الدراسات القرآنية المعاصرة بألمانيا

الدراسات القرآنية المعاصرة بألمانيا

الدراسات القرآنية المعاصرة بألمانيا، مشروع كوربوس كورانيكوم نموذجاً:

محاولة فهم

بقلم: المهدي ابن هبة

 

تقديم

عرفت سنة 1543م ولادة الدراسة الفيلولوجية للقرآن الكريم بمدينة بازل السويسرية، وذلك بطباعة أول نسخة من القرآن الكريم مترجمة إلى اللغة اللاتينية. فبعد سقوط القسطنطينية وتوغل القوات العثمانية إلى داخل الأراضي الأوروبية مهددة بذلك فيينا، كان هناك إلحاح من طرف بعض الاصلاحيين الأوروبيين للحصول على نسخة مترجمة للقرآن لفهم هؤلاء الأتراك كما جاء في رسالة للإصلاحي البروتستانتي مارتن لوثر التي يتمنى فيها قراءة القرآن.

وفي صيف سنة 1542 قام الناشر السويسري يوهانس أوبورينوس (1507م ـ1538م) بطباعة أول نسخة من القرآن الكريم بمدينة بازل خفية دون علم أحد، لكن وصول الخبر إلى مجلس مدينة بازل عجل بوقف الطباعة والرمي بالناشر في السجن لعدم امتثاله للأوامر.

لكن رسالة مارتن لوثر لمجلس المدينة بطبع القرآن والضغط الذي خلفته ومعها أصوات من داخل المجلس باستكمال الطباعة، عجل بالوصول إلى حل وسط وهو عدم إدراج اسم مدينة بازل ولا اسم الطابعة على نسخ القرآن وعدم نشر هذه النسخ في المدينة كحل وسط.

ورغم هذه الإجراءات لعدم الزج باسم المدينة في مشاكل هم في غنى عنها، فقد كانت كل أوروبا وإلى هذا التاريخ تعلم “بخلاف بازل حول القرآن”. حتى إن كل النسخ من الطبعة الأولى بيعت وتم الشروع سنة 1550 بطباعة طبعة ثانية منه.

وإلى هنا، لم يخرج أغلب ما كتب عن القرآن من طرف ثيودور بيبليندر (1) الذي دافع عن ترجمة القرآن ونسخه ببازل، ليبرهن للقارئ حسب زعمه أن الإسلام هرطقة مسيحية أو حتى معاصره مارثن لوثر الذي ادعى أن الإسلام هو جسد المسيح الدجال أو “ضد المسيح” (2) وبابا الكنيسة الكاثوليكية هو رأسه، قلت لم يخرج على أن الإسلام عبارة عن طائفة مسيحية مهرطقة.

نزعم أن الانطلاقة أو الشرارة الفعلية للدراسات القرآنية بدأت مع الباحث اليهودي الألماني أبراهام غايغر (3) في كتابه “ماذا أخذ محمد من اليهودية؟” الذي أصدره سنة 1833م والذي يذهب إلى أن الرسول (ص) ناقل لما جاء في كتب العهد القديم، وعلى هذا الخط ذهب أيضاً اليهودي الألماني والمستشرق الآخر، غوستاف فايل (4) (1808ـ 1889) في كتابه “مقدمة نقدية تاريخية للقرآن” صدر سنة 1844 واتبع المسلمين في تقسيم سور القرآن إلى مكية ومدنية بالاعتماد على التركيب اللغوي والنحو (5) وبعده المستشرق اليهودي غولدتسيهر (1850 ـ 1921م) في العديد من أبحاثه. والملاحظ أن الدراسات القرآنية كانت حكراً على الباحثين اليهود الذين كانوا ينعتون بالشرقيين، زيادة على معارفهم باللغات السامية (مع بعض الاستثناءات).

نبقى في القرن التاسع عشر، حيث سيصدر المستشرق الألماني ثيودور نولدكه (1836ـ 1930م) سنة 1859 كتابه” تاريخ القرآن” معتمداً على ما قد سطره صنوه غوستاف فايل في ترتيبه الزمني للصور بين مكية مبكرة، متوسطة، متأخرة وسور مدنية. ويعد إلى يومنا هذا من أهم الكتب في الدراسات القرآنية الاستشراقية والأساس التاريخاني الفيلولوجي لدراسة النص القرآني (6).

 

  1. بدايات المشروع تحت اسم Apparatus Criticus zum Koran والتسلسل الهيتشكوكي لأرشيف المخطوطات:

أحد تلامذة نيودلكه غوتهلف بيرغشتريسر (1886ـ1933م) ارتأى أواخر عشرينيات القرن الماضي القيام بدراسة عن تطور القرآن فقام بجولة في أوروبا الشرق الأوسط والشمال الإفريقي مجهزا بكاميرا بحثاً عن مخطوطات قرآنية وهناك حديث عن آلاف النسخ والمخطوطات التي قام بتصويرها خلال رحلته هاته.

لكن بيرغشتريسر توفي سنة 1933 بحادث قبل تقييم الصور ليكمل زميله الراهب الكاثوليكي والمستشرق الألماني أوتو برتسل (1893م ـ 1941) المشروع ويذهب على نفس المنوال في جمع صور المخطوطات الإسلامية، وفي تقرير للأخير عن رحلته إلى المغرب سنة 1934، يتحدث عن توصله لأقدم نسخة قرآنية، عثر عليها بالمكتبة الملكية بمدينة مكناس تعود إلى القرن 8/9 وقد كانت هذه الرحلة بتكليف من لجنة القرآن للأكاديمية العلمية للبايرن بميونيخ سنة 1930 تحت اسم Koran Apparatus Criticus zum.

ومع بداية الحرب العالمية الثانية، سيتوقف المشروع وينخرط برتسل في الجيش الألماني كمترجم للغة العربية. وسيفقد برتسل حياته هو الآخر في حادث تحطم طائرة في ذروة الحرب، لينتقل “كنز” أرشيف المخطوطات وإدارة المشروع لتلميذ بيرغشتريسر، أنطون شبيطالر (1910ـ 2003) الذي كان يعمل هو الآخر مترجماً للغة العربية في الجيش الألماني خلال تلك الفترة.

وحسب رواية شبيطالر فإن قصف الحلفاء لمدينة ميونيخ سنة 1944 دمر مبنى الأكاديمية بالكامل. لتحترق معها آلاف صور المخطوطات والتي أصبحت في طي النسيان منذ ذلك الوقت.

 

هل فعلا دمر أرشيف الصور بمبنى أكاديمية ميونيخ؟

مع بدايات هذا القرن تكونت في ألمانيا مدرسة استشراقية أكثر راديكالية “كاثوليكة” بجامعة ساربريكن تحت مسمى مشروع إنارة (7) يقوده الدكتور غرد بوين (8) والذي أسسه باختصار على كوكتيل من الدعاوى القديمة، الجديدة كوجود قرآن أصلي سرياني كتبه محمد أو أن محمد شخصية خرافية، متخيلة (9) وما إلى ذلك من التخرص، ولا يخفى على القارئ أن جل من يشتغل ضمن هذا المشرو،٬ كارل هاينتز أوليش (10)، كريستوف لوكسنبرغ [وهو اسم مستعار] (11)، ابن الوراق وهو لقب حركي لباحث من أصل باكستاني مقيم بانجلترا (12) ومجموعة أخرى من “الباحثين” لهم خلفيات سياسية أو عقائدية زيادة على التمويل المريب الذي يطرح علامات استفهام عن الجهات الممولة له (13).

ومع احتدام المنافسة بين المدرستين المتمثلتين في جامعة ساربريكن Saarbrücken معتمدة على “كنز” مخطوطات صنعاء وأكاديمية برلين التي يقودها أحد التلاميذ الغير مباشرين لنيودلكه انجليكا نيوفيرت (1943ـ….) (14) معتمدة على أرشيف صور بيرغشتريسر صرح أحد الباحثين من جامعة ساربريكن بأن أرشيف مخطوطات ميونيخ لم يدمر ليفتح نقاش من جديد حول مصير أرشيف الصور، جعل الدكتورة تقر بحوزتها عليه والذي حصلت عليه من طرف أستاذها أنطون شبيطالر الذي كان يشتغل ضمن فريق الباحثين المكون سنة 1930.

سيصبح هذا الأرشيف في سنة 2007 بمثابة الأساس لمشرع كوربوس كورانيكا بأكاديمية براندنبورغ للعلوم ببرلين والذي يعتبر امتداد لمشروع أكاديمية ميونيخ لسنة 1930. أما اللغز المحير والذي لا توجد إجابة شافية له: لماذا سكت شبيطالر (15) كل هذه المدة وبعده نوفيرت في قضية أرشيف الصور؟

 

  1. مشروع كوربوس كورانيكوم Corpus Coranicum:

تعريف

تعتبر الدكتورة أنجيليكا نوفيرت، المشرف العام على هذا المشروع إلى جانب أحد تلاميذها ميخايل ماركس، والمشروع انطلق سنة 2007 وسيمتد إلى سنة 2025 بتمويل من الحكومة الألمانية ومجموعة من الجمعيات الغير حكومية.

للمشروع ثلاث أهداف:

  • توثيق النصوص والمخطوطات القرآنية وتقييم القراءات (الشفاهية) التي وثقها التراث الإسلامي. وجعلها متاحة للباحثين رقمياً؛
  • توثيق وتقييم النصوص التي كانت سائدة قبل نزول الوحي وتقديم تفسير أدبي نقذي للآيات والسور القرآنية مع التطرق لتفسير باحثين مستشرقين آخرين أو حتى مسلمين (سنجد مثلاً في المصادر نصر حامد أبو زيد)؛
  • مقارنة هذه الآيات بما كان سائدا في تلك الفترة من مخطوطات أو تراتيل ثوراثية، إنجيلية، وبالشعر العربي القديم وبالنقوش والكتابات Epegraphia من الديانات والثقافات المعاصرة للقرآن.

فالموقع الرسمي للمشروع يحتوي إذاً على قاعدة للبيانات ضخمة والعديد من الأبحاث التي مازالت طور الدراسة.

 

ما أنتجه المشروع إلى الآن وطريقة البحث:

أنتج المشروع عن طريق موقعه الرسمي قاعدة بيانات لتسهيل وإتاحة الفرصة للباحث للولوج إلى المعلومة بالنص والصورة، بالتوازي مع ذلك تقديم مدونة قرآنية موثقة تاريخياً مع ترجمة باللغة الألمانية وتعليق أدبي نقدي عليها، مع مهمة البحث ودراسة النصوص الدينية والثقافية التي كانت سائدة في بيئة القرآن ومقارنتها بآياته والتعليق عليها.

ويقدم المشروع ولأول مرة قاعدة من النصوص الموثقة والمحققة تاريخياً، ويعتمد التفسير أيضاً على المقارنة بين الآيات والسور القرآنية وشبيهها في العهد القديم والجديد وحتى في النصوص السريانية، العبرية، اليونانية، الفارسية، والآرامية واللغة الأثيوبية القديمة (16).

يحتوي الموقع كذلك على تعليقات تهدف إلى تسهيل فهم ديناميكية نشأة النص القرآني والذي تطور ونشأ مع الرسول (ص) من مكة إلى المدينة من 610م إلى 632م، ويمكن معه تصفح جميع المخطوطات أو النصوص وحتى النقوش والنقود المسكوكة في تلك الفترة والتي اكتشفت في واد الرافضين، الحجاز، الحبشة، مصر واليونان وحتى هضبة الأناضول (17).

 

فرضية “تعريب” النصوص المسيحية:

يمكننا القول بأن ظهور مخطوطات صنعاء (18) وثبوت تأريخها إلى الرسول (ص) قد ضربت نظرية المدرسة الاستشراقية الإنجليزية أو الأنجلوساكسونية لجون وانسبورا (19)، وبعده كرون (20) وكوك (21) في مقتل، والتي ادعت أن القرآن قد تطور واستكمل كتابته في العصر العباسي في منطقة وادي الرافدين، وحتى قبل ظهور قرآن صنعاء، كانت هناك علامات استفهام حول هذه النظرية! فنيكولاي سيناء (22) انتقد هذا الطرح معتبرا أنه لو كانت هذه الفرضية صحيحة فلماذا لم يقم المسلمون بجعل الآية المخصصة لعقوبة الزاني المحصن في القرآن (23) تتوافق والأحاديث المنسوبة إلى الرسول (ص) التي تتحدث عن الرجم كعقوبة للزاني المحصن (24) والتي تتعارض هنا مع القرآن (25). نعاين إذن أن نقد الأطروحات الاستشراقية كان حاضراً في كتابات الباحثين المنتمين لدائرة جامعة برلين.

زد على ذلك مشاغبات جامعة ساربريكن التي اتهمها مدير اكاديمية برلين ميخايل ماركس (26) إن هذه الأبحاث التي صدرت عن هذا المشروع قد أضرت وعرقلت في غالب الأحوال الأبحاث الأساسية في القرآن، فإصدارات هذه المدرسة فاقت بكثير ما أصدره مشروع كوربوس كورانيكا (27). (حتى ذهب البعض إلى القول إن القرآن دُوِّن بافغانستان وليس بالحجاز).

مع كل هذا الصخب والردود والتي يطول المقام في سردها، هل يقدم مشروع كوربوس كورانيكوم بديلاً علمياً محايداً للدراسات القرآنية، أم أنه لا يخرج عن أبحاث المستشرقين الكلاسيكيين للقرن 19؟

ترى نوفيرت أن أسباب التناقضات في القرآن تعود إلى فترة نشأته، فأتباع محمد تناقلوا القرآن شفويا قرنا بعد وفاته (ص) وبعدها قاموا بتدوينه. وقد زهدوا أو تخلوا عن المحتوى أو الترتيب الزمني للنزول في ترتيب السور وذهبوا إلى فرز 114 سورة حسب طولها فقط.

وتضع نوفيرت نظرية أخرى مخالفة لتلك التي تدعي أن المسلمين كانوا في الأصل طائفة آراميةـ مسيحية، وأن القرآن في الأصل “إنجيل عربي ” أو ذو أصل سرياني، فهي تعارضها، لكن هل خرجت عن هذا النسق من الادعاءات؟ وتضيف أيضاً: “لقد قام أتباع محمد بجمع والتقاط القصص والشخصيات وعقائد الديانات الأخرى وناقشوها مع الرسول وأبدعوا في تغيير محتوياتها الدينية، لقد كان نقاشاً ثقافياً حياً” (28).

من هنا نرى هذا التركيز والاهتمام على جمع المخطوطات المتعلقة بجميع الأديان حتى تلك المتعلقة بالآكاديين (29) والأقباط ومقارنتها بالآيات القرآنية.

ترى نوفيرت أن منطقة الحجاز لم تكن معزولة عن العالم الخارجي بل هي جزء من الثقافة القديمة المتأخرة وحتى الأوروبية والنقاش الذي كان محتدما بين تياراتها خاصة المسيحية منها دليل على هذا الطرح المتمثل في الجدال بين الرسول (ص) وأتباعه.

ولتقريب القارئ أكثر من بعض هذه الادعاءات سنضرب بعض الأمثلة في هذا المجال: تقول نوفيرت عن سورة الفاتحة أنها عبارة عن إعادة صياغة لقداس مسيحي (30)، فالفاتحة التي تعتبر “القلب النابض” للطقوس اليومية في صلاة المسلمين، نجد مشابه لها في التراتيل (Introitus) الدينية اليونانية اليومية للمسيحية المبكرة، كما جاء في ـ الحمد لله رب العالمين ـ التي تعتبرها (قلت ويا سبحان الله) مقابلة لقداس الكنيسة البيزنطية ليوحنا فم الذهب (31) (32)، “مباركة هي مملكة الأب والابن والروح القدس، الآن ودائما وإلى الأبد” (33).

نموذج آخر من هذه الادعاءات، نعاينه، حسب الباحثة، مع تركيب بعض السور لسورة الأعراف، فالآيات من 171ـ 174 قسمت إلى ثلاث مواضيع وكل آية قسمت إلى فروع.

ــ سيناريو تاريخي:

{وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة I وظنوا أنه واقع بهم II خذوا ما آتيناكم بقوة وأذكروا ما فيه III لعلكم تتقون V} الآية 171.

ــ سيناريو غنوصي:

{واذ أخد ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم I وأشهدهم على أنفسهم II ألست بربكم III قالوا بلى شهدنا IV أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين V} الآية 172.

{أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون VI} الآية 173

ــ نهاية الحدث

{وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون} الآية 174 (34).

 

 

هذه الآيات تظهر في الوهلة الأولى على أنها مستقلة عن بعضها البعض، لكن الحقيقة غير ذلك، فهي مصممة بتركيب متوازي ولها ارتباط ببعضها.

فالآية الأولى تحيل مباشرة على نزول التوراة على جبل سيناء، لأن الإسرائيليين هم المعنيين فقط أو المرتبطون بهذه القصة وسنجد “الجواب” الذي بقي في الرقم IV دون رد في سورة الأعراف (خانة سيناريو تاريخي)، حسب الكاتب ديرك هارتفيج (35)، في سورة البقرة وهي سورة مدنية وبالضبط في الآية 93 {وإذا أخدنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين}.

فالرد هنا إذا في سورة البقرة جاء سلبياً اتجاه بني اسرائيل على عكس ما جاء في التوراة الذي جاء في التلمود البابلي (36) بالإيجاب، أي أنه ميثاق توحيد شعب إسرائيل بالرب، ومن هنا يرى الكاتب أن المسلمين أخذوا القصة من بني إسرائيل وعدلوها لتنسجم والسياسة المتوترة مع اليهود بالمدينة (37).

إذا فهناك فرضية تقوم عليها هذه الأبحاث ولا يمكن استنتاجها إلا بقراءة متأنية لإصدارات الباحثين المنتمين لهذا المشروع.

 

نماذج من ترتيب السور في الفترة المكية المبكرة

قسم نيودلكه القرآن الكريم إلى سور مكية مبكرة، متوسطة ومتأخرة وأخيراً سور مدنية ولم تخرج نيوفيرت عن هذا الاتجاه كثيراً، فقد حافظت على نفس النسق مع تقسيم السور المكية المبكرة إلى أربع مجموعات رئيسية وكل مجموعة إلى ثلاث مجموعات فرعية ما عدا المجموعة الرابعة التي تضم فقط مجموعتين مع محاولة إعادة ترتيب السور ترتيب “توقيتي” كرونولوجي حسب موضوع النزول (38).

 

المجموعة I: السور التي تتحدث عن العناية الإلهية والمؤاساة (السور 93،94،97،108،105،106) والتي تتحدث عن الآخرة (السور 103،99،100،101،95) والتي تنتقد أشكال الحياة الوثنية (السور 102،107،111،104)

المجموعة II: السور المبنية على إشارات الخلق كسورة البلد والفجر والترتيلية كسورة العلق.

المجموعة III: سور تركز على دور المبشر والرسول (كالسور 73،74،80)، زيادة على تلك التي تحذر من الانحراف كسور المرسلات والمطففين.

المجموعة IV: سور ذات صلة بمواضيع وتوجيهات أساسية جديدة كسورة الرحمن (39).

وتفصل الباحثة في كل سورة من السور في بعض نقاط البحث:

  • النقد الأدبي
  • تعليق على الآيات ومقارنتها مع تفاسير باحثين آخرين، مع ترجمة للغة الالمانية.
  • تحليل وتفسير، تصنيف للتطور التاريخي.
  • المحتوى والتركيب.
  • العلاقة: متحدث ـ مستمع، استئذان.
  • المصادر.

 

  1. خلاصة:

قد تكون هناك إيجابيات بالنسبة لنا كمسلمين في هذه الأبحاث لاستثمارها في الدفع بالدعوة الإسلامية إلى العالمية، وقد تضعنا أمام تحديات أكبر في البحث والرد عليها أي تلك التخرصات، ومع ذلك فإن المشروع قد أعاد بنا عقارب الساعة إلى القرن 19م والسؤال الذي طرحه كانطلاقة لمشروعه، أي اليهودي أبراهام غيغر “ماذا أخذ محمد من اليهودية؟، لكن هذه المرة بصيغة عالمية تخرصية أخرى “ماذا أخذ محمد من الديانات والثقافات التي كانت معاصرة له؟”.

المراجع والهوامش:

 

1- مستشرق وإصلاحي سويسري  

2- لا وجود للمسيح الدجال لا عند المسلمين ولا عند اليهود ولا المسيحيين ولا الزرادشتيين ولا البابليين، أنظر تخريج الأخبار المنسوبة للرسول (ًص) في هذا الإطار على موقع المهندس الحديثي الدكتور عمراني حنشي، على الرابط الإلكتروني:

 http://www.alhiwar.org/ar/index.php/83-2010-02-08-19-42-21

3- حاخام يهودي (1810ـ-1874) يعتبر أحد أوائل المفكرين والإصلاحيين اليهود وعراب الدراسات القرآنية بألمانيا إن صح التعبير

4- بعد فشله في أن يصبح حاخام قرر دراسة التاريخ والفيلولوجيا بجامعة هايدلبرغ وباريز واشتغل بعد ذلك كصحفي في الجزائر ومصر وتركيا بالتوازي مع عمله قام بدراسة اللغة العربية واللغات الشرقية.

5- رضوان السيد، المستشرقون الألمان، النشوء والتأثير والمصائر، دار المدار الإسلامي الطبعة الثانية، 2016

6- لم يترجم الكتاب ومنذ صدور آخر نسخة عن تلميذه فريدريش شفالي سنة 1909 لأي لغة في العالم إلا مؤخراً إلى العربية عن دار الجمل العراقية/ الألمانية.

7- انظر الأبحاث المنشورة على موقع إنارة تحت مسمى معهد الأبحاث في التاريخ الإسلامي المبكر والقرآن

 http://inarah.de/

8- يعتبر أول أجنبي يتخرج من جامعة الرياض بالعربية السعودية، كان مع فريق العمل لترميم المخطوطات القرآنية التي وجدت باليمن، أثار الكثير من اللغط بتصريحات متضاربة بين اختلاف القرآن الذي وجد في صنعاء عن الذي بين أيدينا وبين تكذيبها.

9- هذه الدعوة أيضاً لا أساس لها من الصحة، ليس فقط لأن بعض المستشرقين يذهبون إلى أن دراسات الأخبار في السير تؤكد وجود شخصية محمد (كأبحاث Harald Motzki نموذجاً).

بل لدينا أيضا مخطوطات من خارج التراث الإسلامي تتحدث عن نبي العرب، ككتاب Doctrina Iacobi الذي يعود إلى سنة 630م.

10- أستاذ في الدراسات الكاثوليكية ومحاضر في جامعة ساربريكن في تاريخ المسيحية، له العديد من الإصدارات عن تاريخ الإسلام المبكر ومجموعة مقالات أيضاً في نقذ الاسلام ينشرها على موقع مسيحي!

11- يذهب المفكر رضوان السيد في كتابه المستشرقون الألمان إلى أن لوكسنبورغ هو السرياني اللبناني أفرام ملكي، الصفحة 105

12- له ترجمة على ويكبيديا  

13- نفس الشيء فيما يخص تمويل مشروع كوربوس كورانيكا، فالدولة الألمانية تمول فقط نسبة منه والباقية بين متبرعين وجمعيات…

14- تلميذة أنطون شبيطالر، درست الفارسية بإيران ثم العربية والفيلولوجيا بالجامعة الألمانية قلعة النقد اللاهوتي غوتنغن بعدها سافرت إلى القدس لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية إلى سنة 1967، منذ سنة 2007 تدير مشروع كوربوس كورانيكا

15- البعض ذهب إلى أن شبيطالر كان مسيحيا كاثوليكا جلد إلى أن مات، مما قد يفسر رفضه أي دراسة عن القرآن، وآخرون اتهموه بعدم الكفاءة في دراسة الأرشيف، فأخفاه حسدا منه

16- http://corpuscoranicum.de/about/index/sure/1/vers/1،

17- نفس المصدر السابق

18- نفس المصدر السابق

19- John Wansbrough, Quranic Studies: Sources and Methods of Scriptural Interpretation, 1977

20- Patricia Crone, Michael Cook: Hagarisme: The making of the islamic world, 1980

21- نفس المصدر السابق

22- تلميذ أنجيليكا نوفيرت منذ 2007 مشارك في مشروع كورانيكا ومنذ 2011 أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة أوكسفورد.

23- عقوبة الزاني المحصن كما في جاء في سورة النور 100 جلدة، لتنسخها الآية 25 من سورة النساء ب50 جلدة فقط، أنظر بحث الدكتور عمراني حنشي: كيف ننزل النصوص المخضرمة على الواقع

 http://www.alhiwar.org/ar/index.php/216-rajm/742-rajm-17

24- Nicolai Sinai، Die heilige Schrift des Islams، Die wichtige Fakten zum Koran، Herder 2012

25- لا رجم في الإسلام ، أنظر تخريج الأخبار المنسوبة للرسول ص في الرجم للمحدث الهندسي الدكتور محمد عمراني حنشي

http://www.alhiwar.org/ar/index.php/mainmenu-2/216-rajm

26- درس العربية والدراسات الإسلامية بجامعة برلين، يعتبر تلميذ لأنجيليكا نوفيرت ومدير مشروعها

27- أهم كتاب صدر عن هذه المدرسة كتاب القراءة السريانية الآرامية للقرآن لأفرام ملكي ترجم عن دار الجمل، 2000

28- http://www.zeit.de/2008/29/P-Neuwirth/seite-3٫

29- إمبراطورية ظهرت في بلاد الرافدين من 23 الى 24 قبل الميلاد٫ أسسها سرجون الآكادي له قصة مشابهة لقصة موسى عليه السلام

30- Angelika Neuwirth, Koranforschung eine politische Philologie?, Bibel, Koran und Islamentstehung im Spiegel Spätantiker Textpolitik und moderner Philologie, De Gruyter 2014

31- نفس المصدر ص 61

32- انظر ترجمته على ويكيبيديا

 

33- النص الألماني المترجم عن الأصل اليوناني

Gepriesen sei das Königtum des Vaters und des Sohnes und des Heiligen Geistes, jetzt immer und in alle Ewigkeit

34- Dirk Hartwig, Walter Homolka, Michael J. Marx، Angelika Neuwirth, Im vollen Licht der Geschichte. Die Wissenschaft des Judentums und die Anfänge der kritischen Koranforschung, Ergon Verlag 2008

35- باحث ألماني يعمل في فريق كوبروس كورانيكا

36- Dirk Hartwig, Walter Homolka, Michael J. Marx, Angelika Neuwirth, Im vollen Licht der Geschichte. Die Wissenschaft des Judentums und die Anfänge der kritischen Koranforschung, Ergon Verlag 2008.

37- ص نفس المصدر197

38- Angelika Neuwirth, Der Koran: Band 1- Frühmekkanische Suren, Poetische Prophetie, Handkommentar mit Übersetzung von Angelika Neuwirth Verlag der Weltreligionen 2011.

39- نفس المصدر ص59،60

مقالات ذات صله

1 تعليقات

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!