عالم صوفي ودروس الحكمة

عالم صوفي ودروس الحكمة

عالم صوفي ودروس الحكمة

“قراءة في ماهية التصوف”

رشا ماهر البدري(*)

“سلام ومحبة لطير يمضي، ولا يترك أدنى أثر وراءه”.

الإنسانُ المتصوفُ يتناولُ أمورًا ضرورية وقصيّة في تزكية النفس وإصلاح القلب وطهارته عن العيوب، لنقاء بيّن كتجلي للذِكر ونسمات الرحمة، لسلك طريق الترقي بين الأحوال والمقامات. يكونُ الصوفيُّ حيث اللاحروف، اللاحُجب، اللاصِور، اللاإنّية، اللاوجود. الصّوفيُّ صفاء صرف، روح محبة، وجد خالص، حنين للتقوى، وقلبه في نوره المشكاة والمصباح. تنتفض روحه عن شواغل الدنيا، لتطيرَ صوبَ الحقِّ، النور في علاه؛ فهو القصد وإليه السبيل.

عمق التراث الصوفي نافذ الغور في تاريخ الإنسانية، ولا علم لأحد على وجه الدقة بكُنه هذا التراث. جميعها اجتهادات ومحاولات لتكشُّف الخطاب وسماته، اللغة وأصالتها، الدلالات والإشارات الغامضة، البوح عن التجارب والرحلات البينية (بين الذات والموضوع، الأحوال والمقامات، الحقيقة والمجاز)، وصور لأفكارٍ مقدمة للعالم كطريق مغاير للطرق التقليدية.

تجاربهم جميعًا تجاوز الزمان والمكان، ليصلوا بعد معاناة وربقة الوحشة إلى بهجة الأنس ووئام تام وفق اليقين في ظل الحضرة الإلهية والآن الأزلية. هنا والآن تطرح عدة أسئلة شائكة قد تربك المتلقي: هل نحن جميعًا متصوفةٌ بدرجةٍ أو بأخرى؟ وما ماهيةُ التّصوفِ؟ ما طبيعةُ الذهن/القلب الصوفي؟ ما ذلك السّلامُ الذي لا يُوصف؟ وكيف تكون وحدةُ الهويّة بقلب الاختلاف؟ أهي تجربةٌ ذاتية حقًا؟… وغيرها من أسئلة، محاولة الإجابات عنها تستمر إلى الأبد. لكن بعيدًا عن بنية النص “المحتجبة” في أغلب طرق تقصي جوهره، والتّناص الضمني والعلني للنصّ ودلالاته، فإن المسح المعرفي لهذا التراث الروحي، مسحًا أفقيًا، قد يظهر خفايا إنسانية عالمية، لطرح جوهر أخلاقي لإنسان مغاير، ثورته الحقة ووجوده –فنائه المادي- الحق من عمق روحه.

 

عالم الصوفي:

“والله ما طلعت شمس ولا غربت، إلا وحبك مقرون بأنفاسي” (الحلاج)

ذهب الفيلسوف والمؤرخ وعالم المنطق والرياضيات “برتراند راسل” (1872- 1970)، إلى أن الفيلسوف الحق يشعر بالحاجة للمزج بين العلم والتصوف([1]). وعبر تقديمه لعدة فلاسفة كنماذج للاتحاد بين التصوف والعلم: هيراقليطس، بارمنيدس، أفلاطون، سبينوزا، يرى أربع خصائص للصوفية –بمثابة عقائد- يتميز بها جميع المتصوفة، كالتالي:

  • طريق المعرفة: الصوفي يعيش في النور الساطع للرؤية، عبر ما يمكن أن يسمّى بالوحي، اليقين أو الحدس والبصيرة، في مقابل الحاسة والعقل والتحليل. ذلك من تصور وجود حقيقة خلف عالم الظاهر، تختلف تمامًا عنه، محتجبة وراء الظلال الرقيقة للحواس، لكنها متاحة للعقل “القابل لاستقبالها”، فتشرق بكل عظمتها. ذلك رغم غباء الإنسان ومحدوديته.
  • توحد التناقض: الحقيقة واحدة غير قابلة للانقسام، تأتي من نفس الدافع تجاه التوحّد. لذا “الطيب والخبيث شيءٌ واحدٌ”.. و”الطريق لأعلى والطريق لأسفل هو نفس الطريق” حسب ما رأى هيراقليطس.
  • اللازمن: الطبيعة الصوفية تنكر حقيقية الزمن، وهذا نتيجة لإنكار الانقسام؛ فإذا كان الكل واحدًا، فالتفرقة بين الماضي والمستقبل حتمًا وهميّة، حلقات وهمية تقيد الإنسان وتحجب الله عن الأنظار. الزمن خاصية غير هامة وسطحية للحقيقة، وإدراك عدم أهميته يعد بوابة الحكمة؛ “فمن يرغب في رؤية العالم الحق، وأن يرتفع بفكره فوق طغيان الرغبات العملية، لا بد أن يتعلم كيف يتغلب على الفرق في السلوك تجاه الماض والمستقبل، وأن يستشرف تيار الزمن بكامله برؤية واحدة شاملة”([2])
  • وهم الشر: كل الشرّ ما هو إلا مجرد مظهر؛ مجرد وهمٍ نتج عن الانقسامات والتعارضات للعقل التحليلي. فالقسوة، مثلًا، ليست حقيقية إنها تنتمي للعالم الأدنى من الأشباح، ذلك الذي يجب أن نتحرر منه بالإدراك العميق. وفيما يعد مميزًا لأخلاق الصوفيين، غيابُ القنوطِ أو الاعتراض عندهم؛ فهم يقبلون بغبطة عدم الاعتقاد في الحقيقة النهائية، بالانقسام لمعسكرين متضادين: الطيب والخبيث؛ نتيجة لطبيعة الخبرة الصوفية وإحساسها بالوحدة المرتبطة بالسلام. العالم كله يستحق الحب والعبادة.

ورغم أن راسل ينته إلى عدم معرفة أي شيء عن حقيقة أو زيف العالم الصوفي، إلا أنه يقرّ بأن العقل مجرد منسّق، “قوة قابضة ومنسّقة وليست قوة خلّاقة، حتى في الإطار المنطقي البحت، فإن الإدراك هو الذي يصل أولًا إلى ما هو جديد”([3]).

لذا، على سبيل المثال، ولأننا في رحاب “الطواسين”، فإن الحسين بن منصور الحلاج (858- 922م)، مغايرًا، كان في كشف مستمر للزيف والظواهر السابح فيها المجتمع. يرى أن‏ التصوف استهلاك في حقائق الحق، والفناء عن جميع صفات الخلق. لذا حينما جهر وأعلن بلطف التجلي واستهلاك ناسوتيته في لاهوتية الخالق وتلاشيه في أنواره، كان يعلن عن مقام تصوفه وأنسه([4]) .فقد غدا لسانه عن حاله ووضعه مخبرًا. وعلامة العارف “أن يكون فارغًا من الدنيا والآخرة”.. و “إذا انحل القفل عن القلب صار ربانيًا، فأشرف على الغيوب”([5])

الكلّ موجودٌ بالداخل، وأنت تضغط على ما تريد تكشفه، فينفتح شلاله.. الداخلُ إمكانيات مستمرة، أصلٌ تتشكل له صور في الخارج. الداخلُ إمكانيات مستمرة تعيد تكوينها كل لحظة وكل نفس ..الداخلُ ليس لونًا واحدًا أو بذرة واحدة، فقط، تكشف هذا الداخل.

“استشعر خلفي كل هذا الجوهر المكافح يصارع خلف الظواهر ليلتحم بقلبي، لكن الجسد يقف حائلًا بيننا ليفرقنا، والعقل يقف حائلًا بيننا ليفرقنا” (كزنتزاكيس)

بطرح المفكر والشاعر والروائي نيكوس كزنتزاكيس (1883-1957م)–تلميذ برجسون- في روايته/ملحمته “تصوف: منقذوا الآلهة”([6]) عدة واجبات–علنية- على الإنسان ليدرك الرؤيا التي تستطيع استيعاب التياران المقدسان: الحياة والموت. وأن تضبط هذه الرؤيا الفكر والسلوك معًا.

  • الواجب الأول: إدراك وتقبل حدود العقل الإنساني، بلا محاولات عصيان لا جدوى منها. والعمل ضمن هذه الحدود الصارمة، بلا شكوى وتذمر، بلا توقف.
  • الواجب الثاني:معاناة تحطيم الجسد، كي تتدفق وتلتحم باللامرئي، أن يصمت العقل لكي تسمع صياح اللامرئي.. فلنتحد ونتماسك بقوة، ولتلتحم قلوبنا ونبدع. لنبدع عقلًا وقلبًا على هذه الأرض، ولنعط معنى إنسانيًا لكفاح التسامي لما بعد الإنساني.
  • الواجب الثالث: اترك وراءك القلب والعقل، وتقدم إلى الأمام، واخط الخطوة الثالة، عليك أن تنجو من البساطة الفجة للعقل الذي ينظم ويأمل في السيطرة على الظواهر. عليك أن تنجو من رعب القلب الذي يبتغي ويأمل العثور على الجوهر. انتصر على العقبة الأخيرة الأكثر إغراءً: الأمل. الآن، أعرف أنني لا أطمع في شيء، ولا أخاف من شيء؛ لقد تخلصت من العقل والقلب وصعدت لأعلى. أنا حر، وهذا ما أبتغيه ولا أبتغي شيئًا عداه، فلقد كنت أطلب الحرية. و”النضال” لأجل الحرية فضيلة كبرى. وربما هذا عين ما طرحه الحلاج حينما قال بأن “من أراد الحرية فليصل العبودية” و “صدور الأحرار، قبور الأسرار”.

ينته كزنتزاكيس إلى أن الإنسان مزود بالأشواق، والقوة اللتين تمكنانه من الانعتاق. وأن عودتنا للظواهر ثانية عقب اتصالنا بالجوهر الرهيب، سيكون لها قيمة عظيمة.

الوجد والتجلي:

“الوَجْدُ يُطربُ مَن فِي الوَجْدِ رَاحتُه،والوَجْدُ عِنْدَ وُجُودِ الحَقِّ مَفَقُود،قَدْ كَانَ يُوحِشُني وَجدْي ويُؤنِسُني، لِرُؤيةِ وَجْدِ مَن فِي الوَجْدِ موجود” (الحلاج)

“لا تجزع من جرحك، وإلا فكيف للنور أن يتسلل لباطنك؟” (جلال الدين الرومي)

 

بعيدًا عن شحوب المفاهيم، يأتي “الوجد” من سر العمق الحميم والخفي، في “الحنين والحزن”. إنهما اشتياق لكشف جميع المغلق والمحجوب، وبوصلة التفاعل الحق بين المرئي واللامرئي.

حينما استبد الوجد بالحلاج واستغاث بأهل الله–وفي رواية أخرى أهل “الإسلام”-من دلال الحبيب وحضوره المهيب(أيها الناس أغيثوني عن الله، فإنه اختطفني مني، وليس يردني عليّ، ولا أطيق مراعاة تلك الحضرة، وأخاف الهجران، فأكون غائبًا محرومًا، والويل لمن يغيب بعد الحضور، ويُهجر بعد الوصل. كذلك، يا أهل الإسلام أغيثوني!فإنه ليس يتركني ونفسي، فآنس بها،وليس يأخذني من نفسي، فأستريح منها،وهذا دلالٌلا أطيقه.) كان في المساحة المتوترة، ما بين الوحشة والأنس. يستوحش الدنيا بما فيها ومن فيها، ليأنس بالحبيب، الله عز وجل. وهى حالة مؤقتة يستوحش فيها المتصوف من الصور الخارجية للكائنات، من كونها أدوات تستخدم فحسب، كعلاقة “ابتذال”، يبتذل فيها المستخدم (بالفتح والكسر) على حد سواء. وحينما يحدث الأنس الذي هو “فرح القلوب بالمحبوب”.. و”انبساط المحب إلى المحبوب” و”ارتفاع الحشمة مع وجود الهيبة، وحين ارتفاع الحشمة وجب أن يكون الرجاء أغلب عليه من الخوف”.. وأخيرًا “أن يُستأنس بالأركان، فيغيب عن رؤية الأعيان”([7])، ترتد الذات لذاتها المغايرة، لتعود مرة أخرى للكائنات وتنشيء علاقة “حوار” وتبادل جمالي منسجم.

لا علم لأحد من العارفين والعلماء بـ “محل” العقل والمشاعر. إن أمور التدبر والتفكر والتأمل تحال إلى خلايا المخ أو المخيخ كـ “افتراض”، وأمور الانفعالات والأحاسيس والوجدان تحال إلى القلب كـ “افتراض”. إنها –أي التدبر والحدس القلبي- كائنات أو كيانات غير مادية. لكن التوجه الصوفي يكون بصقل “الحدس العميق” دون الفصل المادي والمجازي لثنائية “النفس والبدن”، “الروح والجسد” التقليدية؛ الحق خالق كل شيء، وللجسد قيمته. فالجميع متصل، “كل” ينقل ويتواصل، يؤثر ويتأثر، ليضيء بنور الحق.ويتنقل سابحًافي حضرة العوالم الخمسة، لعالمي الغيب والشهادة (عالم اللاهوت، الجبروت، الملكوت، الملك، والناسوت).آلية الصقل ربما تكون الذكر الدائم وصفائه، التقوى، الصلاة، الإعراض عن زخرف الدنيا، الخلوة أو الاعتكاف لفترة ما محدودة، التأمل العميق… وما لم يتم الإخبار عنه.وإن كان ذاك التجانس بين الجسد والروح في أول الطريق، فإن في الدرجات العلا من الترقي الصوفي، في خضم نسمات الرحمة الإلهية ومقامات الظاهر والباطن، تستلب الروح الجسد معها لرؤية عظمة جمال الحق ورهبته. التصوف منهج عملي يحقق إنسان قويم متكامل، كروح نابضة في قلب الحياة ذاتها.

العقل الجزئي/الفردي يتصل بالعقلي الكلي/ الفعال، عبر العقل بالقوة والعقل بالفعل والعقل المستفاد، وبالطبع بالإدراك أو الوعي الحدسي، الإدراك العميق أو عمق اليقين. اتصال دائم يتلقى فيه العقل الجزئي العلوم والأسرار والمكاشفات، لذا يكون الوعي هنا واللاوعي، العقل الخارجي والعقل الباطني وجهان للأمر ذاته؛ لفعل الإدراك وعمقه.

معين التصوف غير مرتبط بالأديان، السماوية منها والوضعية. ويكون بعيدًا عن أطر المعتقدات المحدودة والمغلقة، حتى وإن تأثر بثقافته المعاصرة وتراثه الإنساني؛ فجميعها بألوانها وتعددها تغدو رموزًا لفعل “التجلي”، والمقصود منها لا يختلف. جميع ما في الخلق مرايا و لها “أعيان ثابتة”، أي حقائق باطنة خفية.

افتراضات الدرس الصوفي:

  1. النمو النفسي/الروحي/ الوعي الخالص.
  2. الاجتماعية الإنسانية الرحبة (التواصل القلبي اللامنتهي).
  3. الوصول لمرحلة ودرجة السلام الصرف مع النفس وغيرها، “السلام الذي لا يوصف”.
  4. الكشف عن طريق من طرق النور صوب الحق في جلاله، دون الاستعانة بمتون وحواش. طريق المحبة الخالصة للجليل الجميل([8]).
  5. معرفة قوة الخيال: إنها جوهرية في التعبير عن المدرك، تسبق فعل الإدراك وتقوم بصياغته فيما بعد، في هيئة رموز وإشارات. بالخيال الفاعل ترتوي بذرة الوجود بالقوة للوجود بالفعل. إذن، الخيال ملكة إدراك التجليات وتأويله.
  6. الصلاة المنيرة والمنهمرة لخلق جديد صاف كل لحظة؛ فإنهم في صلاة وتواصل دائم مع الرحمن. صلاة باطنية، خفية، قلبية، محط نظر الجليل (ينظر إلى قلوبكم). فيما يمكن تسميته بـ “مناجاة العلم اللدني” عبر “علم القلب” السليم الصاف([9]).
  7. مصاحبة الدنيا بالجسد فحسب، ومفارقتها بالقلب.
  8. السلامة من آفات سوء الخُلق.
  9. التمكن من العبادة القويمة وتحقيق جوهر الخلافة في الأرض؛ تحقيق السلام الباطني والظاهري حتى تؤدى الأمانات لخالقها.
  10. تفعيل المساواة التامة بين جموع البشر، بأقوامهم وأممهم، بديناتهم ومذاهبهم ومراتبهم الاجتماعية، والقضاء على كافة ألوان الصراعات العنصرية، حتى في طبقاتهم الروحية؛ فمن سار على الدرب الروحي وصل.
  11. العالم العابد الناسك العامل، أربع أمور يوفرها تحقق التصوف.
  12. الحب مساره وحركته دائرية، لا من اتجاهات أخر، أعلى وأدنى، إنه تيار متصل على الدوام.
  13. أنه خبرة عملية ذاتية في المقام الأول.

إذن، يمكننا جميعًا أن نحيا عبر التصوف بالإشارة إلى الجميل الجليل، وربما نضحى صوفية فنشير عنه([10]).

وأخيرًا، يتم اتهام من نصفهم بالمستشرقين بتزييف ومغالطة نصوص التراث الصوفي، وتقديم قراءات ذاتية بعيدة عن حقائق المعاني والدلالات الروحية، التي يرمز إليها وجدان وكيان المتصوفة وأعمالهم، في حين أنه لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة لمعاني هذا التراث، فإن هناك من قدم للإنسانية أطروحات وقراءات ذات ثقل، غاية في الدقة والكثير من الموضوعية مثل: لويس ماسنيون(1883- 1962)، ولتر ستيس (1886-1967)، هنري كوربان(1903- 1978)، روجيه أرنالديز(1913-2007)، آنا ماري شيمل(1922- 2003)، جوزيبي سكاتولين (1942+) وغيرهم. ربما يتم طرح قراءات موضوعية وعلمية لأعمالهم وقراءاتهم هنا في “طواسين”، ولعلّي أبدأ معهم بالأخيرين.

*باحثة مصرية. قسم الفلسفة، كلية الآداب، جامعة القاهرة.

[1]– راسل (برتراند): “الصوفية والمنطق” من “عبادة الإنسان الحر”، ترجمة: محمد قدري عمارة، مراجعة: إلهامي جلال عمارة (مصر: القاهرة، المجلس الأعلى للثقافة، العدد892، الطبعة الأولى، 2005) ص 21- 53.

[2]– المرجع السابق نفسه، ص 42.

[3]– المرجع السابق نفسه، ص33.

[4]– الحلاج: الأعمال الكاملة، إعداد: قاسم محمد عباس (لبنان: بيروت، رياض الريس للنشر، الطبعة الأولى، مارس 2002) ص223.

[5]– المرجع السابق نفسه، ص 237.

[6]– كزنتزاكيس (نيكوس): تصوف: منقذوا الآلهة، ترجمة: سيد أحمد علي بلال (لبنان: بيروت، دار المدى للثقافة والنشر، الطبعة الرابعة 2013).

[7]– الحلاج، مرجع سبق ذكره، ص 221

[8]– رغم عمق وقوة تراث تأويل “النص المقدس/ القرآن الكريم” للصوفية، وتقديمهم لرؤية مغايرة لما قدمته الأصولية الفقهية، مثل: محي الدين بن عربي، عبد القادر الجيلاني، وأبي القاسم القشيري… وغيرهم. وكأنهم يشاركون الجميع ببعض تجليات الأسرار والكنوز التي لم تعرف، أو ينصهرون بكليتهم وكل كيانهم لجوهر الشرع كما ناشد الحلاج (858- 922م).

[9]– “قلوب العارفين لها عيون، ترى ما لا يراه الناظرون. وأجنحة تطير بغير ريش، إلى ملكوت رب العالمين”. الجيلاني (عبد القادر): سر الأسرار ومظهر الأنوار فيما يحتاج إليه الأبرار، تحقيق وتعليق: أحمد فريد المزيدي. (لبنان: بيروت، دار الكتب العلمية، الطبعة الثانية، 2007م) صـ 14

[10]– تبعًا لما ذكره الحلاج في “الأقوال-نصوص الولاية”: “من أشار إليه فهو متصوف، ومن أشار عنه فهو صوفي”.. “الصوفي هو المشير عن الله تعالى، فإن الخلق أشاروا إلى الله تعالى”. الحلاج، مرجع سبق ذكره، ص 239.

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي، لا يمكن نسخه!!