نساء الحج: تأملات نفسية في قصيدة صوفية

نساء الحج: تأملات نفسية في قصيدة صوفية

نساء الحج تأملات نفسية في قصيدة صوفية

بقلم: مونتغمري وات

ترجمة: عبد السلام الربيدي

 

منذ حياة محيي الدين ابن عربي وسؤال يتردد حول أشعاره ذات الطابع الجنسي في ديوانه “ترجمان الأشواق”؛ فهل تُفهم على وجهها الحرفي أم على وجهها الرمزي؟ أما هو فقد أكد أن تلك الأشعار تتحدث في جوهرها عن الحياة الروحية، وقد قُبِل هذا الكلام على عمومه، وعلى الرغم من ذلك، فإن باحثا مثل دوزي قد شكك حول ما يكمن خلف الصورة ذات الطابع الجنسي من إيحاءات. وقد كان من شأن علم النفس التحليلي الذي طوِّر خلال القرن العشرين، وخصوصا على يد كارل جوستاف يونغ[1]– أن يزيح كثيرا من العوائق التي تحول دون اعتبار أشعار ابن عربي وصفا للحياة الروحية، وفتح الباب أمام فهمها. وهذه الأبواب الجديدة مكملة لتفسيرات ابن عربي نفسه أكثر من كونها بدائل تنفي غيرها.

ومن المقرر هنا، على وجه التحديد، أن نأخذ في هذه المقالة قصيدة قصيرة (القصيدة السابعة حسب طبعة رينولد نيكلسون، لندن 1911م)، وأن نتعامل معها بالطريقة نفسها التي يمكن أن يناقش بها حلمٌ أو تهويمٌ خياليٌّ لإنسان معاصر. وسيكون همُّ تفسيرٍ من هذا النوع منصبا على الرقي الروحي للفرد حتى مرحلة النضج، غير أنه سيضع كل ذلك في السياق اللاهوتي المحايد الذي يقدمه الفكر النفسي الحديث وليس في سياق فلسفة ابن عربي نفسه.

ويفترض هذا النهج المتبع بأنّ القصائد، في المقام الأول، سجلٌّ لتجربةٍ ما، وأنّه بإمكاننا أن نحاول أن نفهم هذه التجربة في ضوء أدواتنا الاصطلاحية الخاصة. ونعلم من التعليقات الخاصة بالمؤلف[2] كيف فهم تلك التجارب طبقا لفلسفته العامة، وطبقا لبعض الأحول التي كان يربط تجاربه بها.

وما تجب الإشارة إليه هو أنّ هذا التفسير ليس التفسير الوحيد الممكن حتى من وجهة نظر المدرسة اليونغية نفسها، وأنّ دراسةً كاملة للقصائد الأخرى التي يتضمنها ديوان “ترجمان الأشواق” قد تؤدي إلى تعديل ما. ونقدم،هنا، نص القصيدة:

وزاحمني عند استلامي أوانسٌ
حسرن عن أنوار الشموس، وقلن لي
وكم قد قتلنا بالمحصب من منىً
وفي سرحة الوادي وأعلام رامة
ألم تدْرِ أن الحُسن يسلبُ مَن له
فموعدنا بعد الطواف بزمزم
هنالك من قد شفّه الوجد يشتفى
إذا خفن أسدلن الشعور فهن من
  أتين إلى التطواف معتـجراتِ
تورّع فموت النفس في اللحظاتِ
نفوسًا أبياتٍ لدى الجمراتِ
وجمع وعند النفر من عرفاتِ
عفافٌ فيدعى سالب الحسناتِ
لدى القبة الوسطى لدى الصخراتِ
بـما شـاءه من نسوة عطراتِ
غدائرها في ألحف الظلماتِ

والترجمة الإنجليزية التي قدمت هنا[3] موافقة لترجمة نيكلسون، ومعدلةً بعض التعديل في مواضع متعددة؛ لأسباب أسلوبية ولمقتضيات تأويلية[4].

وإنه لمن الواضح هنا أنّ هذه القصيدة تسجّلُ حلما تهويميا مؤسسّا، دون أدنى شك، على تجربة حقيقية في الكعبة. يبدأ الصوفي طوافه بتقبيل الحجر الأسود (أو لمسه بيده). ولكن، كما هو الوضع الاعتيادي في موسم الحج حيث الزحام الكثيف، كان الصوفي واعيا بالنساء المارّات به، وقد كنّ لابساتٍ “المِعْجَر”[5] وهو نوع من أغطية الرأس، وقد يكون مسدلًا على وجوههن كذلك. وعندما أسفرْنَ عن وجوههن لتقبيل الحجر الأسود، تأثر عميقًا لجمالهن، وقد تحدثن إليه وحذرنه من أنّ جمالهن خطِر، وقد أودى بكثير من الرجال، وإذا ما استجاب رجل لداعي هذا الجمال فإنه سوف يلقيه إلى مصير لم يخطر له على بال. وبعد ذلك دعونه أن يلقاهنّ بعد الطواف وسط خيمة، ووعدنه بسلوانٍ بعد حنينٍ ممض، ولكن في نهاية المطاف وقبل حدوث أي لقاء –إنْ افترضنا ذلك- خافت تلك النسوة، وتخفين وراء شعورهن المسدلة، واختفين خلف “غدائر الظلمات”.

وعند تفسير ذلك فإنّ أول ما يجبُ أن يؤخذ في الحسبان هو رمزية النسوة تلك، وما يبدو، على وجه التقريب، أنه من الممكن اعتبار تلك النساء “رموز الروح الأنثى”[6] حسب الاصطلاح اليونغي، وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الأمر يبدو صعبًا نوعًا ما لأن مفهوم “الروح الأنثى” في التجربة الأوروبية ينطوي على رمز واحد مفرد. هذا الرمز المؤنّث للروح يمثل الطاقة الخلاقة لللاوعي لدى الذكر. ومن هنا فإنّ في ظهور النساء ودعوتهن للصوفي ما يهيئ الفرصة لحدوث تقدم خلّاق في الحياة الروحية. ومن المهم في هذا السياق أنهن يأتين إليه وهو يقبّل الحجر ومن المفترض أن ذلك قد تم في بداية طوافه بالكعبة أو البيت الحرام. والطواف نفسه، هنا، دليل على الأرض المقدسة التي تمثل “النفس”؛ ذلك الجانب المتعالي من كينونة الإنسان الذي يتجاوز الوعي مع أنه في مساق عملية الإدراك. ويربط ابن عربي بين تقبيل الحجر وميثاق الارتباط بالله، وبذلك فهو يعترف بأن وجوده الحقيقي يكمن في إيقاف نفسه لله. ولأنه في تمجيده لله في الحج قد أظهر اعترافه في أكمل صورة، فإن إمكانيات جديدة للرقي الروحي قد كُشِفت أمامه وتتمثل في أولئك النسوة وفي كشفهن عن وجوههن. ويؤيد تفسيره هذا بربطه بين النساء والملائكة الحافين حول عرش الله (القرآن: سورة الزمر، الآية 75) [7].

ثم يأتي التحذير من النساء، وهو ما يمكن أن يفسر بتحذير من اللاوعي بأن هنالك خطَرا ما في الحال. ولكن ماهو ذلك الخطر بالضبط؟! وعند هذه النقطة تختلف ترجمتنا عن ترجمة نيكلسون بشكل واضح، فقد ترجم “اللحظات” بـ”ينظرن إلينا”[8] لكن النقل الطبيعي يقتضينا أن نترجمها بـ”اللمح الخاطف”[9] طالما أن الفعل “لحظ” يعني اللمح الخاطف. وعلى ذلك سيكون المعنى: “لحاظنا إليك وإلى الرجال الآخرين”. (وهنالك ما يوازي هذا المعنى في القصيدة رقم2 – البيت2، وقد ترجم باللحاظ القاتلة).

ومهما يكن من أمر حول ترجمة هذه الكلمات، فإنّ بوسع المرء أن يسأل، هنا، كيف يمكن للنظرات أو اللحظات أن تؤدي إلى الموت؟ ونلاحظ، مرة أخرى، أنّ نيكلسون يبدو ضالا في الاهتداء إلى المعنى لأنه يترجم “الأبيّات” بـ”الطامحات”، ولا يؤيده في ذلك إلا القليل من المعنى المعجمي، في حين أن الإيحاء الأولي يحيل على الناقة التي ترفض الطعام وتتأبّى على الفحل[10]. وإذا ما ترجمناها بـ”المتمنعات” أو “الرافضات” وفقا لهذا الإيحاء، فإنّ الموت يأتي هذه الأرواح نتيجة لرفضها الانصياع لعرض أولئك النسوة، أي رفضها السماح لطبيعتها الروحية أن تترقى.

وترجمة نيكلسون تتطابق مع تعليقات ابن عربي التي فيها أن النساء أردن القول: “لا تنظر إلينا وتقع في حبنا، فأنت قد خلقت لله لا لنا، وإلا فإنك ستحجب بنا عنه، ولسوف يبعدك عنه فتهلك”. وهذا، ولا شك، شكلٌ من أشكال الموت الروحي، لكنه فيما يبدو غير ملائم هنا بصورة خاصة، وهو، أيضا، أقل وقوعا في سياق البيت الذي يليه. والموت أو القتل إنما يأتي حينما تقع الأرواح، بصورة عارمة، في حب النساء، وإذا ما كانت هذه تجربة عابرة -وهي في حقيقة الأمر ضرورية من أجل الرقي الروحي-، فإنها لا تعني الموت الدائم الموصوف في تعليق ابن عربي، وإنما قد تعني الموت للروح أو “الأنا” الحاضرة. وهذا الاتجاه من التفسير يبدو أقرب من ذلك الذي يقدمه ابن عربي في تعليقاته. وحتى نبرر هذا العدول في تفسير ابن عربي، فإن من الممكن أن نشير إلى أنه مادام أن ابن عربي كان منشغلا بالدفاع عن نفسه ضد تهمة كونه شهوانيا “إروتيكيا”، فإنه قد قلص ما يبدو أنه استجابة جنسية إلى رموز روحية أنثوية. كما تحسن الإشارة، أيضا، إلى أن هذه الملاحظات مادامت قد أقيمت على أساس من ترجمة نيكلسون الموجزة لتعليقات ابن عربي، فإن من المحتمل أن يكون النص العربي متضمنا تأكيدا مختلفا نوعا ما.

أمّا الأماكن المذكورة في البيتين الثالث والرابع فكلها متصلة بشعائر الحج، ومع ذلك فإن فهمنا للأبيات لا يستلزم بالضرورة المعرفة بالشعائر بصورة مفصلة، بل أن نحاول معرفة ما تعنيه لابن عربي. ومن هنا، فإنّ “المحصب من منىً” هو مكان قريب من منى أو يقع على الطريق إلى منى – هو المكان الذي كانت ترمى فيه الجمرات، وهو عينُه ما يعدّه ابن عربي موضع التخلي عن المعاني الحسية والأفكار الشيطانية (التعليقات3،4). ويمكن أن نضيف أيضا التخلي عن ذكريات الآباء، وهي نقطة تستحق الوقوف عليها في استقصاء نفسي خاص، الأمر الذي سيبعدنا عما نحن بصدده إن تعرضنا له هنا، ولم تذكر “سرحة الوادي” في غير هذا الموضع من “ترجمان الأشواق”، وقد تعني السرحة، على وجه الدقة، شجرة طويلة من نوع خاص[11]، ويتحدث ياقوت الحموي في معجمه عن وادٍ يحمل هذا الاسم بين مكة والمدينة، غير أن الربط الدقيق هنا مفقود بصورة واضحة. كما أنه ليس هنالك مكان يدعى “رامة” يظهر في السياق المعتاد لأماكن الحج، غير أن هذا الاسم لا يزال مستخدما. ولقد نمى إلى علمي أن ابن عربي كان مغرما بالفعل “رام” وهو يربط بينه وبين الإحباط الملازم لتلبية رغبات الجسد (انظر تعليقاته،الصفحات88، 135، 147). أمّا كلمة “جمع” فتدل على سهل “مزدلفة”، وتعني هذه اللفظة “اللقاء”، ومن هنا فابن عربي يربط بين هذا المكان والاجتماع بالأحبة (انظر تعليقاته، ص 67 القصيدة 59، 146). وأما عرفات فإن الحجاج يقضون فيها زمنا غير قصير في الحضور مع الله.

إنّ معنى البيتين الثالث والرابع سيكون، إذن، أنّ رجال الحج في مراحل مختلفة يمرون بتجارب روحية عميقة تتوفر لهم فيها فرص الترقي في حياتهم الروحية؛ وهم يأبون الاستجابة للجمال الذي يظهر أمامهم لأنه -على الأرجح وكما يظهر البيت الخامس- يعكّر عليهم مغزى مسار ما ارتضوه من حياة، ويبعدهم عن التزامهم المحدد بالبحث عن الكمال والحقيقة بـ”تعففهم”، وعن رضاهم بـ”حسناتهم” التي جنوها حتى تلك اللحظة. ولعلهم يُقْتَلون، أيضا، لأنهم فشلوا في الاستجابة لداعي الحياة العُليا، بل لعلهم وقد ارتأوا أنهم رأوا الجمال المطلق نسوا أنّ فوقهم جمال أعلى؛ هو جمال الله ذاته. وربما كان المقصود من ذلك أن الروح أو “الأنا” الحاضرة يجب أن تموت (لأنها لا تقنع ولا ترتاح لحالتها الظاهرة)، وذلك حتى تعبر إلى مقام أعلى.

وعلى الرغم من تحذير رموز الروح الأنثى للصوفي في خياله من النتائج السيئة إذا ما استجاب لها، فإنها تذهب بعيدا وتقترح موعدا للقاء حيث يمكن له أن يلقاها بعد الطواف قرب بئر زمزم، وهو المكان الذي يمثل في صورته الرمزية عند ابن عربي محطة لحياة الخلود. ولذلك تكون الاستجابة لجمال تلك الرموز أن يدخل الصوفي في اكتمال حياتي أكبر. ويعبر عن مكان اللقاء بـ” لدى القبة الوسطى لدى الصخرات”، ونحن نجد تعبيرا موازيا قريبا لهذا التعبير لدى يونغ، وهو:” النقطة الوسطى في الشخصية”؛ وذلك عندما يقول يونغ (الأعمال الكاملة جـ6،الصفحات219، 365) : إن الأنا مركز العقل الواعي، لكنّ اللاوعي عندما “يُمتص” في الوعي فإن ذلك يحتم وجود مركز جديد في الشخصية الكلية، ويصور يونغ هذا المركز في منتصف الطريق بين الوعي واللاوعي. ويبدو أنّ في ذلك وصفا لطور من تجربة قريبة من تلك التي يقبل فيها ابن عربي دعوة النساء والتي يصفها هو نفسه بـ”البرزخ”[12] أي “الحالة الوسطى”. ومن الواضح أنه يعني بـ”الصخرات” الأجساد الحسية الحاملة لتلك الإسقاطات النفسية.

وليس من الواضح إن كان المتكلم في البيتين السابقين النساءُ وهنّ يقدمن وعدا؟ أم الصوفي وهو يصف تجاربه التالية؟. وحتى إن كان المتكلم هو النساء فلا بد أن يكون الأمر متعلقا بما قد مضى وانقضى. أما هو، فإنه وهو يلتزم باللقاء فإنه إنما يطلب سلوانا لما به، وهو وقد شفه الوجد يجد شفاءه في ذلك اللقاء وبه يجد قدرا من الرضا. وهذا النوع من التجارب معروف تماما، وهو يأتي، في أغلب الأحوال، في المراحل الأولى للحياة الروحية. وأما في حالة ابن عربي، كما تظهر القصيدة، فإن ما ينطبع في الذهن أن الأمر لم يدم طويلا. ولسببٍ ما، لم يُذكر في القصيدة، تُخاف النسوة. ويذكر ابن عربي في تعليقاته أنهن خفن لأنهن لا يردن لإطلاقهن أن يكون مقيدا بالصور، وأنهن أردن أن يُشعِرنه بأنهن حجابٌ على أمر ألطف. ونحن نجد ما يوازي ذلك في تجارب متصوفين آخرين. وفي القصيدة أن تلك النسوة الخائفات يسدلن شعورهن حولهن. ونحن نقدر من خلال ذلك أن نفترض أن الصوفي أصبح عاجزا عن أن يتبيّن وجها أو شكلا لهن. إنهنّ، إن صح ذلك، مستورات بـ”غدائر في ألحف الظلمات”، وبعبارة أخرى تزحف هذه المرحلة من التجربة الروحية نحو نهايتها، وما سيلحقها هو أمرٌ لم يظهر بعد، لكنْ على الصوفي أن يواصل طريقه، حتى دون رؤية للجمال الذي من شأنه الإمداد بالشفاء والسلوان.

وختاما فهذا طريق واحد من طرق ممكنة كثيرة لتقديم تفسير حديث لقصيدة ابن عربي هذه. وفي حين أن تفاصيل هذا التفسير مفتوحة على الأسئلة، فإن المأمول هو أن يكون من شأن هذا التفسير أن يوجه الآخرين حتى يجدوا في قصائد ابن عربي شيئا قيما للعالم المعاصر.

[1] ) كارل جوستاف يونغ عالم نفس سويسري، وهو مؤسس مدرسة علم النفس التحليلي، وله من المساهمات العلمية ما رفع اسمه إلى صف العالم المرموق فرويد الذي رافقه سنوات حتى اختلفا وتفرقا.

[2] ) يقصد بذلك تلك التعليقات أو الحواشي التي وضعها ابن عربي على ديوانه وهي بمثابة شرح لرموز الديوان، وقد أسمى ذلك الشرح “ذخائر الأعلاق في شرح ترجمان الأشواق”. (المترجم)

[3] ) في النص الأصلي الإنجليزي (المترجم).

[4] ) أثبتنا هذا عمدا؛ فالكاتب يشير إلى الترجمة الأنجليزية في نسخة نيكلسون، ولهذه الإشارة أهمية لأنه سيختلف مع نيكلسون في معاني بعض الكلمات كما سيأتي لاحقا. أما نحن فقد رجعنا إلى أبيات القصيدة كما هي في ديوان “ترجمان الأشواق” لمحيي الدين ابن عربي، دار صادر بيروت، ط 3، 2003 م.، الصفحات32، 33، 34. (المترجم).

[5] ) جاء في لسان العرب: “المِعْجَر: ثوبُ تعتجِر به المرأة أصغر من الرداء وأكبر من المقنعة “. (المترجم).

[6] ) يأتي مصطلحAnima عند يونغ مقابلا لمصطلح Animus، ويعني الأول المبدأ الأنثوي لدى الذكر بينما يعني الثاني المبدأ الذكوري لدى الأنثى. أما الأساس المعجمي للكلمة في اللغة اللاتينية فيحيل على معنى الروح والحياة، وهو ما رمى إليه يونغ. انظر عن معنى هذا المصطلح، على سبيل المثال،: Webster’s Encyclopedic unabridged Dictionary of the English Language_ entry: anima (المترجم)

[7] ) يقصد قوله تعالى في الآية الأخيرة من سورة الزمر: {وتَرَى المَلآئكةَ حَآفِّيْنَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُوْنَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وقُضِيَ بيْنَهُمْ بِالحَقِّ وقِيْلَ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ}. وقد أورد ابن عربي هذه الآية في شرحه للبيت الأول، وأوّل الأوانس بالملائكة الحافين الذين حضروا امتداد اليد اليمين المقدسة إلى المتكلم ليبايعها البيعة الإلهية فكانوا أنسا له. (المترجم)

[8] ) looking at us

[9] ) a side long glance

[10] ) يقصد بذلك ما ورد في المعاجم القديمة عن معنى هذه الكلمة كقول صاحب اللسان: “الأبية من الإبل: التي ضُرِبت فلم تَلْقَح كأنّها أبتِ اللقاح”. وهذه نظرة فيلولوجية يقدمها وات لنقد ترجمة نيكلسون من خلال الرجوع إلى المعنى التاريخي لكلمة” أبية”. لكن هذه النظرة تسقط إذا ما علمنا أن نيكلسون رجع في ترجمته إلى المعنى الذي يقدمه ابن عربي في شرحه، فابن عربي يقول: “يعني بالنفوس الأبية التي تحب معالي الأمور وتكره مذام الأخلاق والتعلق بالأكوان..” أي الطموح نحو الأعلى. (المترجم)

[11] ) هذا معنى من معاني “سرحة” كما يرد في لسان العرب أيضا. لكن ما أورده ياقوت يبدو أقرب إلى المعنى الكلي للبيت: أي اسم موضع، ولعله مأخوذ من “سرحت الماشية تسرح سرحا وسروحا: سامت” فقد تكون السرحة – طبقا لذلك -المكان الذي يُسرح فيه أي المكان الفسيح المنبسط، ويؤيد ذلك استخدام هذه المفردة في بعض اللهجات العربية المعاصرة بهذا المعنى، كما يؤيده النص نفسه فهو يتكلم عن (سرحة الوادي) أي ما انبسط من الأرض، وعن (أعلام رامة) والعلم هو الجبل؛ أي ما ارتفع عن الأرض، ففي البيت مقابلة بين المنخفض والمرتفع. (المترجم)

[12]) جاء هذا الوصف في شرح ابن عربي للبيت. (المترجم)

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!