عين القضاة الهمذاني في عين المستشرق توشيهيكو إيزتسو

عين القضاة الهمذاني في عين المستشرق توشيهيكو إيزتسو

عين القضاة الهمذاني في عين المستشرق توشيهيكو إيزتسو

بقلم: محمّد خطّاب

1-

إن ما يثير الاستشراق كتجربة معرفية حيال تجربة التصوف والعرفان هوالجانب التراجيدي فيها، سواء ما تعلق بالشخص (العارف) أو ما تعلق بالفكر (المعرفة).

إن هذا الجانب هو عنصر الحياة في كامل التجربة، إنه مسؤول عن جوهرها واستمراريتها أيضا، ولو نزعناه منها لما بقي فيها شيء يستحق الاهتمام. فالاستجابة للتجربة يأتي من باب التعاطي مع الحقائق التي تشكل أساس هذه التراجيديا.
تأتي تجربة عين القضاة الهمذاني لتكون حلقة مهمة من حلقات التصوف الإسلامي المنفتح الدلالة والذي لا يرتبط حتما بمسار خطي مغلق تتوفر فيه مساحة واسعة للتأويل مما جعله ميدانا لحقائق تشترك فيها تجارب مختلفة في اللغة والعقيدة. من هنا تبدأ تجربة الاستشراق، فهي تحاول قراءة ما توفره هذه المساحة من إمكانات هائلة للكشف والتأويل والتفكير داخل فكر يمتاز بالتعدد والاتساع والانفتاح.
تسعى تجربة الاستشراق مع العرفان الصوفي عند عين القضاة الهمذاني إلى بلورة مفهوم ديناميكي عن عالم التجربة الصوفية في بعدها التعبيري والعرفاني المتصل بعالم الحقائق. يرتبط السؤال بطبيعة العلاقة المتوترة بين الكلمة والمعنى؟ إن الإشكال نفسه يطرحه المستشرق الياباني توشيهيكو إيزوتسو1oshihikoT Izutsu – موضوع الدراسة – في موضوعات ذات الصلة، كما في دراسته عن الله والإنسان في القرآن، علم دلالة الرؤية القرآنية للعالم، حيث يدرس بعمق عالم الدلالات وارتباطه باللغة، ولكن مع التجربة الصوفية يصبح للدراسة شأن آخر يختلف عن غيره في ميادين أخرى. ولعل هناك من الموضوعات ما يغري الاستشراق حيال تجربة التصوف مثل الغربة والصلب ومحاسبة الفكر وموقع التجربة في المجتمع وعلاقتها بالتجارب الأخرى، هذه كلها موضوعات ذات أهمية بالغة بالنسبة لمستشرق يحظى بسمعة كبيرة بين زمرة المستشرقين. هناك نقطة أخرى يمكن اعتمادها مدخلا للموضوع وهي ما تتضمنه تجربة التصوف من أفكاروأيديولوجيا تكون قريبة أومتأثرة بفكر المستشرق وإيديولوجيته. وهذا ما قام به إيزوتسومع ابن عربي وحتى مع عين القضاة، وبخاصة ما يتعلق بالثقافة التي ينتمي إليها وهي الثقافة التاوية.

-2-

شكّلت الأعمال التي كتبها المستشرق إيزوتسو أفقا مهما للمعرفة بقيت إلى حدّ الساعة مرجعا في بابها، فهي كتب امتازت بالتنوع الخصب، ولكنها تمحورت حول قضية مركزية وهي قضية التصوف الإسلامي ومدى ارتباطه بعالم الأفكار الأخرى. لقد بحث إيزوتسو تجربة عين القضاة في مقالتين أساسيتين هما التصوف والمشكل اللساني للتشبيه المجازي في فكر عين القضاة الهمذاني(2) والثاني هوالخلق والنظام اللازمني للأشياء، دراسة في الفلسفة الصوفية لعين القضاة الهمذاني(3). أما فيما يتعلق بكتب عين القضاة أساسا فهي تتنوع أيضا، فتجربته توزعت بين نصوص عربية وفارسية، أما النصوص العربية فيأتي على رأس المصادر كتابه الأساسي زبدة الحقائق متبوعا بكتاب أورسالة شكوى الغريب(4)، وهناك كتاب آخر يعد هامشيا بالنسبة للأول هوشرح كلمات بابا طاهر العريان(5)، مسائل حكمية في المعارف والمشاهدات الربانية وهومطبوع باللغة العربية، وأما النصوص الفارسية فهناك كتابه الهام التمهيدات، وله ترجمة باللغة الفرنسية.(6)

-3-

إنّ تجربة عين القضاة كانت مثيرة جدا بالنسبة للمستشرق الياباني توشيهيكو إيزوتسو، لكونها مادة دسمة لمعرفة ديناميةٍ عن الإنسان والوجود. لقد انتهت هذه التجربة إلى الصلب والموت كما انتهت تجربة الحلاج من قبلُ، ولكنها استمرت بعطائها الفكري والروحي من خلال النصوص المتروكة والتي لا شك في صحة نسبتها إلى صاحبها. هي نصوص تعد في نظر الباحث ذات حقائق عرفانية لم يستطع الدهر ومصائبه أن ينال منها ومن تأثيرها الكبير. يأتي الاشتشراق لكي ينفتح على تلك الحقائق من زاوية المطلق الذي تستجيب له كل العقول وكل الأرواح مهما اختلفت اللغات والديانات. يأتي إيزوتسو من ثقافة مختلفة لكي يجد في تجربة عين القضاة امتدادا لثقافته وتوسيعا لها وإضافة عليها.
إن الإشكال الذي ينطلق منه الاستشراق هوما يتعلق بالمعرفة وعلاقتها بالوجود، وهوإشكال متجذر في الفكر الغربي، ولكن المسألة بالنسبة للعرفان تختلف من حيث الموقع والطبيعة، فطبيعة التجربة الصوفية ومناقشتها لموضوع المعرفة يمتاز بكثير من الخصوصيات أهمها مناقشة دور العقل في المعرفة، وهذا المعنى يكاد يكون هوالحافز لخلق بنية مختلفة تتأسس على الظاهرة المفارقة في مسألة الحقائق والمقصود من ذلك هو متخيل المعرفة، مادتها، عالمها الفائض بالمعاني. من جانب آخر تأتي اللغة لتشكل الظاهرة الثانية التي تشكل الوجه الآخر للحقيقة، أوحاملها المنطقي.
يأتي إيزوتسو ليبحث في ظاهرة عين القضاة الهمذاني القضايا الإشكالية التي تتقاطع مع قضايا الفكر الغربي في عمقه: مشكلة الحقيقة، عالم الخيال، اللغة، الغيب، وكل ما له علاقة بالوجود، لكن خصوصية التجربة الصوفية أنها تتفرد في هذه المسائل من خلال موقعها العام والخاص، فالعام ما يتعلق بالمجتمع وعالم المعاني المتعارفة، والخاص فهوالعالم المُعتم والمجهول الذي يستقي منه العارف حقائقه. إن هذا الفرق بين العالمين أساسي في هذا المقام، ولا تكون التجربة الصوفية تجربة بالمعنى الأخص حتى ترسم خطوطها العامة لمتلقيها وتؤسس لبرزخيتها التي لا يتعرف عليها سوى الخاصة من الناس.

-4-

إن معرفة المصادر تشكل بداية البحث في عمق ظاهرة عين القضاة، لأن الإشكال يدور كله حول النص ودلالاته القريبة والبعيدة. إن نص عين القضاة ليس من معين واحد، بل يستقي من مواقع مختلفة، إن أساس الاختلاف يكمن في ظاهرة التلقي، ولا يمكن أن يكون النص متعددا والمتلقي واحدا، فهو ظلم للنص وللمتلقي في الوقت نفسه، لذلك يأتي النص على اختلاف بنيته وعمقه لكي يؤسس لظاهرة الفهم والتأويل المرتبطين أساسا بالحقيقة من حيث هي كذلك. إن الموقع الذي ينطلق منه الباحث ليس قارا من حيث الجغرافيا الثقافية، بل هوموقع يمتاز بالتعدد والتنوع، فلا بد في عملية الفهم من أن تكون القراءة خلاقة للأبعاد المجهولة في النص لارتباطها بالمواقع المتنوعة. فإذا كنت أمارس النقد الأدبي أو الفني الجمالي وأنا أقرأ في نص عين القضاة، فلا بد من التّماس مع تجربة الصوفي في بُعدها الرمزي الأصيل، ولا أقف عند المعاني الحدية التي تشير إليها ظواهر الحروف، فالمسألة ليست متعلقة بالقراءة فقط، بل هي متعلقة بما بعدها، بما ستثمر هذه القراءة من معنى متجدد يستطيع أن يقاوم الزمن وعبثية الفهم الحدّي. وإذا جئت من موقع مختلف، مثل الفلسفة أو علم النفس أو الأنتربولوجيا، فالقراءة بحسب هذه المواقع تفيدني في إغناء التجربة بالدلالات الجديدة. هذا نموذج عن النص الصوفي الذي يحقق اختلافه ببنيته وشكله اللغوي.

-5-
إن مقياس التعاطي مع التجربة العرفانية هومستوى حضورها في البنية والتاريخ. إن عنوان هذا الحضور هو تأثيرها في التجارب التي تليها وطبيعة استفادتها من التجارب السابقة. إن الاستشراق ركز على التجارب الدرامية في التصوف. إن مفهوم الدراما ملتبس جدا، يستطيع أن يكون على مستوى الوجود ويستطيع أن يكون على مستوى اللغة. تجربة الجنيد أو الشبلي أو ذو النون المصري درامية على مستوى اللغة، بينما تجربة الحلاج فهي درامية على مستوى الوجود لأنها انتهت بالصلب، مع العلم أن هذا التقسيم الذهني لا يلغي وحدة التجربة كبنية مكتملة. تجربة عين القضاة درامية ضمن وقوعها في حلقة تواصلية بين ما سبقها وما تلاها، لقد استفادت من خصوصيات تجربة الحلاج مع الدفاع عن تصوراتها ونظرياتها(7) ومن طريق شيخه أحمد الغزالي الذي كان يحتفظ ببعض مخطوطات الحلاج حيث تعرف عين القضاة على أخطر نصوصه: «طاسين الأزل»(8) ثم كان حلقة لتجارب تالية انتهى بعضها إلى القتل أيضا وأهمها تجربة شهاب الدين السهروردي.
إن هذه الخصوصية هي من أحد ركائز التجربة التي حللها الاستشراق، ولكنها خصوصية لا تخرج عن ظاهرة المعرفة والوجود، وتحت هذه التسمية توجد اللغة المحرك الأساسي لهما. إن المقصود من المعرفة هوما يجعل التجربة مختلفة ومؤثرة، ولولا شرط الاختلاف الذي يعد قيمة من قيم أي تجربة سواء على مستوى الفكر أم على مستوى الوجود لما كان للمعرفة قيمة تذكر، وهذا التجوهر للاختلاف داخل التجربة هو من أساسيات البقاء. يركز الاستشراق على القيم الحية التي تبدوأنها تتجاوز المعطيات الحدية للتجربة مثل الزمان والمكان، ويولي اهتمامه للمعطى المعرفي الذي تعبر عنه لغة التجربة. إن هذا المعطى الأخير يكاد يكون هوالمشترك الجامع بين شتى التجارب على اختلاف الزمان والمكان.
خصوصيات تجربة عين القضاة في نظر الاستشراق:
1- إن تجربته العرفانية الصوفية أوالروحية كما يسميها إيزوتسواعتمدت على وجهي العملة المختلفين في الطبيعة والأبعاد، فهي تجربة روحية تعتمد على بصيرة القلب وتجربة معرفية تعتمد على منطق العقل، وعين القضاة أشار في كثيرمن المواقف وبخاصة في كتابه الزبدة إلى هذه الطبيعة المزدوجة للمعرفة(9). إن هذه الخاصية اجتذبت المستشرق إيزوتسونحوهذه التجربة المنفردة التي لم تقف على أحد حدّي الظاهرة بل على الحدين معا. وهذه النزعة في التصوف الإسلامي تخاطب ثقافة المستشرق الأصيلة التي تختلف من حيث الموقع والخصوصية عن ثقافة عين القضاة، بل تخاطب جميع الثقافات الحية التي تشترك في مطلق المعرفة.
2- ركز إيزوتسو على الجانب الدلالي في تجربة التصوف عند عين القضاة، وهوجانب أصيل في فكر المستشرق وتوجهه منذ أن كتب كتابه « الله والإنسان في القرآن» ولكنه يختلف من حيث التناول من كتاب إلى كتاب آخر، ففي مقالته المهمة عن التصوف والمشكل اللساني للتشبيه المجازي في فكر عين القضاة نجده يتوجه بالسؤال إلى الناحية التعبيرية الرمزية عن المعاني الباطنية المستعصية، ما هي طبيعة الدلالة في هذا الأفق الذي لا استجابة فيه لمنطق العقل؟ واللسان ينتمي إلى المظهر الجسدي بينما المعنى ينتمي إلى المظهر الروحي.(10)
3- إن أكثر المظاهر استجلاء في تجربة عين القضاة هوتسميته للمعاني التي تستفاد من الحس والعقل، وأيضا للمعاني التي تستفاد من البصيرة أومن عالم الروح، وكل هذا يستتبع الحديث عن أطوار العقل وأطوار ما وراء العقل، وهو التقسيم الذي أشبعت به كتب عين القضاة وبخاصة في الزبدة الذي يحتوي على مجمل تصوراته في الحياة والوجود. يحيل إيزوتسو على مجموع المصطلحات التي يمكن الاستفادة منها للتعبير عن موقف حيال تجربة عين القضاة، وهي مصطلحات/مفاهيم تؤسس لتجربة التصوف باطنيا: العين الداخلية، عين المعرفة، طور وراء العقل، …»(11) إنها مصطلحات ذات دلالات معرفية باستخدام اللغة كمجاز لمحاولة التعبير عن المعنى أوالمقصود، وهذا كله لغرض احتواء التجربة وعدم تركها للغفلة والنسيان. المجاز حالة تتخطى به التجربة جدار الموت، إنه قيمة جوهرية للتجربة ولكن بحسب تصرف العارف ووعيه بخطورة اللفظ ومعرفته بطبيعة اللغة الخطية.
4- إن اهتمام إيزوتسو بالتشبيه المجازي وعلاقة ذلك بالمعرفة عند عين القضاة يدخل في صلب اهتمام أكبر بعالم الدلالات المتنوع. إنه عالم التجربة المتضخم الذي لا ينفصل فيه الداخل عن الخارج، ولا تعارض فيه للباطن مع الظاهر. إن المجاز ليس تجربة في اللغة فحسب، بل هوتجربة في الوجود. والمعطيات التي يزخر بها هذا العالم هي متاحة للحس الإنساني ومدركاته وفهمه ولكنها معطيات تبدو متحولة وبعضها يصعب إدراكه وفهمه. والمتصوف بحاجة إلى وسيط اللغة لكي يقرأ هذا التحول ويفهم طبيعة هذه المعطيات التي لا يكفي فيها الحس وحده، بل لا بدّ من إشراك القلب والوعي الباطن.
5- المشكلة ليست في اللغة من حيث هي أداة يتوسلها الإنسان لأغراض مختلفة، ولكن المشكلة في اللغة من حيث اصطدامها بالحقائق التي تفاجئ هذا الحس الإنساني ولا يجد ما يكفي للتعبير عنها فيستعيض عنها بالتشبيه، وتزداد القناعة حينئذ بمحدودية اللغة ونهايتها وعدم انسجامها المطلق بعالم الحقائق الذي لا تُحد مجاهيله. إن هذا التقابل بين العالمين: عالم اللغة وعالم الحقائق هو الذي يؤسس التجربة على مفهوم الوحدة أو على مفهوم هي هي وهي ليست هي، المسألة لها علاقة بموضوع المرآة وما يقابلها: هو هو وهو ليس هو. وهذا أمر استوعبه عين القضاة جيدا وعرف كيف يؤطره بتصوراته ونظرياته. إن مثل هذه التصورات جعلت أحد أقطاب الاستشراق يهتم لبنائه النظري ولتجربته العملية الوجودية. فالحديث عن عين القضاة ليس حديثا عن مسائل مجردة، بل هوحديث عن تجربة حية امتزج فيها الوجود بالمعرفة والحياة بالسؤال وخلقت في عرف الدارسين المفهوم التراجيدي للمتصوف.
6- إن كان هدف دراسة إيزوتسو هو الاهتمام بالجانب الدلالي في تجربة عين القضاة، فإنه هدف لا يقف عند المفهوم السطحي لعلوم الدلالة، بل يتجاوز ذلك إلى جوهر ما تعنيه الكلمة أوالمصطلح. لا يتوقف الأمر إذاً عند علوم اللغة كما بسطها العلماء بل يتعداه إلى ما له علاقة بالتجربة، وهنا تأخذ الدراسة بعدا وجوديا. الاهتمام بالدلالة يأتي انطلاقا من تصورات عين القضاة لجانب اللغة أوقدرة الألفاظ على الإحاطة بالمعاني والجدل القائم بين المنطلقين ( الظاهر والباطن، اللغة والحقيقة، الجسدي والروحي). البحث عن حالة تركيب توحد بين العناصر هوجوهر تجربة عين القضاة ومبتغى نظر الاستشراق.
7- لقد انتبه إيزوتسوإلى بعض القضايا المتعالقة بخصوص المجاز عند عين القضاة الهمذاني تتحد في طبيعتها وتختلف في الوظيفة والأبعاد. إنها تنتمي إلى عالم الاصطلاحات التي تؤثث التجربة الصوفية، فاللفظ والمعنى أواللغة والحقيقة يقابلها في بُعد التجربة الملك والملكوت، كلاهما اصطلاحان مختلفان يؤديان معنيين متباعدين من حيث الحقيقة، فحقيقة الملك الدنيا أوعالم الشهادة وحقيقة الملكوت الآخرة أوالغيب، فطور الدنيا طور اللغة وطور الآخرة طور المعنى وهذا أيضا يقابله طور العقل وطور ما وراء العقل(12). إن منطوق التجربة هوالذي يحدد طبيعة استخدامات اللغة، فألفاظ مثل القرب أوالبعد موضوعان للدلالة على معنى ذي منظور زماني ومكاني، ولكن في بعد التجربة الصوفية فالدلالة تتغير حتما ويبقى اللفظ واحدا فلا معنى لارتباط اللفظين بمنظوري الزمان والمكان إنما بمنظور حدس الصوفي وبصيرته وطبيعتة تجربته الروحية. وهذان اللفظان يدلان في عالم الملكوت على حقيقة العلاقة بين الإنسان والله، ولما تصفو التجربة وترتقي إلى المطلق تصبح في عالم آخر نسميه عالم الجبروت مثل تجربة الحلاج حينما قال «أنا الحق»(13).

-6-
من الصعب تتبع المكون المعرفي لتجربة التصوف من دون الحفاظ على وحدة هذه التجربة. لا يمكن الفصل بين المكونات، ولكن يمكن دراستها وتحليلها جزئيا. إن التصور الكلي للتجربة هو البحث عن العلائق الخفية التي تحفظ نسيج التجربة من التفكك والموت. إن عين القضاة مثلا في طرحه لمسألة اللغة لا تغيب عن ذهنه الحقائق أوالمشاعر الملتبسة أوما يمكن أن توحي به عين البصيرة.
نلاحظ دائما بأن الأطوار كلها التي تحكم الطبيعة البشرية حيال الوجود يكمل بعضها بعضا في حالة برزخية حدية شفافة جدا، أي أن منطقة انصهار المكونات من الصعب وصفها لدقتها. إن محاولة المستشرق إيزوتسوهوالتعبير عن قناعاته المستمدة من ثقافته من خلال تجربة عين القضاة الهمذاني، إذ إنها تجربة تحكي المطلق وتؤدي معناه وإن اختلفت اللغة واختلف الموقع أيضا. مجرد تسمية التجربة بالتراجيديا هي دلالة على العمق والصعوبة(14). إن قراءة التجربة تبدأ من محاولة فهم طبيعة هذه التراجيديا. فكل تجربة صوفية كبرى انتهت بالموت، فهي مثيرة لحس الباحث بحيث تدفعه إلى البحث عن العناصر الأولى التي شكلت التجربة، ودفعت بها إلى هذه الخاتمة المفجعة. ولا يتوقف الأمر عند حدّ التجربة في ظاهرها أوفيما تعلن عنه بشكل مباشر، بل يتجاوز ذلك إلى البحث عن مجمل السياق الثقافي العام الذي شكل أفقا له. إغفال هذا السياق هو تحييد للتجربة وعزلها وقتلها أيضا. لا يمكن الحديث عن تراجيديا التجربة ما لم نتحدث عن أزمة التلقي في ذلك العصر وداخل تلك الثقافة. القارئ للاستشراق يلمس هذا البعد في البحث، ليست التجربة بذات قيمة ما لم تكن نتيجة لصراع كبير بين القيم التي تدافع عنها والقيم التي تعرقل وجودها. هذا الصراع هو الخلاق لبنية التراجيديا وهو المساهم في شحن التجربة بعناصر الحياة.

-7-
إن محتوى المقالة الثانية للمستشرق الموضوعة في الفلسفة الصوفية لعين القضاة الهمذاني يستند إلى مصطلح فلسفي صوفي هوالخلق Création . وقد رأى إيزوتسوقبل ذلك بأن عين القضاة كان يُحصّل ما حصّله الفلاسفة من قبلُ وكان حديثه مبدئيا عن هذه المشكلة الفلسفية حديث الفلاسفة الأوائل(15) لكن الطابع الاستثنائي لتجربة عين القضاة جعلت مفهوم الخلق يبدومختلفا نوعا ما عما درج عليه الفلاسفة من قبلُ وحتى الصوفية(16).
ما المثير في تجربة التصوف؟ وأين يكمن سؤال المتلقي؟ وما طبيعة هذا السؤال؟ من الطبيعي أن تكون هذه الأسئلة دائما في طليعة النقاط التي نبحثها في سياق التصوف والاستشراق، لأن الاستشراق في حقيقته هونوع من التلقي الثقافي لتجربة مختلفة، مما يجعل السؤال عن التجربة غنيا بالدلالة. إن الذي يثير في تجربة التصوف هوهذا المطلق الذي يخاطب المتلقي بجميع اللغات. لا لسان للمطلق، فالتجربة كلية تسمح بالتأويل والفهم الواسعين لكشف الملتبس والغامض والرمزي فيها. عمل المستشرق هو الاستفادة من وسائل القراءة وكيفية التعامل مع نص التجربة وتحسين طبيعة التلقي المنفتح. إن ما يعبر عنه الاستشراق هو من إملاء ما تقوله التجربة في لغتها وما تضمنه ثقافة المستشرق من فهم. هناك لقاء بين منطقين وثقافتين وحاصلهما فهم مطلق التجربة أومحاولة الفهم، لكن يظل الفهم الخاص بانتماءات القارئ الغريب عن موطن التجربة الأصلي، وهذا أمر طبيعي حاصل في كل تجربة قراءة منفتحة، وليس من منطق العقل المطالبة بتطابق التجربتين وفقا لمعيار الفهم الأحادي.
إن منطوق تجربة عين القضاة من خلال الدراسة التي كتبها إيزوتسوعن مسألة الخلق والنظام اللازماني للأشياء هو واحد: تكريس منطق الرؤية المختلفة عن مدرسة الفلاسفة وبقية المتكلمين. هذا من خصوصيات التجربة. لقد قرأ إيزوتسو هذا المنطوق من خلال نص عين القضاة ذاته: كتاب زبدة الحقائق، وهوالكتاب العمدة في فهم تجربة عين القضاة أوعلى الأقل يتيح درجة من درجات الفهم لتجربته.
إن محاولة الفهم هذه تركزت على نصوص يغلب عليها الخطاب الثنائي: منطقي عقلاني يحاجج به منطق الفلاسفة، وعرفاني وجداني يخاطب به خاصة المريدين وذوي الفهم الخاص. إن هذا المنظور تحكمه بنية نص عين القضاة الهمذاني إذ إنه مكتوب بلغة عربية مبينة تفصح عن مدلولاتها بالطرق التي يتعارف عليها مجموع المخاطبين، ولكن درجة الخطاب تعلو أحيانا لتكون أشد رمزية أو أكثر تصويرا للمعنى لأن المباشرة في الخطاب قد يفقد المعنى قوته.
يضع الاستشراق نفسه في عمق هذه الظاهرة، فيرى إيزوتسوبأن عين القضاة حدد طورين يحكمان الفهم البشري، بل يحددان تموضعه في هذا الوجود، وهما طور العقل وطور ما وراء العقل، وفي الطور الثاني يحدث خطاب التصوير والتعبير الرمزي، بينما في الخطاب الأول يكمن المحاججة بمنطق العقل الذي يفقهه الفلاسفة. وما من شك في أن الطور الثاني تتجلى فيه صورة الخلق بشكل مختلف تماما عما درج عليه من سبقوه. هذا من جهة، ومن جهة أخرى نلاحظ أن المستشرق عرف بعض المداخل لمثل هذه الفلسفة أوهذه التجربة، ومن بينها مدخل الألفاظ المؤدية للمعنى. إن تحكّم عين القضاة في استعمال المصطلحات يجعل خطابه متماسكا تحكمه قواعد الخطاب الفلسفي الذي ينبني على بنية صلبة. والمقصود هوحسن استعمال الألفاظ التي تناسب الموضوع، ويكفي في ذلك أن تعرف من خلال القراءة أوالإحصاء أن مجموع المصطلحات المستعملة لا تخرج بقارئها عن المقصود، لذلك تبدو حجته كما يراها المستشرق قوية ومختلفة بقواعد لعبة اللغة التي يحسنها هذا الصوفي.

-8-
يركز إيزوتسو على سؤال الاختلاف في رؤية عين القضاة، ولذلك يحاول إخراجه من سياقه الثقافي العام الذي ساهم في تشكيل وعيه بالوجود من خلال الإحالة إلى طبيعة انسجام عين القضاة مع غيره في تصوره لفكرة الخلق مثلا، لكن الجديد الذي يثير المستشرق هو النقطة التي بدأت تشكل خط هروب المتصوف. كيف استطاع عين القضاة البناء على السابق من المعرفة الفلسفية والصوفية؟ هذا هوالسؤال الذي يمكن أن يشكل نقطة البدء في بحث الاستشراق. ومن المهم التذكير بأن استعادة أوتكرار الأفكار أمر غير مجد على الاطلاق. لا بدّ من التأكيد على المختلف والبنّاء والمؤسس من أفكار المتصوف، لذلك لا يطيل المستشرق في الجدل مع الفلاسفة، بل يحاور عين القضاة بل نصوصه في اختلافها بغية الوصول إلى البناء القاعدي حيث تماسك الرؤية(17). وهنا عليه أن يبدأ من حيث بدأ عين القضاة في اعتماده على عين البصيرة ضمن طور ما وراء العقل، وهذه صفة العارف لا العالم(18)وكذلك المسألة متعلقة بالأشياء ذاتها حيث تبدوحقائقها جلية وواضحة داخل هذا الطور(19). يرى إيزوتسوبأن كلمة «إيجاد» داخل مسألة الخلق هي الكلمة المفتاح داخل طور العقل، ولكن المصطلح الذي يعبرعن حقيقة الخلق في طور ما وراء العقل هو «وجه الله» Face de Dieu (20) ولكن هذا لا ينفي ما بين الاصطلاحين من انسجام في البنية(21).
إن عين القضاة يسلم للفلاسفة ما اصطلحوا عليه من كلمات تعبر عن شأن الخلق أوالإيجاد مثل استعمالهم كلمات مثل: «قديم» أو «محدث»، وإن الرابط بين الكلمتين كمفهومين هوالارتكاز على معنى الزمن أوعدمه. وهذا هوالجانب المشترك بين رؤى المتكلمين ولكنها لا تفي بالغرض المقصود عند عين القضاة الهمذاني(22) ويحيل إيزوتسومباشرة إلى نص يشكل مفتاحا للقضايا المشكلة في كتاب عين القضاة زبدة الحقائق، في الفصل الثالث: وجود الله أوصفاته في نظر العارف حيث يقول فيه:» لا شك عند ذوي البصائر النافذة في حجب الغيب وسرادقات الملكوت، في وجود معنى صدر عنه الوجود على أتم الوجوه، وهوالذي عبر عنه خارج الحجب في لسان العرب بقولهم الله تعالى.»(23)
إن حقيقة الخلق أو الإيجاد تكمن أساسا في الاعتقاد الباطني للعارف، ويبقى بعد ذلك ما ينكشف لبصيرته من خلال الإيمان الفطري الذي لا تشوبه شائبة. الصعوبة تكمن فقط في آلة البيان أوالتعبير، لا بدّ من البحث عن وسيط ينزل الحقائق من طور عين البصيرة إلى طور العقل والبرهان. وكل ما قام به عين القضاة هو تقريب المعنى إلى الأذهان حيث تبقى حقيقة الله كمعنى بعيدة تماما عن منطوق ألسنتنا. ويكمل عين القضاة النص السابق بقوله: «وذلك المعنى يتعالى ويتقدس عن أن يطمح نحوحقيقته نظر ناظر سواه»(24) ومقتضى الرؤية الاستشراقية من وراء تتبع نصوص تجربة التصوف هوهذا البعد المعرفي الذي يقترن باللغة، وكيف يمكن البحث عن حل تمليه البصيرة داخل خط التجربة العرفانية التي لا تؤمن بأحادية العناصر.
لقد استقى إيزوتسو معظم آرائه من كتاب الزبدة، والذي اختاره من دون غيره لسبب بسيط أنه الكتاب الذي جمع فيه بين النظرة المنطقية لمسائل الوجود وبين الرؤية العرفانية لها(25)، هذا الجمع عبرت عنه لغة عين القضاة التي اعتمدت على النقل، أي على الاستعارة، وهذه وسيلة العارف ومنهجه حيال نظام شديد التعقيد منطقي وعقلاني مثل نظام اللغة، وله في ذلك نصوص مهمة تدعم مقولات المستشرق، مثل ما جاء في الفصل الخامس: سبب تعدد صفات الله: «والألفاظ المنقولة كثيرة وهي أشهر من أن تحتاج إلى بيان. ولا عبرة بالألفاظ بعد ظهور المعاني»(26) ووفق هذا المنظور حاول عين القضاة أن يجد سبيلا لخلخلة المفاهيم السابقة وإبداع مفاهيم أخرى جديدة باستعمال فريد لنظام اللغة، وهويكون قد حقق هدفين مهمين، أولهما الخروج من دائرة المعرفة السائدة في توصيف الغيب والذات الإلهية ومسألة الخلق والوجود، وثانيهما هو ابتكار لغة واصفة استطاعت أن تواكب – على رغم قصورها – ما تطمح إليه بصيرته وعينه الداخلية. إن عين القضاة يتكلم بخطاب الحجاج المعروف بين أوساط المتكلمين، ولكنه داخل عملية الوصف والتمثيل يُحدِث كما قلنا خطّ هروبٍ ويبحث عن أرضية أخرى أكثر صلابة ليقف عليها. فالحجة هنا تملك عينين للرؤية، عين تتجه إلى العقلاء والنظار، وعين ثانية تتجه إلى ذات الكاتب لتعبر عن حقيقته بلغة خاصة.
يلتفت إيزوتسو إلى جانب مهم في فلسفة عين القضاة تتمثل في الخط الذي أبدعه داخل سياق ثقافي ضخم، حتى يقول عنه بأن إضاءة الفهم لما تضمنته اجتهادات عين القضاة يؤدي بنا قلب الميتافيزيقا لديه على مستوى خطاب متجاوز للعقل(27). وإذا التفتنا نحن إلى هذا الخطاب في الكتاب نجده يكتب فصولا متتالية عن المرآة التي تتضمن فعل مواجهتها والنظر إليها وانعكاس الصورة على الرائي، منها الفصل الثاني والأربعون: مثل الموجودات في حقيقتها مثل الصورة في المرآة، والفصل الثالث والأربعين: فوائد التأمل في المرآة، والفصل الذي يليهما وهو تتمة: التأمل في المرآة، ويمكننا أن نقترب قليلا من هذا الفكر الذي أضاء مسألة الخلق بطريقة مغايرة. فما الذي تضيفه المرآة إلى عقولنا ونفوسنا حول مسألة الخلق أوالإيجاد؟ إنه سؤال يتوجه به إلى قلب ميتافيزيقا عين القضاة كما قال إيزوتسو، نتوجه بالسؤال لكي نكتشف حقائق جديدة عن طريق التصوير.
إن مقتضى هذه الرؤية الصوفية للوجود هوالتعالي دائما عن منطق العقل، إن إيزوتسو يستدل بنص مهم لعين القضاة الهمذاني مدلوله هو أن الشيء غير موجود في ذاته، ولكنه موجود بواجب الوجود أصلا وهوما عبّر عنه عين القضاة بقوله:» إن الشيء قد يكون موجودا من وجه، ومعدوما من وجه آخر، وهذا حكم كل موجود سوى الموجود الذي وجوده قائم بذاته. فإن كل ممكن إذا نظر إلى ذاته ولم يعتبر قيومية الواجب له، كان معدوما من حيث ذاته، ومهما نظر إليه واعتبر من حيث الوجه الذي يلي قيومية الواجب كان موجودا .
كما أن الصورة في المرآة فانية بالحقيقة، ولا بقاء إلا للصورة الخارجة»(29). إن المرآة تفضح العقل وتضعه أمام سؤال الوجود في حيرة كبيرة وخاصة على مستوى ثنائية موجود/معدوم: «فحسبك بها شاهدة على أن العقل معزول عن إدراك كثير من المحسوسات الظاهرة فضلا عن المعقولات الخفية.»(30)
إن هذه المسألة من الصعوبة بمكان، فهي تحتاج إلى ذهنية خاصة تستطيع وعي النص الصوفي ووضعه موضعه اللائق به، إضافة إلى شرحه وتأويله بالقدر الذي تسمح به حدود التأويل. إن إيزوتسو يحاول التماهي مع فكرة الموجود والمعدوم وعلاقة ذلك بوجه الله عن طريق تفسير علائقي بين نقطتين متقابلتين، الأولى تشير إلى واجب الوجود القائم بذاته، والثانية إلى ما سواه، والوجود كله قائم على أساس عناية الله بالعالم وتوجهه نحوه، فهذا من رحمته وكرمه، ولكن ماذا عن التقابل من جهة المعدوم؟ لأن العلاقة الأولى علاقة الإيجاد، فما سرّ العلاقة الثانية؟ تأتي الإجابة من عين القضاة باقتراح مصطلح ذي دلالة عظيمة وهوالمعية: «ومن عجائب آيات القرآن انه مشعر بأن كل شيء حاضر له وانه حاضر مع كل شيء، فلذلك لا يعزب عن علمه شيء»(31) ويشرح ذلك في نص آخر يقول فيه: «اعلم أن الله كان موجودا ولم يكن معه شيء، ولا أيضا يتصور أبدا أن يكون معه شيء، إذ ليس لشيء مع وجوده رتبة المعية. فالله عز وجل ليس معه شيء، ولكنه كل شيء، ولولا معيته مع كل شيء لما بقي في الوجود موجود»(32)
في خضم كل هذا المعترك من الأفكار والتصورات، يومئ المستشرق إلى ما يظن بأنه تناقض في تجربة عين القضاة الهمذاني وهو كيف استطاع أن يلتجئ إلى التصوير وهي مادة العقل لشرح وتحليل ما لا يمكن تصوره أو التعبير عنه؟ كيف استعار من المكان لكي يعبر عن رؤية يستحيل فيها وجود المكان أوحتى الزمان؟ إنه كان بصدد التبصير برؤية مختلفة عن الوجود الذي لا يقبل زمانا ولا مكانا بمعية واجب الوجود؟ لا بدّ من الرجوع إلى البنية الأساسية التي شكلت منطلقا لكل هذه التصورات على الرغم من قصورنا في تأديتها بالكامل لأنها اعتمدت على تفاصيل كثيرة لسنا بحاجة إليها في هذا المقام، إنها الطور الذي منه تشع كل هذه الأنوار المعرفية.

هوامش البحث

1- توشيهيكوإيزوتسو (1914-1993) ولد في طوكيو، تخرج في جامعة كيو، طوكيو. ثم درس فيها بين عامي 1954 و1968، وفي معهد الدراسات الإسلامية في جامعة مكجيل مونتريال كندا والمعهد الملكي لدراسة الفسلفة في إيران. كان أستاذا فخريا لجامعة كيووعضوا في الأكاديمية اليابانية. من أعماله بالإنجليزية Sufism and Taoism: A comparative study of key philosophical the concepts. نقلا عن كتاب الله والإنسان في القرآن للمستشرق، ترجمة وتقديم د. هلال محمد الجهاد، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، الطبعة الأولى، 2007، هامش ص 9.
2- وهوالمقال المنشور في مجلة الدراسات الإسلامية، رقم 31، سنة 1970، الصفحات من 153 إلى 170 والمطبوعة في ميزونوف ولاروس. Toshihiko Izutsu: Mysticism and the linguistic problem of equivocation in the thoughtof Ayn Al-qudat HamadaniStudia Islamica, N.31. 1970. P. 153-170, Publier par: Maisonneuve et larose.
3- الدراسة منشورة في كتاب للمستشرق بعنوان: وحدة الوجود والخلق المتجدد في التصوف الإسلامي،Unicité de l›Existence et Création perpétuelle en Mystique Islamique, traduit de l›Anglais par Marie-Charlotte Grandy,Les Deux Océans, Paris, 1980,P. 121-145.
4- عين القضاة الهمذاني: شكوى الغريب عن الأوطان إلى علماء البلدان، ويليه زبدة الحقائق في كشف الدقائق، تحقيق، عفيف عسيران، طبعة دار بيبليون، باريس، د.ت.
5- عين القضاة الهمذاني: شرح كلمات بابا طاهر العريان، مسائل حكمية في المعارف و المشاهدات الربانية،   بيروت، الطبعة 1، سنة 2007.
6- Les tentations métaphysiques. Introduction traduction et notes par Christiane Tortel. Les Deux Océans, Paris, 1992.
7- Mohamed ben Abdel el-Jalil: Journal Asiatique tome CCXVI (Janvier-Mars, 1930), Laibrairie orientaliste Paul Geuthner, Paris. p. 12.
8- المرجع نفسه، ص 12.
9- ينظر مثلا الفصل السابع عشر ص 27 وكذلك الفصل التاسع والعشرين ص 28.
10- إيزوتسو: التصوف والمشكل اللساني للتشبيه المجازي في فكر عين القضاة الهمذاني، ص 158.
11- إيزوتسو: التصوف والمشكل اللساني للتشبيه المجازي، ص 155.
12- إيزوتسو: التصوف والمشكل اللساني للتشبيه المجازي، ص 160.
13- المصدر نفسه، ص 162.
14- إيزوتسو: التصوف والمشكل اللساني للتشبيه المجازي، ص 153، وينظر مقاله عن الخلق والنظام اللازماني للأشياء، ص 121.
15- إيزوتسو: وحدة الوجود، ص 124.
16- المرجع نفسه، ص 123.
17 إيزوتسو: الخلق والنظام الللازمني للأشياء، ص 122.
18 المرجع نفسه، ص 124.
19 نفسه، ص 125.
20 نفسه، ص 127.
21 نفسه، ص 127.
22 نفسه، ص 128.
23 عين القضاة الهمذاني: زبدة الحقائق، ص 13، وإيزوتسو، ص 128.
24 المصدر نفسه، ص 13.
25 راجع إيزوتسو: الخلق والنظام اللازمني للأشياء، ص 123، وهامش رقم 4 ص 123.
26 عين القضاة الهمذاني: الزبدة، ص 16.
27 إيزوتسو: الخلق، ص 137.
28 عين القضاة الهمذاني: زبدة الحقائق، ص 38، والآيتان 26 و27 من سورة الرحمن.
29 المصدر نفسه، ص 48، وينظر إيزوتسو: الخلق، ص 139.
30 عين القضاة: الزبدة، ص 48.
31 عين القضاة: الزبدة، ص 21، وينظر، إيزوتسو، ص 140.
32 المصدر ذاته، ص 62/63، وينظر إيزوتسو، ص 141.

————–

(مجلة نزوى – يوليو 2015).

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!