نجيب محفوظ وذكريات نادرة في حب الفلسفة

نجيب محفوظ وذكريات نادرة في حب الفلسفة

 

محفوظ وذكريات نادرة في حب الفلسفة

رشا ماهر البدري*

“إني لأعجب لما يدعوني للقلم، فالكتابة فنّ لم أعرفه لا بالهواية ولا بالمهنة، ويمكن القول أنه فيما عدا الواجبات المدرسية على عهد صباي، والأعمال المكتبية المتعلقة بوظيفتي، فإنني لم أكتب شيئًا على الإطلاق….لقد ضاعت الحياة، والقلم ملاذ الضائع، هذه هى الحقيقة. إن الذين يكتبون هم في العادة من لا يحيون، ولا يعني هذا أني كنت أحيا من قبل، ولكنني لم أكن آلو أن أرنو لأمل بسام أستضيء بنوره، وقد خمد هذا النور.”

السراب-محفوظ

 

في لقاء قصي الندرة لأديب الواقعية السحرية، المصري حتى النخاع، نجيب محفوظ (1911/2006 ) ضمن تسجيلات تراثية للجمعية الفلسفية المصرية (مدة التسجيل ساعة وربع تقريبًا، مع ضعف دقة التصوير واقتطاع بعض الحديث)، احتفاءً بحصوله على جائزة نوبل عام 1988، في حضور رئيس الجمعية آنذاك أ.د.أبو الوفا الغنيمي التفتازاني (1930/1994)أستاذ الفلسفة الإسلامية والتصوف، والمفكر اليساري د.محمود أمين العالم (1922/2009)، ود.محمد عبد الهادي أبو ريدة (1909/1991) أستاذ الفلسفة الإسلامية -من دفعة محفوظ في فلسفة آداب القاهرة- وأستاذة الفلسفة اليونانية وفلسفة الجمال د.أميرة حلمي مطر(1933+ ) وسكرتير الجمعية،المفكر التراثي، اليساري الإسلامي، الظاهرياتي، صاحب المشروع الفكري “التراث والتجديد” د.حسن حنفي (1935+)،وأستاذ فلسفة العلوم والمنطق د.محمد مهران رشوان(1939/2012)، وأستاذ فلسفة العلوم والمنطق د.حسين علي حسن…وغيرهم. كذلك فريق من المعيدين، والمدرسين المساعدين، آنذاك، د.يمنى طريف الخولي (أستاذة فلسفة العلم والفلسفة المعاصرة حاليًا)، ود.محمد عثمان الخشت (أستاذ فلسفة الأديان، والمستشار المصري الثقافي بالرياض حاليًا) ود.هالة أبو الفتوح (أستاذة الفكر الشرقي القديم حاليًا) وغيرهم.

كان اللقاء وود الأصدقاء والقراء، مع خُلق محفوظ الدمث، خفة ظِلهِ، شدة تفاعله،تواضعه الجَّم، وتصريحات صادقة عن روايته “أولاد حارتنا” التي أثارت جدلًا كبيرًا.. مقتطفات منه، في تصرف طفيف، كالتالي:

 

نجيب محفوظ “جبرتي” هذا العصر، وفي حقيقته “ظاهرة” يجب أن يدرسها طلابنا.  (التفتازاني)

شهادات وآراء:

أبو الوفا التفتازاني: إنه لمن دواعي سروري، أن نستقبل اليوم أديبنا الشهير نجيب محفوظ. لقد تأثرَ بما كان سائدًا في القسم آنذاك، وترك بصماته على الفلسفة والأدب. له كتابات فلسفية معروفة، قديمة، ربما قبل أن يتجه تجاهًا كاملًا نحو الأدب، ونحن لا نفرق بين الأدب والفلسفة، فالأدب في حقيقته فكر، والفكر أحيانًا يكون أدبي. فحين نرحب به في قسم الفلسفة وجمعيته الفلسفية، نشعر بأنه منّا ونحن منه.

هناك جوانب في أدب نجيب محفوظ، تحتاج إلى المزيد من العناية والبحث، فعلى سبيل المثال لا الحصر، التصوف وأنا متخصص في التصوف… التصوف في أدب نجيب محفوظ، لم يدرس بعد دراسة كافية، ومحفوظ يذكرني دائمًا بمؤرخ مصر المشهور “الجبرتي”. ما وجه الشبه؟ وجه الشبه هنا أن الجبرتي إستطاع بحسه المصري، أن يصور لنا مجتمعنا المصري في مرحلة سابقة، وأن يجعلنا نعيش هذا المجتمع. فمثلًا الصورة التي يقدمها لنا الجبرتي عن حي الحسين، والطوائف الصوفية التي كانت فيه،وتلك الطرائف التي يذكرها عن عاداتنا وتقاليدنا الإجتماعية، حينما نقرأ هذا للجبرتي نشعر أننا نعايش هذه الفترة، ونشعر فيها بالانتماء إلى هذا المجتمع. نفس الشيء ونفس الشعور شعرت به حينما قرأت “الثلاثية” منذ زمن طويل، فأحسست أني أعايش هذا المجتمع. وأشعر أنني مع محفوظ أعيش في وسط هذا المجتمع بكل أبعاده المختلفة. الحِس ذاته وجد عند أديبنا محفوظ، ولو أن الجبرتي مغايرًا، لكن لديه الحس الاجتماعي والحس الذي يجعلك تعايش الواقع، كذلك نحن مع محفوظ نعيش هذا المجتمع.

التصوف مذكور بالطبع في أدب أستاذنا الكبير، وأعتقد أنه تأثر بما كان سائدًا في حي الحسين وحي الجمالية… عايش هذه الفترة وعايش هذه التقاليد وهذه العادات، ولذلك نجد أدب نجيب محفوظ غني بالروحانية. أعتقد أن الصفاء الذي بدأ به أديبنا نجيب محفوظ مأخوذ من هذه الفترة التي عايش فيها هذا المجتمع، وعايش خصوصيته، تقاليده وعاداته الدينية.. إن الطرق الصوفية، والتقاليد، والعادات الدينية مستمرة، كأنك تعيش عصر الجبرتي، مع اختلاف بسيط. هذه الروحانية التي نعيشها فيك، هى روحانية مستمدة من الواقع.. تحية إلى أديبنا، وأستاذنا، وفيلسوفنا. وأصر على أن نجيب محفوظ “مفكرًا”، وله مواقف فكرية يجب أن تستخلص من أدبه، ويكتب عنها. نجيب محفوظ في حقيقته “ظاهرة”، يجب أن يهتم طلابنا بدراستها… إنك بين أسرتك، زملائك، وتلاميذك.. مرحبًا بك مرة أخرى،وشكرًا لك.

أبو ريدة: لكم أن تتصوروا معي في عام 1932/1933، في هذا المكان أمام الغرفة 12 (مبنى كلية الآداب القديم)، كنا في السنة الثانية أو الثالثة في قسم الفلسفة، وكنت واقفًا مع الأستاذ الصديق نجيب محفوظ، والزميل المرحوم الدكتور علي أحمد عيسى، والأستاذ الدكتور توفيق الطويل، وقد كان يحدثنا عن ما بدأ يكتبه، وأذكر أنه حدثنا بأنه “يكتب ويمزق.. يكتب ويمزق”، هذه كانت المسودة التي تطور بعدها نجيب محفوظ ليكون أديبًا عالميًا، ينل جائزة نوبل التي نالها كبار الأدباء على مستوى العالم.

الأستاذ نجيب، صمد في مكانه، ونحن إشتغلنا بالفلسفة.. وإني شخصيًا طُفت في البلاد العربية، وتغربت عن مصر مدة طويلة.. لكن كنت وأنا في الخارج أرى الشباب وهم يقرأون أعماله في شغف… وإنّي أوجه التحية لهذا الخيال الرائع، وهذه القدرة الكبيرة على إختيار الشخصيات، بأدوار وتوزيع الأدوار على مختلف المستويات والظروف، وتجدها مرسومة تكون في ذهني، تصورًا يمثل لنا تاريخًا من البشر ومواقف إنسانية تستحق منا كل الدراسة وكل الاهتمام.

 

ذكريات محفوظ في حب الحكمة:

“الفلسفة علمتنا أشياء كثيرة في سبيلنا… علمتنا كيف لا نتسرع بالحكم، ونتأمل الأشياء. وكيف نتسامح للدرجة التي لا تُخلّ، بأن لكل شيء أكثر من وجه، وكل موقف له خلفياته… وكان الواحد في أشد الأزمات، البعيدة عن الفلسفة، فتعطي له قدر كبير من العزاء العقلي؛ لأنه هناك عزاء عقلي مثل العزاء الروحي.

نجيب محفوظ

“الحقيقة، أنا حضرتاجتماعات كثيرة ولكن لم أشعر بهذا الشعور بينهم؛ لأني شعرت هنا أني عائد لعائلتي، ويمكن عائلتي القديمة وليس عائلتي الجديدة. لذلك لم أفكر، إطلاقا وبكل أمانة، في موضوع أتكلم فيه أو ترتيب نقاط، أو يا ترى ماذا سيقولون وماذا أقول؟، لأني أشعر أني هنا سأتكلم مثل كلامي في بيتي، وأن أي كلام سيلاقي صدى ومعنى؛ لأني تقريبًا أنا في هذه الجلسة مقسم إلى أربعين أو خمسين شخصًا، كلهم أصداء لبعض ويفهمون بعضهم البعض، ويحبون بعض، وينظروا إلى الدنيا نظرة قريبة أو موحدة.

الحقيقة، حينما رأيت الدكتور أبو ريدة اهتزّيت من أعماقي، (يلتفت إليه في دهشة) ده أنا تقريبًا ما شوفتكش من يوم تخرجنا (الضحك يملأ الأجواء) أه واللهِ، بعثة، وحرب، وكل واحد راح في مكان، والغريب أني لآخر لقاء، وفي كل مقابلة لأي شخص من قسم الفلسفة أسأله عن أخبار أبو ريدة؛ لأن رغم الفراق الطويل هذا، فهو من الناس اللي الواحد لا يمكن ينساهم، بحق. كان أول دفعتنا، وكان في غاية الذكاء والخلق، حقيقةً.كنت أنا وعلي عيسى وتوفيق الطويل وهو “رباعي” لكن في وجوده نكون “جَد شوية”، يمكن لما نِكون في ثلاثتنا نِحب نِضحك شوية، نتكلم في السياسة، إلخ. إنما في وجود أبو ريدة لابد يكون الكلام في الفلسفة، ويمكن في الفلسفة الإسلامية كمان (الضحك يعلو للسماء). كانت الكلية أيامها، يمكن ليس بها اثنين ثلاثة مصريين، أليس كذلك (يوجه الحديث لأبي ريدة، فيؤكده) منصور فهمي، ومصطفى عبد الرازق، هذا قسم الفلسفة، وطه حسين في قسم الأدب، كنا ساعات نزوّغ بعد الضهر ونحضر محاضره عنده. الباقي كله من الأجانب، ولم تكن الأمور تبلورت مثلكم في هذه الأيام، فقد أصبح اسمأحد الأساتذة خلفه مباشرة تخصص معين في الفلسفة.. هؤلاء كانوا أساتذة يقدمون الفلسفة مثل:”اللي ماسك بإيد واحد، بيلف به في معرض وهو محايد. وبيقول له دي صورة لفلان ودي لعلان، ودي ميزاتها كذا ودي كذا، دون اعتناق يعني… إنما كانت أيام جميلة”. وذهبنا للفلسفة بآمال كبيرة جدًا، الحقيقة، أنا فاكر حين إختيار التخصص، كان غالب على الثقافة “الفكر”، العقاد، طه حسين، سلامة موسى،… وعرفت عن قسم الفلسفة في كتاب لجوستاف لوبون أظن اسمه “التربية” أو غير ذلك… ظننت أني سأدخل للفلسفة لأتخرج بعد أربع سنوات أعرف: المصير، وحقيقة الوجود مثل “الطبيب” (قهقهة عارمة، وهمس في الأجواء بأنه بدأ يُصرح)… ربمالم نخرج بهذا، لكن الفلسفة علمتنا أشياء كثيرة في سبيلنا، واللهِ. علمتنا كيف لا نتسرع بالحكم، ونتأمل الأشياء. وكيف نتسامح للدرجة التي لا تُخلّ، بأن لكل شيء أكثر من وجه، وكل موقف له خلفياته… وكان الواحد في أشد الأزمات، البعيدة عن الفلسفة، فتعطي له قدر كبير من العزاء العقلي؛ لأنه هناك عزاء عقلي مثل العزاء الروحي. وأعتقد أن هذه الصفات الجليلة التي فيها أمكنت الإنسان وهو يقص الحواديت للناس، أن يُطعِّم الحواديت بشيء أكثر من مجرد الحدوتة والتسلية.

الحقيقة، أنا لا أتمنىإني أحكي، وأحب أن يكون الحوار متبادل، خاصة أني جالس مع “عقول مصر”، وأشكركم على تهيأتكم لي هذه الفرصة، أن أجلس في هذا “الجو”، وأستمتع بكل ما فيه من حقيقة وكمال، قديمهُ وحديثه.. شكرًا لكم.”

حوار مفتوح

  • حسين علي: ربما لا يكون السؤال ليس بالتحديد لأستاذنا نجيب محفوظ، ربما أتساءل بيني ونفسي، وخاصة ونحن في وسط أساتذة كبار في الفلسفة، وأديبنا محفوظ خريج الفلسفة، وكتاباته التي لها بعد فلسفي واضح، وهذا ما يميزه. الشحاذ، أولاد حارتنا،… هنا أتساءل، أما آن الأوان أن نكتب عن الجانب الفلسفي في أعمال نجيب محفوظ؟ فنحن كثيرًا ما نكتب عن فلسفة كانط، فلسفة هيجل، بينما يجب أن نكتب عن أنفسنا، وعن مفكرينا.
  • محفوظ: (للأسف،معظم الحديث مقتطع وغير واضح)يخيل لي أن النمل غطى كل شيء عن الوجود….”الأدب” إما أن يكون عن طريق التربية العامة أو عن طريق نوع من التطبيق والتركيز،… ليتسم بالفلسفة في النظرة الشمولية مثلًا، أو تعدد الجوانب، أو بعض المواقف الفلسفية التي يمط بها الرجل العادي، عن وعي أو غير وعي. يخيل لي، والله أعلم، أن الفلسفة لم تتسرب إلى عملي إلا في هذه الأوجه.
  • (إجابة عن سؤال في المعايشة وملامح الشخصيات) في الحقيقة، من إهتم أن يعيد كتابة الذي يقرأه أنا بمفردي، وهذا ما أسميه “الاستعداد”. وهناك دراسة للشخصيات بأصل وهدف، والذي ظهر في ريبورتاج الصحف. يعني نكلف شخص يذهب يتكلم عن حادثة أو عن شخص يتكلم مع أصدقائه فيخبره، يعمل دراسة ميدانية ويقدم الخلاصة. أغلب الشخصيات التي خزنت لديّ، اتخزنت تلقائيًا، وأنا لا أفكر أني سأكتب فيها، على الإطلاق. إني أعايشها، لا أكثر من هذا، وربما كل الإختلاف بيني وبين زميلي الذي يمكث بجواري في القهوة أو من في البيت، أني أنظُر أكثر منه، لسبب يعلمه الله. أرى الحركة، بيحرك رأسه كيف، بيقول ماذا.. بينما من بجواري يركز على ما يقوله فقط… عملية التخزينالتي تعطيك المادة ببراءة، وتعطي روحها بتلقائية ودون أدنى تعمد، وتحيا في نفسك (يشير إلى قلبه) وأنت لا تفكر أنك سكتب عنها كلمة في يوم من الأيام، أو أنها ستلعب دور في مسرحك. الشخصيات نتلقاها هكذا، أو هذه تجربتي الشخصية مع الشخصيات. جزء من الحياة يجمعني وإياها حب الاستطلاع، وحب الاندماج، لا أكثر ولا أقل.
  • مهران: رواية “أولاد حارتنا”، ربما من ربع قرن قرأت هذه الرواية.. لكنني ما زلت أتذكر تمامًا ما قرأته، وما فهمته منها. لا أدري ما فهمته هل كان خطأ أم أن الأخرين قد فهموه خطأ؛ لأني فهمت في النهاية في شخصية “عرفة” وهو آخر شخصية، أنه يمثل “علم الحديث” الذي إدعى المعجبون به أنهم قد استطاعوا أن يقضوا على أمور دينية معينة متمثلة في شخصية “الجبلاوي”.. وبعد أن تسرب “عرفة” وصاحبه إلى بيت “الجبلاوي”، وأخذ الناس في حارتنا يضربون كفًا على كف، ويقولون لله الأمر، ومن بعد العمر الطويل “مات” الجبلاوي. فهمت من نهاية القصة أن نجيب محفوظ “مؤمن” تمام الإيمان؛ بدليل أن عرفة قد “تاه”، بعد أن أشيع أن “الجبلاوي” قد مات أخذ عرفة يلقي باللوم على صاحبه، وصاحبه يلقي باللوم عليه. وهى “إشاعة” لم تصل إلى تقرير “حقيقة”. أتذكر، أن “عرفة” قال لصاحبه: “ماذا نفعل بعد الجبلاوي، لا حياة لنا، لا نستطيع أن نعيش بدون الجبلاوي”. فلا علم بدون دين، وبالتالي الدين هو الحافظ للعلم. هكذا فهمت القصة، هل ما فهمت صحيحًا أم أنني على خطأ؟
  • محفوظ:الخطأ إعطني عنوانه (الضحك يملأ الكون)… واللهِ، أنا يوم ما كتبتها كان بعد فترة توقف طويلة(سبع سنوات، يعلق أحدهم)ولا أدعي أنه كان هناك أمور واضحة في ذهني، فأقول دور الدين، دور العلم، إنما كان هناك بعض الأفكار والقلم يكتب. ولم أنقلب ناقدًا لهذه الرواية، إلا يِمكن في الأيام الأخيرة، وحملة الهجوم عليها.كنت أتذكرها قطعة قطعة…. بعيد عن وصايا “الجبلاوي”، وكان هدف الثاني الذي هو “تلميذه”، أن يقوم بإحياء الجبلاوي، ويعني “الإحياء” هنا أن القيّم التي ضاعت لابد أن تسند العلم (يبتسم للجميع في صمت برهة). الرواية ليس فيها حملة على الدين، ولا سخرية من أنبياء. إن سوء التفاهم الذي بين “الرواية” وبعض “الشيوخ”، في “أزمة” التلاقي، لا أكثر ولا أقل، هى كيف تقرأ رواية؟

 

“المحب للحكمة، والباحث عن الحقيقة، الخالد فيها”، هكذا كان نجيب محفوظ، وسيظل.

29-8-2015

*فلسفة، آداب القاهرة. كاتبة مصرية.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!