ قال: الجماعةُ .

فانظر يا أخي، كيف رأى رسول الله صلى الله عليه وسلّم ما لم يره الصحابة: رأى صورة هذا الرجل الباطنية…”إن بينَ عينَيه سفعةً من الشيطانِ “.

كشف إلهي وعطاء رحماني

 

وقد ورث العارفون بالله هذا الخلق النبوي والعطاء الرحماني، فتراهم يرون ما لا يراه الناس، ويكشفون ما خفي عن الخلق… بعلامات يعلمونها من الله تعالى… قال الشيخ الأكبر في الفتوحات:

[كان عبد الله بن عمر إذا رأى البحر يقول: يا بحر متى تعود ناراً. وقال تعالى “وإذا البحار سجرت” أي أججت ناراً من سجرت التنور، إذا أوقدته، وكان ابن عمر يكره الوضوء بماء البحر، ويقول: التيمم أعجب إليّ منه. ولو كشف الله عن أبصار الخلق اليوم لرأوه يتأجج ناراً، ولكن الله يظهر ما يشاء ويخفي ما يشاء، ليعلم إن الله على كل شيء قدير، وإن الله قد أحاط بكل شيء علما.

وأكثر ما يجري هذا لأهل الورع، فيرى الطعام الحرام صاحب الورع المحفوظ: خنزيراً، أو عذرة، والشراب: خمراً، لا يشك فيما يراه، ويراه جليسه قرصة خبز طيبة، ويرى الشراب ماء عذباً. فيا ليت شعري من هو صاحب الحس الصحيح من صاحب الخيال؟ هل الذي أدرك الحكم الشرعيّ صورة؟ أو هل الذي أدرك المحسوس في العادة على حاله؟…].

لقد عرف العلماء الربانيون سرّ الصور الباطنة، وكيف تتشكل، وسعوا أن تكون صورهم الظاهرية آدمية، والباطنية: محمدية، عن طريق المراقبة الدائمة لقلوبهم، في كل الخطرات ومن كل الوساوس النفسية والشيطانية.. وكانوا يطلبون من الله تعالى العصمة من كل ما يكدر صفو صورهم الباطنية… فهذا أبو الحسن الشاذلي، يقول في حزب البحر:

[نسألك العصمة في الحركات والسكنات والكلمات والإرادات والخطرات، من الشكوك والظنون والأوهام الساترة للقلوب عن مطالعة الغيوب].

وقد بان لك السرّ، يا أخي، عندما تشاهد مسلما يواظب على عباداته سنين عديدة، ولا تر منه نورا ولا علما ولا زيادة إيمان ولا حكمة… فتعرف السبب.. أن باطنه خلاف ظاهره، وأن قلبه عكس أعماله… وأن سرّه في تضاد مع علنه… وأنه في الخلوة ليس هو في الجلوة… وهذا حال أغلب الخلق، والعياذ بالله.

نسأل الله السلامة لأبداننا والراحة لقلوبنا والعافية في الدّين والدّنيا والآخرة.

 

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!