المتصوفة اليهود

المتصوفة اليهود

 

المـتصـوفـة اليـهـود بين العقيدة والجيش

 أحمد صلاح البهنسي

 

 

 

مدخل:

        يعد مفهوم التصوف من المفاهيم الغامضة والمركبة التي اختلف حولها الباحثون والعلماء، فلا تكاد تذكر كلمة تصوف أو متصوفة حتى تثار حولها علامات الاستفهام، متى ظهرت؟ وإلى أي الأديان ترجع؟ وماذا تعني؟[1]. فمن يطالع الكتابات التي تناولت التصوف يجد نفسه أمام مئات التعريفات[2]. ومع ذلك فلاشك أن التصوف يعد واحدا من أبرز العوامل المشتركة بين الديانات السماوية الثلاث (اليهودية، المسيحية، الإسلام)؛ وذلك لتشابه سماته العامة في جميع هذه الأديان بشكل يمكن القول معه بأن هناك ارتباطا وثيقا بين أنماطه المختلفة – أي التصوف-  في كل ديانة.  

وعلى الرغم من ذلك فإن التصوف يأخذ أشكالا طقسية وفلكلورية مختلفة في كل ديانة على حدى، إضافة إلى اختلاف أتباع التصوف (المتصوفة) في كل ديانة عن الأخرى سواء في النمط الحياتي أو في السلوك الاجتماعي أو حتى في العلاقة مع السلطة والمجتمع بأطيافه المختلفة. كما أن التصوف في حد ذاته يعبر عن تجربة دينية تختلف مراحلها وأطوارها من ديانة سماوية لأخرى. 

        وبالنسبة للتصوف في الإسلام فهو في تعريفه المباشر والبسيط، يتألف من مجوعة من الطرق والأذكار التي يتلوها المريد” المتصوف” في أوقات مختلفة حسب توصيات مشايخ الطريقة بغية تنقية النفس وتطهيرها ليرتقي في المراتب الروحية التي تصل به إلى ما يعرف بدرجة “الولي”[3]. أما التصوف في المسيحية فهو مرتبط بالرهبنة، إلا أن أتباعه يعرفونه على أنه سعي نحو الإله ” المسيح” بجهد إنساني لكنه لا يستطيع أن يصل من خلاله إلى مرحلة “الاتحاد الحقيقي”[4]. وبالنسبة لليهودية فالتصوف فيها مرتبط بمصطلح القبالاه קבלה وهي مجموعة التأويلات والتفسيرات الباطنية عند اليهود[5]، أما كلمـة “الصوفية” – في حد ذاتها – في اليهودية، فلها – داخل النسق الديني اليهودي – دلالات خاصة تعود بجذورها إلى أسفار العهد القديم والتلمود[6].

        ومن ناحية أخرى، فإنه على الرغم من الارتباط “الشرطي” بين التصوف وبين مفاهيم الانعزال للحياة التعبدية والانقطاع لممارسة طقوس دينية روحية، فإن المتصوفة في الديانات السماوية الثلاث دائما ما كان لهم دور كبير في الحياة العامة، إضافة لوجود علاقة بينهم وبين السلطة، ففي الإسلام ارتبط المتصوفة منذ ظهورهم بالسلطة لدرجة دفعت بعض المستشرقين للتأكيد على أن مستقبل العالم الإسلامي سيكون حتما للتيار الصوفي[7]. أما في المسيحية فقد برزت سيطرة الرهبان – الذين يعدون في المسيحية رمزًا للتصوف- على السلطة، في تحريضهم ورعايتهم للحملات الصليبية[8]. وبالنسبة لليهودية فللمتصوفة سوء داخل إسرائيل نشاط سياسي مؤثر للغاية، إذ يمتلكون مجموعة من الأحزاب والحركات السياسية والاجتماعية[9]، التي تعبر بقوة عن انخراطهم في الحياة السياسية ومحاولات نفوذهم للسلطة لخدمة أهدافهم.   

  scan6

        وفي إطار ما سبق، تأتي أهمية الكتاب الذي نتناوله بـ”العرض النقدي”، والذي يعد دراسة أنثروبولوجية اجتماعية متميزة وجديدة من نوعها لطائفة “الحريديم” إحدى أهم وأبرز طوائف المتصوفة اليهود، وواحدة من بين طوائف المتدينين ذات التأثير الاجتماعي والثقافي والسياسي في  إسرائيل؛ إذ يتمتع أتباعها بقوة سياسية مؤثرة تعود بالأساس لتزايد قوة مذهبهم الديني سواء داخل إسرائيل أو خارجها[10].                  

ويقع الكتاب في جزأين يحمل أولهما عنوان: “بين العقيدة والجيش، كتائب (الناحال) الحريدية… الفرص والمخاطر”، والذي يركز على قضية الصراع في أوساط “الحريديم” مع بعضهم البعض، من جانب، والصراع بينهم و بين القادة السياسيين والتيار العلماني في المجتمع الإسرائيلي من جانب آخر، وتتلخص الإشكالية التي يحاول هذا الجزء معالجتها في طرح تساؤل حول أولوية تعلم التوراة والالتحاق بالخدمة العسكرية لدى الحريديم وإمكانية الدمج بين هذين النقيضين.   

        ويؤرخ هذا الجزء من الكتاب للعلاقة الإشكالية بين الجيش والدين في إسرائيل، وذلك منذ المراحل الأولى لبداية تزايد التواجد الصهيوني في فلسطين أي قبل قيام الدولة عام 1948 وحتى الآن؛ إذ أنه من المعروف في الداخل الإسرائيلي أن هناك قطاعات دينية وعلى رأسها “الحريديم” ترفض أن يلتحق شبابها بالخدمة العسكرية وذلك لاعتبارات دينية وأيديولوجية تتلخص في رؤيتهم لإسرائيل على أنها دولة علمانية تحاول تحقيق وعد الرب بوسائل غير دينية وروحية ومن أهمها المؤسسة العسكرية.

وبالنسبة للجزء الثاني من الكتاب، فإنه يتعرض لنفس هذه الطائفة “الحريديم” ولكن خارج إسرائيل، في المجتمعات الغربية بشكل عام، مع التركيز على المجتمع الحريدي في لندن بصفة خاصة؛ حيث توجد طائفة حريدية كبيرة تقطن منطقة “ستامفورد – هيل” التابعة لحي “هاكني” بالعاصمة البريطانية.

        ويقارن هذا الجزء من الكتاب بين الطائفة “الحريدية” في إسرائيل وفي الغرب، وذلك في محاولة للكشف عن طبيعة حياة “الحريديم” في الدول الغربية المتطورة اقتصاديًا وتكنولوجيًا، خاصة وأن “الحريديم” في هذه الدول حاولوا التوازن بين تعلم التوراة والخروج إلى سوق العمل. وفي هذا الصدد يبرز الاختلاف بين “الحريديم” في إسرائيل الذين يعيشون “عالة” على مجتمعهم وحكومتهم، وبين الحريديم خارجها الذين سعوا منذ فترة طويلة للحصول على موارد اقتصادية تمكنهم من مسايرة نمط الحياة الحداثي في الغرب.

أولا: “الحريديم” إشكالية المصطلح والمفهوم:

        يعد مصطلح “الحريديم”  החרדים  من المصطلحات التي تثير الكثير من الإشكاليات، سواء فيما يتعلق بتعريفها ومعناها، وهو ما يرتبط بشكل مباشر بترجمتها إلى العربية، أو فيما يتعلق بالمفهوم الذي تنطوي عليه، وما يتعلق بهذا المفهوم من “خلط” بينها وبين مصطلح “الحسيديم”.

        وبالنسبة لكلمة “الحريديم” فهي مشتقة من الفعل العبري חרד  بمعنى “خاف أو فزع أو جزع”، لذلك نجد أن البعض يعرف المصطلح على أنه مصطلحًا عبريًا يعبر عن “الخوف والاهتزاز”، وبالتالي فإن كلمة “الحريديم”، أي الذين يخشون الله[11]. والتي أصبحت – أي الحريديم- من الكلمات المألوفة في الخطاب اليومي داخل إسرائيل، وتستخدم بمعنى” اليهودي الأرثوذكسي” أو  “اليهودي المتزمت دينيا”؛ فكثيرا ما تستخدم الكلمة في الصحافة العبرية والأجنبية بهذا المعنى[12]

        مع هذا تشير الكلمة بمعناها المحدد إلى اليهود المتدينين من شرق أوروبا الذين يرتدون أزياء مميزة تتمثل في المعطف الأسود الطويل والقبعة السوداء ويضيفون إليها الطاليت، كما أنهم يرسلون ذقونهم إلى صدورهم وتدلى على آذانهم خصلات من الشعر المعقوص. وهم لا يتحدثون العبرية على قدر استطاعتهم باعتبارها لغة مقدسة، والذين يتبعون حركات التصوف اليهودي التي ظهرت في تلك الفترة في شرق أوروبا[13]

         ومن الملاحظ بشكل قوي، أن هناك “خلطا كبيرا” في استخدام المصطلح “الحريديم” والحسيديم سواء على مستوى الكتابات الإسرائيلية العبرية أو على مستوى الكتابات الأجنبية، أو حتى على مستوى الكتابات العربية، والذي يعود بطبيعة الحال إلى الخلط في المفاهيم أو المصطلحات التصوف والأصولية اليهودية في الفكر الديني اليهودي. وذلك على الرغم من وجود بعض الاختلافات بين الطائفتين سواء من الناحية الدينية أو التاريخية أو حتى الفلكلورية.

        فالحسيديم ومفردها حسيدي חסידי صفة للشخص الذي يغالي في أداء الفروض الدينية والأخلاقية، واستخدمت الكلمة منذ عصر الهيكل الثاني كإشارة لتيارات دينية يهودية معينة أو فرق يهودية تنحو نحو التشدد. واستخدمت الكلمة بشكل مضطرب في المقرا كاسم لـ”صديق” צדיק وكان يشير بشكل عام داخل الكتب المقدسة اليهودية إلى الشخص الذي يخشى الله[14]. ثم استخدمت للإشارة إلى الحركة الصوفية اليهودية التي نشأت في ألمانيا في القرن الثاني عشر الميلادي، ثم شاع استخدامها على أتباع الحركة الحسيدية التي نشأت في بولندا في القرن الثامن عشر[15]

مع ذلك نجد أن لفظي الحسيديم والحريديم يستخدمان في كثير من الكتابات داخل الكثير من الأوساط ولاسيما في إسرائيل كمرادفين لجماعة واحدة، أو على أنهما صفة واحدة لأكثر من طائفة، وهو ما نعكس بشكل واضح في الكتاب الماثل للعرض لاسيما في قسمه الثاني الذي يتحدث عن الطائفة الحريدية خارج إسرائيل وخاصة في لندن[16].   

من خلال استقراء التعريفات السابقة للمصطلحين الحسيديم والحريديم، من الممكن الخروج بملاحظة مهمة وبارزة من الممكن أن تفسر إشكالية “الخلط” في استخدامين المصطلحين، وهو عدو وجود مفاهيم واضحة تحدد الإطار العام لمفهومي التصوف والأصولية في اليهودية، إذ من الواضح أنه لا توجد خطوط فاصلة بين المفهومين وبالتالي نجد أن هناك من يصنف الحريديم والحسيديم على أنهم أصوليين متزمتين ينسبون إلى تيار اليهودية الأرثوذكسية[17] وذلك على الرغم من تعريفه لهما على أنهما حركات صوفية يهودية ظهرت في شرق أوروبا وخاصة في ألمانيا. في حين أن هناك من يعرفهم على أنهم من فرق المتصوفة اليهودية؛ إذ يجمعهم الإيمان المشترك بالتراث الصوفي اليهودي المعروف بـ”القابالاه”[18].     

وفي إطار ما سبق تأتي ترجمة عنوان الكتاب “المتصوفة اليهود”،  بدلا من “الأصوليون اليهود”، وذلك في محاولة لتحديد بعض المصطلحات اليهودية والعبرية المنتشرة في الكتابات والدراسات العربية، فقد بات واضحا أنه على الرغم من أن وصف الحريدية على أنها أصولية تلمودية بمعنى أن تبجيل الحريديم للتلمود يوازي نفس تبجيل المسيحيين الأصوليين الديني للإنجيل، إلا أن توصيف الحريديم الأساسي كجماعة يهودية ينسحب لحقيقة التزامهم الديني الذي تخطى التلمود ليشمل الأدب الصوفي الذي تلاه وخاصة مؤلفات الفيلسوف “موسى بن ميمون” والصوفي اليهودي الذي ظهر في القرن السادس عشر على يد الحاخام “إيزاك لوبا”[19].  

ثانيا: الحريديم والمجتمع في إسرائيل:

يختلف “المجتمع في إسرائيل[20]” من حيث نشأته وظروفه وتكويناته المتعددة عن أي مجتمع آخر؛ إذ يتسم بالكثير من المعضلات والمشكلات التي تحكم شكل العلاقات بين أطيافه وطوائفه المختلفة؛ وذلك نتيجة تشكله من مكونات خليطية ومجموعات متنافرة من المستوطنين اليهود الذين هاجروا إلى فلسطين من مختلف أنحاء العالم من جانب؛والذين ينقسمون لمجموعات عرقية وإثنية متعددة، ويعتنقون مذاهب وأيديولوجيات مختلفة، إضافة إلى السكان الأصليين للبلاد (عرب 48) من جانب آخر؛ الأمر الذي جعل من الصراع الطائفي والأيديولوجي والعرقي أهم سمة تميز المجتمع الإسرائيلي منذ نشأته[21].  

        ومن بين تكوينات المجتمع في إسرائيل المختلفة، يحتل “المتدينون اليهود” بشتى أطيافهم ومشاربهم، مكانة خاصة في داخل هذا المجتمع، وذلك على الرغم من كونهم يمثلون أقلية نسبية[22]، إلا أنهم نجحوا في أن يكون لهم ثقل سياسي لا يمكن تجاهله في إسرائيل. ذلك الثقل الذي يبدو واضحا إبان أي انتخابات تجرى في إسرائيل، وقبيل اتخاذ أي قرارات مصيرية تتعلق بالدولة ومستقبلها[23]

وينقسم المتدينون في إسرائيل إلى “عرب”، وأغلبيتهم العظمى من المسلمين، وتمثلهم الحركة الإسلامية، و”يهود”، وينقسمون إلى:

أ- متدينون صهيونيون ويمثلهم حزبي “المفدال” و”ميماد”، ومتدينون معادون للصهيونية (أو حريديم/ متشددين/ أصوليين) وتمثلهم أحزاب “شاس”، و”يهدوت هتوراة”، و “ديجيل هاتوراة”[24].

ب- متدينون شرقيون “سفاراد”، ويمثلهم حزب “شاس”، ومتدينون غربيون “إشكناز”، ويمثلهم حزبي “يهدوت هتوراة”، و”المفدال”[25].

          ومن بين طوائف المتدينين في إسرائيل تأتي طائفة “الحريديم” ذات السمت الخاص، نظرا لما تفرضه على نفسها من عزلة شديدة، ولما تعيشه من ظروف حياتية مغايرة للظروف العامة السائدة في المجتمع، وذلك بهدف الحفاظ على نمط السلوك والحياة الديني، فال الطائفة اليهودية- الحريدية، تعرف نفسها على أنها طائفة مميزة وبارزة داخل المجتمع في إسرائيل الذي يعد نفسه ملتزما بتعاليم الشريعة اليهودية، مثلما تطورت على أيد المرجعيات الدينية اليهودية الأرثوذكسية المعتمدة[26]. أما المجتمع الحريدي بشكل خاص فيرى نفسه ملتزما بالشريعة فقط دون غيرها، وذلك من خلال الانفصال عن الثقافة الحديثة والتأكيد على استمرارية تقاليد الثقافة اليهودية[27]،  الأمر الذي جعل لها استثنائية وخاصة داخل مجتمعها سواء على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، والتي نتناولها على النحو التالي:

أ- سياسيا واقتصاديا:

        على الرغم من أن المجتمع الحريدي داخل إسرائيل يوصف بأنه “مجتمع المتعلمين”[28]، أي ينحصر دوره في تلقي الدروس الدينية وحسب. إلا أنه استطاع أن يجعل لنفسه مكانة سياسية بارزة ومؤثرة. ويمكن التأريخ للصعود السياسي الحريدي في إسرائيل بالعام 1988[29]؛ حيث أدى نجاحهم المدوي والغير مسبوق في انتخابات الكنيست لهذا العام، إلى حدوث تغيير شامل وكبير في شكل الخريطة السياسية في إسرائيل التي أصبح للمتدينين فيها مكانة بارزة، تلك المكانة التي ترسخت في التسعينيات بسبب نجاحاتهم المتواصلة في الانتخابات، ولفت ذلك الانتباه إليهم وبخاصة في الولايات المتحدة.

        ووصلت القوة السياسية للمجتمع الحريدي في إسرائيل إلى أوجها في النصف الثاني من عقد التسعينات حيث ازداد تمثيله السياسي السفارادي والإشكنازي، بعدما حصل على 17 مقعدا في البرلمان من خلال حزب شاس في انتخابات عام 1999، كما تم انتخاب الزعيم الحريدي “أوري لوفوليانسكي” لرئاسة مدينة القدس، بالإضافة إلى أن لجنة المالية في الكنيست ظلت لفترة طويلة تحت سيطرة الحريديم[30]

        وهناك عدة أسباب أو عوامل ساعدت على تزايد النفوذ السياسي للحريديم دخل إسرائيل، يأتي في مقدمتها إيمان الحريديم أنفسهم بأهمية مذهبهم[31] وضرورة أن يكون لها دورا بارزا في مرجيات الأمور العامة وهو ما لا يتحقق إلا من خلال السلطة والعمل السياسي. إضافة إلى دور الحاخامات القوي في دفع جموع الحريديم للعمل السياسي من أجل تحقيق المصالح الاجتماعية والاقتصادية.

        فمن المعروف أن للمؤسسة الحاخامية في يم للعمل السياسي مركز قوة من الدرجة الأولى حيث تمتد سلطتها إلى نواحٍ عديدة من حياة المواطن، كما أنها تتمتع بصفة قانونية رسمية. والعلاقة بين الحاخامات وحكومات الكيان الصهيوني المتتالية تتراوح ما بين مدّ وجزر؛ فالحكومة في نظرهم ليست شرعية، ولكنها ـ عند بعضهم ـ خطوة إلى الدولة التوراتية، وكل واحد من الطرفين يسعى إلى توظيف الآخر لتحقيق أهدافه[32].   

        وهناك من يعتقد أن القوة السياسية للحريديم داخل المجتمع في إسرائيل، ترجع بالأساس إلى اهتمام قياداتهم بالتعليم[33]، فقد سيطر الحريديم مباشرة أو على نحو غير مباشر على شبكات تعليمية كبيرة في إسرائيل، مما مكنهم من الانتقال من الهامش السياسي إلى قلب الحلبة، فعلى سبيل المثال شجع التمييز والإهمال اليهود الشرقيين على إنشاء مدارس دينية خاصة بهم شكلت فيما بعد قاعدة لحزب شاس الذي حصل على دعم مالي كبير استخدم في بناء المدارس، وتمويل المنقطعين للدراسات الدينية، وبناء مجموعات كبيرة من المؤيدين والمتطوعين في العمل السياسي لصالح الحزب، واستطاع شاس أن يكون الحزب السياسي الشرقي الوحيد في الوقت الذي فشلت فيه محاولات العلمانيين الشرقيين في الحصول على تأييد الإسرائيليين.

        ومن الممكن أيضا، أن يكون الصراع الأيديولوجي بين العلمانيين والمتدينين عامة بما فيهم الحريديم خاصة، قد ساعد في إذكاء الطموح السياسي لدى الحريديم[34]، فقد قام زعماء الحريدية بغرس اعتقاد راسخ في نفوس أتباعهم بضرورة مجابهة الأفكار التي دوما ما تصبح ضئيلة وضعيفة التأثير مثل الصهيونية والشيوعية وما إلى غيرها من الأيديولوجيات العلمانية التي تبتعد عن الدين[35].       

        وتوجد عدة أحزاب قوية وفعالة تعبر عن الواجهة السياسية للحريديم داخل إسرائيل، ومن أبرزها حزب “ديجيل هاتوراة” الذي يمثل اليهود الأرثوذكس في إسرائيل، إضافة إلى حزب “أجودات يسرائيل”، إضافة إلى حزب شاس الذي يمثل الطائفة الشرقية “السفاردية” منهم[36]؛ إذ أن الثقل السياسي للحريديم يتركز في اليهود الشرقيين[37].

وبالنسبة للأوضاع الاقتصادية للحريديم فمن المعروف أنها متردية، حيث إنهم يأتون في الموقع الأكثر تدنيا من طبقات المجتمع الإسرائيلي من حيث مستوى المعيشة ومستوى دخل الفرد، فعلى سبيل المثال في عام 1990 نشرت مؤسسة التأمين الوطني الإسرائيلية تقريرا أكدت فيه أن 10% من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وفي أعقاب ذلك نشرت صحيفة “هامهان” الحريدية مقالا لرئيس التحرير تحت عنوان: “إنهم يقصدوننا” يؤكد فيه أن عدد كبير  من عائلات الفقراء في إسرائيل تنتمي للمجتمع الحريدي تعيش تحت خط الفقر أو وفق خط الفقر بقليل، وربما يعود ذلك أيضا إلى أن ثقافة الحريدي تلزم عليه الانقطاع لدراسة التوراة الأمر الذي يحد من مصادر دخله في نفس الوقت الذي تتراجع فيه الدولة عن تقديم الدعم المالي للمجتمع الحريدي الذي أصبح ينظر إليه في الآونة الأخيرة على أنه مجتمع طفيلي يمتص الموارد الاقتصادية في إسرائيل، الأمر الذي كان بمثابة الدافع الرئيسي وراء التفكير في إنشاء كتيبة عسكرية دينية داخل الجيش الإسرائيلي لاستيعاب شباب الحريديم أو على الأقل إعادة تأهيلهم من جديد لمواجهة الحياة العملية الاقتصادية إسرائيل بعيدا عن الانقطاع للدراسة التوراتية[38].     

ب- اجتماعيا وإعلاميا:

        لا يمكن الحديث عن أوضاع الحريديم الاجتماعية بدون التطرق لحالة الصراع الدائرة بينهم وبين العلمانيين داخل المجتمع الإسرائيلي لاسيما الصهاينة منهم، ذلك الصراع الذي تتمخض عنه الكثير من المفارقات والمعضلات في نفس الوقت، فعلى سبيل المثال هناك فرقة من “الحريديم” تسمى بـ” ناطوري كارتا” أو “حراس المدينة” خرجت في مظاهرات في القدس عن معاداة الصهيونية، كما حاولت خلال حرب 1948 رفع الراية البيضاء والاستسلام للقوات الأردنية[39].

        ومن ناحية أخرى، تتسم الحياة الاجتماعية الحريدية بسلوكيات مشددة للغاية في أنماط الحياة بكافة جوانبها بما في ذلك المظهر والملبس، ويحاولن بشتى الطرق والوسائل الانعزال عن الحياة الحداثية، وذلك بفرض العديد من القيود الاجتماعية على أبناء هذه الطائفة ومحالة تمييزها من خلال المؤسسات التعليمية والاجتماعية المختلفة[40].

        وليس أدل على الوضع الاجتماعي المنغلق للحريديم داخل إسرائيل من حال المرأة الحريدية، حيث يُفرض على المرأة الكثير من القيود التي تحد من حركتها وانخراطها في المجتمع بشكل يمكن لها أن تؤثر فيه وتصبح عنصرًا فاعلا به[41]، الأمر الذي يضيق من الخناق عليها خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع الحريدي بشكل عام، إضافة إلى الأوضاع الأسرية المتردية التي تبدو واضحة في ارتفاع معدلات حالات الطلاق داخل المجتمع الحريدي، والتي تعود في معظمها لأسباب متعلقة بالنساء[42].

        كما تعاني المرأة الحريدية من مشاكل صغر سن الزواج، والتضييق في السكن، إضافة إلى انخفاض مستواها التعليمي بشكل حاد. ومن ناحية أخرى يرى عدد من الباحثين في المجتمع في إسرائيل “مناحم فريدمان” أن مشكلة زيادة أعداد المطلقين في أسر الحريدية يعكس مدى الضغوط والتحديات التي يواجهها المجتمع الحريدي ككل والمرأة الحريدية بشكل خاص[43].

        أما على المستوى الإعلامي والثقافي، فهناك عدد من المنابر الإعلامية الخاصة بالحريديم في إسرائيل ومن أهمها – بطبيعة الحال- الصحف سواء الحزبية أو المستقلة؛ إذ يذكر تاريخ الصحافة العبرية في إسرائيل أن من أوائل الصحف التي صدرت كانت صحف خاصة بالحريديم، ففي عام 1863   قام شابان يهوديان ينتميان إلى التيار الحريدي و يدعيان موشيه سالمون وميخائيل كوهين بإصدار صحيفة أطلقا عليها ” هاليفانون ” ، في مدينة القدس[44] .

        كما توجد بعض الصحف الأخرى الناطقة بلسان الحريديم من أهمها وأشهرها ييتد نإمن[45]، وحاموديا، وهاموديع. وتتسم الصحافة الحريدية بأنها تتحدث عن الحياة المثالية  التي يجب أن يحياها المجتمع، وليس عن الواقع المعاش، كما أنها دائما ما تحجم عن التعرض لشؤون المرأة، إضافة إلى وضوح مدى حساسية الآراء السياسية التي تعرضها، نظرا لأن معظم الصحف الحريدية تابعة لحاخامات من ذوي الاتجاهات السياسية المختلفة[46]

ثالثا: الحريديم و الخدمة العسكرية: أبعاد التجربة وفرص النجاح والفشل

        يتعرض الجزء الأول من الكتاب الماثل للعرض لتجربة جديدة وفريدة من نوعها في التاريخ الاجتماعي والعسكري لإسرائيل. ففي الآونة الأخيرة بدأت ما أطلق عليه كتائب الناحال الحريدية تخدم في إطار الجيش الإسرائيلي، وذلك في محاولة من أصحاب القرار في إسرائيل لتوظيف فئة اجتماعية ذات طابع ديني في خدمة الأمن القومي للبلاد، بعدما أصبحوا يمثلون عبئا اقتصاديا واجتماعيا على الدولة، نظرا لاتساقهم فيما يسمى بـ”مجتمع المتعلمين” الذي يتعلم ولا يعمل.

        وفي نفس الوقت، أشارت هذه التجربة إلى ” تحولا جذريا” في أسس التجنيد والخدمة العسكرية داخل أي جيش لاسيما في إسرائيل، الذي نشأ جيشها بالأساس على أسس علمانية بعيدا عن أي اعتبارات دينية، وكانت أحد أهم أهدافه أن يكون بمثابة “بوتقة صهر” لتلتك الأطياف والتنويعات المتنافرة من أبناء المهاجرين اليهود إلى وطنهم الجديد. وهو ما أثار الكثير من التساؤلات والجدل المشوب بالاعتراضات في داخل الأوساط الإسرائيلية حول المخاطر المنطوية على تكوين كتيبة حريدية مستقلة ذات طابع طائفي- ديني، تكون منعزلة عن بقية وحدات وفرق الجيش بهدف الحفاظ على نمط حياتها وسلوك مجنديها الخاص[47].

        وتبدأ الفكرة التي يناقشها هذا الجزء من الكتاب، بعد أن أصبحت حقيقة وجود حوالي 25000 شابا حريديا يصلون لسن الخدمة العسكرية[48]، أمرا يزعج الكثير من قطاعات المجتمع في إسرائيل بعدما أثيرت الكثير من المشاكل حول وجود تمييز طائفي بين أبناء الشعب الواحد فهناك من يرسلون أبنائهم للموت على الجبهة، وهناك من يرسلوهم لقراءة التوراة[49].  

        ومن حينها، بدأت تظهر الأفكار المختلفة لاستيعاب شباب الحريديم داخل مؤسسات الدولة المختلفة، والتي كان أولها (اليشيفوت) “المدارس الدينية” المنظمة عسكريا، والتي قوبلت بالكثير من الرفض من قبل زعماء وحاخامات الحريديم وذلك انطلاقا من العلاقة الإشكالية بين المجتمع الحريدي ودولة إسرائيل إذ يعارض الحريديم الصهيونية لأنها تصف اليهود كشعب مثل بقية الشعوب وعلى أسا ذلك تطالب بحقه بتقرير مصيره في أرضه ومن ثم تقوم بتقوية الجيش من أجل الحفاظ على هذا الحق، وهو ما يتعارض مع التفكير الديني الحريدي – الأصولي[50].  

        ومع ذلك، شهد العام 1959 – أي بعد 11 عاما من إنشاء دولة إسرائيل- نجاح تشكيل النواة الأولى لكتائب الحريديم داخل الجيش الإسرائيلي،  والتي قامت بالأساس على تقديس العمل الحرفي، حيث يتمكن الشاب الحريدي عقب إنهاؤه الخدمة العسكرية من كسب قوته بنفسه.  وفي عام 1998 اكتملت خطة تكوين كتيبة حريدية تحت اسم “نتساح يهودا” بعدما فشلت التجربة الأولى، حث تم وضع أسس جديدة لها تمثلت في :

* تجنيد الشباب الحريدي سيكون للخدمة العسكرية لمدة 3 سنوات.

* أن يجند الشباب الذين لا يدرسون في اليشيفوت.

* مراعاة خصوصية نمط حياة الشباب الحريديم[51].  

        وشهد العام 1999 اكتمال التجربة ونضوجها حيث تحولت من مشروع تجريبي إلى كتيبة قتالية، حيث نجحت الكتيبة الحريدية في استقطاب قطاعات كبيرة من شبابا الحريديم، وتمكنت خلال فترة وجيزة من إثبات نفسها وتحقيق نجاحات على المستوى العسكري والقتالي،

رابعا: الحريديم في الغرب: الفروق والأنماط

يتعرض هذا الجزء من الكتاب لطائفة الحريديم في الغرب في منطقة ستامفورد هيل بالعاصمة البريطانية لندن تحديدا، وذلك في محاولة للمقارنة بينها وبين المجتمع الحريدي في إسرائيل، بهدف إيضاح الفروق الأساسية بين المجتمعين المختلفين لنفس الطائفة.  

ويدرس هذا الجزء من الكتاب العلاقة بين تعلم التوراة والخروج لسوق العمل لكسب الرزق بين أبناء الحريديم خارج إسرائيل، حيث تعكس إلى حد بعيد صورة مجتمع المتعلمين – المتدينين، والمتعلمين – العاملين في نفس الوقت[52]، فثلثي الحريدم من الرجال في هذا المجتمع يمارسون أعمالا مختلفة، بشكل مختلف تمامًا عن الواقع السائد في مجتمع الحريديم داخل إسرائيل، الذي يعدون بمثابة “عبء” على مجتمعهم. فالحريديم في لندن حاولوا منذ وقت طويل الموازنة بين تعلم التوراة وكسب الرزق من خلال الخروج لسوق العمل، الأمر الذي يقسمهم إلى عدة أنماط اجتماعية مختلفة.

ويشير المؤلفان إلى أن استقراء هذا الجدول يوضح لنا السمت العام للشاب الحريدي خارج إسرائيل، والذي يبدأ حياته كشاب يتعلم بشكل كالم، وبعد ذلك بعام واحد ينتقل إلى الدرجة التي تليها ليصبح شاب بعمل قليلا، وبعد عام أو أقل قليلا يتخذ قرارا جوهريا فيما يتعلق باستمراره في سوق العمل ليصبح بعد ذلك شاب يعمل بشكل جزئي خلال عدة سنوات، في حين أن هناك من يختار أن يكون شابا يعمل ويتعلم في نفس الوقت فيقوم بتحديد أوقات معينة لتلقي دروس التوراة وهناك من يكتفي أن يكون من نمط ذلك الذي يعمل ويتعلم قليلا فيقوم بتقليل أوقات تلقي دروس التوراة ويجعلها في المناسبات والأعياد فقط[53].

ويخلص هذا الجزء من الكتاب إلى الحريديم خارج إسرائيل اختلفوا عن من بداخلها في اتخاذهم خطوات فعلية وحثيثة نحو الخروج لسوق العمل عن طريق الموازنة بين التعليم بشكل كامل وبين الخروج إلى العمل. أما في إسرائيل ففي الآونة الأخيرة بدأت تظهر بعض الدلائل التي تشير أنه في أعقاب تخفيض الموارد الاقتصادية المخصصة لهم، وتزايد ثقافة المجتمع الاستهلاكيConsumerism  فإن عددا ممن ينتمون لمجتمع المتعلمين بدأوا ينخرطوا تدريجيا إلى سوق العمل سواء بشكل مباشر أو عن طريق التأهيل المهني أو الأكاديمي[54].  

 

 

معلومات النشر:

المؤلف: زئيف دروري، عميرام جونان

ترجمة: أحمد صلاح البهنسي

مراجعة: أ.د/ أحمد محمود هويدي

الناشر: مركز الدراسات الشرقية- جامعة القاهرة، 2008.

عدد الصفحات: 170 صفحة

 

[تُنشر هذه المادة بالتعاون مع مجلة (أقطاب) التي تُعنى بالتصوف والفكر الإسلامي].

 

 

 

 

 

       

 

[1] عمار علي حسن(د): الصوفية والسياسة في مصر، مكتبة الأسرة، القاهرة 2007، ص 29.

[2] حول أبرز هذه التعريفات، يمكنك العودة لـ: محمد الصادق عرجون، التصوف في الإسلام: منابعه وأطواره،  مكتبة الكليات الأزهرية، القاهرة، الطبعة الأولى 1967.

[3] http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%88%D9%81%D9%8A%D8%A9

[4] http://www.stmacariusmonastery.org/st_mark/sm120602.htm

[5] www.kab.co.il/kabbalah

[6] هدى درويش(د)، عقيدة القبالا ودورها في تشكيل العقلية اليهودية العنصرية المعاصرة، مجلة لدراسات الشرقية، العدد 33 يوليو 2004، ص 203- 215.

[7] عمار علي حسن(د): المرجع السابق، ص 23.

[8] רוברט חזן، היהודים ומסע הצלב הראשון،מרכז זלמן שזר לתולדות ישראל ירושלים עמ׳12. أصّل مؤلف هذا الكتاب لفكرة الحروب الصليبية إلى المؤسسة الدينية المسيحية في الغرب، والتي اعتمدت بدورها في ذلك على “الرهبان” و” الوعاظ” الذين من المفترض أن ينقطعوا للعبادة، إلا أنهم خرجوا على الرحب وعلى رأسهم ” بيتر الراهب” الذي يقام بتشكيل ميلشيات غير نظامية من المرتزقة وتوجه بها لغزو القدس (عارض الكتاب). 

[9] حول بعض هذه الأحزاب والحركات يمكنك العودة لـ:

1- أحمد صلاح البهنسي، المجتمع الإسرائيلي بين الانقسامات الداخلية وإشكالية الهوية، صحيفة الوطن العمانية، العدد .

2- جلال الدين عز الدين، خريطة الانقسامات الداخلية في إسرائيل، موقع إسلام أون لاين الإخباري www.islamonlin.net  15/6/2000.

[10] أنظر: تقديم الكتاب ص 8. 

[11]  ديفيد لاندو، الأصولية اليهودية، ترجمة مجدي عبد الكريم، مكتبة مدبولي، القاهرة 1994، ص 9.

[12] عبد الوهاب المسيري(د)، موسوعة اليهود واليهودية……. والصهيونية، دار الشرق، القاهرة 1999، ص 386.

[13] نفس المرجع، ص 386.

[14] אינציקלופדיה עברית، בע״ם، ירושלים תשב״ט، כרך 9 עמ׳ 750.

[15] عبد الوهاب المسيري، المرجع السابق، ص 352.

[16] أنظر الصفحات 129-157 من الكتاب. كما شاع هذا الخلط بشكل واضح في كتاب الأصولية اليهودية لدافيد لاندو، وفي موسوعة ويكبيديا الإلكترونية عند الحديث عن الحريديم.

[17] مثال موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبد الوهاب المسيري.

[18] أنظر موقع لعلوم القبالاه على شبكة الانترنت: www.kab.co.il/kabbalah

[19] للوثوق من رأينا يمكنك العودة لـ: ديفيد لاندو، مرجع سابق، ص 32-36.

[20] من غير الموضوعي إطلاق مصطلح “المجتمع الإسرائيلي” على تلك الجماعات والفرق  المختلفة والمتنافرة عرقيا واثنيا وأيديولوجيا التي استطونت الأراضي الفلسطينية؛ إذ أن طبيعة تكوين أي مجتمع – من الناحية العلمية- تتطلب ظروف ومناخا مختلفا عن تلك التي نشأ فيها المجتمع في إسرائيل، حول هذا الموضوع، يمكنك العودة لـط عبد الوهاب المسيري(د): من هم اليهود وما هي اليهودية؟، دار الشروق، القاهرة 2008.

[21] مقدمة المترجم، ص 9-10.

[22] مقدمة المترجم، ص 10.

[23] يسجل التاريخ السياسي لإسرائيل دورا بارزا للأحزاب السياسية في أية ائتلافات حكومية يتم تشكليها، وكان آخرها الائتلاف الحكومي الذي فشلت وزيرة الخارجية الإسرائيلية، زعيم حزب كاديما المنتخبة “تسيبي ليفني” في تشكيلها، بسبب انسحاب حزب “شاس” الديني المتشدد.

[24]  جلال الدين عز الدين، خريطة الانقسامات الداخلية في إسرائيل، موقع إسلام أون لاين الإخباري www.islamonlin.net

[25]  نفس المرجع.

[26] زئيف دروري، عميرام جونان، ص 42.

[27] نفس المرجع، ص 43.

[28] زئيف دروري،عميرام جونان، المرجع السابق، ص 115.

[29] إسرائيل شاحاك، نورتون متسفينيسكي، الأصولية اليهودية في إسرائيل، ترجمة ناصر عفيفي، روز اليوسف، الطبعة الأولى، القاهرة 2001، ص 56.       . 

[30] زئيف دروري،عميرام جونان، المرجع السابق، ص110.

[31] زئيف دروري،عميرام جونان، نفس المرجع، ص 168.

[32]عبد الله اليحي(د)، موقع «رجال الدين» في حياة الإسرائيليين، (الحاخامات وأثرهم في حياة اليهود)، بحث منشور على موقع “الألوكة” بشبكة الانترنت بتاريخ 7/1/2008 http://www.alukah.net/my/eleid/ArticleDetails.aspx?ArticleID=313 

 

[33] إسرائيل شاحاك، نورتون متسفينيسكي، المرجع السابق،  ص 44. 

[34] أنظر مقدمة المترجم، ص 24، 25.

[35] ديفيد لاندو، الأصولية اليهودية، المرجع السابق، ص 22.

[36] مقدمة المترجم، ص 10، وص 23.

[37] إسرائيل شاحاك ونورتون متسفينسكي، المرجع السابق. ص 53.

[38] مقدمة المترجم، ص 25.

[39] مقدمة المترجم، ص 26.

[40] אמנון לוי، החרדים، בית הוצאה כתר، ירושלים، הדפסה שתײם עשרה1990، עמ׳ 9-21.

[41] الأوضاع الصحية والتعليمية للمرأة في إسرائيل، مجلة ضد التمييز، العدد الثاني عشر، ديسمبر 2005- يناير 2006، ص 11.  

[42] مقدمة المترجم، ص 22.

[43] ديفيد لاندو،  المرجع السابق،ص 345.

[44] صالح النعامي، العسكر والصحافة في إسرائيل،  دار الشروق، القاهرة, 2005، ص 110.

[45] استعان مؤلفا الكتاب بالكثير من المقالات والحوارات واللقاءات الميدانية التي نشرت في هذه الصحيفة، التي تعد- في رأينا- من أهم صحف الحريديم ، نظرا لأن معظم الدراسات سواء الإسرائيلية أو غير الإسرائيلية عادة ما كانت تستعين بهذه الصحيفة للتعرف على مجتمع الحريديم المنغلق على نفسه.

[46] אמנון לוי، ע״ע، עמ׳ 240-245.

[47] زئيف دروري، عميرام جونان، مرجع سابق، ص 31-47.

[48] ديفيد لاندو، المرجع السابق ص 190.

[49] زئيف دروري، عميرام جونان، مرجع سابق، ص 49.

[50] نفس المرجع، ص 43.

[51] نفس المرجع، ص 54.

[52] زئيف دروري، عميرام جونان، مرجع سابق، ص 115.

[53] زئيف دروري، عميرام جونان، مرجع سابق، ص 126.

[54] نفس المرجع، ص 168.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!