الرحلة الحجازية الصوفية

الرحلة الحجازية الصوفية

الرحلة الحجازية الصوفية بين جمالية المكان ومقامية المكانة

مخطوطة “رحلة الفتح المبين” أنموذجا

أيوب بن حكيم

جامعة عبد المالك السعدي، تطوان .

 

         بسم الله الرحمان الرحيم، و الصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين :

مدخل :

          لما كانت الرحلات انتقالا بين أمكنة، وتنقلا بين أزمنة، وتواصلا بين الأنا و الآخر، شرعنا في استحضار مفاهيم المكان والزمان وعلاقتهما بالرحلة الحجازية الصوفية، مستحضرين رحلة مخصوصة هي “رحلة الفتح المبين” للعارف بالله سيدي ” محمد بن عبد الواحد الكتاني” .

           ولما كانت الرحلة رحلة في الروح والذهن أكثر منها رحلة في الجغرافيا، و تدرجا بين مقامات السلوك والتربية و التعلم، طفقنا نتوسل بمفاهيم المقام و الجمال لعلنا نمتلئ مقاما و جمالا .

           ولما كانت الرحلة غيرَ مقتصرةٍ على ما هو بشري محض، عملنا على استحضار أبعاد أخرى للرحلة تفتح لإشكالات التصنيف، كرحلة المفاهيم من حقل معرفي إلى آخر ورحلتها من التراث إلى حاضرنا ومن ثقافة أخرى إلى ثقافتنا، كذلك استحضرنا رحلات الحيوان في الشعر العربي القديم بوصفها رحلات إنسانية تستدعي الكائنات الأخرى لكي نفهم الإنسان في بعده الأخلاقي التربوي عبر الخلق الشعري، و استحضرنا مفهوم الرحلة بوصفها انتقالا مفهوميا يؤثر في المكان المرتحل إليه تاثيرا تاريخيا، حيث يكون انتقال شخص تاريخي معين، فتحا جديدا في ثقافة منطقة أخرى، كالرحلة الموسيقية لزرياب، و الرحلة الأدبية لأبي علي القالي والرحلة السياسية لإدريس الأكبر من المشرق إلى المغرب، فشكلت هذه الرحلات تحولا جذريا في تاريخ المغاربة جراء تأثير المشارقة فيهم .. والعكس كذلك فيما يخص رحلات المغاربة إلى المشرق، وأبرزها الرحلة المفهومية لابن عربي من الأندلس مرورا بالمغرب الأقصى إلى مصر فالشام، ورحلة ابن بطوطة الأشهر في التراث من المغرب إلى المشرق فالمشرق الأدنى، ورحلة المتصوفة المغاربة الذين استقروا في المشرق، مثل نتذكر رحلة الشاذلي وسيد بدوي تأثيرها المنقطع النظير في تصوف أهل مصر والشام، وكذلك الذين رجعوا فتركوا بصمتهم في أرض المشرق مثل صاحب مخطوطنا العارف سيدي “محمد بن عبد الواحد الكتاني” أو حفيده الشيخ الشهيد “محمد بن عبد الكبير الكتاني” .

           فاستقريْنا مجموعة من المفاهيم الرِّحلية تؤسس لمقالتنا، من حيث الأسلوبُ بوصفه بنية، ومن جهة الأخلاق من حيث كونُها تواصلا بشريا راقيا يعضد من الهُوية ويصيِّرها إلى الأفضل .

     سأقسم هذه المقالة إلى قسمين : قسم نظري يعنى بالرحلة و المفاهيم والرحلة الأسلوب، وقسم ملموس أعرّج على وصف الرحلة الضخمة التي نعمل عليها ليشكل تحقيقي ودراستي لها انعكاسا أمينا وارتدادا مخلصا لما أتاحته لنا من إمكانات نظرية ومفهومية .

1 : القسم النظري : ما قبل النص :

1 ــ 1 الرحلة وسؤال المنهج : مدخل للمفاهيم المحددة لأفهوم الرحلة حسب طرحنا :

             تصنيف الرحلات أمر ضروري لكنه ليس إنسانيا إذا أصبح غاية، تصنيف الرحلات حسب المجالات، حسب الجغرافيا المقصودة عمل ضروري، ضروري للانطلاق من أجل عمل غيره، عمل سيحتم علينا اللجوء الى الذات بعد ذلك، اللجوء الى استغوار الروح وهي ترى نفسها منطلقة جغرافيا وقيميا وذهنيا .

           للرحلة معان كثيرة أغلبها مرتَبط بعالم الحيوان، ومن معانيها معنى لطيف يوحي بالأخلاق العربية، فـ ” رحلت له نفسي إذا صبرتُ على أذاه ” [1]، والرحلة صبر ومشقة في تراثنا، ولا يُنسي الراحلَ الهمَّ سوى تلك المحبة للبلاد المقدسة أو ذلك العِلم المنشود أو محبوبة ملهمة، فيرتجل أشعارا عفوية تفيض روحانية وعشقا في الذات الإلهية أو في معاني النسيب [2].

         ولا ننسى أن أول رحلةٍ عملت على تحسيس الإنسان العربي بوجوده في الكون، كانت هي رحلة النبي صلى الله عليه وسلم بين الإسراء و المعراج، وما فيها من جمال وجلال، الإسراء إلى مكان مقدس أرضي، ثم المعراج إلى مكان مقدس علوي، ثم هجرته التاريخية للمدينة من مكة، هذه الهجرة التي افتتحت عهدا جديدا في البشرية، وأول ما فعلته أن غيرت اسم “يثرب” إلى “المدينة”، وهذا ما لم يفعله النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع أية مدينة أخرى .[3]

     يتخذ إشكال تصنيف الرحلة أشكالا لا حصر لها، فما الفروق الجوهرية و الشكلية بين الرحلة السفارية، والبعثة الديبلوماسية القديمة والرحلة المدونة من لدن أديب أو صوفي بمعناها الضيق ؟ ما الفرق بين الرحلة و الهجرة ؟ هل يكفي أن نقول إن الرحلة سفر اختياري و الهجرة سفر اضطراري ؟ أم أن أسلوب التدوين أو التقييد أو التقرير ؛ أي الجانب الأدبي هو ما يفصل بين هذه الأسفار ؟ وماذا عن الرحلات اللاجسدية ؟ كيف يمكن التعامل معها ؟

1 ـ 2 الرحلة و إشكال التقييد : أو الكائن و الأسلوب ؟ مساحة نظرية حرة .

كيف يكتب الكائن الرحلي الرحلة ؟

     اخترنا سؤال كيف عوض سؤال لماذا لأن كيف تحوي لماذا كما يذهب إلى ذلك “هيدجر” في مبدأ العلة[4]، كما أن سؤال ” كيف ” سؤال وجودي وإنساني، لا نسأل الوردة لماذا تفتحت، لكن نتساءل كيف تفتحت، لا نسأل الشاعر لماذا نظم قصيدة، بل كيف نظم القصيدة، لذلك تساءلنا : كيف يكتب الكائن الرحلي رحلته ؟ ومتى ؟ وسؤال متى ليس سؤالا زمنيا محضا : إنه سؤال أنطولوجي بالأساس يجمع بين المكان و الزمان في التأثيث الأسلوبي، فيحيل ذلك مباشرة إلى إشكال الأسلوب وعلاقته بالمكان و الزمان ؛ أي علاقته بصيرورة الكائن.
بهذا يصبح قانون علم الأسلوب بأن ” الأسلوب هو الرجل”، قولا محالا في تقييد وتدوين الرحلة لأسباب سنوردها .

الصيرورات تنتمي إلى الجغرافيا كما إلى الزمن كما إلى البنية الأسلوبية كما إلى الروح، الدخول في الصيرورة معناه الخروج من الماضي و الحاضر من أجل المستقبل، يعني الخروج من الصيرورة نفسها .

الصيرورة ليست أبدا محاكاة، ولا تقليدا لأنموذج، ولا تطابقا معه، الرحلة بهذا، ليست محاكاة لأية رحلة سابقة، الرحلة هي رحلة لا أنموذجية، ها هنا كل صيرورة تنبعُ من اختلافية اللحظة، كل من يرحل ثم لا يتغير ما بداخله فهو لم يرحل، هو كائن شجري يظن نفسه يتفرع فيما هو بمكانه يقبع .. مثل الشجرة، بينما الكائن الرحلي كائن عشبي، يزحف كما العشبِ أفقيا في المكان وعموديا اتجاه السماء فهو كائن التشهيد [5] .

       أسلوب كتابة الرحلة، إذا لم يكن مختلفا قبل، أثناء، بعد، فلا رحلة، الثبات مرفوض عند الكائن الرحلي، تسجيل الرحلة بعد الوصول النهائي عبث، لأن هذا التقييد تعدمه الذاكرة من جهة، ولكونه لا يخضع لمبدأ الصيرورة، التقييد هاهنا أسلوب نهائي بنيويا، غير مجد جماليا وروحيا، أحب الرحلة التي تتقيد انطلاقا من عثرات أسلوبية بما فيها العامية، فيكون الأسلوب مكتوبا بعين القلب مختلفَ البنية الفنية، إن الأسلوب هو الرجل أي نعم[6]، لكن : هل الرجل المرتحِل هو نفسه الذي يكتب وقد صيرته الرحلة إنسانا آخر ؟ هل الأسلوب تقنية جافة ؟ أم أنه تراكم روحي و ذهني يتغير بتغير السفر الروحي وتقلباته وتدرجات مقاماته ؟

السؤال الدولوزي : كيف صارت أحوالك ؟ هو سؤال عابث لا معنى له، لا دلالة له، لا مواضعة فيه، فأحوالي صارت وليست “سارت”، تخضع للتغيير فيكون السؤال ثابتا والإجابة متخيلة .

سؤالنا للكائن الرحلي إذن، كيف صرت أثناء الرحلة، فيه بعض السخافة، لأنه يتغير، والرحلة تعمل على إعادة إنتاج الأسلوب في عالم الشعور اللحظي ؛ أي الوعي الأسلوبي بوصفه توجيها لقصدية العقل نحو كتابة متصيرة، فيصبح الأسلوب قاصدا ذاته أولا ليغيرها بعمق.

إذن ؛ الرحلة تعمل على التغيير الحاد، لدرجة أن بعض الرحالة يجعلون من المكان المرتحل إليه مستقرا فتصبح الرحلة هجرة اختيارية[7]، كل من لم يتغير بعد الرحلة فهو لم يرحل، لم يهاجر، لم يشد الرحال، كائن بقي في مكانه، رغم أنه غيّرَ المكان تلو المكان، ولا ننسى أن مفهوم الرحلة شكل في الفقه الإسلامي معركة كبرى بين دعاة العرفان و بعض الحنابلة في قضية شد الرحال للقبور، وما زالت المعركة دائرة، أرأيتم كيف يشكل مفهوم الرحلة مفاهيم أخرى داخل نسق الرحلة نفسها ؟ 

       كل كائن رحلي هو كائن شاذ، كائن رحل ذهنيا و روحيا عن مجتمعه، الكائن الرحلي أشبه بالسحابة، تتشكل السحابة بتشكلات مختلفة، وهذا لا يعني أنها ليست سحابة، إنها طورا قطة، وقد تتحول إلى رأس إنسان، حسب زاوية النظرة، فالنص فارغ و نحن نملؤه، لكن السحابة ــــ وهي تبتكر لنفسها أشكالا ــــ هل هي سوى سحابة في نهاية المطاف ؟

       كذلك الإنسان الرحلي، هو إنسان متعدد حسب فلاسفة الاختلاف، عمودي حسب فلاسفة الدين و التصوف، متعد غيرُ لازم حسب اصطلاح النحاة .

         صيرورة الكائن الرحلي ها هنا من أكثر الأمور تعذرا على القبض، تحولات الكائن الرحلي مثل الزحاف في قصيدة، يغير الإيقاعَ الزحافُ، لكن الوزن هو هو ، والبحر هو هو، بل إن التحول الزحافي أجمل من الثبات[8] كما يذهب إلى ذلك بعض منظري البويطيقا العربية القديمة، تغيرات داخلية لا تعني أن الكائن ليس هو نفسه، بل لعلها تصيّره للأفضل، لكن هذا يعني أيضا أنه أصبح ما “ليس كان عليه”، بل أضحى كائنا غريبا فطوبى للغرباء[9]، وغرابته هذه سرعان ما تتحول إلى ثبات، عليه أن يرحل إذن مرة أخرى لأنه جرب حلاوة التغرب، وطلاوة الكتابة المتغيرة التي ما هي سوى أثر محسوس لرحلة لا يمكن التعبير عنها مطلقا، بل يمكن التعبير عنها جزئيا بما تتيحه اللغة من إمكانات وإبدالات، وهكذا ما يفتأ الرحالة يرحل، يرحل الشاذلي إلى العراق من المغرب، ويعود مرة أخرى للمغرب للقيا قطب الأقطاب ؛ أي أنه يعود إلى موطنه الأصلي لكي يتغرب، ثم يرحل إلى تونس، إلى أن يجد له في مصر حماها الله مستقرا

       إن لم يرحل الكائن الرحلي جغرافيا بعد الرحلة الأولى، الالأولىالأولى فهو سيرحل بالانعزال، فتأتيه الرحلات، أي كائنات رحلية أخرى “وهي ما كان عليه هو سابقا” تريد الصيرورة و التغير، يقبع الكائن في مكانه فتأتيه الأمكنة، تتوافد عليه الوفود، يتصير الثابت، ـــ الراحل سابقا ـــ هو ثابت لكنه غير ثابت، شيخٌ لكنه شاب، ينشئ زاوية أو طريقة، يأتيه طلاب العلم وطلاب العرفان، فيأسسون صيروراتهم داخل الثبات بعد إذن الراحل الأول [10].

     ليست الأساليب بناءات،[11] ليست تشكيلا وتصييغا، الأسلوب في الرحلة ليس بنية بل تبنين، ليس تجمعا أو تجميعا بل تشتتا وتشتيتا، أسلوب الرحلة يتفاعل مع المكان المقصود، ومع الزمن الموعود، الأسلوب في مكة المكرمة أو بيت المقدس، ليس هو الأسلوبَ في صحراء مالي، الأسلوب في زمن الانطلاق ليس هو في زمن الوصول ..وهكذا .

تقييد الرحلة ليس هو تقريرَ الرحلة، كل تقييد هو انفلات للكلمات، الرحلة لا تقول سوى كلام مدون انفلت منه كلام غير مدون، التقييد و التدوين ليس هما ما يلائم المتلقي فقط، فتكون الرحلة حجاجا تراعي المقام، وتراعي انفعال المتلقي، بل هي أيضا ما لا ينتظره المتلقي من مفاجآت فنية وجمالية، تلعثم جميل في الأسلوب، وكرامات، وحوادث مفرحة وأخرى محزنة، وأشعار مرصوصة بفجاءة، فتروم بذلك أيضا تفاعلَه لا انفعاله فقط، عبر إبداع التلعثم الأسلوبي الذي يكسر كل أفق، إبداع التلعثم الذي هو شيء خارق في الأسلوب، فالكتب الجميلة ” مكتوبة بنوع من اللسان الأجنبي ..” [12] .

تقرير الرحلة مهمة تقنية محضة، تقرير الصحافي في رحلة مهنية لتغطية مجريات كأس العالم، مثل تقرير المستشرق الذي كان يرفع تقارير إلى حكوماته الاستعمارية، أما تقييد العارف أو تدوين العالم أو توصيف الأديب فهو ذو روح أدبية صوفية علمية أخلاقية تعلمية، الرحلة هاهنا بوصفها تقييدا ـــ وليس تقريرا ـــ عملية تنسيق بين الزمان و المكان لإيجاد التوازن في الأسلوب، فالوصول إلى مكان ما تزمين له في الآن نفسه بل وخلق له من خلال عملية تسمى الكتابة أو الإملاء، فالمهمة الأولى لكل كتابة ماورائية هو الزمن[13] الذي يتحكم في كل شيء، بهذا المعنى فالكتابة الرِّحلية تنسيق بين اللفظ والزمان والمكان، هروب من الماضي اختيارا، فلا يمكن أن ترحل إلى مكان ما وتذكر المكان السابق إلا من حيث كونُ ذلك استرجاعًا في عملية التدوين

2 ـ في النص : لأجل هذه الأجيال .

1 ـ 2 الرِّحلات المغربية الحجازية الصوفية، الرِّحلات الكتانية أنموذجا / رحلة “الفتح المبين” للعارف سيدي ” محمد بن عبد الواحد الكتاني ” مؤسس الطريقة الكتانية :

نظم المغاربة ركب الحجيج وأشرف ملوكهم على ذلك، ويكون على رأس الركب علماء أو وزراء أو أمراء، ومن أبرز هذه المواكب الركب الفاسي علىى عهد المرينيين، والركب السجلماسي في عصور متقدمة[14] والركب المراكشي على عهد السعديين[15]، فكان بعد الشقة يدفعهم إلى محبة عظيمة لأرض الحجاز، ومن أبرز رحلات المغاربة إلى الديار الحجازية المقدسة رحلتنا المخطوطة التي نعمل بحول الله على عرضها ملخصة هاهنا .

           رحلتنا رحلة حجازية عنونها صاحبها بـ”رحلة الفتح المبين في وقائع الحج و زيارة النبي الأمي الأمين”،[16] وهي مخطوطة ضخمة لمؤسس الطريقة الكتانية المحمدية “سيدي محمد بن عبد الواحد الكتاني”، [17] وتتوزع نسخها المخطوطة بخزانة القصر الملكي بمراكش، وهذه بيانات الالنسخ الثلاث :

ـــ المخطوطة الكاملة المعتمدة أصلا للتحقيق، ونعلّمها بالحرف [أ] و هي مرقمة بالرقم : ك / 12828 / 213، ومصورة تصويرا ممتازا كاملا عن أصلها بخزانة القصر الملكي بـ”مراكش”، و منسوخة من لدن الناسخ “أحمد بن عبد المالك الكـتاني” في جمادى الأولى عام 1342 هجرية ، و ذات خط واضح جلي .
ـــ المخطوطة الثانية معلمة بحرف [ب] وهي مخطوطة غير مرقمة و إنما كتب عليها “مخطوطات الخزانة الملكية”، ذات خط غير واضح و مطموسة في بعض مساحاتها، ومنسوخة من لدن ناسخ إسمه “إدريس بن علي المالكي”، وهو تلميذ من تلامذة “محمد بن عبد الواحد الكتاني”، وقد أملاها عليه، فهي أوثق المخطوطات، إلا أن الكثير من ورقاتها مبتور للأسف، مما يجعلنا نطمئن أكثر للمخطوطة[أ] الكاملة، متى علمنا أنه من خلال موازنتنا لها بالنسخة الأصلية المملية الناقصة[ب]، تبين لنا أنهما تقريبا طبق الأصل، بل إن التصحيحات المكتوبة على جانبي ورقات[ب] و التي سها عنه ناسخها، مبثوثة في متن [أ] حيث اِستدركها الناسخ .
ـــ المخطوطة الثالثة معلمة بحرف [ج] ، وهي كذلك غير مرقمة، و إنما كتِب عليها “مخطوطات الخزانة الملكية”بـ”مراكش”، خطها أوضح من خط المخطوطة[ب] وأقل جودة ووضوحا من [أ]، والمخطوطة الأعلى كثرة الطرر غنية التصحيحات كثرة الأحداث والنصوص والمتون، مما سنتحدث لاحقا.

أما صاحب الرحلة المخطوطة فترجمته وردت في كثير من المتون، لكننا آلينا على أنفسنا الحصول على مخطوط لحفيده الإمام محمد عبد الحي بن عبد الكبير بن محمد بن عبد الواحد الكتاني بعنوان”عبير الند في ترجمة سيدنا الجد” وهو أوثق المصادر وأعلاها في الترجمة لصاحب الرحلة من لدن حفيده المحدث المسند الشهير، وقد حصلنا عليه وهو مخطوط في عشر ورقات بخط يد الإمام محمد عبد الحي الكتاني حفيد صاحب الرحلة.

         في الآن نفسه، حاولنا الاستئناس ببعض الرحلات القريبة نسبا وزمنا، كرحلة “اللؤلؤة الفاشية” لحفيده الشيخ الشهيد الإمام “محمد بن عبد الكبير الكتاني” مؤسس الطريقة الكتانية الأحمدية [18]، ورحلة “محمد بن جعفر الكتاني” المسماة الرحلة السامية إلى مصر إلى الإسكندرية ومصر و الحجاز و البلاد الشامية ” .

2 ـ 2 في البناء الزمني للرحلة .

         قسم الراحل رحلته انطلاقا من التراتب الزمني المنطقي، وإن تخلل ذلك تقنيات كثيرة أهمها الاسترجاع و الاستطراد، وها هو تقسيمه :

البَـابُ الأوَّلُ : فِي الخُرُوجِ مِنْ فَاسَ لِقصْدِ الحَجِّ، البَابُ الثـَّانِـي: فِي دُخُولِ القَصْر، البَابُ الثـَّالِثُ : فِي دُخُول طَنْجَةَ، البَابُ الـرَّابِعُ : فِي رُكُوبِ البَحْرِ، البابُ الخَامِسُ: فِي دُخُولِ الإسْكَنْدَرِيَّةِ، البَابُ الـسَّادِسُ: فِي رُكُوبِ بَابُورِ البَرِّ، البَـابُ الـسَّابـِعُ: فِي دُخُولِ مِصْرَ العَتِيقِ، الـبَابُ الثـامِـنُ: فِي النزُولِ بِسكة بَابُورِ البرِّ، البَـابُ الـتـَّاسِـعُ: فِي دُخُول مَرْصَةِ اسويس، البابُ العَاشِرُ فِي رُكُوبِ البَابُورِ و الدُّخُولِ لِمَرْصَة ينبع، بقصْدِ تقدِيم الزِّيَارَةِ البَابُ الحَادِي عَشَرَ فِي نـُزُولِ جَدَّة، البَابُ الثـَّانِي عَشـَر فِي دُخُولِ مَكـَّة، البَابُ الثـَّالِثُ عَشَرَ فِي السَّفـَرِ بِأرْضِ “الحِجَازِ” “للمَدِينَةِ”، البَابُ الرَّابِعُ عَشَرَ فِي الدُّخُولِ لَهَا، البَابُ الخَامِسُ عَشَرَ فِي الخُرُوجِ مِنْهَا لِقَطْعِ الخُمَاسِيَّةِ، البَابُ السَّادِسُ عَشَرَ فِي النُّزُولِ بـِ”يَنْبُعِ”، البَابُ السَّابِعُ عَشَرَ فِي رُكُوبِ البَابُورِ بـِقَصْدِ التَّغْريبِ، البُابُ الثامِنُ عَشَرَ فِي الخُرُوجِ مِنَ اسْويس وَ النُّزُولِ بِمَرْصَتِهِ، البَابُ التـَّاسِعُ عَشَرَ فِي رُكُوبِ بَابُورِ البَرِّ، البَابُ العِشْرُونَ فِي دُخُولِ مِصْرَ، البَابُ الحَادِي وَ العِشْرُونَ فِي الخُرُوجِ مِنْهَا، البَابُ الثانِي وَ العِشْرُونَ فِي رُكُوبِ بَابُورِ البَرِّ، البَابُ الثَّالِثُّ وَ العِشْرُونَ فِي الدُخُولِ “للإسْكَنْدَرِيَّة”، البَابُ الرَّابـِعُ وَ العِشْرُونَ فِي الخُرُوجِ مِنْهَا وَ رُكُوبِ البَابُورِ، البَابُ الخَامِسُ وَ العِشْرُونَ فِي دُخوُلِ “طـَنْجَة“، البَابُ السَّادِسُ وَ العِشْرُونَ فِي دُخُولِ “القـَصْرِ”، البَابُ السَّابـِعُ وَ العِشْرُونَ فِي دُخُولِ “فـَاسَ”، البَابُ الثـَّامِـنُ وَالعِشْرُونَ: فِي الصَّلـَوَاتِّ، البَابُ التـَّاسِعُ وَ العِشْرُونَ: فِي رِسَالـَةِ الدرابلزي.

سنحاول أن يكون وصفنا للرحلة المناقَشة ارتدادًا أمينا وانعكاسا مخلصا لما قلناه أعلاه في منهج التناول، فنحن لا نتتبع التاريخ والتراجم فقط، لا نمرر بصرنا على الكتابة مكتفين بها، لا نتمحل ولا نسقط مفاهيمنا، وإنما نناوش الرحلة بوصفها انتقالا روحيا، ومفهوميا، وتلقيا أخلاقيا وتعليما وتعلما، أليست هذه هي مقوماتِ الفعل التواصل الحضاري عينه؟

هاهنا نقول إن الرحلة الكتانية هي التي أعطتنا مفاهيمنا وطريقة َ الاشتغال، نصنا فرض نفسه علينا فضقنا ذرعا بجماله اللامحدود شعرًا خصيبا مخصِبا للروح، وجلالِه الذي جعلنا نراجع أخلاقنا كما راجعها الراحل في رحلته، كما تعلم في رحلته فقد تعلمنا، وها نحن ننقل بكل تواضع ما تعلمنا من هذه الرحلة، فلعل ذلك يعلم الآخرين فيتفاعلون كما تفاعلنا، وينفعلون كما انفعلنا لأجل هذه الأجيال .

2 ــ الرحلة و المفاهيم ؛ الرحلة بوصفها فرصة ً لنشر المفاهيم و الأوراد وبناء الفروع .

2 ــ 1 استعمال المفاهيم و المصطلحات الصوفية وبناء الصرح الصوفي :

تتردد على طول الرحلة مفاهيم كثيرة يتوسل بها الصوفية، وكأن الرحلة رحلة مفاهيم أكثر منها رحلة جسدية، فيطالعنا في كل سطر من الرحلة إشكال المفاهيم والمقصود بها عند رجالات التصوف السلوكي، مما يدفع المتلقي إلى رحلة أخرى للبحث الممض عن دلالات هذه المفاهيم، وأثناء رحلتي مع هذه الرحلة، تكررت مفاهيم بعينها، أهمهما : الحضرة [19]، و السر[20] والمشاهدة [21] و التجلي [22] و الكشف[23] والأحزاب و الصلوات[24] و المواهب [25] والفتوحات[26] .

بذلك تكون رحلتنا مع الرحلة رحلة مزدوجة، رحلة تتبع المكان و الزمان والأحداث، ورحلة تتبع المفاهيم الرحالة والمصطلحات المؤسسة لعلم التصوف .

2 ـ 2 انتقاء الأحاديث النبوية :

     من عادة المتصوفة السلوكيين انتقاء أحاديث نبوية بعينها تؤسس لتوجههم، وتعطيهم شرعية الانوجاد مفهوما و اختيارا في الحياة، وغالبا ما يستنجدون بكتب حديث بعينها، أحاديث تعضد من أطروحاتهم بمحاججة صامتة ؛ وفعل ذلك العارف الكتاني في رحلته، روى أحاديثَ للطبراني والحاكم والترمذي والنسائي وغيرهم، لكي يتنصل من التاريخ الذي حاولت المؤسسة فرضه، لم يسعفه البخاري كثيرا، أورد له أحاديث قليلة ، فيما استنجد بما سواه مرات كثيرة جدا، ومن الأحاديث التي تتكرر في الرحلة حديث سيد الاستغفار، الذي نصه هكذا :

اللهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلقتنِي وَأنا عَبْدُكَ وَ أنَا عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،أعُوذُ بكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَليَّ، وَأبُوءُ بذَنْبِي فاغْفِرَ لِي فإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنتَ [27]

كذلك يلمح العارف مرات كثيرة إلى حديث دون أن يصرح به : ونصه “من نام عن حزبه أو نسيه فليصه إذا ذكره “[28]

2 ـــ 3 الأذونات المستمرة ببناء فروع للزاوية الكتانية :
الرحلة فرصة لنشر مفاهيم الطريقة من جهة المعنى وتثبيته، ونشر الطريقة نفسها من خلال الأذونات بفتح فروع جديدة في مختلف البلدان الذي يزورها الراحل، والشيخ الكتاني استخدم هذه الآلية تسع مرات في رحلته، فسمح للهنود و المصريين و الليبيين و الحجازيين ببناء الفروع، وهذا أنموذج لطيف لهذه الأذونات :
” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمان الرحيم، لا إله غيره ولا معبود سواه وهو الولي الحميد حمدا يوافي نعمك ويكافي بشهادة الإخلاص لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله صلاة الانفراد بغاية المراد بالعبودية المخلصة لوجهك الكريم ومتابعة نبيك السليم، أقول وبالله التوفيق، هذه الطريقة الكتانية المحمدية الواضحة السنية العالية بفضل الله العبد الحقير الفقير إلى الله في باب مولانا رسول الله : أجزتُ بها الكاتب بهذه الحروف الفقير الأخ في الله مصطفى ابن شعيب محمد الودي الزعيمي، اذكر وردها وهو أستغفر الله الحي القيوم الفتاح مائة، لا إله إلا الله سيدنا محمد رسول الله مائة، اللهم صل على سيدنا محمد الحليم مما علم والكليم لما سمع من ربه العظيم، محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله حق حلمه من حلم ربه العميم مائة، الله مائتان، تقرأ بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر، أجزته إجازة تامة بالذكر والتذكير لنفسه ولغيره من عباد الله، بفتح الزوايا وتحليق ذكرها وإعطاء أورادها، وأوصيك بالصدق يا أخي، بالصدق والتقوى وحسن العهد بالأمانة والتعظيم للكبير من عباد الله وتوقير الصغير، وحلية الرحمة على جوارحك مع جميع عباد الله أجمعين، وأن تعمر أوقاتك بذكر الله وتصفية الباطن مما سواه،، والتأهل بالعبودية الأبدية بإعطاء كل ذي حق حقه، وتكون أحوالك بالله وفي الله، وعلى الله فليتوكل المؤمنون، توكل أخي عليه وكن به يكفيك ما دونه، فكتبت بخطي محمد بن عبد الواحد المدعو عبد الكبير بن أحمد الكتاني الفاسي الحسني الإدريسي دارا ومنشأ، أتى لهجرة بيت الله الحرام، وزيارة نبيه عليه السلام، أفاض الله علينا أنوار المعرفة بالتجلي و السلام، ..الله أكبر، الله أكبر”[29] .

2 ـــ 4 الأسلوب و الصيرورة : الأسلوب ليس هو الرجل .

2 ـ 1 ـ 1 العتبات :

سبق أن انتقدنا مفهوم التقرير، وفصلنا بينه وبين مفهوم التقييد أو التدوين، هاهنا تطالعنا بعض التعريفات اللاإنسانية للرحلة ندعو إلى تجاوزها، منها قول أحد الباحثين ” نعني بالرحلة عامة السفر .. وقد يصل الأمر بصاحبها إلى تسجيل أهم ما يتعلق بها في تقرير يصبح وثيقة تاريخية و جغرافية “[30]، فنتساءل أين هو الإنسان ؟ الرحلة بهذا التعريف لا فرق بينها وبين ما يكتبه الصحافي الذي ترسله جريدة لتغطية حدث سياسي أو رياضي، لذلك سنمضي لتبيان ما معنى أن يدون الراحل رحلته .

       أملى الراحل الكتاني رحلته هذه، بعدما نسي أن يقيدَ رحلته الحجازية الأولى كما صرح هو بذلك[31]، انفلتت الرحلة الأولى بعدم تقييدها فكأنها لم تكن، وكأن الكتابة هي ما يمنح للشيء وجوده، ينهار الشفاهي[32]، ليبقى المادي الشكلي المدون، كم كان جميلا أن يقيد رحلته الأولى والثانية تَباعا، لنشهد على تغيرات الكائن الرحلي من جهة الأسلوب، ومن جهة التجلي الواضح لنشدانه تغيير أخلاقه للأفضل .

       أول إشكال يطالعنا هو عنوان الرحلة من حيث كونـُه تلاعبا مقصودا من لدن العارف الراحل، لماذا الإصرار على إقحام لفظة ” النبي الأمي”، تبدو وكأن لا دلالة لها، وكأنها اعتباطية مبتذلة يستعملها الجميع فيما يجب ألا تُستعمل، لكن بالرجوع إلى التراجم، نجد أن الشيخ العارف “الكتاني” كان أميا، والأسرة الكتانية معروفة بنسبها الشريف الصحيح إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فاجتمعت ثلاثة صلات تمت بصلة للنبي الكريم، زياته أولا، النسب ثانيا، الأمية ثالثا .

2 ـ 1 ـ 2 الأسلوب والروح .

كلما ابتعدنا عن الحجاز كثر الاستطراد اللغوي و الصوفي، وكلما اقتربنا من الحجاز تسارع الأسلوب وتصارع وكأن الأسلوب يتلهف، ليبلغ قبل الشيخ الكتاني المكانَ المقدس، ويبدو أن الرحلة دونت على مراحل، ثم جُمعت في فاس وأمليت، مع ذلك لم ينلْ ذلك من صيرورات الأسلوب داخلها، ففن الكتابة داخلها ينقسم إلى قسم العاديات وقسم الخروقات، قسم العاديات حيث المكان الأرضي و العادي، وقسم الخروقات الأسلوبية حيث المكان علوي ومقدس، وتتخلل أشعار مرتجلة في القسمين معا .

2 ـ 5 فن الترسل في مخطوطة رحلة الفتح المبين .

       وصل عدد رسائل الرحلة إلى أكثر من 30 رسالة إرسالا وقريب منها استقبالا، والملاحظ أن هذه الرسائل أغلبها بين الراحل وعائلته في فاس، أو بينه وبين أصدقائه المتصوفة في المدينة العلمية المقدسة نفسها، ممن يشرفون على الطريقة و الزاوية هناك، و الملاحظ أيضا أن الترسل يشبه بعضه بعضا من جهة الشكل و المضمون، حيث الحرص على تـَكرار عبارات بعينها مثل “سيدي” و “مولاي” وهي كلمات يستعملها المغاربة لحد الآن للدلالة على الاحترام والتوقير، وعبارات لازمة روحانية كـ” بجاه رسول الله” كما تمخر الرسائل عبارات التوحيد والتقديس الأقصى للذات الجليلة، مع انعدام الأشعار فيها، وهذا أنموذج لتلك الرسائل التي أرسلها الراحل لابن أخيه الإمام “جعفر الكتاني” صاحب الرحلة شهيرة أيضا :

“وأرسلنا للإخوان بفاس رسالة نصها ” الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله، سيدنا الشريف الأرضى الخير المرتضى سيدي ومولاي “جعفر الكتاني”، أعانك الله ورعاك وسلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد، فاعلم أننا بثغر “جدة”، وقد تعذر علينا تقديم الزيارة، وفي ذلك الخير، وسلم منا على أهل دارنا، كل واحد بإسمه وأهل دارك وأولادك أصلحهم الله، وعلى محبنا سيدي الحاج “قاسم ابن حيون” وجميع من هو منه وإليه وعلى الفقيه “عبد السلام” ومُره بالجد والاجتهاد والصفح والمسامحة، وعلى سيدنا “محمد المريني ومن هو منه إليه وكذذلك أهل الزاوية كل واحد بإسمه وخصوصا الأرضى “سيدي محمد بن المعطي” وكل من تعلق بجنابكم السعيد، ونحن والأصحاب بخير ويسلمون على جميعكم كل واحد بإسمه سيما الحاج العباس بن حيون، ونطلب من تمام محبتك وكمال مودتك أن تكون كما هو الظن بك، وأن تحسن كما أحسن الله إليك، وتزوّرنا مولانا إدريس والسلام، الله أكبر، وفي خامس ذي القعدة عام 1279، “محمد بن عبد الكبير الكتاني” غفر الله للجميع آمين، بجاه سيدي الحاج “العباس بن حيون” إذ الأخ الصديق، والدعاء به مستجاب هـ لفظها” .[33]

2 ـــ 6 ابتكار الأوراد الرحلية وارتجال أشعار العشق المحمدي و الإلهي علامة على استقلال الطريقة :

     ارتجل العارف الكتاني في رحلته الحجازية الجم من الأشعار التي تناسب المكان أو الزمان، كما ابتكر الكثير من الأوراد الخاصة به أثناءها، لتصبح هذه علامة مسجلة لطريقته لا يجوز لأحد أن يعتديَ على ملكيته الفكرية لها، وما تقييده لذلك في الرحلة سوى تنبيه لأي سارق مفاهيم بكون تاريخ تدوين الرحلة يفضح ما يمكن أن يكون سرقة لمفاهيمه .

ويلاحظ هاهنا ملاحظة للمكر الجميل لدى العارف الراحل، حيث أنشد أشعار غيره من المتصوفة دون حرج، في حين لم يردد وردا واحدا خارجا عن ابتكاره أثناء الرحلة، الرجل يخابثنا، ويعلن إعلانا واضحا أن طريقته مستقلة الاستقلال جميعه، وأن أوراده لا تشبه أي أوراد أخرى، والجميل هاهنا انه ذكر “دلائل الخيرات” مرارا وتكرارا، وكأنه يوحي لنا أن طريقته أولى بالدلائل، أو أنه يوحي بأن الدلائل تصليات تجمع الطرق الصوفية السلوكية المغربية وغير المغربية كلها، لكن ما يفصل بين كل طريقة هو أورادها، تباعا تغايرها مع الغير، لذلك أصر على استقلالية الأوراد بارتجالها تارة وتكرارها مما سبق أن ابتكره في فاس وغيرها ثانيا .

3 ـ ما بعد النص :

فرضت علينا “رحلة الفتح المبين”، منهجا معينا لتقديمها لكم، فابتكرتْ هي المنهجَ آلياتٍ وتقسيما ومفاهيم بما أتاحته من إمكانات بنيوية وتقلبات روحية وصيرورات أسلوبية، فلم نعمد إلى إسقاط المنهج عليها فتقول دراستنا كل شيء إلا أن تقول شيئا عن الرحلة ورحابة خصوصيتها من أجل ملء المنهج وقوانينه، وإنما عملنا إلى استخراج ما هو نظري مما هو نصي وليس العكس، فتساءلت منذ البداية : هل نجحنا في بناء المشكلة جراء هذا ؟ وهل أتقنا فن إبداع المشاكل ؟ فحاولنا ذلك من خلال هذا العرض القاصر، فإن نكن قد نجحنا فلله الحمد على التوفيق ، وإذا أخفقنا فلعل محاولة أخرى لا تخفق .

ـــ بعض المفاهيم والمصطلحات الواردة بكثافة في المخطوطة وشرحها :

الحضرة : مظـاهر الحقائق الإلهــية في الكون. ويتداولها الصوفية جمعـا وفرداً، يقولون حضرات، والحضرات الإلهية، والحضرات الخمس. وفي المفرد يقولون حضرة إلهية، وحضرة محمدية، وحضرة الطريق. انـظر في ذلك “روضة التعريف بالحب الشريف :ص 586 ” و”مصطلحات التصوف الإسلامي:ص289″ و”الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل:ص150″

[1] ـ دلالة السر هي معناه : لطيفة مودعة في القلب، تخفى حتى عن هاجس النفس. ويقولون سر السر، وهو ما تفرد به الحق عن العبد. انظر:”اللمع : 430″ و” الرسالة القشيرية/ ص152″ و”التعريفات/100″ و”مصطلحات التصوف الإسلامي :ص 461″ و”قاموس المصطلحات الصوفية:ص 66″ و”معجم ألفاظ الصوفية:ص173″ و”كشاف اصطلاحـات الفنون والعلوم:ص 943″.

[1] دلالة المشاهدة هي : رؤية الأشياء بدلائل التوحيد، وتطلق أيضا على رؤية الحق في الأشياء، انظر “اللمع : ص100، 418″ و”التعريفات :ص171″ و”كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم: ص1545″ و”مصطلحات التصوف الإسلامي :ص 892″ و”قاموس المصطلحات الصوفية : ص86″ و”المعجم الصوفي : ص662” :

[1] التجلي انكشاف سحصل في القلب يمكن من النظر إلى أنوار القلب، انظر مثلا “التعرف لمذهب أهل التصوف : ص 140″ و”اللمع : ص 439″ و”عوارف المعارف : ص309″ و”التعريفات :ص48″ و”كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم: ص384” و”مصطلحات التصوف الإسلامي :ص161 “و”معجم ألفاظ الصوفية:ص73″ و”المعجم الصوفي :ص257” .

[1] الكشف اطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية، والامور الحقيقية وجودا وشهودا، انظر ” التعريفات :ص150″ و”كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم: ص1366″ و”مصطلحات التصوف الإسلامي : ص 790″ “معجم ألفاظ الصوفية : ص142”

[1] اشتقى الصوفية هذا المعنى من الحديث الشريف استقى الصوفية هذين اللفظين من الحديث النبوي الذي رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن : {من نام عن حزبه أو نسيه فليصه إذا ذكره}. ويعني الحزب، ما يجعله الإنسان على نفسه من القرآن أو الصلاة أو الادعية والأذكار. وقد وضع أغلب الصوفية أحزاباً وأورادا لمريديهم، مثل الشاذلي الذي عُرف بـ”الحزب الكبير” و”الحزب الصغير” و”حزب الأسرار” و”حزب السيف القاطع” و”حزب الفتوح” وغيرها. والصلاة ذِكر مثل الحزب إلا أن معناها يدور حول طلب التعظيم لجانب الرسول. كالصلاة الإبراهيمية، والصلاة المشيشية…الخ. انظر مثلا “التعريفات :ص112″ و”الفتوحات الربانية في شرح الأذكار النواوية :1/ص 141″و”تصحيح الدعـاء:ص344”.

 

 

 

 

 

 

 

 

مسرد المصادر والمراجع :

ـــ أولا المصادر :

لسان العرب، جماعة من المتخصصين، دار التوحيد 2007 .

ــ الرسالة القشيرية : عبد الكريم القشيري، تحقيق نجاح صيام، المقطم للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2009

ــ صحيح البخاري، تحقيق محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة، الطبعة الأولى، 1422.

ــ الأدب المفرد : البخاري ، تحقيق فريد الجندي، دار الحديث، الأولى، 2005

ــ المنتخب : أبو محمد عبد الحميد بن حميد بن نصر الكَسّي: تحقيق صبحي البدري السامرائي ومحمود محمد خليل الصعيدي، مكتبة السنة، الطبعة الأولى، 1408.

ــ الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل : عبد الكريم الجيلي، تحقيق صلاح عويضة، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1418

ــ بستان العارفين : محيي الدين النووري، تحقيق، محمد الحجار، دار البشائر الإسلامية، الطبعة السادسة، 2006

ــ سنن أبي داود : تحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرون، دار الرسالة العالمية، الطبعة الأولى.

ــ صحيح ابن حبان : تحقيق شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1414

ــ المعجم الكبير : أبو القاسم الطبراني، تحقيق حمدي السلفي، مكتبة ابن تيمية، الطبعة الثانية.

ــ المعجم الأوسط : أبو القاسم الطبراني، تحقيق طارق عوض الله ومحسن الحسيني، دار الحرمين. الأولى، 1415

ــ الدعاء : أبو القاسم الطبراني، تحقيق مصطفى عطا، دار الكتب العلمية، الأولى،1413

ــ الجامع الكبير : الترمذي ، تحقيق بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، الطبعة الأولى، 1998

ــ الفتوحات الربانية على الأذكــار النواوية : محمد بن علان الصديقي، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الأولى، 1989

كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم : محمد علي التهانوي، تحقيق علي دحروج، مؤسسة لبنان ناشرون، الطبعة الأولى،1996

ــ التعريفات : علي الجرجاني، تحقيق إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، 1423

ــ عوارف المعارف : شهاب الدين السهروردي، ضبطه محمد عبد العزيز الخالدي، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 1426.

ــ روضة التعريف بالحب الشريف : لسان الدين بن الخطيب، تحقيق محمد الكتاني، دار الثقافة، الطبعة الثانية، 2004.

ــ عمل اليوم والليلة : النسائي، تحقيق فاروق حمادة، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1406.

ــ نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار : ابن حجر، تحقيق حمدي السلفي، الطبعة الثانية، 1415.

ــ عمل اليوم والليلة : ابن السني، تحقيق عبد الرحمن البرني، دار الأرقم بن أبي الأرقم. الطبعة الأولى، 1418.

ــ المجتبى من السنن : النسائي: عبد الفتاح أبو غدة،: مكتب المطبوعات الإسلامية –الطبعة الثانية، 1406 – 1986

ــ السنن الكبرى : النسائي، تحقيق حسن شلبي، الرسالة، 1421، الطبعة الأولى.

ـ رحلة حجازية لابن الحسن الحجوي الفاسي، تحقيق عبد المجيد خيالي، دار ابن حزم، بيروت 2010 .

ـ الأنفاس النورانية في الرحلة الحجازية، [ رحلة كتانية ] محمد الطيب الكتاني، مراجعة محمد المهدي الكتاني، إخراج عبد الله الكامل الكتاني، دار الكتب العلمية،بيروت 2005.

ـ الرحلة السامية إلى مصر إلى الإسكندرية ومصر و الحجاز و البلاد الشامية، لمحمد بن جعفر الكتاني، تخريج حمزة الكتاني، تعليق محمد بن عزوز، دار ابن حزم، مركز التراث الثقاقي، بيروت 2005

ـ العمدة في محاسن الشعر، ابن رشيق القيرواني، تحقيق محمد قرقزان، دار المعرفة ط 2 دمشق 1994.

ـ سلوك الطريقة الوارية في الشيخ والمريد و الزاوية، أبو عبد الله المنالي الفاسي، تحقيق عبد الحي اليملاحي، منشورات تطاون أسمير، تطوان 2012 .

ـ روض الرياحين في حكايات الصالحين، الشيخ عفيف الدين اليافعي، طبعة الشرقية، القاهرة 1301هـ

 

 

 

ثانيا المراجع الحديثة :

ـ أدب الرحلة في التواصل الحضاري، مؤتمر كلية الآداب مكناس 1993 .

” أدبيات الشوق إلى البقاع المقدسة “حسن جلاب، مجلة دعوة الحق، ع 357 يناير 2001 .

ـ سؤال الأخلاق : طه عبد الرحمان، المركز الثقافي العربي ط 4 بيروت البيضاء 2009 .

ـ تجديد المنهج في تقويم التراث، طه عبد الرحمان، المركز الثقافي العربي، ط 4 بيروت البيضاء 2012
ـ جماليات المكان، غاستون باشلار، ترجمة غالب هلسا، المؤسسة الجامعية للدراسات بيروت 1984 .

ـ حدس اللحظة، غاستون باشلار، تعريب رضا عزوز وعبد العزيز زمزم، دار الشؤون الثقافية بغداد د. ت

ـــ مفهوم التاريخ، الألفاظ و المذاهب، المفاهيم و الأصول، عبد الله العروي، المركز الثقافي العربي، ط 5 بيروت / البيضاء 2012 .

ـ الأدب و الغرابة، عبد الفتاح كيليطو، دار الطليعة، بيروت 1983 .

ــ فقه الفلسفة، الفلسفة و الترجمة، طه عبد الرحمان، المركز الثقافي العربي، ط 3 بيروت/البيضاء 2008

ـ فلسطين المتخيلة، فاضل الربيعي، دار الفكر ط 3 دمشق 2010

ــ الخيال الخلاق في تصوف ابن عربي، هنري كوربان، ترجمة فريد الزاهي، منشورات مرسم، الرباط 2006 .

ـ

ــ التصوف و الفلسفة، ولتر ستيس، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، الهيئة المصرية القاهرة 2012 .

ـ فتنة المتخيل الكتابة ونداء الأقاصي، محمد لطفي اليوسفي، المؤسسة العربية للدراسات بيروت 2002.

ــ الإيماء إلى زوائد الأمالي والأجزاء – زوائد الأمالي والفوائد والمعاجم والمشيخات على الكتب الستة والموطأ ومسند الإمام أحمد : نبيل سعد الدين سَليم جَرَّار، أضواء السلف، الطبعة الأولى، 1428 هـ

ــ سلسلة الأحاديث الصحيحة : الألباني، مكتبة المعارف، الطبعة الأولى، 1415

ــ المعجم الصوفي : سعاد الحكيم، دار دندرة، الطبعة الأولى، 1401.

ــ اللمع : أبو نصر الطوسي، تحقيق عبد الحليم محمود وطه سرور، دار الكتب الحديثة. 1380.

ــ مصطلحات التصوف الإسلامي : رفيق العجم، دار لبنان ناشرون، الطبعة الأولى،1999

ــ قاموس المصطلحات الصوفية : أيمن حمدي، دار قباء، 2000

ــ معجم ألفاظ الصوفية : حسن الشرقاوي، مؤسسة محتار، الطبعة الأولى، 1987

ــ تصحيح الدعاء : بكر بن عبد الله أبوزيد، دار العاصمة، الطبعة الأولى، 1999      

ـ هكذا أقرأ ما بعد التفكيك، علي حرب، المؤسسة العربية للدراسات و النشر، ط 2 بيروت 2010 .

ـ الاختلاف و التكرار : جيل دولوز، ترجمة وفاء شعبان، المنظمة العربية للترجمة ط1 بيروت 2009.

ـ مبدأ العلة، مارتن هيدجر، ترجمة نظير جاهل، المؤسسة الجامعية للدراسات د.ت

ـ حوارات في الفلسفة و الأدب، جيل دولوز، ترجمة عبد الحي أزرقان، أحمد العلمي، أفريقيا الشرف الدار البيضاء 1999 .

ــ بنية الرحلة في القصيدة الجاهلية الرمز و الأسطورة عمر بن عبد العزيز السيف .مؤسسة الانتشار العربي، 2005 .

ـ الرحلات من المغرب وإليه، عبد العزيز بن عبد الله، دار نشر المعرفة، الربط 2001

ـ المخطوطات :

ـــ رحلة الفتح المبين، محمد عبد الواحد الكتاني مخطوط بالخزانة الملكية بمراكش رقم ك /12828/213 .

ـــ رحلة الفتح المبين، محمد عبد الواحد الكتاني، نسخة غير مرقمة بالخزانة الملكية مراكش.

ـــ رحلة الفتح المبين، محمد بن عبد الواحد الكتاني، نسخة غير مرقمة، بالخزانة الملكية بمراكش

ـــ عبير الند في معرفة سيدنا الجد، عبد الحي الكتاني، غير مرقم بالخزانة الملكية مراكش.

الدوريات :

ــ أدب الرحلات سلسلة عالم الفكر، عدد خاص، العدد الرابع يناير 1983 .

 ــ الرحلة عند المحدثين، لمحمد صقلي حسيني، ندوة أدب الرحلة والتواصل الحضاري مكناس 1993

ــ معاني التوحيد في مناسك الحجيج، مبارك العلمي مجلة دعوة الحق، عدد 357 يناير 2001 .

ـــ مقالة رحلة إحراز المعلى والرقيب في حج بيت الله الحرام و القدس الشريف و الخليل ” لابن عثمان المكناسي، تقديم محمد بوكبوط، مجلة دعوة الحق عدد 357 يناير 2001 .

ــ كنانيش : الديمغرافيا التاريخية في أدب الرحلات، جامعة محمد الأول وجدة العدد الثالث 2001 .

ـــ الحاج سفير لبلده” عز الدين مناري، دعوة الحق عدد 357 يناير 2001 .

ـ الرحلة كوثيقة عمر علوي أمراني، ص 13 ـ 21، ندوة أدب الرحلة في التواصل الحضاري، سلسلة الندوات 5 ، جامعة إسماعيل، مكناس 1993 .

 

[1] ـ لسان العرب مادة رحل .

[2] ـ سنورد نماذج من تلك الارتجالات الشعرية عند العارف محمد بن عبد الواحد الكتاني في رحلة الفتح المبين الحجازية .

[3] ـ يحلل يوسف الصديق تغيير إسم يثرب إلى المدينة تحليلا ممتعا في كتابه “هل قرأنا القرآن ؟ أم على قلوب أقفالها ” ص 70 وما بعدها .

[4] ـ مبدأ العلة، مارتن هيدجر فصل الوردة بدون لماذا ص 48 .

[5] ـ مصطلح أبدعه الفيلسوف الصوفي طه عبد الرحمان، ويعني به أن الكائن البشري الائتماني ينقل نفسه للأعلى بطريق التعبد، ولا ينقل الأعلى إليه عن طريق التأله، انظر في ذلك كشاف مصطلحات كتابه “روح الدين”.

[6] ـ قولة شهيرة تنسب تراة لبيفون وتارة لسانت دينيف .

[7] ـ كما حدث للشاذلي مثلا حينما استقر بمصر، وكما حدث لسيد بدوي حينما استقر بمصر كذلك .

[8] ـ يقول ابن رشيق ” “ومن الزحاف ما هو أخف من التمام وأحسن.. مثال ذلك مفاعيلن في عروض الطويل تصير مفاعلن في جميع أبياته ” العمدة 1 / 117 تحقيق محمد قرقزان .

[9] ـ من العجيب والجميل أن الأنبياء المعروفين كلهم هاجروا من أمكنتهم الأصلية ناشدين التغير بوحي إلاهي، ولعل الكائن الرحلي الصوفي المريد أو الشيخ، يحاكي هذا عبر كونه الا يرحل إلا بعد رؤيا أو إذن من الوالدين أو الشيخ .

[10] ـ نتذكر مثلا إذن عبد السلام بن مشيش “الثابث” لتلميذه الشاذلي “الراحل باستمرار ” .

[11] ـ مقولة لبروست نقلا عن حوارات، جيل دولوز ص 13 .

[12] ـ حوارات ص 13 .

[13] ـ حدس اللحظة، غاستون باشلار ص24 .

[14] ـ مقالة أدبيات الشوق ، دعوة الحق عدد 357 يناير 2001 .

[15] محمد المنوني ركب الحاج المغربي، مطبعة المخزن تطوان 1953 .

[16] ـ رحل صاحب الرحلة إلأى الحج ثلاث مرات، لكنه لم يدون سوى هذه الرحلة، ونعمل منذ سنتين ونصف على تحقيقها، وبحول الله تكون جاهزة للطبع في متم سنة 2014 .

[17] ـ نجد ترجمته الكاملة في كثير من المظان أهمها، كتاب “عبير الند في معرفة سيدنا الجد” للإمام عبد الحي الكتاني، مخطوط غير مرقم بالخزانة الملكية بمراكش وقد وقفنا عليه، وهو الإمام محمد بن عبد الواحد الكتاني ولد عام 1234 / 1816 وتوفي عام 1289 / 1871، جد الأسرة الكتانية الشهيرة بالمغرب، ومؤسس الطريقة الكتانية الكبرى سنة 1272، ألف ما يربو عن 40 كتابا أغلبها ما يزال مخطوطا، وهو جد الإمام المسند المحدث عبد الحي الكتاني، يوجد ضريحه بالزاوية الكتانية بحومة القطانين في عمق فاس العتيق .

[18] ـ انظر ترجمته في كتاب “الشيخ الشهيد” لمحمد باقر الكتاني، والشيخ الشهيد من أشهر رجالات المغرب الحديث .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

[28] ـ حديث انبوي رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن .

[29] ـ مخطوطة رحلة الفتح المبين ورقة 121 وما بعدها .

[30] ـ مقالة الرحلة كوثيقة عمر علوي أمراني، ص 13 ـ 21، ندوة أدب الرحلة في التواصل الحضاري، سلسلة الندوات 5 ، جامعة مولاي إسماعيل، مكناس 1993 .

[31] ـ مخطوطة رحلة الفتح المبين ورقة 2 .

[32] ـ يدعو إدوارد سعيد إلى ما يسميه بدراسة التابع، أي دراسة ما هو شفاهي وسيميائي في الثقافة العربية وعدم الاكتفاء بما هو مكتوب .

[33] ـ رحلة الفتح المبين ، مخطوط، ورقة رقم 145 .

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!