جمال رحمان والروحانية الصوفية
بقلم: ليث حادث*
جمال رحمان كاتبٌ وخطيبٌ مشهورٌ تخصص في درس الإسلاميات والتصوف والعلاقات بين الأديان. وُلد في بنغلادش في أسرة اشتهرت بالصوفية والعلاج الروحاني. ونتيجة لعمل والده الدبلوماسي قضى جمال طفولته في مصر و تركيا وإيران، وتعلّم على أيدي معلمين قريبين من والده القرآن والمثنوي، ورأى كيف كانوا يحملون هذين الكتابين معهم أينما ذهبوا وكيف كانوا يضعون القرآن الكريم على أعلى رفٍّ في المكتبة والمثنوي تحت الوسادة عندما يحين موعد النوم.
تعلم جمال رحمان من والدته حكايا الملا نصر الدين الظريفة وتفسيرها الصوفي والحكمة المخفية فيها. إضافة إلى ذلك تعلم جمال من والديه أهمية القراءة عن الأديان الاخرى والاستفادة منها والحوار مع اتباعها والانفتاح عليهم. ويمكن اعتبار التسامح في بيت جمال نتيجة للبيئة الصوفية ولتعاليم المفكرين الهنود العظماء أمثال طاغور وغاندي وغيرهم. كمثال على ذلك يذكر رحمان بأن والديه كانا يؤمنان بأن التسامح الديني وحقوق المرأة من صلب تعاليم الإسلام.
أكمل جمال دراسته في أمريكا في جامعتي أوريغون وكاليفورنيا بيركلي. ويعمل حاليًا كراع وواعظ صوفي في سياتل لمجموعة متعددة الأديان والاعتقادات كما يدرس في جامعة سياتل. وله عدة كتب نجح فيها في تقديم جوهر الديانة الإسلامية وروحانيتها الصوفية عبر القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف وتعاليم وقصص وأشعار السادة الصوفية المشهورين كمولانا الرومي والعطار النيشابوري والحكيم سنائي وغيرهم وحتى طرائف الملا نصر الدين التي يفسرها تفسيرًا صوفيا. وفيما يلي سنعرض ملخصًا لمحتويات هذه الكتب.
الكتاب الأول: بعنوان “عبير الإيمان: قلب الإسلام المستنير” نُشر عام 2004 عن طريق مؤسسة الكتاب. يبدأ الكتاب بقسمٍ يعرض فيه المبادئ التي تعلمها جمال رحمان من ميراث جدّه مولانا هداية الله الفقيه والشيخ الصوفي خريج جامعة ديوبند الإسلامية في الهند ومن والديه المتشبعين بالروحانية الإسلامية وبمبادئ التصوف. ويحتوي القسم الأول على أربعة فصول: الشكر, العمل الحقيقي, الرحمة, العظمة الداخلية.
وفي القسم الثاني من الكتاب ينتقل الكاتب إلى شرح ثلاثة مبادئ أساسية في الإسلام حسب رأيه وهي التسليم, الإيمان, والفضيلة الأخلاقية. وتحت عنوان التسليم يعرض الكاتب للمواضيع التالية: رحلة الإسلام, اشتياق الروح, حجابان, النفس, طبيعة النفس, أنماط, أعذار, الخوف, التعلق, قانونان أساسيان, التجارة الرابحة مع الله. والفصل الثاني عن الإيمان يحتوي على العناوين الفرعية التالية: الإيمان, التجارب, المعلم الداخلي. أما الفصل الثالث فيعرض لبعض الفضائل الأخلاقية المحمودة مثل الإحسان, التواضع, الاخلاص, الصبر, و الصدق.
والقسم الثالث من الكتاب يشرح فيه الكاتب أركان الإسلام الخمس ويبدأ بفصل عن الشهادتين يحتوي على المواضيع التالية: مقدمة عن الشهادتين, الشهادتان: القسم الأول, السر, وجه الله, القصة الأكبر, القرب, السرور والنعيم, الشهادتان: القسم الثاني, الصمت, شيئًا فشيئا, العقل المنفتح, القلب المنفتح, العشق, مملكتان. وبعدها ينتقل الكاتب في الفصل الثاني إلى الصلاة والذكر وفي الفصل الثالث إلى الزكاة والصدقة. و في الفصل الرابع يشرح الكاتب عن الصوم وعن شهر رمضان وفي الفصل الأخير في القسم الرابع يتحدث عن الحج. و في القسم الأخير من الكتاب يعود إلى الحكمة التي تعلمها من والديه وأسرته و يكتب عن اللين و عن الرحلة الى موطننا الأصلي و هدفنا.
الكتاب الثاني: ويحمل عنوان “من الظلمة الى النور: الارشاد الروحي في القرآن مع تأملات من المصادر المسيحية و اليهودية” يحتوي الكتاب على آيات قرآنية مختارة وتأملات عن الارشاد الروحي الموجود فيها من قبل الكاتب. كما اشترك في كتابة التأملات كل من كاثلين شميت الياس التي عرضت وجهة النظر اليهودية وآن هولمز ريدنغ التي عرضت وجهة النظر المسيحية. نُشر الكتاب عام 2009 في منشورات مورهاوس.
ويتألف من ثلاثة أقسام رئيسية وثلاثة ملاحق. القسم الأول يحمل عنوان: الإرشاد الروحي في الديانات الإبراهيمية ويحتوي على فصلين. الفصل الأول عنوانه: الرجوع إلى طريق روحي والفصل الثاني عنوانه: كتب هادية في الرحلة الروحية: القرآن والمصادر الأخرى. القسم الثاني موضوعه أسرار الحياة ويـتألف من خمسة فصول. الفصل الأول يتحدث عن سر الإله. الفصل الثاني موضوعه سر الوجود الإنساني. الفصل الثالث يعرض لسر “الآخر”. الفصل الرابع يتكلم عن سر العالم المخفي أو الغيب. أما الفصل الرابع فيشرح عن سرّ الموت.
وموضوع القسم الثالث هو طريق التسليم وزاد الطريق وفيه سبعة فصول. الأول يتكلم عن رحلة التسليم. الفصل الثاني يختار موضوع الرحمة بينما يتكلم الفصل الثالث عن العلم, الحكمة و الإدراك. موضوع الفصل الرابع الصلاة و الممارسات الروحية المتعلقة بها. أما الفصول الثلاثة الأخرى فتتحدث عن التوازن, الجماعة وعن الخدمة. ويحتوي الكتاب على الملاحق التالية: قائمة بكتب إضافية عن مواضيع الكتاب, آيات وأحاديث للتأمل, الأسماء الحسنى.
الكتابان الثالث والرابع شارك بكتابتهما الرابي تيد فالكونو والقس دون ماكنزي اللذان يشكلان مع الشيخ جمال رحمان “الأصدقاء لحوار الاديان”. الكتاب الثالث يحمل عنوان “الوصول إلى قلب حوار الأديان” وظهر عام 2009 عن دار طرق نور السماء. إضافة إلى المقدمة يحتوي الكتاب على سبعة فصول.
الفصل الأول عنوانه: رحلة حوار الأديان, مراحل الحوار. يعرض الفصل الاول للمواضيع الآتية: الحوار و التعاون, ما هو حوار الأديان, خمس مراحل على طريق حوار الأديان, الخطوة التالية. عنوان الفصل الثاني هو القوة التي تمتلكها قصصنا, تجاوز الفراق والشك. يحتوي الفصل الثاني على العناوين الفرعية التالية: حوار الأديان من الداخل إلى الخارج, رحلة القس دون إلى حوار الأديان, رحلة الرابي تيد إلى حوار الأديان, رحلة الشيخ جمال إلى حوار الأديان, كيف اجتمعنا, صنع الطريق.
في الفصل الثالث يتناول الكتاب جوهر التقاليد الدينية, البحث بعمق أكبر. يحتوي الفصل الثالث على المواضيع الفرعية الآتية: التعاليم العابرة للزمن, القس دون: المحبة, الرابي تيد: اسمع يا اسرائيل الرب إلهنا رب واحد, الشيخ جمال: بسم الله الرحمن الرحيم, إيجاد المشتركات. ينتقل الفصل الرابع إلى الآمال و المشاكل الموجود في تقاليدنا الدينية, مشاركة الجوانب السهلة والصعبة. في هذا الفصل يكتب الأصدقاء عن الحوار الصادق عن العيش مع المشاركة العميقة. الفصل الخامس موضوعه وجهات النظر عن فلسطين وإسرائيل. مواضيع الفصل هي الفيل في الغرفة, مسيحي في إسرائيل وفلسطين, يهودي في إسرائيل وفلسطين, مسلم في إسرائيل وفلسطين, بركات في الجليل, تمدد نظرتنا. في الفصل السادس يعرض الكتاب للابعاد الجديدة لهويتنا الروحية, استكشاف الممارسات الروحية في التقاليد الاخرى. يحتوي هذا الفصل على النقاط التالية: تذوق أعمق, تمارين القس دون, تمارين الرابي تيد, تمارين الشيخ جمال, الشفاء عن طريق التمارين الروحية. وأخيرا يتطرق الكتاب في الفصل الأخير إلى تأملات الكتاب عن الموضوع. عنوان الفصل هو هناك المزيد دائما, الخاتمة هي أيضا البداية. يحتوي الفصل على المواضيع التالية: الطرق الروحية الحقيقية, الروحانية الشاملة, تأملات القس دون, تأملات الرابي تيد, تأملات الشيخ جمال, إكرام الروح, مستقبل الحوار والاحتفال الديني.
الكتاب الرابع الذي صدر عن نفس الدار سنة 2011 يحمل عنوان الأديان ضلت الطريق: ماذا وجدنا في حوار الأديان. هذا الكتاب يبدأ بمقدمة ثم خمسة فصول وينتهي بخاتمة. تحمل المقدمة العنوان “ماذا وجدنا في حوار الأديان” وتعرض للمواضيع التالية: تجربتنا كـ”آخر”, مراحل الحوار الديني, التعاليم الأساسية للأديان الإبراهيمية, إذن من نحن؟, بداية الشفاء, نحو شفاء أكبر وأمل أعظم, بعض المقترحات حول كيفية استخدام هذا الكتاب, نحن الشفاء الذي يجب أن يكون. بعدها ينتقل الكتاب إلى الفصل الأول الذي يحمل عنوان “الأوحدية: الادعاء بامتلاك الحقيقة الواحدة والوحيدة”. يحتوي هذا الفصل على المواضيع التالية: الأوحدية في اليهودية, الأوحدية في المسيحية, الأوحدية في الاسلام, تعليقات ختامية, مشاركة قصصنا, أسئلة للنقاش, تمارين روحية. يمتلك الفصل الثاني والثالث والرابع والخامس هيكلا مشابها للفصل الاول مع اختلاف موضوع الفصل. موضوع الفصل الثاني هو العنف: تبرير الوحشية باسم الدين. أما الفصل الثالث فيتطرق لموضوع انعدام المساواة بين المرأة و الرجل: القبضة الخانقة الأبوية على السلطة. موضوع الفصل الرابع هو معاداة المثليين في الأديان. أما الفصل الخامس فيتحدث عن الإله والوحي. خاتمة الكتاب عنوانها: عندما نضل الطريق, بإمكاننا أن نجد معنى أكبر. وفي الخاتمة توجد العناوين الفرعية التالية: نحن نضل الطريق لننمو, دعوة إلى التطور الشخصي والمؤسساتي, ماذا بامكانك أن تفعل؟
الكتاب الخامس صدر عام 2013 عن دار طرق نور السماء، و يحمل عنوان “الجواهر الروحية للإسلام: بصائر و ممارسات من القرآن, الحديث, تعاليم الرومي وقصص الإسلام لإنارة القلوب والعقول”. ويحتوي الكتاب على مقدمة وستة فصول و يختار فيه الكاتب جواهر من التراث الإسلامي ويشرحها و يتأمل فيها مع ربطها بالتمارين الروحية.
الفصل الأول عنوانه “الانفتاح للنور” ويتطرق إلى الجواهر التالية: (ذلك الكتاب) – (ليدبروا آياته) القرآن الكريم, “القرآن كالعروس الخجولة ربة الخُدور ” مولانا الرومي, (كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أُعرف) حديث قدسي, (ما عرفناك حق معرفتك) حديث شريف. الفصل الثاني عنوانه “إنماء سعة الصدر” و يحتوي هذا الفصل على الجواهر التالية: (من عرف نفسه عرف ربه) حديث شريف, (موتوا قبل أن تموتوا) حديث شريف, (الطريق طويل والبحر عميق) فريد الدين العطار, بسم الله الرحمن الرحيم, (وجعلنا بعضكم لبعضكم فتنة أتصبرون), (لتركبن طبقا عن طبق), (فهل من مدكر)، (فاستمعوا له وأنصتوا).
ثم ينتقل الكاتب في الفصل الثاني إلى تزكية وتوسعة القلب ويذكر الجواهر التالية: (رب اشرح لي صدري), (إلا من أتى الله بقلب سليم), (ومن أحسن من الله صبغة), (تقبل بسرور جميع أحزان الحياة مثلما تقبلت جميع أفراحها) مقولة تقليدية, (يوجد مكان في الداخل لأحدنا فقط) مولانا الرومي.
وفي الفصل التالي يعرض الكاتب لذكر الرزاق ويكتب تأملاته عن الجواهر الآتية: (اسجد واقترب), (ألا بذكر الله تطمئن القلوب). أما الفصل الرابع فيتخذ من الإحسان موضوعا ويختار فيه الكاتب الجواهر التالية:(وأحسنوا إن الله يحب المحسنين), (وحسُن اولئك رفيقا), (اعدلوا هو اقرب للتقوى), (ولا تلبسوا الحق بالباطل), (إنا كل شيء خلقناه بقدر), (اعمل في الباطن, العالم المخفي, بقدر ما تعمل في الظاهر) مولانا الرومي, (انتقل من معرفة اللسان الى معرفة القلب) مقولة تقليدية, (ومن يؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى).
وفي الفصل الخامس نرى العنوان”السير في الطرق الرحبة” ونقرأ عن الجواهر التالية: (النساء شقائق الرجال), (لتعارفوا), (و سارعوا الى مغفرة من ربكم). أما الفصل الأخير فعنوانه”الوجود في السر” و يختار فيه الكاتب الجواهر التالية: (الحمد لله جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة), (ما هذا العشق والضحك) حافظ الشيرازي, (إنا لله وإنا اليه راجعون), (بلبل أضناه العشق وسط البوم) مولانا الرومي. و في نهاية الكتاب ملاحق تضم آيات وأحاديث مختارة وقائمة بالأسماء الحسنى.
أما الكتاب الاخير فعنوانه “ضحك الصوفيين المقدس: إيقاظ الروح بقصص الملا نصر الدين الضاحكة وغيرها من حكمة الإسلام”. وقد صدر عام 2014 عن دار طرق نور السماء. و يحتوي الكتاب على مقدمة وتسعة فصول. الفصل الأول عنوانه “وضعنا الانساني” ويتطرق للمواضيع التالية: البحث عن هويتنا الحقيقية, التمسك بالأنماط, التغاضي عن الأمور الواضحة. أما الفصل الثاني فيحمل العنوان “بعض التغيرات في الوعي” وفيه المواضيع الآتية: العواصف في حيواتنا, طرح أسئلة أعمق, الروحانية تجربة, نحن البشر الحمقى, ثلاث مراحل لمعرفة النفس. وفي الفصل الثالث نقرأ عن “نقاط الضعف والقابلية للجرح” وفيه: البحث عن القبول من الآخرين, التمسك بصورة معينة, الاعتماد كالعبيد على المرجعيات و الخبراء, الانخداع بالمظاهر الخارجية, الشهوة للمديح والألقاب, اعرف غرابتك واسخر منها, عذر بعد عذر, حقيقة الراحة, الارتباط بالمألوف, الخوف هو كل ما تحتاجه, لا يميز الخوف بين الناس. الفصل الرابع يطرح موضوع الاحتراس من المؤسسات الدينية و فيه: الادامة الروحية المؤجلة, كيف بدأت بعض العادات الدينية, الاعتقاد و الايمان و اليقين المستعار. وفي الفصل الخامس نقرأ عن الممارسات الروحية وفيه: إكرام اللحظة الحاضرة, اجتهد لتصبح شكوراً, روح الصلاة, فعالية الادعية, فعالية الطقوس و الممارسات الروحية, الآيات في الآفاق.
أما الفصل السادس فعنوانه “الحكمة للرحلة الداخلية” و فيه نقرأ عن: البحث في الاتجاه الصحيح, ليست كل الدموع متساوية, شيئاً فشيئاً, طوبى للمرنين, حس الاتزان, شبكة الترابط, اشكر الله على التعدد, ازرع الامل عن طريق الصبر والإيمان, المعلم الحقيقي يشعل الضوء. الفصل التالي عنوانه “معرفة الله” وفيه نقرأ عن الاتصال بالسر وعن مقولة “إن شاء الله”. الفصل قبل الاخير موضوعه المشاركة في العالم و فيه: وأحسنوا, بناء المجتمع, العدل وحل الصراعات, وقر البطن التي حملتك, نصيحة عن الزواج, احترم الاطفال. أما في الفصل الاخير فنقرأ عن العودة للمنزل و الوطن الاصلي و يحتوي على المواضيع التالية: الوقت متأخر أكثر مما تتصور, النهاية قادمة, إنها ليست كما تتصور.
*ليث حادث: باحث عراقي مهتم بالأديان والتقاليد والممارسات الروحية. ينصب اهتمامه على التصوف في الثقافات الفارسية والتركية والهندية.